في عصر أصبح فيه التواصل أسهل من أي وقت مضى عبر أدوات رقمية مثل، واتساب، وزووم وغيرها، تشهد الصداقات تراجعًا ملحوظًا، إذ كشفت دراسات جديدة في الولايات المتحدة وبريطانيا عن اتجاه مقلق يتمثل في قلة عدد الأصدقاء المقربين، وانخفاض وتيرة التواصل، وتصغير الدوائر الاجتماعية. وبحسب تقرير نشرته صحيفة «إندبندنت»، أظهر استطلاع وجهات النظر الأمريكي لعام 2021 أن نسبة الرجال الذين لديهم 6 أصدقاء مقربين أو أكثر انخفضت من 55% في عام 1990 إلى 27% في 2021، بينما انخفضت النسبة لدى النساء من 41% إلى 24%. وأفاد نحو نصف المشاركين بأن لديهم ثلاثة أصدقاء أو أقل، بينما أقر 12% بعدم وجود أصدقاء مقربين على الإطلاق. استمر هذا الاتجاه بعد، فقد أظهرت تقارير بريطانية أن 22% من البريطانيين تقلصت دوائرهم الاجتماعية خلال السنوات الثلاث الماضية، مع تأكيد نصف المشاركين أنهم يتواصلون مع العائلة أو الأصدقاء مرة واحدة في الشهر أو أقل. ويرجع الخبراء هذا «الركود » إلى عوامل متعددة؛ إذ عطلت جائحة كوفيد-19 العادات الاجتماعية، لكن هناك قوى أعمق مثل التنقل الجغرافي المتزايد، وارتفاع أعباء العمل، وزيادة الوقت المخصص. كما تشير الأبحاث النفسية إلى أن نمط الحياة السريع، والانشغالات الرقمية، وصغر أماكن السكن، تحد من فرص التواصل العميق. والغريب أن التكنولوجيا التي تربطنا بعدد أكبر من الأشخاص غالبًا ما تؤدي إلى علاقات سطحية تفتقر إلى العمق.
ويحذر الخبراء من أن الشعور بالوحدة يحمل مخاطر صحية خطيرة تعادل التدخين أو الإدمان على الكحول. وأظهرت دراسات جامعة هارفارد أن الروابط الاجتماعية القوية مفتاح لحياة طويلة وصحية، ما يجعل الصداقة ضرورة أكبر من أي وقت مضى.
وتشير الأبحاث إلى أن البشر قادرون على الحفاظ على حوالي 150 علاقة اجتماعية، لكن 3 إلى 5 صداقات وثيقة فقط توفر السعادة والدعم الحقيقي. وينصح الخبراء بالعناية بهذه الصداقات من خلال الجهد المتعمد، والتواصل المفتوح، والقبول بتغير العلاقات مع الوقت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك