كييف - (أ ف ب): قال الكرملين أمس السبت إن اللقاء «ممكن» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، شرط أن تسبقه «اتفاقات» تبرم بين موسكو وكييف، غداة أول مفاوضات مباشرة بين الطرفين منذ ربيع 2022، لم تفض إلى هدنة. على الأرض، يواصل الجيش الروسي قصف بلدات وقرى في أوكرانيا دونما هوادة منذ بدء غزوه لهذا البلد في فبراير 2022، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص في شمال البلاد ليلا، بحسب كييف.
وبعد أسبوع ساده التوتر الشديد، عقدت كييف وموسكو أول محادثات مباشرة بينهما منذ ربيع عام 2022 في اسطنبول، أظهرت خصوصا حجم الهوة التي ينبغي ردمها من أجل إنهاء النزاع الذي اندلع إثر الغزو الروسي. وطلب الوفد الأوكراني بشكل أساسي من الروس وقف إطلاق نار «غير مشروط» وعقد لقاء بين زيلينسكي وبوتين. ولم يتم الاتفاق إلا على تبادل ألف أسير من كل معسكر، كما أكد الوفد الروسي.
وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف أمس السبت أنه «يأمل» أن يتم هذا التبادل «الأسبوع المقبل». من جانبه، أكد فلاديمير ميدينسكي، أحد مستشاري بوتين، وكبير المفاوضين الروس، أن موسكو «أخذت علما» بطلب كييف عقد قمة بين الرئيسين. وأكد الكرملين السبت أن مواصلة المباحثات مع كييف ممكنة فقط بعد تبادل الأسرى الذي اتفق عليه الطرفان الجمعة في اسطنبول خلال مباحثات مباشرة هي الأولى بينهما منذ ربيع عام 2022. وشدد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «يبقى تطبيق ما اتفق عليه الوفدان في الأمس. والأمر يتعلق أولا بتبادل ألف أسير» من الجانبين. وأضاف أن اللقاء بين بوتين وزيلينسكي «ممكن، لكن فقط بعد التوصل إلى اتفاقات بين الجانبين»، متطرقا أيضا إلى «تبادل» شروط كل طرف للتوصل إلى هدنة.
وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو بشأن مفاوضات اسطنبول. وقالت وزارة الخارجية الروسية السبت في بيان إن «لافروف أشار إلى الدور الإيجابي للولايات المتحدة في مساعدة كييف على القبول أخيرا باقتراح الرئيس فلاديمير بوتين استئناف محادثات إسطنبول»، مضيفة أنّ موسكو مستعدّة لمواصلة العمل مع واشنطن بهذا الشأن.
من جانبه أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوجان السبت أن المباحثات التي جرت في اسطنبول بين موسكو وكييف «مهمة جدا» لإنهاء الحرب في أوكرانيا وإحلال السلام في المنطقة.
كذلك، أظهر الاجتماع الذي عقد الجمعة في إسطنبول واستمر لأقل من ساعتين التباين التام بين مواقف موسكو وكييف. ويتمسك الكرملين بمطالب صعبة: أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية.
وترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي الذي يحتل نحو 20% من الأراضي الأوكرانية. في الأسابيع الأخيرة، رفضت موسكو مرارا العرض الأوكراني بوقف إطلاق النار رغم الضغوط التي مارسها الأوروبيون والولايات المتحدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك