العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

الرياضة

بعد أن عصف بتوقعات النهائي الأول :
التفوق التكتيكي والذهني سر فوز المحرق

السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

متابعة‭ ‬وقراءة‭: ‬علي‭ ‬ميرزا‭ ‬

 

قلنا‭ ‬إن‭ ‬فريق‭ ‬المحرق‭ ‬خالف‭ ‬أغلب‭ ‬التوقعات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬منافسه‭ ‬فريق‭ ‬الأهلي‭ ‬عندما‭ ‬تفوق‭ ‬عليه‭ ‬بثلاثية‭ ‬نظيفة‭ ‬خلال‭ ‬النهائي‭ ‬الأول‭ ‬الجماهيري‭ ‬من‭ ‬دوري‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الذي‭ ‬ازدحمت‭ ‬به‭ ‬صالة‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬في‭ ‬الرفاع،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬الذي‭ ‬قدمه‭ ‬الأهلي‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الموسم‭ ‬حتى‭ ‬السداسي‭ ‬والمربع،‭ ‬فوز‭ ‬المحرق‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬وليد‭ ‬الصدفة،‭ ‬بل‭ ‬نتيجة‭ ‬إعداد‭ ‬ذهني‭ ‬وتكتيكي‭ ‬متكامل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬القائمين‭ ‬عليه،‭ ‬الذي‭ ‬دخل‭ ‬المباراة‭ ‬بثقة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬واضح‭ ‬للخطة‭ ‬الفنية‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الوقفة‭ ‬نقدم‭ ‬خلالها‭ ‬قراءة‭ ‬فنية‭ ‬تحليلية‭ ‬لتفاصيل‭ ‬الأشواط‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬استغرقتها‭ ‬المباراة‭.‬

تواضع‭ ‬فني‭.. ‬وكرنفال‭ ‬أخلاقي

ورغم‭ ‬أهمية‭ ‬اللقاء،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يرتق‭ ‬فنيا‭ ‬لمستوى‭ ‬التوقعات،‭ ‬خصوصاً‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الأهلي‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬متأثرا‭ ‬بالضغوط‭ ‬النفسية،‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬تذبذب‭ ‬الأداء،‭ ‬وفقدان‭ ‬التركيز‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬شهدت‭ ‬المدرجات‭ ‬حضورا‭ ‬مميزا‭ ‬من‭ ‬جماهير‭ ‬الفريقين‭ ‬اللتي‭ ‬أضافت‭ ‬أجواء‭ ‬كرنفالية‭ ‬مبهجة،‭ ‬هذا‭ ‬التباين‭ ‬بين‭ ‬المستوى‭ ‬الفني‭ ‬والجو‭ ‬الجماهيري‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬مفارقات‭ ‬اللقاء،‭ ‬وكان‭ ‬وراء‭ ‬الصورة‭ ‬الجميلة‭ ‬والمرتبة‭ ‬للجماهير‭ ‬تنظيم‭ ‬ومتابعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اتحاد‭ ‬اللعبة،‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬الذي‭ ‬شمل‭ ‬مختلف‭ ‬مرافق‭ ‬الصالة،‭ ‬حتى‭ ‬المنصة‭ ‬الرئيسية‭ ‬كان‭ ‬الحضور‭ ‬فيها‭ ‬سلسا‭ ‬ومريحا‭.‬

الإرسال‭ ‬يربك‭ ‬الاستقبال‭ ‬

ونجح‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ ‬هز‭ ‬استقبال‭ ‬الأهلي،‭ ‬عندما‭ ‬وجه‭ ‬إرساله‭ ‬المركز‭ ‬والمكرر‭ ‬تحديدا‭ ‬إلى‭ ‬استقبال‭ ‬سيد‭ ‬محمد‭ ‬العبار‭ ‬والفرنسي‭ ‬جوشيم‭ ‬لاعبي‭ ‬مركز‭ ‬4،‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬إرباك‭ ‬تنظيم‭ ‬الهجمة‭ ‬لدى‭ ‬الأهلي،‭ ‬وقطع‭ ‬سلسلة‭ ‬تنشيط‭ ‬مركز‭ ‬3،‭ ‬واضطر‭ ‬الأهلي‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬لاعبه‭ ‬العبار‭ ‬وتعويضه‭ ‬بزميله‭ ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬الحسين‭.‬

فالمحرق‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬تركيزا‭ ‬وتكتيكا،‭ ‬ومعرفة‭ ‬دقيقة‭ ‬بمكامن‭ ‬ضعف‭ ‬الأهلي،‭ ‬بينما‭ ‬الأخير‭ ‬كان‭ ‬مشتتا‭ ‬يعكس‭ ‬عدم‭ ‬الجاهزية‭ ‬الذهنية‭ ‬للمباراة‭.‬

‮«‬الجلنج‮»‬‭ ‬يقطع‭ ‬الإيقاع‭ ‬

شهدت‭ ‬الأشواط‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬استغرقتها‭ ‬المباراة‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬الفيديو‭ (‬الجلنج‭) ‬بشكل‭ ‬مفرط،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬توقفات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬قطع‭ ‬الإيقاع‭ ‬العام‭ ‬للمباراة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أفقد‭ ‬اللاعبين‭ ‬والجمهور‭ ‬أجواء‭ ‬الحماس‭ ‬والاستمرارية،‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التوقفات‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬للضرورة‭ ‬القصوى،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬لأداة‭ ‬لوقف‭ ‬نسق‭ ‬الأداء‭ ‬وتخدم‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬للفريق‭ ‬المتراجع‭.‬

غياب‭ ‬ذهني‭ ‬مؤثر‭ ‬

غياب‭ ‬التركيز‭ ‬الذهني‭ ‬عن‭ ‬لاعبي‭ ‬الأهلي‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬أسباب‭ ‬الخسارة،‭ ‬وانعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬عناصر‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬مقدمتهم‭ ‬محمد‭ ‬عنان‭ (‬جوني‭) ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬لفريقه،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬غياب‭ ‬التحضير‭ ‬الذهني‭ ‬المناسب‭ ‬لمباراة‭ ‬نهائية‭ ‬بهذه‭ ‬الأهمية‭.‬

تفوق‭ ‬تكتيكي‭ ‬مبكر‭ ‬

التفوق‭ ‬الواضح‭ ‬للمحرق‭ ‬في‭ ‬الشوطين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني،‭ ‬خصوصا‭ ‬بنتيجة‭ ‬17‭-‬10،‭ ‬يعكس‭ ‬الفارق‭ ‬في‭ ‬الجاهزية‭ ‬الذهنية‭ ‬والتكتيكية،‭ ‬فالفريق‭ ‬دخل‭ ‬اللقاء‭ ‬بخطة‭ ‬واضحة‭ ‬لتسجيل‭ ‬فارق‭ ‬سريع‭ ‬يُربك‭ ‬الأهلي‭ ‬ويخرجه‭ ‬من‭ ‬أجواء‭ ‬المنافسة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬بنجاح‭.‬

تناغم‭ ‬هجومي‭ ‬والتزام‭ ‬دفاعي‭ ‬

اعتمد‭ ‬المحرق‭ ‬في‭ ‬هجومه‭ ‬على‭ ‬أطراف‭ ‬ثلاثية‭ ‬فاعلة‭: ‬ناصر‭ ‬عنان،‭ ‬سيد‭ ‬هاشم،‭ ‬وجاكوب‭ ‬لنك،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وراءهم‭ ‬صانع‭ ‬اللعب‭ ‬محمود‭ ‬العافية‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬الأدوار‭ ‬بشكل‭ ‬ناجح،‭ ‬مما‭ ‬صعب‭ ‬على‭ ‬الأهلي‭ ‬بناء‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬دفاعي‭ ‬فعال،‭ ‬وكان‭ ‬لحوائط‭ ‬الصد‭ ‬الثنائية‭ (‬من‭ ‬الخباز‭ ‬وعمر‭) ‬الدور‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬فعالية‭ ‬هجوم‭ ‬الأهلي،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬التدخلات‭ ‬السريعة‭.‬

تحسن‭ ‬متأخر

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تحسن‭ ‬مستوى‭ ‬أداء‭ ‬الأهلي‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثالث،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التحسنات‭ ‬جاءت‭ ‬متأخرة‭ ‬جدا،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬كافية‭ ‬لإنقاذهم‭ ‬من‭ ‬خسارة‭ ‬المباراة‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬الأهلي‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬استعادة‭ ‬التوازن‭ ‬الذي‭ ‬فقده‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭.‬

المحرق‭ ‬يقترب‭.. ‬وخيار‭ ‬واحد‭ ‬للأهلي

بهذا‭ ‬الفوز،‭ ‬وضع‭ ‬المحرق‭ ‬قدمه‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬التتويج،‭ ‬وبات‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬شوط‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬اللقب‭. ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬الأهلي‭ ‬خيارا‭ ‬سوى‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬القادمة‭ ‬لفرض‭ ‬شوط‭ ‬ثالث‭ ‬حاسم،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المواجهة‭ ‬القادمة‭ ‬ستتسم‭ ‬بأقصى‭ ‬درجات‭ ‬التوتر‭ ‬الفني‭ ‬والذهني‭ ‬لكلا‭ ‬الطرفين‭.‬

السيناريو‭ ‬المتوقع‭ ‬

إن‭ ‬لم‭ ‬يعالج‭ ‬الأهلي‭ ‬بشكل‭ ‬جذري‭ ‬مشكلة‭ ‬الاستقبال،‭ ‬ويعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬أوراقه‭ ‬ذهنيا،‭ ‬فإن‭ ‬المباراة‭ ‬القادمة‭ ‬ستكون‭ ‬مجرد‭ ‬نسخة‭ ‬لسيناريو‭ ‬النهائي‭ ‬الأول‭.‬

والمحرق‭ ‬سيحاول‭ ‬استنساخ‭ ‬الأسلوب‭ ‬نفسه‭ ‬عبر‭ ‬إرسال‭ ‬موجه،‭ ‬تنويع‭ ‬هجومي،‭ ‬وتركيز‭ ‬على‭ ‬حوائط‭ ‬صد‭ ‬متماسكة‭.‬

والضغط‭ ‬على‭ ‬الأهلي‭ ‬سيكون‭ ‬مضاعفا،‭ ‬لأن‭ ‬الخيارات‭ ‬لديه‭ ‬ستكون‭ ‬محصورة‭ ‬في‭ ‬الفوز،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتهيأ‭ ‬لذلك‭ ‬جيدا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا