سجل فريق دار كليب اسمه كطرفٍ منافس بجدارة أمام فريق المحرق في نهائي كأس ولي العهد –أغلى بطولات الكرة الطائرة – والمقرر إقامته غدا الثلاثاء 6 مايو الجاري، فيما ودع فريق الأهلي البطولة بأسى وندم، بعد أن فرط في تقدمه بشوطين نظيفين، ليغادر الموسم خالي الوفاض، متخليا عن فرصة الدفاع عن لقبه الذي توج به في موسم 2023-2024.
وفي هذه الوقفة التحليلية والإحصائية، نسلط الضوء على أحداث مباراة نصف النهائي الثالث التي جمعت فريقي دار كليب والأهلي، والتي كشفت أن التقدم في النتيجة لا يضمن الفوز حتى إطلاق صافرة النهاية.
للتاريخ والتوثيق
أقيمت المباراة على صالة عيسى بن راشد الرياضية في الرفاع، وانتهت بفوز دار كليب بثلاثة أشواط مقابل اثنين، بعد أن تقدم الأهلي في البداية بشوطين نظيفين. أدار اللقاء باقتدار الحكمان الدوليان محمد منصور (حكم أول) ومحمد عباس (حكم ثان).
سيناريو الشوط الأول
رغم محافظة الأهلي على الفارق النقطي (17-14، 19-16، 22-19)، تمكن دار كليب من فرض التعادل حتى 28-28، قبل أن يحسم سيد محمد العبار – لاعب مركز 4 – الشوط لصالح الأهلي بفضل نقطتين حاسمتين، مما منح فريقه دفعة معنوية انعكست إيجابا على أدائه في الشوط الثاني.
سيطرة أهلاوية
شهد هذا الشوط تفوقا واضحا من الأهلي، الذي وسع الفارق إلى 19-11 ثم 23-12، في وقت تراجع فيه أداء دار كليب بشكل لافت، حيث كثرت أخطاء الهجوم وسوء الاستقبال رغم محاولات الجهاز الفني لتعديل المسار عبر التبديلات.
بداية العودة
استفاق دار كليب في الشوط الثالث بعد بداية متكافئة (11-11)، قبل أن يفرض أفضليته ويتقدم 17-14، في دلالة على العودة الذهنية والروح القتالية العالية، هذا التحول يحسب للجهاز الفني واللاعبين الذين أعادوا ترتيب صفوفهم بهدوء وفعالية.
عبد الواحد..
الترمومتر الثابت
قدم محمود عبدالواحد قائد دار كليب واحدة من أبرز مبارياته، حيث حافظ على مستواه الهجومي طوال اللقاء، ولعب دورا تحفيزيا مهما في الفترات الحرجة، وكان خيارا ثابتا للمعد علي حبيب، خاصة في ظل غياب المحترف الكرواتي توميسلاف وتذبذب مستوى يوسف خالد في الشوطين الأوليين.
توميسلاف يصنع الفارق
غياب توميسلاف عن الشوطين الأوليين أثر على الفاعلية الهجومية من مركز 2، وضيق خيارات المعد، لكن عودته في الشوط الثالث أحدثت توازنا هجوميا، وفتحت جبهات إضافية خففت الضغط عن عبدالواحد ويوسف خالد، مما ساهم في الفاعلية الهجومية التي انعكست على النتيجة.
تألق أهلاوي جماعي
قدم ضاربو الأهلي، بقيادة علي إبراهيم، سيد محمد العبار، محمود عبدالحسين، وثنائي مركز 3 هاني عليوي ومحمد حبيب، أداء هجوميا قويا أسفر عن تسجيل 62 نقطة. كما أجاد المعد محمود حسن توزيع الكرات في الوقت والمكان المناسبين، في الوقت الذي قدم فيه ثنائي مركز الليبرو أيمن هرونة وحسين عبدالله أداء قتاليا.
تغيير أخل بالتوازن
شكل خروج علي إبراهيم ومحمود حسن نقطة ضعف مؤثرة، حيث لم ينجح البديلان محمد عنان وحسين منصور في سد الفجوة. تراجع الأداء الهجومي وغياب الحلول – خصوصا من اللاعب جوني غير الجاهز كانا دليلا على ذلك، كما أن حسين منصور بدا مهتزا، ما صب في مصلحة دار كليب.
أرقام هجومية ودفاعية
النقاط الهجومية: الأهلي (62)، دار كليب (58).
الأخطاء المباشرة: الفريقان معا ارتكبا 63 خطأ (دار كليب 31، الأهلي 32).
أخطاء الإرسال: 22 إرسالا مهدرا (11 لكل فريق).
أخطاء هجومية: 10 لكل فريق.
أخطاء الشبكة: الأهلي 4، دار كليب 3.
أخطاء الاستقبال: دار كليب 5، الأهلي 4.
أخطاء الإعداد/الحمل: دار كليب ارتكب خطأ إعداد وحمل، الأهلي ارتكب خطأ حمل.
تفوق في حائط الصد
تفوق دار كليب على صعيد حائط الصد المباشر، مسجلا 14 نقطة مقابل 12 نقطة للأهلي.
التبديل الناجح
كان إشراك أيمن عيسى بديلا مؤثرا، إذ أضاف عنصر الخبرة وساهم في رفع إيقاع الأداء بحماسته، خاصة بعد استبدال اللاعب الشاب حسن عليوي.
خلاصة فنية
ريمونتادا دار كليب لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة لتبديلات ذكية وعودة ذهنية قوية، في المقابل، افتقر الأهلي للاستمرارية الذهنية والبدائل التكتيكية بعد الشوطين الأوليين.
فوز دار كليب منح الفريق دفعة معنوية هائلة قبل النهائي المنتظر أمام المحرق، بينما سيكون على الأهلي إعادة تقييم قدرته الذهنية وتحمله للضغوط في المواعيد الكبرى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك