مملكة البحرين ودول الخليج العربي الأخرى غنية بالطاقة الشمسية؛ فكل متر مربع يتوافر فيه طاقة شمسية قدرها 6 كيلووات - ساعة، ولو علمنا أن كل برميل نفط ينتج 1,700 كيلووات - ساعة فهذا يعني أن كل 300 متر مربع من أراضي البحرين يمكن أن توفر طاقة إنتاج برميل نفط إذا كانت كفاءة الخلايا الشمسية 100%، أما إذا كانت كفاءتها 20% فإن مساحة 1,500 متر مربع من أراضي البحرين (مساحة حوالي ملعبي كرة قدم احترافيين) ستوفر طاقة برميل نفط، وهذا يعني أن أرضا مساحتها مليون متر مربع (مساحة مدينة الملك عبدالله الطبية بجامعة الخليج العربي) يمكنها أن تنتج طاقة كهربائية شمسية تعادل ما ينتجه 666 برميل نفط.
وفيما يلي عرض لما لا يعرفه الكثير عن الطاقة الشمسية، واستغلالها، ومميزاتها، وسياساتها في مملكة البحرين:
1.المساحة المطلوبة لكل 1 كيلووات هي 6 إلى 8 أمتار مربعة، وأن كل 1 كيلووات من الخلايا الشمسة ينتج -كحد أقصى- 5 كيلووات - ساعة يوميا (150 كيلووات - ساعة شهريا) أي تكفي لإضاءة 100 مصباح LED بقدرة 10 وات لكل منهما مدة 5 ساعات.
2.السعر الحالي لكل سطح شمسي بقدرة 330 وات حوالي 110 دنانير، اي سعر الوات الكهربائي 3 دنانير، وقبل 10 سنوات كان حوالي 10 دنانير، وقبل 20 سنة كان 30 دينارا تقريبا، ومساحة هذا السطح حوالي 2 متر مربع (2م × 1م) وكفاءة الخلايا الشمسية فيه حوالي 20%. علما بأنه في السوق العالمية تتوافر أسطح قدرها 750 وات!
3. إذا ركبنا 10 كيلووات على سطح منزل فإن أبحاثنا التجريبية على البحرين تشير الى اننا سنحصل يوميا على كهرباء شمسية 50 كيلووات - ساعة، وفي شهر واحد سنحصل على 1500 كيلو وات - ساعة، وهذا يعادل جزءا بسيطا من متوسط الاستهلاك الشهري للبيوت في البحرين والخليج العربي، وهو 5,000 كيلووات - ساعة، أي يعادل ما تنتجه هذه الخلايا الشمسية 30% من الاستهلاك الكهربائي من الطاقة المنتجة بحرق الغاز الطبيعي.
4. إذا تم شراء هذه الكهرباء (1,500 كيلووات - ساعة شهريا) من قبل الدولة بالسعر المدعوم للكهرباء (3 فلوس لكل كيلووات ساعة؛ الشريحة الاولى)، بافتراض أن كل شهر سيحصل على نفس الطاقة الكهربائية الشمسية (1,500 كيلووات - ساعة)، فإن مالك المسكن سيتحصل سنويا على 54 دينارا، وإذا كانت كلفة تركيب 10 كيلووات هي 5000 دينار فإنه سيسترجع ما أنفقه على تركيب المنظومة الشمسية على سطح منزله فقط بعد مضي حوالي 100 سنة! أما إذا اشترت الدولة هذه الكهرباء بكلفة 30 فلسا لكل كيلووات - ساعة فإنه سيتحصل سنويا على 540 دينارا وسيسترجع أمواله بعد حوالي 10 سنوات.
5. لو جعل كل منزل ثلث كهربته بالطاقة الشمسية لانخفضت انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون من منزله إلى الثلث (33%).
6.المكيف الذي قدرته الكهربائية 2 طن (حوالي 24,000 وحدة حرارية بريطانية أو 6 كيلووات) يحتاج إلى طاقة كهربائية قدرها 6 كيلووات - ساعة أي يحتاج إلى تركيب 10 كيلووات من الخلايا الشمسية، حيث إن 80% من الكهرباء التي تستهلكها المنازل في البحرين تقريبا (ودول الخليج العربي الأخرى) من الشبكة العامة تكون لغرض التبريد (تكييف الغرف) .
7.قامت مملكة البحرين بتركيب خلايا شمسية على أسطح 10 منازل بقدرة حوالي 8 كيلووات، وبكلفة حوالي 4000 دينار لكل منزل، لغرض معرفة أدائها والمشاكل الفنية لمكونات تلك المنظومة الشمسية، ومقارنة الحسابات النظرية بالواقعية، وكان ذلك قبل 5 سنوات تقريبا.
8.فتحت حكومة مملكة البحرين المجال لشركات الطاقة أو المستثمرين في الطاقة لتركيب الخلايا الشمسية على المنشآت الحكومية والخاصة، وبيعها على المستفيد بمبلغ أقل من التجاري (حوالي 22 فلسا لكل وحدة)، وفق اتفاقية معينة بين الطرفين، بشراء تلك الكهرباء الشمسية مدة 25 سنة من دون أن يتحمل صاحب المنشأة تكاليف الصيانة والتنظيف. مثال على ذلك شركة Yellow Door Energy التي وقعت ثلاث اتفاقيات مع ثلاثة مشاريع مرموقة (3.5 ميجاوات مع مجمع الأفنيوز و4.7 ميجاوات مع مجمع سيتي سنتر و10 ميجاوات مع مجمع البحرين- وهو أكبر مسطح شمسي تجاري في البحرين).
9.من مزايا منظومات الخلايا الشمسية أن تركيبها لا يستغرق وقتا، ولا يسبب ضررا في حال حدوث كوارث طبيعية بمثل المحطات الكهربائية النووية؛ فمنظومة بسعة 1000 ميجاوات يمكن تركيبها في غضون 9 أشهر بينما للطاقة النووية تحتاج الى 10 سنوات (من بدء الحصول على ترخيص إلى الإنتاج الفعلي) والتي إذا تعرضت لكارثة طبيعية يمكن أن تتسبب في كارثة بيئية لا تحمد عقباها.
10.يوجد مصنعان محليان لإنتاج الخلايا الشمسية في مملكة البحرين، وهما Solar One (في عام 2017)، وينتج خلايا شمسية بسعة 60 كيلووات يوميا (22 ميحاوات سنويا)، و Solartecc وينتج 45 كيلووات يوميا (16 ميجاوات سنويا).
11.وقعت جامعة البحرين اتفاقية تركيب حوالي 42 ميجاوات في 15 أغسطس 2023، علما بأن بابكو قامت بتركيب 500 كيلووات من الخلايا الشمسية على أراضي جامعة البحرين بالصخير، ضمن منظومة 5 ميجاوات في عوالي في 26 يونيو 2014 - أي قبل حوالي 11سنة.
12.تماشياً مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وتحقيقاً للحياد الكربوني بحلول عام 2060 التزمت البحرين بزيادة نسبة الطاقة المتجددة إلى 20% من مزيج الطاقة الكلي بحلول عام 2035 م.
13. مقدار القدرة المركبة لمشاريع الطاقة المتجددة الموزعة في مملكة البحرين بلغ حتى الآن حوالي 100 ميجاوات موزعة بين القطاعات السكانية والتجارية والصناعية مثل المستشفيات والجامعات والمصانع والشركات والمجمعات التجارية.
14.المشاريع المدرجة لتركيب خلايا شمسية على أسطح المنشآت في البحرين والتي ستكتمل بعد بضع سنوات تصل الى حوالي 300 ميجاوات.
15.قامت جامعة البحرين بالعديد من الانجازات في الطاقة الشمسية؛ فهي أنتجت محطة متنقلة لتوليد الكهرباء بالخلايا الشمسية وطاقة الرياح، ومحطة تحلية متنقلة بالطاقة الشمسية، وسيارة تعمل بالطاقة الشمسية وقارب يعمل بالطاقة الشمسية، ومختبر عالمي لفحص أداء الخلايا الشمسية، وطرح برنامج ماجستير في الطاقة الشمسية، وفازت في مسابقات عالمية في الطاقة الشمسية للمباني.
وبإذن الله، في حلقة أخرى سيتم الكتابة عن طاقة الرياح في مملكة البحرين مع التركيز على ربطها بكهربة المباني لاستدامتها، والفرق بين تلك المركبة على اليابسة وتلك التي في عرض البحر.
أستاذ مشارك في العمارة المستدامة، جامعة البحرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك