أضاءت أشعة شمس الظهيرة أمس ظلمة الغرف المقدسة بمعبدي الملك رمسيس الثالث، والمعبود «بتاح» بمجموعة معابد الكرنك الشهيرة في مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، وذلك بالتزامن مع يوم الاعتدال الربيعي وبداية فصل الربيع.
وقال أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، في تصريحات أمس لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن تلك الظاهرة الفلكية جرى الرصد والتوثيق العلمي لها ضمن مجموعة من الظواهر الفلكية الفريدة التي تم الكشف عنها لتكون أحد أهم الأدلة على براعة المصريين القدماء في علوم الفلك والهندسة. وأضاف «أبوزيد» أن تلك الظاهرة وقرابة 22 ظاهرة فلكية أخرى تشهدها المعابد والمقاصير المصرية القديمة، تدل على ما تمتع به قدماء المصريين من قدرة على تصميم وتوجيه معابدهم نحو الشرق أو الغرب، وربطهم بين الهندسة والفلك لتكون وجهة مبانيهم الدينية وفقا للنجوم والاتجاهات الأرضية الأصلية، مشيرا إلى أن شمس الظهيرة تسللت إلى الغرف المقدسة بمعبدي «رمسيس الثالث و«بتاح»، عبر مساقط ضوئية لفتت أنظار زوار معابد الكرنك من سياح العالم. ولفت إلى ما لعبه الضوء في التشكيل المعماري للمعابد المصرية القديمة، والمكانة التي حظيت بها الشمس في العقيدة الدينية لقدماء المصريين، حيث رأى قدماء المصريين أن «الإله رع ليس سوى الشمس نفسها»، ومن هنا جاءت عبادتهم للإله «آمون رع» الذي أسموه سيد الضوء. وأكد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أن ظاهرة الاعتدال الربيعي بجانب الاعتدال الخريفي الذي يحل في يوم 21 سبتمبر لم يكونا معروفين حتى سنوات قريبة، وتم رصدهما من خلال قياس حركة الضوء داخل الغرف المقدسة وتوثيق ذلك في بحث علمي جرى مناقشته بمؤتمر التغيرات المناخية والتنمية المستدامة في الآثار والتراث في ضوء رؤية مصر 2023، والذي استضافته مدينة الأقصر بمشاركة كليتي الآثار بجامعتي الفيوم والأقصر، ورعاية منظمات دولية بينها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). ونوه إلى أن الظواهر الفلكية التي تتزامن مع الانقلابين الشتوي والصيفي، والاعتدالين الربيعي والخريفي بمعابد الكرنك، تؤكد أن تلك المعابد التي تفردت بمنظومة معمارية ارتبطت بحركة الأفلاك، كانت أحد أقدم المراصد الفلكية في العالم. يذكر أن الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، كانت قد شاركت في المشروع العلمي الذي قام به فريق بحثي مصري برئاسة الباحث المتخصص في رصد الظواهر الفلكية بالمعابد والمقاصير المصرية القديمة، د. أحمد عوض، وعضوية رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، أيمن أبوزيد، والباحث في علوم المصريات، الطيب عبدالله، والذين تمكنوا من رصد 22 ظاهرة فلكية جديدة داخل معبد هابو، ومعبد الدير البحري، الذي شيدته الملكة حتشبسوت، ومعبد إيزيس، المعروف باسم دير شلويط في الأقصر، ومعابد دير الحجر، وهيبس، وقصر غويطة في الوادي الجديد، ومعابد كلابشة وجبل السلسلة وإدفو في أسوان، ومعبد دندرة في قنا، بجانب الهرم الأكبر في الجيزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك