العدد : ١٧١٧٢ - السبت ٢٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٢ - السبت ٢٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ رمضان ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

نعم أنا إيجابية مهما يحدث في الحياة وصنعت عالمي من الورود

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٢٦ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

يقول‭ ‬الشيخ‭ ‬مشاري‭ ‬العثمان‭: ‬‮«‬لن‭ ‬نُمكن‭ ‬حتي‭ ‬نبتلى‭ .. ‬وأول‭ ‬التمكين‭ ‬ابتلاء‮»‬‭ ‬

نعم،‭ ‬البلاء‭ ‬المقدر‭ ‬قد‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬منحة‭ ‬تدفع‭ ‬عجلة‭ ‬التغيير‭ ‬والتمكين‭ ‬داخل‭ ‬الإنسان،‭ ‬وذلك‭ ‬متى‭ ‬أيقن‭ ‬تماما‭ ‬بأنها‭ ‬عطية‭ ‬ربانية،‭ ‬فما‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬إلا‭ ‬مد‭ ‬وجزر،‭ ‬وفرح‭ ‬وحزن،‭ ‬فقد‭ ‬يهوي‭ ‬المرء‭ ‬إلى‭ ‬القاع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬إنذار‭ ‬ويبقى‭ ‬المطلوب‭ ‬حينئذ‭ ‬التأمل‭ ‬بصمت،‭ ‬وتعلم‭ ‬الدروس‭ ‬العظيمة،‭ ‬وهنا‭ ‬تولد‭ ‬القوة‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الألم‭ ‬لتدفع‭ ‬صاحبها‭ ‬إلى‭ ‬التمرد‭ ‬على‭ ‬واقعه‭ ‬ولتخلق‭ ‬في‭ ‬داخله‭ ‬الإرادة‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬المشوار‭ ‬بكل‭ ‬ثبات‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تخطي‭ ‬العقبات‭ ‬وتحقيق‭ ‬الإنجازات‭.‬

ولاء‭ ‬محمد‭ ‬الفرساني،‭ ‬فتاة‭ ‬ابتلاها‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬بفقد‭ ‬البصر‭ ‬منذ‭ ‬ولادتها‭ ‬فرددت‭ ‬بداخلها‭: ‬‮«‬نعم‭ ‬أنا‭ ‬إيجابية‭ ‬مهما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الحياة‮»‬،‭ ‬وكأنها‭ ‬تطبق‭ ‬نظرية‭ ‬الفيلسوف‭ ‬اليوناني‭ ‬سقراط‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬بالفكر‭ ‬يستطيع‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬عالمه‭ ‬من‭ ‬الورد‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الشوك‭.‬

بالفعل‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬عالمها‭ ‬إلى‭ ‬بستان‭ ‬من‭ ‬الزهور،‭ ‬يشتمُّ‭ ‬المتجول‭ ‬في‭ ‬أرجائه‭ ‬عبق‭ ‬الأمل،‭ ‬ورحيق‭ ‬التفاؤل‭ ‬وكأنه‭ ‬يطل‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬الفرج‭ ‬الذي‭ ‬يعقب‭ ‬كل‭ ‬ضيق،‭ ‬ليدرك‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬ألم‭ ‬فهناك‭ ‬نوافذ‭ ‬يفتحها‭ ‬أصحاب‭ ‬الهمم‭ ‬القوية‭ ‬تجعلهم‭ ‬مقبلين‭ ‬عليها‭ ‬وبكل‭ ‬حب‭ ‬وإرادة‭. ‬

هي‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬كفيفة‭ ‬تحتل‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الطفل‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬معهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتنمية‭ ‬السياسية‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬تصدرت‭ ‬أقرانها‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬القصة‭ ‬المقروءة‭ ‬لمؤسسة‭ ‬زايد‭ ‬العليا‭ ‬للرعاية‭ ‬الإنسانية‭ ‬وذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬حصدت‭ ‬جائزة‭ ‬الكفيف‭ ‬المثالي‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬السعودي‭ ‬البحريني،‭ ‬احتلت‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬حفظ‭ ‬جزء‭ ‬عم‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬لعامين‭ ‬متتاليين‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬النموذجية‭ ‬والإنسانية‭ ‬بامتياز‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طفولتك؟

‭- ‬أكاد‭ ‬أزعم‭ ‬بأنني‭ ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬قط‭ ‬بإعاقتي‭ ‬أو‭ ‬بأي‭ ‬نقص‭ ‬أو‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬شيئا‭ ‬غريبا‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬فقد‭ ‬ولدت‭ ‬كفيفة‭ ‬وتدربت‭ ‬وتأقلمت‭ ‬منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافري‭ ‬على‭ ‬ظروفي،‭ ‬وعند‭ ‬عمر‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬التحقت‭ ‬بالمعهد‭ ‬السعودي‭ ‬البحريني‭ ‬للمكفوفين‭ ‬علما‭ ‬بأنني‭ ‬فقدت‭ ‬والدتي‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬وبعدها‭ ‬بعامين‭ ‬توفي‭ ‬والدي‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬تعريفك‭ ‬للإعاقة؟

‭- ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الابتلاء‭ ‬عطاء،‭ ‬وراءه‭ ‬حكمة‭ ‬يعلمها‭ ‬فقط‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬أشعر‭ ‬بأن‭ ‬إعاقتي‭ ‬حرمتني‭ ‬من‭ ‬شيء،‭ ‬بل‭ ‬منحتني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬منها‭ ‬القوة‭ ‬والثبات‭ ‬والإرادة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬نجاحي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬والعزيمة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬المشوار‭ ‬برغم‭ ‬أي‭ ‬عثرات،‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تدبر‭ ‬القرآن‭ ‬الذي‭ ‬بدأته‭ ‬مع‭ ‬اندلاع‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬وتعليمه‭ ‬للأطفال‭ ‬وحتى‭ ‬الكبار‭ ‬مصدر‭ ‬سعادتي‭ ‬وسلاحي‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬لحظات‭ ‬ضعف‭ ‬أو‭ ‬إحباط‭ ‬أو‭ ‬ألم‭ ‬قد‭ ‬تمر‭ ‬بي،‭ ‬فقد‭ ‬تعلمت‭ ‬عبر‭ ‬ذلك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العبر‭ ‬والدروس‭ ‬والمعاني‭. ‬

كيف‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬قسوة‭ ‬اليتم؟

‭- ‬تجربة‭ ‬اليتم‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أقسى‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بي‭ ‬خاصة‭ ‬وأنني‭ ‬فقدت‭ ‬الوالدين‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬مبكر‭ ‬للغاية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أنني‭ ‬عانيت‭ ‬الكثير‭ ‬بسبب‭ ‬غيابهما،‭ ‬ولكنني‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تعلمت‭ ‬كيفية‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬بشكل‭ ‬تام،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أعانني‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬مشواري‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬شديدة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دعم‭ ‬باقي‭ ‬أفراد‭ ‬أسرتي‭ ‬وبصفة‭ ‬خاصة‭ ‬أخي‭ ‬جاسم‭ ‬الذي‭ ‬أدين‭ ‬له‭ ‬بالكثير‭. ‬

 

أشد‭ ‬أزمة؟

‭- ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬أصبت‭ ‬بوعكة‭ ‬صحية‭ ‬سافرت‭ ‬على‭ ‬أثرها‭ ‬إلى‭ ‬سنغافورة‭ ‬للعلاج،‭ ‬وقضيت‭ ‬هناك‭ ‬حوالي‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬انقطاعي‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬مدة‭ ‬عام‭ ‬تقريبا،‭ ‬وكانت‭ ‬تجربة‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الصعوبة‭ ‬تعلمت‭ ‬منها‭ ‬أهمية‭ ‬التحلي‭ ‬بالقوة‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وفي‭ ‬النفس‭ ‬عند‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات،‭ ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إنني‭ ‬في‭ ‬العموم‭ ‬أتمتع‭ ‬بشخصية‭ ‬إيجابية‭ ‬تحمل‭ ‬بداخلها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬والتفاؤل‭ ‬مهما‭ ‬واجهت‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬سهل‭ ‬علي‭ ‬الأمر‭ ‬حين‭ ‬اندمجت‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

ما‭ ‬أهم‭ ‬الصعوبات‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬الدمج؟

‭- ‬لقد‭ ‬تم‭ ‬إدماجي‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الحكومية‭ ‬عند‭ ‬الصف‭ ‬الخامس‭ ‬الابتدائي،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنني‭ ‬شعرت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬بخوف‭ ‬وبتوتر‭ ‬وبفرق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أمور‭ ‬حياتي،‭ ‬ووجدت‭ ‬نفسي‭ ‬محقة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حين‭ ‬اكتشفت‭ ‬عدم‭ ‬تأهيل‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬لكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكفيف‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكوادر‭ ‬التعليمية‭ ‬أو‭ ‬زميلاتي‭ ‬الطالبات،‭ ‬ولكني‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬شخصية‭ ‬مرنة‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الحدود‭ ‬لا‭ ‬تترك‭ ‬نفسها‭ ‬فريسة‭ ‬لأي‭ ‬مضايقات‭ ‬أو‭ ‬عقبات،‭ ‬ولذلك‭ ‬واصلت‭ ‬مشواري‭ ‬بكل‭ ‬أريحية‭ ‬وأمل‭ ‬وتفاؤل‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ممارستي‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الهوايات‭ ‬التي‭ ‬تخفف‭ ‬عني‭ ‬وطأة‭ ‬أي‭ ‬ضغوطات‭ ‬قد‭ ‬أتعرض‭ ‬لها‭. ‬

هوايات‭ ‬مثل‭ ‬ماذا؟

‭- ‬تعلقت‭ ‬منذ‭ ‬طفولتي‭ ‬بهواية‭ ‬الإنشاد،‭ ‬وقد‭ ‬اكتشفت‭ ‬هذه‭ ‬الملكة‭ ‬بداخلي‭ ‬أستاذتي‭ ‬أمينة‭ ‬المرشدي‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬حين‭ ‬التحقت‭ ‬بالمعهد،‭ ‬ودعمتني‭ ‬كثيرا‭ ‬لتنميتها‭ ‬وممارستها‭ ‬على‭ ‬أسسها‭ ‬الصحيحة،‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬بارعة‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬إلقاء‭ ‬الشعر،‭ ‬وأحرزت‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬مدرسة‭ ‬الدير‭..‬

أكثر‭ ‬ما‭ ‬يؤلمك؟

‭- ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أسمح‭ ‬لنفسي‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬ضحية‭ ‬لأي‭ ‬مضايقات‭ ‬أو‭ ‬معاناة‭ ‬مهما‭ ‬واجهت‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬صعبة‭ ‬،‭ ‬ولعل‭ ‬المشكلة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬عانيت‭ ‬منها‭ ‬ومازلت‭ ‬هي‭ ‬عدم‭ ‬الوعي‭ ‬بكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المكفوفين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البعض،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬دائما‭ ‬أعطي‭ ‬الأعذار‭ ‬للآخرين،‭ ‬ولا‭ ‬أتوقف‭ ‬عند‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬السلبية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬أطالب‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬توعية‭ ‬المجتمع‭ ‬بهذه‭ ‬القضية‭ ‬وكذلك‭ ‬فئة‭ ‬المكفوفين‭ ‬أنفسهم‭ ‬حيث‭ ‬يفتقد‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬لتأهيل‭ ‬الطرفين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬الذي‭ ‬تواجهه‭ ‬تلك‭ ‬الفئة‭ ‬ولذلك‭ ‬اخترت‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬ليكون‭ ‬محور‭ ‬بحث‭ ‬تخرجي‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭.‬

ماذا‭ ‬وراء‭ ‬اختيار‭ ‬تخصص‭ ‬الإعلام؟

‭- ‬لقد‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬وشغفي‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام‭ ‬والعلاقات‭ ‬العامة،‭ ‬وذلك‭ ‬لتمتعي‭ ‬بملكة‭ ‬التحدث‭ ‬والتعبير‭ ‬بالكلام،‭ ‬لذلك‭ ‬التحقت‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأهلية‭ ‬لدراسة‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬وحدث‭ ‬ذلك‭ ‬أثناء‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬وجدت‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع‭ ‬والتسهيلات‭ ‬هناك‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكوادر‭ ‬التعليمية‭ ‬أو‭ ‬الزملاء،‭ ‬ومع‭ ‬الوقت‭ ‬نمت‭ ‬بداخلي‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحلام‭ ‬والطموحات‭. ‬

أهم‭ ‬الإنجازات؟

‭- ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬حصولي‭ ‬كأول‭ ‬بحرينية‭ ‬كفيفة‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬عن‭ ‬أنشودة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬ذوو‭ ‬الإعاقة‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬الأستاذة‭ ‬الفاضلة‭ ‬رانيا‭ ‬يوسف‭ ‬التي‭ ‬لقيت‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع،‭ ‬وكذلك‭ ‬احتلالي‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬القصة‭ ‬المقروءة‭ ‬لمؤسسة‭ ‬زايد‭ ‬العليا‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وفي‭  ‬مسابقة‭ ‬حفظ‭ ‬جزء‭ ‬عم‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬لعامين‭ ‬متتالين‭ ‬بتنظيم‭ ‬من‭ ‬جمعية‭ ‬الصداقة‭ ‬للمكفوفين،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭  ‬نيل‭ ‬جائزة‭ ‬العضو‭ ‬الكفيف‭ ‬المثالي‭ ‬بالجمعية،‭ ‬كما‭ ‬قمت‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬بإعداد‭ ‬تقارير‭ ‬مكتوبة‭ ‬وصوتية‭  ‬وتقديم‭ ‬برامج‭  ‬فضائية‭ ‬منها‭ ‬برنامج‭ ‬تلاوة‭ ‬بلا‭ ‬تعثر‭.‬

نشاطك‭ ‬الحالي؟

‭- ‬أعمل‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬سلك‭ ‬التدريس‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬سواء‭ ‬للأطفال‭ ‬أو‭ ‬الكبار،‭ ‬كما‭ ‬أقوم‭ ‬بتعليم‭ ‬المكفوفين‭ ‬المبتدئين‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي‭ ‬مع‭ ‬تدريبهم‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬تحرير‭ ‬النصوص‭ ‬والقراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬بطريقة‭ ‬‮«‬برايل‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬يفوتني‭ ‬هنا‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬الامتنان‭ ‬والشكر‭ ‬للأستاذة‭ ‬إيمان‭ ‬نوري‭ ‬رضا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تمثل‭ ‬داعما‭ ‬وسندا‭ ‬كبيرين‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬القرآن‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تعليمه‭ ‬للآخرين‭.‬

هل‭ ‬يراودك‭ ‬حلم‭ ‬تكوين‭ ‬أسرة؟

‭- ‬نعم‭ ‬يراودني‭ ‬حلم‭ ‬تكوين‭ ‬أسرة،‭ ‬ولم‭ ‬لا؟‭ ‬فإذا‭ ‬تهيأت‭ ‬الظروف‭ ‬والفرص‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الطموح‭ ‬سوف‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬دون‭ ‬تردد،‭ ‬وهناك‭ ‬نماذج‭ ‬كثيرة‭ ‬مماثلة‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشيء،‭ ‬وعموما‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أشعر‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬فعلاقتي‭ ‬بالله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالي‭ ‬قوية‭ ‬للغاية‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يمدني‭ ‬دوما‭ ‬بالمشاعر‭ ‬الإيجابية‭ ‬وبالأمل‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬أجمل‭. ‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

‭- ‬مبدأي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬هو‭ ‬‮«‬التألق‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬أقوم‭ ‬به،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتحقق‭ ‬بالتعلم‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬أدرسهم‭ ‬القرآن،‭ ‬وكذلك‭ ‬بالإرادة‭ ‬وبمشورة‭ ‬من‭ ‬حولي‭. ‬

طموحك‭ ‬القادم؟

‭- ‬كم‭ ‬أتمنى‭ ‬امتلاك‭ ‬مؤسسة‭ ‬إنسانية‭ ‬تخدم‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وكذلك‭ ‬إنشاء‭ ‬مشروع‭ ‬مقهى‭ ‬علمي‭ ‬لكل‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهي‭ ‬فكرة‭ ‬تسلمتها‭ ‬أثناء‭ ‬دراستي‭ ‬بمدرسة‭ ‬غازي‭ ‬القصيبي‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا