العدد : ١٧١٩٦ - الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٦ - الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٦هـ

ألوان

«الـزوايـا الأربـع» يـبـرز جمالـيـة الأمكنة في أي مـوقـع وزمـان

كتبت‭: ‬زينب‭ ‬إسماعيل

الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

 

تصوير‭: ‬محمود‭ ‬بابا

تحت‭ ‬رعاية‭ ‬الشيخة‭ ‬مروة‭ ‬بنت‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬رئيسة‭ ‬جمعية‭ ‬البحرين‭ ‬للفنون‭ ‬التشكيلية،‭ ‬افتتحت‭ ‬النسخة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬معرض‭ ‬الزوايا‭ ‬الأربع،‭ ‬وذلك‭ ‬الأحد‭ (‬20‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭) ‬بغاليري‭ ‬عكاس‭.‬

وتشترك‭ ‬الفنانات‭ ‬التشكيليات‭ ‬نورة‭ ‬المحرقي‭ ‬ونور‭ ‬الناصر‭ ‬وأنوار‭ ‬مجيد‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬جمالية‭ ‬الأمكنة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬أو‭ ‬الخارج،‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬مرتبط‭ ‬بهنا‭ ‬أو‭ ‬هناك،‭ ‬وأي‭ ‬زمن‭ ‬مرتبط‭ ‬بالآن‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬قبله‭. ‬

عبر‭ ‬مجموعتها‭ ‬‮«‬أمكنتنا‮»‬،‭ ‬تكثف‭ ‬الفنانة‭ ‬التشكيلية‭ ‬نورة‭ ‬المحرقي‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المكان‭ ‬في‭ ‬عقدي‭ ‬السبعينيات‭ ‬والثمانينيات،‭ ‬تستلهم‭ ‬منهما‭ ‬العناصر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالمكان‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬جمالية‭ ‬هذين‭ ‬الزمنين‭ ‬بالتحديد،‭ ‬حيث‭ ‬مازالت‭ ‬أمكنتهما‭ ‬تسكننا‭. ‬

وتقول‭ ‬المحرقي‭: ‬‮«‬في‭ ‬كل‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أمكنتنا‭ ‬قصيدة‭ ‬خاصة،‭ ‬تهمس‭ ‬بأسرار‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬سوى‭ ‬صاحب‭ ‬المكان‭. ‬الضوء‭ ‬الذي‭ ‬يتسلل‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬والظل‭ ‬الذي‭ ‬يرقص‭ ‬على‭ ‬الجدران‭ ‬مع‭ ‬الغروب،‭ ‬والسرير‭ ‬الذي‭ ‬يحتضن‭ ‬الجسد‭ ‬المتعب‭. ‬كلها‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬ملاذ‭ ‬آمن‭. ‬أما‭ ‬الكتب‭ ‬المتراصة‭ ‬على‭ ‬الرفوف،‭ ‬فهي‭ ‬عوالم‭ ‬موازية‭ ‬نعيش‭ ‬فيها‭ ‬ونعبر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‮»‬‭.‬

وتبرز‭ ‬المحرقي‭ ‬عناصر‭ ‬المكان‭ ‬بحجم‭ ‬أكبر‭ ‬وبتفاصيل‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬مزج‭ ‬مع‭ ‬الكولاج‭. ‬وتلجأ‭ ‬إلى‭ ‬التعبير‭ ‬النوستولوجي‭ ‬لهذين‭ ‬العقدين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أشرطة‭ ‬الجرامافون‭ ‬ومسجل‭ ‬الكاسيت‭ ‬والتلفاز‭ ‬بشكله‭ ‬المكعب‭ ‬والهاتف‭ ‬المنزلي‭ ‬بسماعاته‭ ‬بذات‭ ‬الشكل‭ ‬البيضاوي‭ ‬وأعواد‭ ‬الكبريت‭. ‬لا‭ ‬تكتفي‭ ‬نورة‭ ‬في‭ ‬نوستولجيتها‭ ‬بإبراز‭ ‬عناصر‭ ‬العقدين،‭ ‬بل‭ ‬تستخدم‭ ‬أيضا‭ ‬الألوان‭ ‬الدافئة‭ ‬المصفرة‭.‬

أما‭ ‬نور‭ ‬الناصر،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬مجموعتها‭ ‬‮«‬نقش‮»‬‭ ‬فتبرز‭ ‬النقش‭ ‬البدوي‭ ‬والحساوي‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬الملابس‭ ‬والأقمشة،‭ ‬وتمتزج‭ ‬في‭ ‬لوحتها‭ ‬النقوش‭ ‬المرسومة‭ ‬الممزوجة‭ ‬مع‭ ‬التطريز‭ ‬في‭ ‬أسلوب‭ ‬جديد‭ ‬غير‭ ‬معتاد‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬المحلية‭. ‬

وتبين‭ ‬الناصر‭: ‬‮«‬النقوش‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬أهل‭ ‬البادية‭ ‬فن‭ ‬خليجي‭ ‬يعبق‭ ‬بالذكريات‭ ‬ويروي‭ ‬حكايا‭ ‬الزمن،‭ ‬حيث‭ ‬تشكل‭ ‬وشما‭ ‬على‭ ‬جبين‭ ‬الصحراء،‭ ‬وتختزل‭ ‬التاريخ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬غرزة‭ ‬بين‭ ‬الخيط‭ ‬والإبرة،‭ ‬وتنسج‭ ‬حكايا‭ ‬الأجداد،‭ ‬وتحفظ‭ ‬أسرارهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عقدة،‭ ‬ويجتمع‭ ‬الرسم‭ ‬مع‭ ‬التطريز‭ ‬ليشكلا‭ ‬معا‭ ‬لوحة‭ ‬تنبض‭ ‬بالحياة‭. ‬وتمتاز‭ ‬هذه‭ ‬الفنون‭ ‬بالدقة‭ ‬والإتقان،‭ ‬اللذين‭ ‬يتحققان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التكرار‭ ‬والتماثل‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬دقة‭ ‬النسب‭ ‬والتجانس‭ ‬بين‭ ‬البناء‭ ‬والفراغ‮»‬‭. ‬

وتستلهم‭ ‬أنوار‭ ‬مجيد‭ ‬عبر‭ ‬مجموعتها‭ ‬‮«‬لغة‭ ‬الأزل‮»‬‭ ‬من‭ ‬الصخور‭ ‬الجبلية‭ ‬وتفريعاتها‭ ‬وألوانها‭ ‬رسالتها‭ ‬الفلسفية،‭ ‬فهي‭ ‬مصدر‭ ‬للتأمل‭ ‬والتدبر‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬صفات‭ ‬القوة‭ ‬والمتانة‭ ‬والثبات‭ ‬والصلابة،‭ ‬فهي‭ ‬مصدر‭ ‬استلهام‭ ‬لمعنى‭ ‬الصمود،‭ ‬فالصخر‭ ‬يتحمل‭ ‬الظروف‭ ‬المناخية‭ ‬القاسية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬في‭ ‬يومياتها‭ ‬التحديات‭ ‬وتتغلب‭ ‬عليها‭. ‬

وفي‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬تمنحنا‭ ‬الصخور‭ ‬الهدوء‭ ‬والسلام‭ ‬والسكينة،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬ليست‭ ‬مكونات‭ ‬جامدة‭ ‬بل‭ ‬تعيش‭ ‬صمتا‭ ‬متحركا‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الإنصات‭ ‬له‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا