أدى تزايد إمكانية الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي إلى تسهيل عملية إنشاء المحتالين لعمليات تزييف عميق يصعب تمييزها عن المحتوى الأصلي؛ ما يُشكل تحديًا كبيرًا للأفراد والمؤسسات التي تسعى لحماية نفسها من هذه الهجمات المتطورة. وتعتمد تقنية التزييف العميق على الذكاء الاصطناعي، وقد أصبحت تهديدًا كبيرًا لأنها تمكّن المحتالين من إنشاء مقاطع فيديو ومقاطع صوتية مزيفة مقنعة. وتستهدف هذه العمليات الاحتيالية الأفراد والشركات، مستغلةً نقاط ضعف البشر بدلًا من العيوب التقنية. وقد استُخدمت تقنية التزييف العميق في مجموعة متنوعة من عمليات الاحتيال، بما في ذلك هجمات انتحال الشخصية، إذ يُقلّد المجرمون المديرين التنفيذيين أو الموظفين للموافقة على معاملات احتيالية. وفي بعض الحالات أسفرت هذه العمليات عن خسائر بملايين الدولارات. وبالمثل، اعتمدت عمليات الاحتيال العاطفي ومخططات التصيد الاحتيالي تقنية التزييف العميق للتلاعب بالضحايا، ودفعهم إلى مشاركة معلومات حساسة أو تحويل أموال. وللحماية من عمليات الاحتيال بتقنية التزييف العميق يوصي الخبراء بعدة استراتيجيات، من بينها الحد من كمية المعلومات الشخصية المُشاركة عبر الإنترنت، إذ يُمكن استخدامها لإنشاء محتوى مُزيف مُقنع. كذلك، من المهم التحقق من أي اتصال مُريب من خلال قنوات موثوقة، مثل الاتصال مُباشرةً بالشخص أو المؤسسة المُتورطة قبل اتخاذ أي إجراء. ويجب أيضًا استخدام أدوات الكشف المُصممة لتحديد محتوى الصوت أو الفيديو المُتلاعب به. أما بالنسبة إلى الشركات فيُعد الاستثمار في تدابير الأمن السيبراني المُتقدمة، مثل أنظمة الكشف بالذكاء الاصطناعي في الوقت الفعلي، وتدريب الموظفين على اكتشاف عمليات الاحتيال، أمراً بالغ الأهمية. كما يُوصى باتباع نهج تقييم الرسالة، وتحليل العناصر الصوتية والمرئية بحثاً عن أي تناقضات، والتحقق من صحة المصدر. وإذا شعرت بأنك وقعت ضحية عملية احتيال أو كنت تشك بأن حساباتك أو هويتك قد تعرضت للاختراق، فأبلغ عن الحادثة فوراً، وتواصل مع الجهات المختصة في بلدك.
الصفحة الأخيرة
مـع تـزايـد اسـتـخـدام تـقـنـيـة التزييف العميق.. نصائح أمنية

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك