الملك قال عن الراحل: البابا فرنسيس يتمتع بخصال شخصية كريمة وفريدة وسمات قيادية رفيعة
ولي العهد رئيس الوزراء: الراحل كان منارة التعايش والرحمة في العالم
تقرير: أمل الحامد
ارتبطت مملكة البحرين مع قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان رأس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بعلاقات ممتدة ووثيقة من أجل ترسيخ قيم التسامح والتعايش في العالم، وذلك في ظل حرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم في تعزيز ونشر هذه القيم كإحدى الوسائل الفضلى في نشر السلام في مختلف أنحاء العالم عبر نشر مفاهيم المحبة والوئام وتعزيز الاستقرار العالمي.
البابا فرنسيس الذي وافته المنية أمس عن عمر يناهز 88 عاما ارتبط بعلاقات وثيقة مع جلالة الملك المعظم، حيث كان الراحل أول بابا للفاتيكان يزور المملكة تلبية لدعوة كريمة من العاهل المعظم.
«أخبار الخليج» تستعرض في هذا التقرير عددا من المحطات التي تعبر عن مسيرة العلاقات التي ربطت بابا الفاتيكان الراحل بمملكة البحرين، والتي تعكس رحلة الراحل الحافلة بالعطاء والعمل من أجل خدمة الإنسانية ودعم الحوار بين مختلف الأديان والثقافات.
- في نوفمبر 2022، جاءت الزيارة التاريخية الأولى لبابا الفاتيكان لمملكة البحرين، تلبية لدعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حيث أعرب جلالته عن الاعتزاز بالزيارة المباركة والتاريخية لأرض الحضارات العريقة الممتدة عبر التاريخ، في بلد التسامح والتعايش والسلام.
وقال جلالته حينها: «إننا على ثقة بأن زيارتكم هذه، التي تعني لنا الكثير، لما لكم من مكانة رفيعة وتقدير عظيم في العالم أجمع ومساع مباركة ومقدرة تحظى بالقبول والرضا على الدوام، ستترك أثراً معنوياً وروحياً كبيراً على نفوس محبيكم في منطقتنا الخليجية والعربية، فقداستكم تتمتعون بخصال شخصية كريمة وفريدة، وسمات قيادية رفيعة، وإيمان جلي، نشارككم إياه، بدور الحوار والتواصل بين أهل الأديان السماوية الذين تجمعهم رسالة التوحيد وإعلاء كلمة الحق والعزم على الإصلاح».
وشارك الراحل أثناء الزيارة التاريخية في «ملتقى البحرين للحوار – الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني»، بمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، حيث تمت مناقشة أهمية الحوار بين الأديان، والتعايش السلمي، ودور رجال وعلماء الأديان في معالجة تحديات العصر كالتغير المناخي وأزمة الغذاء العالمي، إلى جانب تبادل التجارب في مجال تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية.
ويستذكر مسيحيو الخليج الزيارة التاريخية للبابا للبحرين التي ترأس الراحل خلالها القداس الكبير بعنوان «من أجل العدل والسلام»، الذي أقيم في استاد البحرين الوطني، والذي شارك فيه رؤساء الكنائس المسيحية في البحرين والمنطقة، وأكثر من 28 ألف شخص يمثلون 111 جنسية، حيث أكد في كلمته مبادئ السلام والمحبة للجميع.
وجاءت آخر محطات زيارته التي استمرت 4 أيام لمملكة البحرين في كنيسة القلب المقدس، أول كنيسة كاثوليكية في مملكة البحرين والخليج العربي، التي بنيت في عام 1939 على أرض تبرع بها جلالة الملك المعظم.
- في 16 أكتوبر 2023، قام جلالة الملك المعظم بزيارة للفاتيكان، والتقى جلالته خلالها البابا فرنسيس لبحث العلاقات الثنائية الوثيقة وآفاق التعاون المشترك بين مملكة البحرين والفاتيكان وسبل دعمه وتنميته بما يخدم القضايا الإنسانية، إلى جانب جهود الجانبين في تعزيز قيم التسامح والتعايش والتآخي والحوار والتعاون بين الشعوب.
وأكد جلالته حرص مملكة البحرين على توثيق الروابط التاريخية مع الفاتيكان بما يسهم في ترسيخ مفاهيم المحبة والوئام والسلام وتعزيز السلام والاستقرار العالمي.
وقد أعرب قداسة البابا فرنسيس عن شكره وتقديره لجلالة الملك المعظم على جهود جلالته الخيرة ومبادراته الإنسانية النبيلة من أجل خير شعوب العالم كافة، وعلى استضافة وتنظيم مملكة البحرين للمؤتمرات العالمية الهادفة الى تعزيز الحوار والاحترام المتبادل والتسامح والحرية الدينية.
- في ديسمبر 2024، أهدى المستشار محمد عبدالسلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين الراحل الكتاب التذكاري لملتقى البحرين للحوار، والذي أقيم برعاية سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، في نوفمبر من عام 2022م، تحت شعار (الشرق والغرب من أجل التعايش السلمي)، وذلك بمشاركة قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ضمن زيارته التاريخية لمملكة البحرين، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وأكثر من 30 متحدثًا من الشخصيات الفكرية البارزة وممثلي الأديان من 79 دولة.
وقد حَمَّل الراحل خلال اللقاء تحياته إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، مثمنًا مساعي جلالته لتعزيز قيم التسامح، ومفهوم التعايش الإنساني بين المجتمعات البشرية، وضرورة العمل والشراكة من أجل الإنسانية من خلال الحوار والتواصل الفعَّال بين مختلف الأديان والمذاهب، منوهًا قداسته بما تتسم به مملكة البحرين من نموذج يُحتَذى به في الانفتاح والتعايش بين كافة مكونات المجتمع.
وثمن الراحل مساعي جلالة الملك المعظم لتعزيز قيم التسامح، ومفهوم التعايش الإنساني بين المجتمعات البشرية، وضرورة العمل والشراكة من أجل الإنسانية من خلال الحوار والتواصل الفعَّال بين مختلف الأديان والمذاهب، منوهًا قداسته بما تتسم به مملكة البحرين من نموذج يُحتَذى به في الانفتاح والتعايش بين جميع مكونات المجتمع.
وحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على التقدم بأحر التعازي باسم مملكة البحرين في وفاة قداسة البابا فرنسيس، واصفا الراحل بأنه منارة التعايش والرحمة في العالم، وذلك عبر حساب سموه على موقع التواصل الاجتماعي «إكس».
ونشر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة صورة تجمعه بالراحل بابا الفاتيكان على حسابه بمنصة الانستغرام وكتب فيها «ارقد بسلام قداستك».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك