تغطية: آمل الحامد
تصوير: حسين عبدالله
أكد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى، أنَّ الفقيد المرحوم عبدالرحمن محمد سيف جمشير، عضو مجلس الشورى السابق، رجلٌ وطني ٌمخلصٌ، وشخصية استثنائية معطاءة، تبقى مضيئة في صفحات تاريخ مملكة البحرين، مشيرًا إلى أنَّ الفقيد نسج سيرة طيبة في حياته، وأصبح موضع ثقة ملكية غالية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظَّم، في أن يبقى عضوًا بمجلس الشورى منذ الفصل التشريعي الأول، وحتى وفاته؛ لما يمتلكه من خبرة وكفاءة عاليتين، وفكرٍ سياسي حاذق، وإسهاماتٍ كبيرة في مختلف مجالات العمل الوطني.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس مجلس الشورى، في أمسية وفاء للفقيد عبدالرحمن جمشير، أقامها نادي الخريجين مساء أمس الأول (الثلاثاء)، بعنوان «لمسة وفاء»، وبحضور أحمد بن سلمان المسلم، رئيس مجلس النواب، والشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير الديوان الملكي، وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب والمسؤولين وذوي الفقيد وأصدقائه.
وقال رئيس مجلس الشورى في الكلمة التي حملت عنوان «عبدالرحمن... قنديل العطاء والإحسان»: «تتوهج مشاعرُ الحُزن والأسى، وتمتزجُ أحاسيس الفقد والشجى، وتسبق الدموع الكلمات، وتفيض قلوبنا بالعبرات، ونحن نلتئم هذه الليلة، من أجل أن نستذكر أخًا غاليًا، وصديقًا فاضلًا، ورجلًا نبيلًا، وهو العزيز على قلوبنا جميعًا، المرحوم عبدالرحمن جمشير، الذي غادرنا وأوقد فينا غصَّة الفراق، وحسرة لا تطاق، وألـمًا بحجم حبنا الكبير له، وبتقديرنا لشخصيته المتميزة، التي جُبلت على حب الخير، ولقد أتينا لهذه الأمسية من أجل أن ننهل من محطاتها الزاخرة».
وأوضح رئيس مجلس الشورى أنه «عندما نتحدث عن الأخ العزيز المرحوم عبدالرحمن جمشير، فإننا نتحدث عن رجلٍ وطني مخلصٍ لوطنه وقيادته، نتحدث عن شخصية جامعة، وإنسان مُحسن، استطاع بحبه للجميع، واحترامه، وتقديره للكبير والصغير، أن يكون أيقونة ورمزًا ونموذجًا للنجاح والتميز في بناء علاقات اجتماعية ممتدة، على مستوى مملكة البحرين وخارجها»، مؤكدًا أنَّ المرحوم عبدالرحمن جمشير «أينما يحضر يُزهر، بتواضعه وروحه الطيبة والشفافة، وأخلاقه العالية، وبقلبه الأبيض، وشخصيته الاستثنائية، وما فَتَأ يغدقُ على كل من عرفه من كرم خصاله، ووافر سجاياه».
ولفت رئيس مجلس الشورى إلى أنَّ «من يقرأ سيرة الأخ الغالي «أبو أحمد»، منذ بدايات حياته، وحتى يوم ارتفع صوت الناعي برحيله، فإنه يقف أمام تاريخ طويل من العطاء والمثابرة، تظهر منه أعمق صور النُّبل والبهاء، ولَرَأينا عبدالرحمن جمشير، الرجل الوطني الأمين، الذي نشأ وترعرع في كنف عائلة جمشير العريقة».
وبيّن رئيس مجلس الشورى أن المرحوم عبدالرحمن جمشير «كلما كبر عامًا، كبر معه حبه وولاؤه لهذا الوطن العزيز، حتى تم اختياره مع نخبة من رجالات الوطن، ليكون عضوًا نشيطًا ومؤثرًا في مجلس الشورى في عام 1996م، ويستمر عطاؤه وإخلاصه في اللجنة العليا لإعداد ميثاق العمل الوطني، ومن ثم أمينًا عامًا للجنة، حيث يضـيء اسمه في صفحات تاريخ مملكة البحرين، ومحطاتها الوطنية الفارقة، ويكون موضع ثقة ملكية غالية من جلالة الملك المعظَّم، في أن يبقى عضوًا بمجلس الشورى منذ الفصل التشريعي الأول، وحتى وفاته؛ لما يمتلكه من خبرة وكفاءة عاليتين، وفكرٍ سياسي حاذق، وإسهاماتٍ كبيرة في مختلف مجالات العمل الوطني».
واستذكر رئيس مجلس الشورى علاقته الوطيدة بالمرحوم عبدالرحمن جمشير، قائلًا: «لقد ربطتني بالأخ العزيز عبدالرحمن جمشير، علاقة أخوة وصداقة طيبة منذ سنين طويلة، وأصفه (صديق العمر)، لأنني عرفته عن قرب، ووجدته متواضعًا ومهذَّبًا، هادئًا في طبعه، حكيمًا في آرائه وقراراته، ومحبًا وساعيًا للخير، ومبادرًا لإنجاح المشروعات الاجتماعية والخيرية والإنسانية».
وقال رئيس مجلس الشورى: «لم يكن أبو أحمد شخصية عابرة، بل معطاءة ومؤثرة، وكان قريبًا من جميع الأوساط الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولعل صور الحشود الكبيرة التي توافدت في يوم تشيـيعه لمثواه الأخير وأيضًا المعزين والمواسين بفقده، تعطي الدلالة والبرهان بأنَّ له مكانة خاصة، ومحبة كبيرة في قلوب جميع من عرفه، وكما كان ودودًا، ووفيًا معهم في حياته، كانوا أوفياء معه في يوم وفاته، وكما كان كريمًا عطوفًا معهم، كانوا محتشدين في وداعه الأخير».
ونوَّه رئيس مجلس الشورى إلى أن «السيرة الطيبة التي نسجها فقيدنا عبدالرحمن جمشير، ستظل محفورة في ذاكرة الوطن، وستبقى بصماته وعطاءاته مثمرة، وستبقى روحه ترفرف بيننا، وسنشتاق إلى حضوره البهي، وكلماته العميقة والمؤثرة، وسنشتاق إلى قلبه الطيب».
مبادرات لتحسين أوضاع المواطن
بدوره، قال نبيل بن يعقوب الحمر، مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام في كلمته: «اليوم نقف هنا في لحظة مليئة بالحزن ولكنها أيضا لحظة تعبر عن تقديرنا العميق للصديق العزيز المغفور له عبدالرحمن جمشير. غادرنا أبو أحمد بعد أن ترك بصمة لا تمحى في قلوبنا وفي مجتمعنا، نقف هنا في أمسية الوفاء نستذكر سيرة حياة مليئة بالعطاء وندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته».
وأشار إلى أن الراحل كان مثالا للوفاء والإخلاص صديقا لا تقتصر ذكراه على لحظات الفرح التي عشناها معه وعرفناه بها أن تشمل كل لحظة من حياته والتي كانت مثالا للتفاني والعطاء والعمل الوطني المخلص، فقد كان رحمه الله من أولئك الذين قدموا الكثير لبلدهم ومجتمعهم وعمل بكل إخلاص على خدمة الناس والإسهام في كل ما يرفع من شأنهم وتحسين حياتهم.
وأكد أن أبا أحمد كان مثالاً حيّاً للإنسان الذي يضع مصلحة وطنه والمجتمع في مقدمة اهتماماته، ولم يتوان يوماً عن مد يد العون لكل من يحتاج سواء في أوقات الشدة أو الفرح، ولقد كان دوماً حاضراً في المواقف التي تتطلب التضحية والعمل الجاد من أجل البناء والتطوير.
وذكر لقد ترك في قلوبنا قيم العمل المشترك وأهمية التكاتف من أجل المصلحة العامة، واليوم ونحن نودعه نؤكد أننا لن ننسى تلك اللحظات التي جمعتنا به وكل المبادرات التي أطلقها من أجل تحسين أوضاع المواطن من خلال عمله لسنوات طويلة سواء عمله الخاص أو من خلال مسؤولياته وعمله في مجلس الشورى.
شخصية وطنية لا تنسى
من جهته، قال عبداللطيف أحمد الزياني رئيس مجلس إدارة نادي الخريجين في كلمته: إن هذه الأمسية التي تحمل عنوان «لمسة وفاء» لنرثي قامة وطنية وشخصية استثنائية تركت بصمة لا تنسى في خدمة قيادته ووطنه ومجتمعه، غادرنا فقيد الوطن عبدالرحمن محمد جمشير جسداً ولكنه سيبقى خالداً في ذاكرة الوطن وذاكرة أهله وأصدقائه ومحبيه.
وذكر: لقد كان أبو أحمد رجل دولة وشخصية استثنائية في الوطنية والإخلاص خدم البحرين في العديد من المواقع التي شغلها وكان رمزاً للعطاء والتفاني والإخلاص والحرص على خدمة الوطن وقيادته وإبراز وجه البحرين الحضاري في المحافل الإقليمية والدولية بما جعله يحظى بتقدير واحترام الجميع.
وأشار إلى أنه في الجانب الاقتصادي كان رجل أعمال ناجح وعضوا فاعلا في مجالس إدارات الشركات والمؤسسات المالية والصناعية الكبرى في البحرين التي أسهمت في تعزيز ودعم الاقتصاد الوطني والنهوض به، وكان رحمه الله مؤمناً بأن التنمية الاقتصادية المستدامة ركيزة أساسية لازدهار ونماء الوطن.
وذكر على مستوى نادي الخريجين كان الراحل شخصية قيادية ومحبوبة من الجميع وتولى رئاسة مجلس الإدارة في مرحلة مفصلية في تاريخ الوطن ولمدة 26 عاماً، زاملته في 22 عاماً وتعلمت منه الشيء الكثير في الوطنية والعملية الإداري، حيث نجحنا بفضل حكمته وإدارته في تحويل النادي إلى ملاذ ثقافي واجتماعي، كما أسهم بحكمته مع أعضاء مجلس النادي في تطوير النادي ومرافقه حتى أصبح يشار إليه بالبنان.
عائلة جمشير: ترك بصمة لا تنسى
وألقى كلمة عائلة عبدالرحمن جمشير، أخوه عيسى محمد جمشير، الذي أشار فيها إلى اننا نجتمع اليوم لنؤدي الوفاء في هذه اللحظات الحزينة لذكرى رجل عزيز علينا شخص له مكانة في قلوبنا وترك بصمة لا تنسى في حياتنا. لقد كان رحل فقيدنا أبو أحمد الذي انتقل إلى جوار ربه تاركاً حزناً وأسى وذكريات.
وأكد لقد كان أبو أحمد إنساناً مميزاً يتمتع بروح محبة وكان مثالا للوفاء والإخلاص في دينه ولمليكه ولوطنه، تركت أفكاره الحكيمة أعمالا جليلة أثراً عميقاً في نفوسنا، مضيفاً لقد كان له دور بارز في دعم ومساندة العديد عبر مسيرته في كل مرة نذكره ستعود إلينا تلك الابتسامة العريضة التي كانت تلازمه وأحاديثه الممتعة التي تدخل السعادة على القلوب.
كما تضمنت الأمسية معرض صور للمرحوم عبدالرحمن جمشير، يبرز العديد من محطات وجوانب حياته العملية والعلمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك