في واحدة من أبرز المشاركات التحكيمية الآسيوية، تألق الحكم القطري العالمي فهد العوضي في قيادة مباريات دوري أبطال آسيا للكرة الطائرة للرجال، التي أقيمت مؤخرا في اليابان، مجسدا نموذجا مشرفا للتحكيم الخليجي في المحافل الدولية.
وفي حوار خاص لـ «أخبار الخليج الرياضي»، يفتح العوضي قلبه ليحدثنا عن تفاصيل هذه التجربة الفريدة، كاشفا في الوقت نفسه عن التحديات، والمكتسبات، والفوارق الفنية، وأوجه التطوير في التحكيم الآسيوي، متحدثا كذلك عن حضور خليجي لافت لحكام متميزين تركوا بصمة واضحة في البطولة.
○ كيف تصف تجربتك في إدارة مباريات أبطال دوري آسيا للرجال في اليابان؟
- الحمد لله، كانت تجربة ثرية ومفيدة للغاية، أضافت لي الكثير على الصعيد المهني، وعكست تطور مستوى التحكيم الآسيوي، مما ساهم في تعزيز خبرتي من مختلف الجوانب.
○ ما الذي يميز هذه البطولة عن البطولات التي شاركت فيها سابقًا؟
- تميزت البطولة باهتمام بالغ من الاتحاد الآسيوي لتطوير مسابقاته، خاصة في فئة الرجال، وكان لوجود لويس المدير التنفيذي للاتحاد الدولي، دور فاعل من خلال متابعته المستمرة لعملية التقييم، مما يدل على حرصهم الكبير على الارتقاء بالبطولة.
○ ما مدى أهمية هذه التجربة في مسيرتك التحكيمية؟
- لا شك أن اختياري ضمن نخبة حكام آسيا لقيادة هذه البطولة من شأنه ن يمنحني دافعا إضافيا لبذل المزيد، وفخر لي أن أمثل قدوة وسفيرا مشرفا لبقية الزملاء الحكام.
○ ما التحديات التي واجهتك كحكم خلال البطولة؟
- بحمد الله، لم تكن هناك تحديات كبيرة، فالخبرة المتراكمة ساعدتني كثيرا في التعامل مع أي موقف، وكان التحدي الوحيد هو السعي المستمر لتقديم الإضافة والأفضل.
○ كيف كان تفاعل اللاعبين والأجهزة الفنية مع قرارات الحكام؟
- كان التفاعل ممتازا، ويعود ذلك إلى الأداء المميز الذي قدمه طاقم التحكيم عموما، مما أسهم في بناء احترام متبادل مع الجميع.
○ كيف تقيم التنظيم العام للبطولة؟
- التنظيم كان بشكل عام جيد جدا، أماكن الإقامة بحاجة إلى التحسين من حيث حجم الغرف، نظام الوجبات غير المريح، فالمطاعم تغلق ليلا في وقت مبكر التاسعة مساء، وكان من الأفضل توفير الطعام داخل الفندق نفسه، فجودة الطعام كانت دون المستوى بالنسبة لنا، وعلى مستويي جدول المباريات والمواصلات فقد كان منظما بشكل ممتاز.
○ هل كانت هناك تسهيلات خاصة للحكام؟
- التنظيم الياباني يتميز بالدقة والانضباط، والنظام المطبق يشمل الجميع بشكل عادل، وهو ما يحسب لهم.
○ كيف كان التنسيق بين اللجنة المنظمة واللجنة التحكيمية؟
- التنسيق كان عالي المستوى، وتم الاستجابة لأي ملاحظات ترفع من خلال الأخ حامد الروسي سكرتير لجنة حكام آسيا، إضافة إلى التفاعل المباشر من راديتريا رئيس لجنة التحكيم، والدعم الدائم من رئيس الاتحاد الآسيوي رامون سوزار.
○ هل هناك نقاط تنظيمية تتمنى رؤيتها في البطولات الخليجية أو العربية؟
- بكل موضوعية، البطولات الخليجية والعربية تتفوق من حيث الحفاوة والكرم وسهولة التواصل، لكن أتمنى تعزيز ثقافة الجمهور والتشجيع الحضاري داخل الصالات عندنا، فضلا عن زيادة التفاعل المجتمعي من خلال الفعاليات الخارجية وبيع المنتجات الخاصة بالبطولة خلال الاستحقاقات الرياضية خاصة الكبيرة منها.
○ كيف يؤثر التنظيم في أداء الحكام؟
- التنظيم الجيد والتفاعل الجماهيري الإيجابي يعززان من متعة الحكم بالمباراة ويسهمان في رفع أدائه وثقته.
○ كيف تقيم المستوى الفني للفرق؟
- الريان القطري، فولاذ الإيراني، سانتوري ومولتون اليابانيين كانوا في المستوى الأول، لما يمتلكونه من عناصر مميزة وخبرة، ويأتي في المستوى الثاني المحرق، الفريق التايلندي، الصيني، والأوزبكي، مع أداء مشرف من الفريقين البحريني والتايلندي.
○ ما رأيك في تطور الكرة الطائرة الآسيوية تكتيكيا وبدنيا؟
- خلال السنوات الخمس الماضية، تطور الأداء الآسيوي بشكل واضح، خصوصًا في الجانب التكتيكي والدفاعي، مع تحسن ملحوظ في الإعداد البدني، خاصة لدى فرق السيدات رغم الفارق البنيوي مقارنة بأوروبا.
○ هل هناك فروقات فنية بين فرق شرق وغرب آسيا؟
- نعم، توجد فروقات، لكنها قابلة للتقليص بالاستعداد الجيد والاستمرارية في العمل، والمهم هو التحضير المبكر.
○ هل لفت انتباهك لاعب أو فريق معين؟
- نعم، الفريقان التايلاندي والمحرق البحريني قدما أداء لافتا، رغم خروجهما من البطولة، إلا أنهما ظهرا بمستوى مشرف.
○ ما أبرز الأساليب الفنية المستخدمة؟
- كان هناك تركيز ملحوظ على الإرسال القوي جدا، والضرب الهجومي من مركز 6 على طريقة «البايب».
○ كيف تقيم مستوى التحكيم في البطولة؟
- المستوى كان ممتازا بشكل عام، لكن تبقى اللغة الإنجليزية نقطة ضعف واضحة لدى حكام شرق، شمال، ووسط آسيا، على عكس حكام غرب آسيا الذين يتمتعون بإجادة أفضل.
○ ما مدى دقة استخدام تقنية الفيديو (Challenge)؟
- تقنية الفيديو لم تكن بالمستوى المطلوب مقارنة بالاتحاد الدولي أو بعض دول غرب آسيا، خصوصا على مستويي سرعة الأداء وجودة الكاميرات.
○ هل تم تبادل الخبرات بين الحكام؟
- بالتأكيد، وكان هناك حرص كبير على تبادل الخبرات وتعزيز الفائدة الجماعية من هذه المشاركة.
○ هل التحكيم الآسيوي يواكب تطور اللعبة؟
- نعم، رغم وجود حاجة لمزيد من العمل، خاصة في الجانب اللغوي، الذي يعد عاملا مهما في التواصل الفعال داخل الملعب.
○ ما أبرز الخبرات التحكيمية التي خرجت بها؟
- تعلمت أن لكل بطولة وبلد خصوصياته، وعلى الحكم أن يكون مرنا ومطلعا، وأن يطور من قدراته لفهم المواقف المختلفة التي قد لا تواجهه في الدوريات المحلية.
○ ما الكلمة الأخيرة التي تود تسجيلها؟
- تسجل البطولة الآسيوية حضورا خليجيا مشرفا ليس فقط على مستوى الفرق، بل في ساحة التحكيم أيضا.
ما يلفت الأنظار في هذه البطولة هو الحضور اللافت لنخبة من الحكام الخليجيين الذين يقدمون أداء مميزا يعكس تطور التحكيم في المنطقة، من بين هؤلاء الحكم القطري العالمي فهد العوضي، صاحب الباع الطويل في بطولات العالم، والحكم البحريني الدولي المتميز علي مكي من المملكة، الذي قاد مباراة نصف النهائي بين الفريقين الإيراني والياباني، بمساعدة الحكم فهد العوضي كحكم ثان.
كما لا يمكن إغفال الدور البارز الذي يقوم به الإماراتي حامد الروسي، رئيس لجنة الحكام في البطولة، والذي يعد من أبرز الكفاءات التحكيمية الخليجية والعربية على المستوى القاري والدولي. والذي يشغل حاليا منصب سكرتير لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي، وعضو لجنة قواعد اللعبة والتحكيم في الاتحاد الدولي، كل الأمنيات والتوفيق لهؤلاء الحكام في هذا الاستحقاق الكبير، فهم فخر الخليج في المحافل الدولية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك