في عالم الكرة الطائرة، لم تعد المواهب المحلية وحدها كافية لتحقيق الإنجازات، وتزيين خزائن الأندية بالألقاب والدروع والكؤوس خاصة في البطولات الكبرى وذات الطبقة العليا التي تحتدم فيها المنافسة بين نخبة الأندية كالبطولات الآسيوية أو العالمية.
وأصبحت التعاقدات سواء كانت شرا أو خيرا مع المحترفين الأجانب ركيزة أساسية لأي فريق يطمح لاعتلاء منصات التتويج، سواء في المنافسات المحلية أو القارية. وفي هذه الوقفة نسلط الضوء على الأندية الأربعة التي تأهلت إلى الدور نصف النهائي من بطولة أبطال الدوري للكرة الطائرة الآسيوية للرجال المقامة في اليابان حتى 18 مايو، لنرى مدى تأثير نوعية وقماشة اللاعبين المحترفين الذين عززت بهم الأندية الأربعة صفوفها، ومدى تأثير ذلك على نتائجها.
الاحتراف.. استثمار لا رفاهية
التجارب أثبتت أن المحترف الجيد لا يمثل عبئا ماليا على الأندية المقتدرة بطبيعة الحال، بل هو استثمار حقيقي يعود بالنفع فنيا وتسويقيا على الفريق متى كان هذا الأخير ينشط في منافسات قائمة منظومتها على العمل الاحترافي. فالفِرق التي تمتلك رؤية واضحة وإدارة واعية تدرك تماما أن التوفير في ملف المحترفين هو في الحقيقة «تبديد» للموارد، لأن التعاقد مع لاعب دون المستوى لا يقدم الإضافة المرجوة، بل قد يخل بتوازن الفريق ويؤثر سلبا على نتائجه قبل خزائنه.
الأربعة.. نموذج للاحترافية
في بطولة أبطال الدوري للكرة الطائرة الآسيوية، لم يكن وصول الفرق الأربعة (الريان القطري، سانتوري وأوساكا اليابانيين، وفولاذ الإيراني) إلى الدور نصف النهائي محض صدفة أو نتيجة لتقلبات الجدول، بل هو نتاج عمل مؤسسي وقرارات فنية سليمة، خصوصا فيما يرتبط بملف المحترفين.
كل فريق من هذه الفرق أحسن اختيار لاعبيه الأجانب وفق معايير دقيقة تراعي الاحتياجات الفنية، طبيعة المنافسة، وخبرة اللاعب في البطولات القوية.
ونرى أن بعض هذه الفرق قد ضم لاعبين دوليين سبق لهم تمثيل منتخبات عالمية، وآخرون تألقوا في دوريات أوروبية وأمريكية، وهو ما انعكس على أداء الفرق في الملعب من حيث الانسجام، القوة الضاربة، والقدرة على الحسم في النقاط الحاسمة.
الفرق بين محترف وآخر
ليس كل محترف يصنع الفارق، اللاعب الأجنبي الناجح هو من يندمج سريعا مع المجموعة، ويفهم فلسفة المدرب، ويظهر شخصية قيادية في اللحظات الحاسمة، أما اللاعب الذي يحضر فقط لاستكمال القائمة، دون إضافة فنية حقيقية، فهو مجرد عبء مادي قبل أن يكون عبئا فنيا، ويستوي وجوده وعدمه.
رسالة
الرسالة التي ينبغي أن تفهم بوضوح من المشاركات في البطولات ذات القيمة هي أن الطموح بتحقيق نتائج إيجابية في البطولات الخارجية لا يتحقق بالأماني، بل بتوفير أدوات النجاح، وعلى رأسها المحترف المؤثر، إن الاعتماد على تعاقدات ضعيفة هو مضيعة للوقت والجهد والمال.
محترفون من العيار الثقيل
الأندية التي وضعت نصب عيونها المنافسة ومنصات التتويج تميزت هذه الفرق بتعزيز صفوفها بمحترفين من العيار الثقيل، مما ساهم في تقديم أداء متميز في البطولة، نلقي هنا نظرة على أسماء بعض اللاعبين التي استقطبتها بعض الأندية.
الريان القطري
تأهل الريان إلى نصف النهائي بعد فوزه على أكتوبي الكازاخي بنتيجة 3-1 في ربع النهائي، وتضم صفوفه المحترفين نمير عبد العزيز (هولندا) مهاجم قوي يتميز بضرباته الساحقة، لاعب متعدد المهام، يساهم في الهجوم والدفاع، ويعرف بدقته في الإرسال، ويلعب في مركز 2.
وكيتا نوموري (مالي) مهاجم قوي يبلغ طوله 2.02 متر، يتميز بضرباته الساحقة، وقدرته على اختراق حائط الصد. وكوستا ماركوس (البرازيل)، لاعب متميز بطول 1.94 متر، يتمتع بخبرة دولية واسعة.
سانتوري صن بيردز
تأهل الفريق بعد فوزه على المحرق في ربع النهائي، وتضم صفوفه العملاق الروسي ديميتري موسيرسكي، لاعب طويل القامة (2.18 متر)، يتميز بقوة ضرباته وقدرته على السيطرة على الشبكة.
ألكسندر سليوكا (بولندا)، مهاجم قوي يتمتع بخبرة دولية، يساهم في تعزيز القوة الهجومية للفريق، ويلعب في مركز 4.
وألان ديرماس (كوبا) لاعب يتميز بالمرونة والسرعة، يضيف تنوعا في أساليب الهجوم.
أوساكا بلوتيون
تضم صفوف فريق أوساكا بلوتيون الياباني ثلاثة لاعبين محترفين أجانب توماس جاشكي لاعب أمريكي دولي، يمتلك ميداليتين برونزيتين أولمبيتين.
والبولندي ميخال كوبيك لاعب دولي، معروف بخبرته الكبيرة ومهاراته.
والمقدوني الدولي نيكولا جورجيف، ويشغل مركز 2، ويمتلك خبرة واسعة في الدوريات الآسيوية.
فولاذ الإيراني
الفريق الإيراني هو صاحب لقب النسخة السابقة، وجاء إلى النسخة الجديدة للمحافظة على اللقب، ورغم الانتدابات المحلية إلا أنه عزز صفوفه بالفرنسي الدولي المعروف ماغبث متعدد المهام، والكوبي كنسبشن لاعب مركز3.
وتظهر هذه التعاقدات الاستراتيجية أهمية الاستثمار في لاعبين محترفين ذوي جودة عالية لتحقيق النجاحات في البطولات الكبرى، فالفرق التي تسعى إلى إحراز الألقاب، سواء في الدوريات المحلية أو في المشاركات الخارجية، تدرك أن التعاقد مع لاعبين متميزين ليس ترفا، بل ضرورة لتحقيق الأهداف المنشودة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك