أطلقت السفارة الألمانية في مملكة البحرين مبادرة «فنانون في مقر الإقامة»، وهي مبادرة ثقافية تحتفي بتحول مقر إقامة السفير الألماني إلى مساحة فنية نابضة بالحياة من خلال 55 عملا فنيا بحرينيا معاصرا يجسد المرأة والرجل معا.
تجمع هذه المبادرة الفنانين عدنان الأحمد وعائشة حافظ، وذلك بدعم من مؤسسة راشد آل خليفة للفنون، وهي مؤسسة غير ربحية تُعنى بتمكين الفنانين من خلال توفير فرص للظهور والتطور والتواصل ضمن المجتمع الفني الأوسع.
وتمثل المبادرة، التي تم إطلاقها في حفل استقبال أقيم بمقر إقامة السفير الألماني يوم الأربعاء، فصلاً جديداً من التعاون الثقافي بين البحرين وألمانيا، يعزز الحوار الفني والتقدير المتبادل.
وقال سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى مملكة البحرين، كليمنس هاخ: «لقد أدهشني فعلاً هذا التحول الفني في مقر إقامتي من خلال عرض أعمال عدنان الأحمد وعائشة حافظ. لقد تناغمت أعمالهما بشكل رائع مع بعضها البعض ومع المكان، وأنا ممتن لمؤسسة راشد آل خليفة للفنون وللفنانين على دعمهم الذي اسهم في نجاح هذه التجربة الفنية الفريدة».
من جانبه، أضاف الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة مؤسس مؤسسة راشد آل خليفة للفنون: «في المؤسسة، نؤمن بأن التعاون الفني والتبادل الثقافي يشكلان حجر أساس في بناء جسور التواصل بين المجتمعات. هذه المبادرة مع السفارة الألمانية تمثل تجربة جميلة تتيح للفنانين فرصة لعرض أعمالهم في سياق مختلف وتفاعل جديد، ويسعدنا أن ندعم مشاريع تبرز دور الفن كوسيلة للتقريب والإلهام».
واختار الأحمد ما يقارب 17 لوحة من مجموعاته الفنية التي تبرز عنصر المرأة بكل حالاتها ومراحل حياتها سواء كانت أما او أختا أو زوجة أو عشيقة. يجسدها الأحمد بالألوان الترابية فهي من الأرض وهي أساسها.
يمزج الأحمد في لوحاته الفنية بين التكوين الهندسي والبنية المركبة المتعددة الطبقات، المستلهمة من الذاكرة والخيال والعاطفة. ومن خلال نهج علمي ورمزي يعيد تفسير الذكريات القديمة والحديثة في شكل سرديات بصرية جديدة، مبتكراً أعمالاً غامرة ومليئة بالتجريد والتأمل الذاتي.
أما الفنانة عائشة حافظ، فتستخدم الحجر الجيري كقالب لأعمالها الفنية، لتعكس من خلاله توازناً بين الرقة والصلابة. واختارت 38 عملا فنيا من مجموعات مختلفة تتناول موضوعات السلام والجمال والطبيعة والعطاء، وتستلهم رموزا مثل الطير والحمام وأغصان الزيتون.
تجسد أعمال عائشة الطفل والرجل والمرأة معا، فتنتقل بالرجل أحيانا إلى كافة أرجاء العالم وتبرز ملامحه الإفريقية والآسيوية لتتحول إلى المرأة وتظهر رقتها ومشاعرها الجياشة كأم أو تستلهم من نساء بيكاسو وجوها مخملية خاصة بها. لكنها قد تقف ما بين الاثنين فتظهر الإنسان بأقنعته في مجموعة أخرى لتعكس خفايا الوجه من حب وحزن وخوف وكل مشاعر الروح والجسد. وتنتقل لاحقا إلى الطفولة لتجسد فرحها وحلمها الذي يتطلع للعالم ببراءة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك