تصوير: محمود بابا
تحت رعاية الشيخة مروة بنت راشد آل خليفة، رئيسة جمعية البحرين للفنون التشكيلية، افتتحت النسخة الثانية من معرض الزوايا الأربع، وذلك الأحد (20 أبريل 2025) بغاليري عكاس.
وتشترك الفنانات التشكيليات نورة المحرقي ونور الناصر وأنوار مجيد في إبراز جمالية الأمكنة سواء في الداخل أو الخارج، في أي مكان مرتبط بهنا أو هناك، وأي زمن مرتبط بالآن أو ما قبله.
عبر مجموعتها «أمكنتنا»، تكثف الفنانة التشكيلية نورة المحرقي التركيز على المكان في عقدي السبعينيات والثمانينيات، تستلهم منهما العناصر المرتبطة بالمكان في إبراز جمالية هذين الزمنين بالتحديد، حيث مازالت أمكنتهما تسكننا.
وتقول المحرقي: «في كل ركن من أمكنتنا قصيدة خاصة، تهمس بأسرار لا يعرفها سوى صاحب المكان. الضوء الذي يتسلل في الصباح والظل الذي يرقص على الجدران مع الغروب، والسرير الذي يحتضن الجسد المتعب. كلها تتحول إلى ملاذ آمن. أما الكتب المتراصة على الرفوف، فهي عوالم موازية نعيش فيها ونعبر من خلالها إلى آفاق جديدة».
وتبرز المحرقي عناصر المكان بحجم أكبر وبتفاصيل بارزة في مزج مع الكولاج. وتلجأ إلى التعبير النوستولوجي لهذين العقدين من خلال أشرطة الجرامافون ومسجل الكاسيت والتلفاز بشكله المكعب والهاتف المنزلي بسماعاته بذات الشكل البيضاوي وأعواد الكبريت. لا تكتفي نورة في نوستولجيتها بإبراز عناصر العقدين، بل تستخدم أيضا الألوان الدافئة المصفرة.
أما نور الناصر، فمن خلال مجموعتها «نقش» فتبرز النقش البدوي والحساوي المستخدم في الملابس والأقمشة، وتمتزج في لوحتها النقوش المرسومة الممزوجة مع التطريز في أسلوب جديد غير معتاد في الساحة الفنية المحلية.
وتبين الناصر: «النقوش في حياة أهل البادية فن خليجي يعبق بالذكريات ويروي حكايا الزمن، حيث تشكل وشما على جبين الصحراء، وتختزل التاريخ في كل غرزة بين الخيط والإبرة، وتنسج حكايا الأجداد، وتحفظ أسرارهم في كل عقدة، ويجتمع الرسم مع التطريز ليشكلا معا لوحة تنبض بالحياة. وتمتاز هذه الفنون بالدقة والإتقان، اللذين يتحققان من خلال التكرار والتماثل مع مراعاة دقة النسب والتجانس بين البناء والفراغ».
وتستلهم أنوار مجيد عبر مجموعتها «لغة الأزل» من الصخور الجبلية وتفريعاتها وألوانها رسالتها الفلسفية، فهي مصدر للتأمل والتدبر لما لها من صفات القوة والمتانة والثبات والصلابة، فهي مصدر استلهام لمعنى الصمود، فالصخر يتحمل الظروف المناخية القاسية وهو ما ينعكس على النفس البشرية التي تواجه في يومياتها التحديات وتتغلب عليها.
وفي الجانب الآخر، تمنحنا الصخور الهدوء والسلام والسكينة، لكنها في نفس الوقت ليست مكونات جامدة بل تعيش صمتا متحركا يدعو إلى الإنصات له.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك