متابعة وقراءة: علي ميرزا
قلنا إن فريق المحرق خالف أغلب التوقعات التي كانت تصب في صالح منافسه فريق الأهلي عندما تفوق عليه بثلاثية نظيفة خلال النهائي الأول الجماهيري من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة الذي ازدحمت به صالة عيسى بن راشد في الرفاع، لا سيما بالنظر إلى المستوى الذي قدمه الأهلي منذ بداية الموسم حتى السداسي والمربع، فوز المحرق لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة إعداد ذهني وتكتيكي متكامل من جانب القائمين عليه، الذي دخل المباراة بثقة وتنفيذ واضح للخطة الفنية.
في هذه الوقفة نقدم خلالها قراءة فنية تحليلية لتفاصيل الأشواط الثلاثة التي استغرقتها المباراة.
تواضع فني.. وكرنفال أخلاقي
ورغم أهمية اللقاء، إلا أنه لم يرتق فنيا لمستوى التوقعات، خصوصاً من جانب الأهلي الذي ظهر متأثرا بالضغوط النفسية، ما انعكس على تذبذب الأداء، وفقدان التركيز. في المقابل، شهدت المدرجات حضورا مميزا من جماهير الفريقين اللتي أضافت أجواء كرنفالية مبهجة، هذا التباين بين المستوى الفني والجو الجماهيري يعد أحد مفارقات اللقاء، وكان وراء الصورة الجميلة والمرتبة للجماهير تنظيم ومتابعة من قبل اتحاد اللعبة، هذا التنظيم الذي شمل مختلف مرافق الصالة، حتى المنصة الرئيسية كان الحضور فيها سلسا ومريحا.
الإرسال يربك الاستقبال
ونجح المحرق في هز استقبال الأهلي، عندما وجه إرساله المركز والمكرر تحديدا إلى استقبال سيد محمد العبار والفرنسي جوشيم لاعبي مركز 4، هذا الأسلوب تسبب في إرباك تنظيم الهجمة لدى الأهلي، وقطع سلسلة تنشيط مركز 3، واضطر الأهلي معه إلى سحب لاعبه العبار وتعويضه بزميله محمود عبد الحسين.
فالمحرق كان أكثر تركيزا وتكتيكا، ومعرفة دقيقة بمكامن ضعف الأهلي، بينما الأخير كان مشتتا يعكس عدم الجاهزية الذهنية للمباراة.
«الجلنج» يقطع الإيقاع
شهدت الأشواط الثلاثة التي استغرقتها المباراة استخدام تقنية الفيديو (الجلنج) بشكل مفرط، ما أدى إلى توقفات كثيرة من شأنها قطع الإيقاع العام للمباراة، وهو ما أفقد اللاعبين والجمهور أجواء الحماس والاستمرارية، هذا النوع من التوقفات يفترض أن يستخدم للضرورة القصوى، لا أن يتحول لأداة لوقف نسق الأداء وتخدم الجانب النفسي للفريق المتراجع.
غياب ذهني مؤثر
غياب التركيز الذهني عن لاعبي الأهلي كان أحد أبرز أسباب الخسارة، وانعكس ذلك على أبرز عناصر الفريق في مقدمتهم محمد عنان (جوني) الذي يمثل صمام الأمان لفريقه، ما يعكس غياب التحضير الذهني المناسب لمباراة نهائية بهذه الأهمية.
تفوق تكتيكي مبكر
التفوق الواضح للمحرق في الشوطين الأول والثاني، خصوصا بنتيجة 17-10، يعكس الفارق في الجاهزية الذهنية والتكتيكية، فالفريق دخل اللقاء بخطة واضحة لتسجيل فارق سريع يُربك الأهلي ويخرجه من أجواء المنافسة، وهو ما تحقق بنجاح.
تناغم هجومي والتزام دفاعي
اعتمد المحرق في هجومه على أطراف ثلاثية فاعلة: ناصر عنان، سيد هاشم، وجاكوب لنك، الذي كان وراءهم صانع اللعب محمود العافية في تبادل الأدوار بشكل ناجح، مما صعب على الأهلي بناء حائط صد دفاعي فعال، وكان لحوائط الصد الثنائية (من الخباز وعمر) الدور الأهم في الحد من فعالية هجوم الأهلي، وخصوصا في التدخلات السريعة.
تحسن متأخر
على الرغم من تحسن مستوى أداء الأهلي في الشوط الثالث، إلا أن هذه التحسنات جاءت متأخرة جدا، ولم تكن كافية لإنقاذهم من خسارة المباراة في النهاية، الأهلي لم يستطع استعادة التوازن الذي فقده منذ البداية.
المحرق يقترب.. وخيار واحد للأهلي
بهذا الفوز، وضع المحرق قدمه الأولى على منصة التتويج، وبات على بعد شوط واحد من اللقب. بينما لا يملك الأهلي خيارا سوى الفوز في المباراة القادمة لفرض شوط ثالث حاسم، ما يعني أن المواجهة القادمة ستتسم بأقصى درجات التوتر الفني والذهني لكلا الطرفين.
السيناريو المتوقع
إن لم يعالج الأهلي بشكل جذري مشكلة الاستقبال، ويعيد ترتيب أوراقه ذهنيا، فإن المباراة القادمة ستكون مجرد نسخة لسيناريو النهائي الأول.
والمحرق سيحاول استنساخ الأسلوب نفسه عبر إرسال موجه، تنويع هجومي، وتركيز على حوائط صد متماسكة.
والضغط على الأهلي سيكون مضاعفا، لأن الخيارات لديه ستكون محصورة في الفوز، مما قد يفتح الباب أمام المزيد من الأخطاء ما لم يتهيأ لذلك جيدا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك