الكابتن خالد عبدالقادر قبل أن يكون مدربا للكرة الطائرة يسبقه هدوءه ودماثة خلقه منذ أن كان عنصرا مميزا في كتيبة طائرة النجمة، واحد من العصر الجميل للعبة، والغريب في مشواره الرياضي أنه بدأ من ملاعب اليد في النادي الأهلي وتوقف في ملاعب الكرة الطائرة بسبب الإصابة اللعينة التي حالت دون استمراره فترة أطول، كان لديه الكثير من الذكريات والمواقف والتفاصيل التي تحتاج إلى صفحات كي يرويها لنا وللقراء المتابعين خلال حواره مع الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» غير أنّ كل ذلك كان يصطدم بالمساحة المحددة.
1/ كان الكابتن خالد عبدالقادر في بداية مشواره لاعبا لكرة يد في النادي الأهلي. من الذي وجهك لمزاولة هذه اللعبة؟ ولماذا اخترت النادي الأهلي؟
جاء الاختيار صدفة خلال المرحلة الدراسية الابتدائية، وبالتحديد عندما كنت طالبا في مدرسة المأمون أثناء زيارة الجهاز الفني لكرة اليد في النادي الأهلي للمدرسة لاختيار لاعبين لكرة اليد، إذ لعبت موسمين تحت قيادة المدرب القدير علي العنزور في مركز الجناح الأيسر، وكان حينها شقيقي الأكبر عبدالقادر من اللاعبين المميزين في نادي الوحدة، فكان يشجعني على ممارسة اللعبة.
2/ لماذا لم تستمر مع اللعبة في النادي الأهلي؟
عدم الاستمرار يعود إلى أنّ أصدقائي كانوا يمارسون لعبة كرة الطائرة في ملعب «الحي» وكان للعبة شعبية كبيرة، وكانت هناك منافسة ذات طابع خاص بين الأهلي والهلال «النجمة» في مختلف الألعاب الرياضية، زد على ذلك أنّ غالبية قاطني المنطقة من الوحداوية، فكانوا يشجعوني ويلحون علي باللعب في نادي الهلال، وكان هناك عرف عام سائد آنذاك بعدم اللعب خارج نادي المنطقة.
3/ لماذا لم تواصل مع اللعبة بعد عودتك إلى نادي الهلال (النجمة)؟
واصلت ممارسة لعبتي كرتي اليد والطائرة، فاخترت الكرة الطائرة بناء على طلب النادي أن أستقرّ على لعبة واحدة، ولعبت ضمن فئة الناشئين تحت قيادة المدرب القدير أحمد هرونة، وتم اختياري لمنتخب الشباب عام 2002 وحصلنا على لقب مجلس التعاون في دولة قطر.
4/ هل توجهك لمزاولة الكرة الطائرة وراءه قرار فني أم هناك أسباب أخرى؟
جاء اختياري للعبة الكرة الطائرة نزولا عند رغبة الأصدقاء الذين كانوا يمارسون اللعبة في الحي، وقيام الإداري القدير نجم طه الشيخ في تسجيلي في كشوفات نادي النجمة، إذ توقع لي مستقبلا مع اللعبة خاصة وأنني أستخدم يدي اليسرى، وقليلون من يستخدمها في اللعبة بحسب قوله.
5/ هل ترى الآن أن عدولك عن مزاولة كرة اليد واختيار الكرة الطائرة كان قرارا سليما؟ ولماذا؟
أعتقد أن استقراري على مزاولة الكرة الطائرة كان قرارا سليما، رغم صعوبة اتخاذ القرار في بداية الأمر نظرا لحبي لكرة اليد على حساب الكرة الطائرة التي مارستها نزولا عند رغبة أصدقائي، ولكن مع مرور الوقت تعلمتها رغم الالتحاق المتأخر.
6/ ماذا يعني اسم «النجمة» للكابتن خالد عبدالقادر؟
النجمة ككيان يعني لي الكثير، ويمثل لي الانطلاقة الأولى، واستطعنا كفريق تحقيق العديد من الإنجازات والمنافسة على المستويين المحلي والخارجي، وكانت هناك ذكريات جميلة مع جيل من النجوم، استطاعوا كسر احتكار نادي المحرق، وتحقيق عديد من الألقاب والمنافسة وكانت لحظات لا تنسى وكان الفريق خلالها يمثل أسرة واحدة.
7/ يمكن أن يصف الكابتن خالد للمتابعين شكل ومضمون طائرة النجمة خلال الفترة التي مثل فيها الفريق؟
بدأت اللعب للفريق الأول عام 2001 وكان برفقتي زميلي إبراهيم العرادي بعد اختيارنا من قبل المدرب القدير عيسى القطان، وكان الفريق يضم حينها كوكبة من النجوم أمثال هشام داوود وفؤاد عبدالواحد وإبراهيم نصيف ومشعل تركي إضافة إلى مبارك عيد من الريان القطري، إذ تعلمنا من هذه المجموعة الانضباط والاجتهاد والجدية وثقافة الفوز.
8/ كان الكابتن خالد لاعبا متميزا في مركز 2، من الذي وجهك للعب في هذا المركز؟
خلال الفئات العمرية كنت ألعب في مركزي 3 و2 وفي عام 2003 عندما حصلنا على الدوري كنت لاعبا في مركز3، وبعد خسارة نهائي 2004 أمام النصر قام المدرب عيسى القطان بتغيير التشكيلة في كأس ولي العهد ولعبت في مركز2 وحصلنا على كأس ولي العهد، واستمر وجودي في مركز 2 حتى عام 2013، وكان الكابتن القدير عيسى القطان من منحني فرصة اللعب في مركزين، وهذا ما كان يميزنا في تلك الفترة.
10/ كانت صالة مركز الشاب في الجفير شاهدة على لقاءات النصر والنجمة في تلك الفترة «ديربي العاصمة» للكرة الطائرة.. حدثنا عن ذكرياتك مع تلك اللقاءات؟
كانت اللقاءات في صالة مركز الشباب في منطقة الجفير ذات طابع خاص، وكانت الصالة المعنية مخصصة لجميع الألعاب الرياضية الجماعية، وما يميزها هو التواجد الجماهيري وقربهم من اللاعبين، ومن الطرائف التي تحتفظ بها الذاكرة تتويج النجمة لموسمين خلف المنصة عامي 2004 و2005 أمام فريقي النصر والمحرق، ومن الأمور التي لا تنسى أنّ اللاعبين يجدون صعوبة في سماع تعليمات الجهاز الفني خلال الوقت المستقطع نظرا للصخب الجماهيري، ومباريات النجمة أمام النصر دائما ما تأتي قوية وحافلة بالمستوى الفني والندية والحضور الجماهيري.
11/ هل يرى الكابتن خالد أن أهمية مركز 2 حاليا قد اختلفت عن الفترة التي كان فيها يلعب في المركز نفسه؟ وما الاختلافات إن وجدت؟
مراكز اللعب في الكرة الطائرة كلها تكمل بعضها بعضا، ومن الصعب التقليل من مهام أي مركز، وما يميز مركز2 أنّ لاعبه يعد صاحب مهمات خاصة على مستوى تخليص الكرات وخاصة من المنطقة الخلفية، واليوم اختلف نمط اللعب عن السابق الذي كان اللعب العالي ما يميزه، بينما اليوم يعتمد على القوة والسرعة معا.
12/ ما الطموحات التي حققتها مع اللعبة كلاعب؟ وما الذي لم تحققه؟
مارست الكرة الطائرة لفترة زمنية قليلة نظرا للإصابة التي لازمتني مواسم وتحاملت عليها لسنوات، ورغم ذلك حققت كلاعب الدوري عام 2003 وكأس ولي العهد عام 2004 و2005 وكأس المؤسسة عام 2006 وكأس مجلس التعاون للأندية عام 2003 ، ومجلس التعاون مع منتخب الشباب 2002 ، وبطولة أندية غرب آسيا المركز 4 وهو أول إنجاز لفريق بحريني يحتل المركز الرابع آنذاك، المركز الثاني مع المنتخب في دورة كاس الخليج عام 2004، وقد حالت الإصابة دون استمراري في ملاعب الكرة الطائرة (12 موسما فقط) إذ كانت تعيقني، وكنت أتحامل عليها، وأحيانا ترغمني على الاعتذار عن المشاركة مع المنتخب والنادي.
13/ لقد اختار الكابتن خالد مجال التدريب.. هل هناك من وجهك لهذا الطريق؟
لم يكن مجال التدريب يوما ما يدور في ذهني، ولكن الفضل في ذلك بعد الله تعالى يعود إلى الكابتن محمد الشيخ، إذ كنت لاعبا في صفوف طائرة البسيتين، غير أنّ الإصابة حالت دون استمراري، فطلبت من الكابتن محمد الشيخ مدرب البسيتين حينها التوقف عن اللعب، فطلب مني الانخراط في مجال التدريب لأكون مساعدا له، فحصل ذلك دون أن أحصل على شهادة التدريب، فكنت أقوم بمهامي خلال حصص التدريب، وأرافق الفريق في المباريات كإداري.
14/ هل التدريب يمثل للكابتن خالد مصدر رزق أم إشباع لحاجات أخرى؟ وما هي؟
إذ يعتبر اليوم المجال التدريبي شغفا ورغبة في المقام الاول شغف بعد ما كنت لاعبا، والجانب الثاني أن يكون مردودا ماليا.
15/ عملك التدريبي محليا اقتصر على نادي البسيتين؟ لماذا؟
لقد بدأت كمدرب للفريق الأول منذ خمس سنوات، إذ عملت لمدة موسمين مدربا مساعدا، واختياري لنادي البسيتين يرجع لأكثر من عامل يأتي في مقدمتها العلاقة الوثيقة التي تربطني بالقائمين على شأن اللعبة في النادي، وتشجيعهم الدائم لشخصي، ومع ذلك تلقيت عروضا مختلفة للعمل كمساعد مدرب مع أحد أندية الدرجة الممتازة بالإضافة إلى عرض آخر من أحد فرق الدرجة الأولى، ومؤخرا تلقيت عرضا تدريبيا في دولة قطر بواسطة اللاعب القدير سعيد سالم غير أنّ ظروف العمل حالت دون ذلك.
16/ لديك تجربة تدريبية خارجية واحدة مع طائرة الاتفاق السعودي؟ كيف تقيم التجربة؟
نعم كانت التجربة التدريبية الأولى لي مع نادي الاتفاق السعودي واستفدت منها الكثير، وقدمت معهم موسما مميزا إذ حصل الفريق على المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى، وهذا المركز لم يحققه النادي منذ فترة بعيدة.
17/ هل الكابتن خالد من المدربين الذين يحرصون على متابعة وقراءة ما يكتب عن الكرة الطائرة محليا؟
نعم، أنا منتظم بشأن متابعة ما يكتب محليا وخليجيا عن الفرق والمنتخبات البحرينية والمنتخبات، ولكن بكل صراحة اليوم نجد جريدة أخبار الخليج فقط من يقوم بمهمة رصد أخبار الدوري وكتابة المقالات والتحليل الفني عن الفرق في ظل عزوف بقية الصحف المحلية الأخرى مما يترتب عليه عدم إبراز مكانة الدوري، فالصحافة لها دور كبير في إبراز المسابقات، وهناك علاقة ترابطية بين اللعبة والصحافة لإنجاحها.
18/ هل الكابتن خالد من المدربين المتفائلين أم من المتشائمين بشأن مستقبل طائرة المملكة؟ ولماذا؟
الكرة الطائرة المحلية تمتلك الخامات من الناشئين والشباب الذين يتوفرون على إمكانات كبيرة، وهؤلاء بحاجة ماسة إلى مزيد من الفرص للمشاركة في البطولات المختلفة محليا وخارجيا، للحصول على الاحتكاك من أجل تطوير مهاراتهم وتوسيع خبراتهم، وأتذكر خلال الفترة من 2001 إلى 2007 كان هناك الكثير من اللاعبين ضمن الفئات العمرية يشاركون كعناصر مؤثرة مع أنديتهم، واليوم الخامات والإمكانات موجودة، ولكن بسبب قلة الاحتكاك والمشاركات ترتب على ذلك شيء من التراجع والتقهقر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك