جاء لقاء فريقي بني جمرة والشباب ضمن منافسات الجولة السابعة والأخيرة من دوري عيسى بن راشد (دوري الاتحاد) للكرة الطائرة خارج التوقعات التي وضعت له خاصة من جانب الشبابيين، ولم تف المباراة بوعودها وخاصة أنها جمعت المتصدر وملاحقه، غير أنّ الأمور دائما ما تؤخذ بخواتيمها، إذ حسم الجمريون الموقعة لصالحهم، على نار هادئة إن صحّ التعبير، وعززوا الصدارة (20 نقطة) دون منافس أو منازع، وعن أقرب منافسيهم الشباب (16 نقطة)، نسلط الضوء بالأرقام على الأشواط الثلاثة التي استغرقتها المباراة.
جماعية بني جمرة
لعب بني جمرة بأسلوبه الجماعي بقيادة صانع ألعابه أحمد حسين الذي لجأ إلى تنشيط ضاربيه من مختلف مراكز اللعب الهجومية الأمامية، وكانت الخيارات متاحة له سواء في ثلاثي الأطراف بقيادة الخبير أمين محمد وعبدالله محمد ومنتظر علي (علي العرب)، أو على مستوى مركز 3 من الثنائي النشط علي جواد وعلي حسين، هذه الجماعية التي يدين لها الجمريون في تحقيق الفوز السابع دون أن يتذوقوا طعم الخسارة.
واقتصرت الإحصائية المسجلة على النقاط التي سجلها أطراف الفريقين، رغم أنّ التدخلات الهجومية من مركز3 كانت حاضرة أكثر في بني جمرة فضلا عن حائط الصد.
ولجأ بني جمرة إلى توجيه إرساله في أغلبه إلى استقبال الكاميروني «بويومو» لمشاغلته وتأخير تدخلاته الهجومية والحد من خطورته، ومع كل ذلك نجح الكاميروني على المستوى الهجومي، وكان الأبرز على مستوى الفريقين.
أمين يتفوق بـ13 نقطة
أثمر الأداء الجماعي الذي اعتمده بني جمرة عن تعاون ضاربيه على تسجيل النقاط، وجاء الخبير أمين محمد لاعب مركز4 كأكثر المسجلين في فريقه إذ أحرز على مدار الأشواط الثلاثة 13 نقطة وأخفق في 2، يليه عبدالله محمد لاعب مركز2 الذي أحرز 9 نقاط وأخفق هو الآخر في واحدة، وجاء زميلهما منتظر علي لاعب مركز4 والذي عوّض بزميله علي العرب في الشوط الثالث واكتفى بتسجيل 7 نقاط وأخفق في واحدة، وسجل علي العرب 4 نقاط رغم الفترة الزمنية القليلة التي شارك فيها.
غاب طرفي الشباب
لم يظهر الشباب بالمستوى المنتظر من لاعبيه وخاصة الثنائي سيد أحمد مرتضى الذي طاشت كراته الهجومية، والذي اكتفى بتسجيل 8 نقاط وأخفق في 3، بينما كان زميله محمود قاسم الحاضر الغائب هجوميا إذ اعتمد عليه أساسيا خلال الأشواط الثلاثة غير أنّ منتوجه الهجومي جاء سلبيا، إذ اكتفى بتسجيل نقطتين وارتكب ثلاثة أخطاء هجومية، صحيح أن اللاعب يشغل مركز4 ويعدّ الجانب الهجومي أحد الأدوار المطلوبة منه إلى جانب بقية الأدوار الأخرى من استقبال ودفاع وتشكيل حائط صد.
واعتمد الشباب في لعبه على توجيه إرساله على استقبال أمين محمد لاعب مركز4 في بني جمرة وأكثر المسجلين للنقاط في فريقه، وعدم ظهور طرفي الشباب هجوميا قلّص من خيارات صانع ألعابه الذي اضطره الى اللجوء في أكثر الأوقات إلى صاحب المهمات الصعبة الكاميروني «بويومو» من المنطقتين الأمامية والخلفية، رغم بعض التدخلات الهجومية من مركز3 من محمد نادر وزميله الخباز.
وكان ينتظر من الكابتن محمود الخباز مدرب الشباب في ظلّ تراجع مستوى الثنائي محمود وأخطاء سيد أحمد المجازفة ببعض التغييرات أو التدويرات، لتنشيط الجانب الهجومي، وفي نهاية الطواف يبقى هو الأدرى بظروف فريقه ولاعبيه.
واللافت في الأمر أنّ الشباب كان يتقدم على مستوى النتيجة، غير أنّ خاتمة الأشواط دائما ما تكون لبني جمرة وهذا يعود لفارق الفاعلية الهجومية، إذ تقدم الشبابيون مع بداية الشوط الأول 11/6 قبل أن يدرك بني جمرة التعادل 14/14 والتقدم الأول 17/15 و22/17، وفي الشوط الثاني تقدم الشباب 12/10، و19/17 قبل أن يدرك بني جمرة التعادل 22/22، وفي الشوط الثالث تقدم الشباب 4/صفر، و17/14 قبل أن يدرك بني جمرة التعادل 22/22 والتقدم 23/21.
«بويومو» فوق الجميع
رغم سعي بني جمرة إلى تضييق الخناق بالإرسال مرة وبحائط الصد مرة أخرى على الكاميروني «بويومو» لاعب مركز4 في صفوف الشباب إلا أنّ الأخير كان في أحسن حالاته، وتمكن هجوميا من مركزي 4 و6 من التفوق على حوائط صد بني جمرة، ورأيناه في أكثر من مناسبة يوجه كراته الساحقة في الثلاثة الأمتار الأولى، إذ أحرز وحده 20 نقطة وأخطأ في اثنتين فقط، وكان أبرز المسجلين للنقاط في الفريقين.
11 حائط صد
اقتصرت الأشواط الثلاثة التي استغرقتها المباراة على تسجيل 11 حائط صد مباشر من الطرفين، إذ حقق الشباب 6 منها، و5 لبني جمرة.
37 خطأ مباشرا
وارتكب الفريقان على مدار الأشواط الثلاثة (37 خطأ مباشرا) كان نصيب الشباب منها 20 خطأ، وبني جمرة 17 خطأ، ويأتي إضاعة الإرسال في مقدمة الأخطاء، إذ أهدر الفريقان معا 12 إرسالا بالتساوي، ويأتي خطأ الاستقبال في المرتبة الثانية، إذ أخطأ الفريقان 9 مرات، منها 5 لبني جمرة و4 للشباب، ويأتي الهجوم الطائش في المرتبة الثالثة، إذ أخطأ الفريقان 7 مرات، منها 4 لبني جمرة و3 للشباب، ولمس الفريقان الشبكة 6 مرات، منها 4 للشباب و2 لبني جمرة، وهناك تعدي 2 من الشباب وكرة واحدة مزدوجة.
ويمكن التأكيد للمرة الثانية أنّ المباراة جاءت بعيدة عن توقعات القريبين، إذ سادها الهدوء بفعل الخبرة في بني جمرة فضلا عن الأداء التعاوني الذي انعكس على الفاعلية الهجومية، بينما تحمّل عبء ذلك في الشباب الكاميروني بويومو وحده، ولم يبد الشبابيون أي ردة فعل بأخذ منافسهم إلى شوط رابع أو فاصل، فكانت المواجهة خالية من الحماسة والندية والسخونة التنافسية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك