شهدت مياه الفجيرة الساحلية حدثا بيئيا غير مألوف، حيث رُصدت أكثر من 2000 سمكة تونة ضخمة بالقرب من ميناء الفجيرة، في توقيت وموقع خارج النطاق الطبيعي لظهورها، ما أثار دهشة المختصين والصيادين على حد سواء.
وأوضحت هيئة الفجيرة للبيئة أن هذه الأسماك تنتمي إلى نوع تونة الزعنفة الصفراء، وتراوح وزنها بين 22 و75 كيلوجراما، وهو ما يتجاوز المعدلات المعتادة. وعُزي هذا الظهور النادر إلى وفرة الغذاء البحري الطبيعي مثل السردين والحبار، ما يعكس صحة النظام البيئي في مياه الفجيرة.
وحذرت الهيئة من التحديات البيئية التي تواجه هذا النوع من الأسماك، وخصوصاً أنها مدرجة ضمن الأنواع المهددة بالانقراض نتيجة الصيد الجائر وارتفاع الطلب العالمي عليها، إلى جانب تأثيرات التغير المناخي وتدهور السلاسل الغذائية البحرية.
وشددت الهيئة على أهمية توعية الصيادين والنشء بدور التونة في التوازن البيئي، داعية إلى تطبيق القوانين البيئية وتعزيز ثقافة الصيد المستدام للحفاظ على هذا المورد الحيوي.
وأشار رئيس جمعية صيادي الفجيرة إلى أن التونة ظهرت خلال موسم «القباب»، وليس ضمن موسمها المعروف، وهو ما يجعل هذا الحدث استثنائياً، وخاصة أنه جاء ضمن نطاق لا يتجاوز 10 أميال بحرية من الساحل.
وفسر الخبراء هذا التغير بحدوث تحولات بيئية ناتجة عن الأمطار المدارية، التي أدت إلى خفض ملوحة المياه ووفرة العوالق، ما شجع على استقرار السردين في البحر، وهو الغذاء الأساسي لأسماك التونة.
ومن الناحية الاقتصادية أدى هذا الظهور المفاجئ إلى انخفاض أسعار التونة بشكل مؤقت، بسبب توافرها بكميات كبيرة، وسط مطالب بتوجيه هذه الثروة إلى المصانع والاستفادة منها بما يضمن استدامة المخزون السمكي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك