العدد : ١٧١٥٧ - الجمعة ١٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٥٧ - الجمعة ١٤ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ١٤ رمضان ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

مجموعة القطع الأثرية البحرينية المُكتشفة من دلمون وتايلوس معروضة في متحف اللوفر أبوظبي

الجمعة ١٤ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

يستعرض‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬أبوظبي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الأثرية‭ ‬البحرينية‭ ‬المُكتشفة‭ ‬من‭ ‬حضارتي‭ ‬دلمون‭ ‬وتايلوس‭ ‬ضمن‭ ‬اتفاقية‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬والمتحف‭. ‬وتتيح‭ ‬هذه‭ ‬المُقتنيات‭ ‬المُعارة‭ ‬حتى‭ ‬يونيو‭ ‬2026‭ ‬الفرصة‭ ‬أمام‭ ‬زوار‭ ‬المتحف‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬وحضارة‭ ‬المنطقة،‭ ‬كما‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإسهامات‭ ‬الثقافية‭ ‬والحضارية‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬هوية‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬استقبل‭ ‬محمد‭ ‬خليفة‭ ‬المبارك‭ ‬رئيس‭ ‬دائرة‭ ‬الثقافة‭ ‬والسياحة‭ ‬‭ ‬أبوظبي‭ ‬رئيس‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬أبوظبي‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‮ ‬‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬أبوظبي،‭ ‬ورافقهما‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬مانويل‭ ‬راباتيه‭ ‬مدير‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬أبوظبي‭.‬

واطلعوا‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬الأثرية‭ ‬البحرينية‭ ‬المعروضة‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬عكس‭ ‬الاهتمام‭ ‬المشترك‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المؤسستين‭ ‬على‭ ‬الترويج‭ ‬لتاريخ‭ ‬وحضارات‭ ‬المنطقة‭.‬

وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬قال‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭: ‬‮«‬فخورون‭ ‬بتعاوننا‭ ‬مع‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬أبوظبي،‭ ‬وأن‭ ‬تصل‭ ‬قطع‭ ‬بحرينية‭ ‬أثرية‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المنصّة‭ ‬الحضارية‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬وأضاف‭: ‬‮«‬إن‭ ‬استضافة‭ ‬هذه‭ ‬القطع‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لتعزيز‭ ‬الترويج‭ ‬لحكاية‭ ‬الحضارات‭ ‬التي‭ ‬ازدهرت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬المنجز‭ ‬هو‭ ‬ثمرة‭ ‬الحرص‭ ‬المشترك‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬للترويج‭ ‬لتاريخنا‭ ‬وحضاراتنا‮»‬‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬القطع‭ ‬المُعارة‭ ‬لمتحف‭ ‬اللوفر‭ ‬أبوظبي‭ ‬فرصة‭ ‬فريدة‭ ‬لكي‭ ‬يطلع‭ ‬الجمهور‭ ‬المحلي‭ ‬والعالمي‭ ‬الزائر‭ ‬لهذا‭ ‬المتحف‭ ‬الرائد‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬وكيف‭ ‬ازدهرت‭ ‬فيها‭ ‬الممارسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتجارية‭ ‬خلال‭ ‬فترتي‭ ‬دلمون‭ ‬وتايلوس،‭ ‬ودور‭ ‬المملكة‭ ‬المحوري‭ ‬تاريخياً‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬شبكات‭ ‬التجارة‭ ‬الإقليمية‭.‬

وبدوره،‭ ‬قال‭ ‬محمد‭ ‬خليفة‭ ‬المبارك،‭ ‬رئيس‭ ‬دائرة‭ ‬الثقافة‭ ‬والسياحة‭ ‬‭ ‬أبوظبي‭ ‬رئيس‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬أبوظبي‭: ‬‮«‬يُجسد‭ ‬تعاوننا‭ ‬مع‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬لتاريخ‭ ‬وحاضر‭ ‬بلدينا‭ ‬الشقيقين،‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬التراث‭ ‬الخليجي‭ ‬العربي‭. ‬فالرؤية‭ ‬المشتركة‭ ‬والجهود‭ ‬المنسقة‭ ‬بين‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬أبوظبي‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬تؤكد‭ ‬دور‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬للجماهير‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ومنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والعالم‭ ‬لاستكشاف‭ ‬تراثنا‭ ‬الغني‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬العريقة‭. ‬إن‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التراث‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬احتفالاً‭ ‬بجذورنا،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬أيضاً‭ ‬وسيلة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الفخر‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬الشابة‭ ‬وضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬تراثنا‭ ‬كجزء‭ ‬حيوي‭ ‬من‭ ‬حاضرنا‭ ‬ومستقبلنا‮»‬‭.‬

وتشمل‭ ‬القطع‭ ‬الأثرية‭ ‬البحرينية‭ ‬المعارة‭: ‬شاهد‭ ‬قبر‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬تايلوس،‭ ‬جرة‭ ‬ذات‭ ‬مصفاة‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬حضارة‭ ‬دلمون‭ ‬المبكرة،‭ ‬وختمين‭ ‬دلمونيين،‭ ‬تحمل‭ ‬جميعها‭ ‬رمزية‭ ‬ثقافية‭ ‬كبيرة‭. ‬فالأختام‭ ‬الدلمونية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬كانت‭ ‬جزءاً‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬التجارية‭ ‬لدلمون،‭ ‬حيث‭ ‬استُخدمت‭ ‬كشهادات‭ ‬مِلكية‭ ‬وتعبير‭ ‬عن‭ ‬المكانة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬كما‭ ‬تعكس‭ ‬هذه‭ ‬الأختام،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تُصنع‭ ‬بدقة‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬أو‭ ‬القواقع‭ ‬البحرية،‭ ‬التقاليد‭ ‬الفنية‭ ‬الدلمونية‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬تأثيراتها‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬بعيدة‭ ‬شرقاً‭ ‬وغرباً‭.‬

أمّا‭ ‬جرة‭ ‬المصفاة‭ ‬من‭ ‬دلمون،‭ ‬فهي‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬فنون‭ ‬الفخار،‭ ‬فالحرفيون‭ ‬المحليون‭ ‬من‭ ‬دلمون‭ ‬استخدموا‭ ‬الطين‭ ‬المخلوط‭ ‬بالحجر‭ ‬الجيري‭ ‬لإنتاج‭ ‬أدوات‭ ‬عملية‭ ‬وجميلة‭ ‬تحمل‭ ‬طابعاً‭ ‬مميزاً‭. ‬وتمثل‭ ‬القطع‭ ‬الفخارية‭ ‬الأثرية‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬مخرجات‭ ‬حرفة‭ ‬الفخار‭ ‬في‭ ‬حضارة‭ ‬دلمون،‭ ‬والتي‭ ‬تستمر‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬وتمارس‭ ‬ضمن‭ ‬الحرف‭ ‬التقليدية‭ ‬البحرينية‭.‬

وعلى‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬فإن‭ ‬فن‭ ‬النحت‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬تايلوس،‭ ‬تطور‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬بفضل‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬الثقافة‭ ‬الهيلينستية‭ ‬اليونانية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعكسه‭ ‬شاهد‭ ‬القبر‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬أبوظبي‭. ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬شواهد‭ ‬القبور‭ ‬تؤكد‭ ‬التعدد‭ ‬والتنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭.‬

وتُجسد‭ ‬استعارة‭ ‬متحف‭ ‬اللوفر‭ ‬أبوظبي‭ ‬للقطع‭ ‬الأثرية‭ ‬البحرينية‭ ‬الرؤية‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬ودائرة‭ ‬الثقافة‭ ‬والسياحة‭ - ‬أبوظبي،‭ ‬حيث‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬نموذجًا‭ ‬مميزًا‭ ‬للشراكات‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬التبادل‭ ‬الحضاري‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا