العدد : ١٧٢٠٦ - الجمعة ٠٢ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٦ - الجمعة ٠٢ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

واقع العمال في محاكم البحرين يكشف..
معدلات الحسم 102%.. ومتوسط عمر الدعوى 3.3 أشهر

تقرير‭: ‬إسلام‭ ‬محفوظ

الخميس ٠١ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

مكتب تهيئة الدعوى والمواعيد القصيرة والأحكام النهائية منجزات عمالية

العمالة المنزلية المرنة وسائقو التطبيقات وفئات جديدة خارج دائرة الحماية


في‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬نهضة‭ ‬اقتصادية‭ ‬حقيقية،‭ ‬يقف‭ ‬‮«‬العامل‮»‬‭ ‬كركيزة‭ ‬صلبة‭ ‬تُبنى‭ ‬عليها‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وتُصاغ‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬السياسات،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬إصلاح‭ ‬اقتصادي‭ ‬دون‭ ‬التوقف‭ ‬أمام‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬ينظّم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬العامل‭ ‬وصاحب‭ ‬العمل،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬رقم‭ (‬36‭) ‬لسنة‭ ‬2012‭ ‬خطوة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬التشريعي‭ ‬البحريني،‭ ‬إذ‭ ‬جاء‭ ‬محمّلًا‭ ‬بنَفَس‭ ‬إصلاحي‭ ‬واضح،‭ ‬وحرصٍ‭ ‬على‭ ‬موازنة‭ ‬المصالح،‭ ‬وتنظيم‭ ‬العلاقة‭ ‬التعاقدية‭ ‬ضمن‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬آمنة‭ ‬وإنسانية‭.‬

وبنظرة‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬الدعاوى‭ ‬العمالية‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬كشفت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الدعاوى‭ ‬العمالية‭ ‬التي‭ ‬نظرتها‭ ‬المحاكم‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬سنتين‭ ‬وشهرين‭ ‬بلغت‭ ‬5849‭ ‬دعوى،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022‭ ‬حتى‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬منها‭ ‬925‭ ‬دعوى‭ ‬مازالت‭ ‬منظورة‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم،‭ ‬فيما‭ ‬صدرت‭ ‬أحكام‭ ‬نهائية‭ ‬في‭ ‬4924‭ ‬دعوى‭ ‬بنسبة‭ ‬84%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الدعاوى‭.‬

وذكرت‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬عمر‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المحاكم‭ ‬والدرجات‭ ‬بلغ‭ ‬3‭.‬3‭ ‬أشهر،‭ ‬بينما‭ ‬85%‭ ‬من‭ ‬طلبات‭ ‬التنفيذ‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الشأن‭ ‬إلى‭ ‬محاكم‭ ‬التنفيذ‭ ‬تمّ‭ ‬قبولها‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬عمل‭ ‬واحد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬استغرقت‭ ‬البقية‭ ‬بضعة‭ ‬أيام‭ ‬بحسب‭ ‬نوع‭ ‬الطلب‭ ‬وطبيعة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإضافية‭ ‬اللازمة‭ ‬للبت‭ ‬فيه،‭ ‬فيما‭ ‬بينت‭ ‬إحصاءات‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الحسم‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬بلغت‭ ‬102%‭ ‬ومتوسط‭ ‬عمر‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬0‭.‬8‭ ‬بينما‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الحسم‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الكبرى‭ ‬1‭.‬3%‭ ‬وبالدائرة‭ ‬العمالية‭ ‬بمحكمة‭ ‬التمييز‭ ‬نسبة‭ ‬الحسم‭ ‬102%‭.‬

 

في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬يؤكد‭ ‬محامون‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬نظم‭ ‬العلاقة‭ ‬التعاقدية‭ ‬بين‭ ‬العامل‭ ‬وجهة‭ ‬العمر‭ ‬بشكل‭ ‬يضمن‭ ‬وجود‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬آمنة‭ ‬وإنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬حرص‭ ‬المشرّع‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬سعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬دعائم‭ ‬العدالة‭ ‬العمالية،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬المحامي‭ ‬محمود‭ ‬ربيع‭ ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬رقم‭ (‬36‭) ‬لسنة‭ ‬2012‭ ‬غاير‭ ‬اجراءات‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬القديم‭ ‬الصادر‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ (‬23‭)  ‬لسنة‭ ‬1976‭ ‬إذ‭ ‬استحدث‭ ‬نظام‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬بهدف‭ ‬سرعة‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬الدعاوى‭ ‬العمالية‭ ‬إذ‭ ‬أنشأ‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬مكتبا‭ ‬لتحضير‭ ‬الدعاوى‭ ‬العمالية‭ ‬وتهيئتها‭ ‬للمرافعة‭ ‬يُسمى‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬ادارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‮»‬‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬بدرجة‭ ‬قاضٍ‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬يتولى‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬المكتب،‭ ‬وعدد‭ ‬كاف‭ ‬ٍ‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬من‭ ‬قضاة‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬المدنية‭.‬

ووضع‭ ‬القانون‭ ‬مواعيد‭ ‬تنظيمية‭ ‬لعمل‭ ‬المكتب‭ ‬بحيث‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تزيد‭ ‬مدة‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬أمام‭ ‬قاضي‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬على‭ ‬شهرين‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬تقديم‭ ‬لائحة‭ ‬الدعوى،‭ ‬واستثناءً‭ ‬أجاز‭ ‬القانون‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬مكتب‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬قاضي‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية،‭ ‬مد‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يجاوز‭ ‬شهرين‭ ‬آخرين‭.‬

وبهدف‭ ‬سرعة‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬المنازعات‭ ‬اشترط‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬المدعي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يمثله‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬المحدد‭ ‬لنظر‭ ‬الدعوى‭ ‬أمام‭ ‬قاضي‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية،‭ ‬الأدلة‭ ‬والمستندات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لدعواه‭ ‬وأن‭ ‬يبين‭ ‬الوقائع‭ ‬التي‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬إثباتها‭ ‬بشهادة‭ ‬الشهود‭ ‬وأسماء‭ ‬وعناوين‭ ‬الشهود،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يمثله‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬طلبات‭ ‬المدعي‭ ‬مشفوعاً‭ ‬بالأدلة‭ ‬والمستندات‭ ‬المؤيدة‭ ‬له‭ ‬وأن‭ ‬يبين‭ ‬الوقائع‭ ‬التي‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬إثباتها‭ ‬بشهادة‭ ‬الشهود‭ ‬وأسماء‭ ‬وعناوين‭ ‬الشهود،‭ ‬وللمدعي‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التعقيب‭ ‬على‭ ‬دفاع‭ ‬المدعى‭ ‬عليه‭. ‬وذلك‭ ‬كله‭ ‬خلال‭ ‬المواعيد‭ ‬التي‭ ‬يحددها‭ ‬قاضي‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬قاضي‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬يعد‭ ‬قبل‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأخير‭ ‬المحدد‭ ‬لنظر‭ ‬الدعوى‭ ‬أمامه‭ ‬تقريراً‭ ‬يتضمن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬وحجج‭ ‬الطرفين‭ ‬ودفاعهما‭ ‬وما‭ ‬استندوا‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬أدلة‭ ‬ورأيه‭ ‬في‭ ‬الدعوى،‭ ‬ويعرض‭ ‬قاضي‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬على‭ ‬الطرفين‭ ‬إنهاء‭ ‬النزاع‭ ‬صلحاً‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬انتهى‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬تقريره،‭ ‬فإن‭ ‬وافقا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أثبت‭ ‬ما‭ ‬اتفقوا‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬صلح‭ ‬في‭ ‬محضر‭ ‬الاجتماع،‭ ‬ويكون‭ ‬لهذا‭ ‬المحضر‭ ‬بعد‭ ‬توقيعه‭ ‬من‭ ‬طرفي‭ ‬الدعوى‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬يمثلهما‭ ‬ومن‭ ‬قاضي‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬قوة‭ ‬السند‭ ‬التنفيذي‭. ‬إذا‭ ‬انتهت‭ ‬مدة‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬حسم‭ ‬النزاع‭ ‬صلحاً،‭ ‬وجب‭ ‬عليه‭ ‬إحالة‭ ‬الدعوى‭ ‬بحالتها‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭.‬

ولما‭ ‬كان‭ ‬المشرع‭ ‬يتوخى‭ ‬من‭ ‬المدد‭ ‬واجراءات‭ ‬مكتب‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬السرعة‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يبتغي‭ ‬المماطلة،‭ ‬فقد‭ ‬حظر‭ ‬القانون‭ ‬لأي‭ ‬من‭ ‬طرفي‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬أن‭ ‬يتقدم‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬بأي‭ ‬طلبات‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬إبداء‭ ‬أي‭ ‬دفع‭ ‬أو‭ ‬دفاع‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬إبداؤه‭ ‬أثناء‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬أمام‭ ‬قاضي‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الدفع‭ ‬متعلقاً‭ ‬بالنظام‭ ‬العام،‭ ‬وفي‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬يثبت‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬تقديم‭ ‬الدليل‭ ‬إلى‭ ‬قاضي‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬كان‭ ‬لأسباب‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬من‭ ‬يتمسك‭ ‬به‭ ‬وبشرط‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الدليل‭ ‬الجديد،‭ ‬بحسب‭ ‬الظاهر،‭ ‬صحيحًا‭ ‬وجديًا‭ ‬ومنتجًا‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬قد‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة،‭ ‬وعليها‭ ‬أن‭ ‬تصدر‭ ‬حكمها‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثين‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬أول‭ ‬جلسة‭ ‬أمامها،‭ ‬وتكون‭ ‬الأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬الدعاوى‭ ‬العمالية‭ ‬نهائية،‭ ‬بحيث‭ ‬يحق‭ ‬للمحكوم‭ ‬له‭ ‬مباشرة‭ ‬إجراءات‭ ‬التنفيذ‭ ‬لاستحصال‭ ‬حقوقه‭ ‬ومستحقاته‭ ‬العمالية‭ ‬فور‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬مباشرةً‭.‬

تحديات‭ ‬قائمة

من‭ ‬جانبه‭ ‬يرى‭ ‬المستشار‭ ‬القانوني‭ ‬محمود‭ ‬الودياني‭ ‬أن‭ ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬رقم‭ (‬36‭) ‬لسنة‭ ‬2012‭ ‬خطوة‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬التشريعي‭ ‬البحريني،‭ ‬إذ‭ ‬جاء‭ ‬محمّلًا‭ ‬بنَفَس‭ ‬إصلاحي‭ ‬واضح،‭ ‬وحرصٍ‭ ‬على‭ ‬موازنة‭ ‬المصالح،‭ ‬وتنظيم‭ ‬العلاقة‭ ‬التعاقدية‭ ‬ضمن‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬آمنة‭ ‬وإنسانية،‭ ‬وقال‭ ‬من‭ ‬الإنصاف‭ ‬أن‭ ‬نثمّن‭ ‬جهود‭ ‬المشرّع‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬سعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬دعائم‭ ‬العدالة‭ ‬العمالية،‭ ‬مع‭ ‬منح‭ ‬القضاء‭ ‬العمالي‭ ‬الصلاحية‭ ‬الكاملة‭ ‬للفصل‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬المنازعات‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬به‭ ‬القانون،‭ ‬تحديد‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬للعامل،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الأجر‭ ‬وساعات‭ ‬العمل،‭ ‬ومرورًا‭ ‬بالإجازات،‭ ‬ووصولًا‭ ‬إلى‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬التعسفي‭. ‬كما‭ ‬أولى‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬للمرأة‭ ‬العاملة،‭ ‬ومنح‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬أدوات‭ ‬رقابية‭ ‬للمتابعة‭ ‬والتفتيش‭.‬

واستدرك‭ ‬الودياني‭ ‬قائلا‭ ‬إنه‭ ‬ومع‭ ‬كامل‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬لهذه‭ ‬المنجزات،‭ ‬فإن‭ ‬التجربة‭ ‬العملية‭ ‬أظهرت‭ ‬حاجة‭ ‬حقيقية‭ ‬لتطوير‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬الجوهرية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬ليس‭ ‬نقدًا‭ ‬للمنظومة،‭ ‬وإنما‭ ‬وفاءً‭ ‬للفكرة‭ ‬الأصلية‭ ‬التي‭ ‬أُقرّ‭ ‬من‭ ‬أجلها‭: ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬والعدالة،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬العمالة‭ ‬المنزلية‭ ‬والعمالة‭ ‬المرنة‭ ‬خارج‭ ‬دائرة‭ ‬الحماية‭ ‬الكاملة‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬تشريعي‭ ‬ذكي‭ ‬يُراعي‭ ‬خصوصية‭ ‬تلك‭ ‬القطاعات‭ ‬دون‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬الأساسية‭ ‬للعامل‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السرعة‭ ‬في‭ ‬التقاضي‭ ‬تبقى‭ ‬رهينة‭ ‬إجراءات‭ ‬قد‭ ‬تطول،‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬محاكم‭ ‬عمالية‭ ‬متخصصة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستدعي‭ ‬تعزيز‭ ‬آليات‭ ‬التوفيق‭ ‬المبكر‭ ‬والتحكيم‭ ‬العمالي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الثورة‭ ‬الرقمية،‭ ‬برزت‭ ‬فئات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العمال‭ (‬مثل‭ ‬سائقي‭ ‬التطبيقات‭ ‬والمستقلين‭)‬،‭ ‬لا‭ ‬تحكمهم‭ ‬عقود‭ ‬واضحة‭ ‬ولا‭ ‬يتمتعون‭ ‬بأي‭ ‬حماية‭ ‬حقيقية‭ ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬واقعنا‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الجديد،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يجدوا‭ ‬صدى‭ ‬في‭ ‬نصوص‭ ‬القانون‭.‬

وأكد‭ ‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال،‭ ‬فهم‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬التنمية،‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬قانون‭ ‬يضمن‭ ‬المرونة‭ ‬والاستقرار‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفال‭ ‬دور‭ ‬القضاء‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬كثيرة‭ ‬أنه‭ ‬حصن‭ ‬الحقوق‭ ‬وحامي‭ ‬التوازن،‭ ‬والمشرّع‭ ‬الذي‭ ‬سعى‭ ‬‭ ‬ومازال‭ ‬يسعى‭ ‬‭ ‬لمواءمة‭ ‬القانون‭ ‬مع‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬واحتياجات‭ ‬المجتمع‭.‬

وأضاف‭: ‬‮«‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لـإطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬تطوير‭ ‬تشريعي‭ ‬مدروس‭ ‬ومتكامل‭ ‬لقانون‭ ‬العمل،‭ ‬يُبنى‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬ميدانية‭ ‬دقيقة‭ ‬للواقع‭ ‬العمالي،‭ ‬ويستند‭ ‬إلى‭ ‬تجارب‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬سد‭ ‬الثغرات‭ ‬وتعزيز‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬للعامل،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الإضرار‭ ‬بمصالح‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬زعزعة‭ ‬التوازن‭ ‬الاقتصادي‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا