تغطية – مروة أحمد
اختتمت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء زياراتها التقييمية لمحافظة المحرق وذلك في إطار إجراءات اعتماد المحافظة ضمن «المُدن الصحية»، واستقبل سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق، بحضور العميد جاسم محمد الغتم نائب المحافظ، الدكتورة سمر الفقي المستشار الإقليمي لتعزيز الصحة والمحددات الاجتماعية للصحة بمنظمة الصحة العالمية، والدكتورة سامية بهرام الوكيل المساعد للصحة العامة بوزارة الصحة، وفريق مكتب المنظمة وممثلين من وزارة الصحة، في إطار زيارة رسمية تهدف إلى تقييم جهود المحافظة في استيفاء معايير برنامج المدن الصحية واعتماد المحرق محافظة صحية، حيث تأتي هذه الزيارة ضمن مساعي المحافظة لتعزيز الصحة العامة وتحقيق التنمية المستدامة وفقًا لمعايير وأهداف البرنامج العالمي الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية.
وخلال اللقاء، استعرض المحافظ الجهود التي بذلتها المحافظة منذ انضمامها إلى برنامج المدن الصحية، بما في ذلك إعداد الخطط الاستراتيجية والتشغيلية، وتنظيم ورش عمل تدريبية، ومبادرات مجتمعية وزيارات ميدانية توعوية لرفع الوعي المجتمعي حول أهمية البرنامج، وأكد المحافظ أن المحرق تسعى إلى تحقيق رؤيتها باعتمادها محافظة صحية رائدة، من خلال التركيز على تحسين البيئة الصحية وتعزيز جودة الحياة لجميع المواطنين والمقيمين.
وأشار المحافظ إلى أن محافظة المحرق، بتاريخها العريق ومقوماتها الجغرافية والبنية التحتية المتطورة، كانت من أوائل المحافظات التي تبنت هذه المبادرة بناء على توجيهات الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، بتطبيق برنامج المدن الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة لخدمة المواطنين والمقيمين، مشيدا بالجهود المبذولة من كل الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني في دعم أهداف البرنامج. مؤكدا أن الجهود مستمرة لاعتماد المحرق كمحافظة صحية بالكامل، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز سيكون انعكاسا لرؤية المملكة في تعزيز جودة الحياة وخلق بيئة مستدامة.
من جانبها، قامت خبيرة منظمة الصحة العالمية بجولة ميدانية شملت عددًا من المرافق الحيوية في المحافظة، مثل المساحات الخضراء والمراكز الصحية والمراكز الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني، وتهدف هذه الجولة الميدانية إلى تقييم المعايير المطبقة ومدى توافق المحافظة مع متطلبات برنامج المدن الصحية لاعتمادها رسميًا محافظة صحية شاملة.
وأعربت الدكتورة سمر الفقي عن تقديرها للجهود التي تبذلها محافظة المحرق في تطبيق معايير برنامج المدن الصحية، وأكدت أن هذه المبادرة تعكس التزام البحرين بتعزيز الصحة العامة وتحقيق التنمية المستدامة، مشيدةً بالشراكة المجتمعية الفاعلة التي تمثل ركيزة أساسية في نجاح البرنامج.
«أخبار الخليج» رافقت وفد المنظمة خلال جولته في المحافظة، حيث انطلقت الجولة نحو محطتها الأولى والتي كانت منتزه ومحمية دوحة عراد، حيث استعرضت المحافظة محمية أشجار القرم الموجودة في المنتزه، وتم استعراض أبرز الإيجابيات من استزراع القرم في المملكة كان أبرزها تثبيت التربة الساحلية وحمايتها من الانجراف، وتساعد هذه الأشجار من منع ارتفاع منسوب المياه بالإضافة إلى قدرتها على المحافظة على البيئة عبر امتصاصها للكربون.
كما جرى الإشارة إلى أن المحمية المسجلة في دوحة عراد تعتبر من أكثر المواقع نجاحًا لاستزراع أشجار القرم في البحرين وذلك بنسبة بلغت 90%، وتطرّقت المحافظة إلى استزراع ما يقارب 400 ألف شجرة في الموقع مع استزراع المانجروف على امتداد كيلومتر ونصف في المحمية.
ومن دوحة عراد انطلق الوفد إلى الشركة العربية لإصلاح وبيع السفن «أسري»، حيث قام الفريق المسؤول بالشركة باستعراض أهم جهودها في الحفاظ على البيئة، وتم التطرّق إلى تسجيل 12 مليون ساعة عمل في الشركة دون تسجيل أيّة إصابات للعمال وهذا ما يؤكد حرص الشركة في توفير أهم إجراءات السلامة والأمان للعاملين.
وخلال جولة الوفد في منطقة الحد الصناعية زار مصانع شركة فوسكو البحرينية «شركة التجهيزات الغذائية»،
واختتم الوفد جولته بزيارة دار يوكو للرعاية النهارية في منطقة الحد، والتي تضم 76 امرأة، و25 رجلا بالإضافة إلى تسجيل 35 من فئة أصدقاء المسنين الذين لم يبلغوا السن المحدد للانضمام في الدار لذلك تم الإشارة لهم بمصطلح «صديق المسن» والموجودين في بيوتهم.
واستقبلت هيفاء مرزوق مديرة مركز «تفاؤل» للتربية الخاصة وفد منظمة الصحة العالمية، وقامت بالحديث عن المركز الذي يقوم برعاية حوالي 20 من أطفال اضطراب التوحد أو الإعاقات المزدوجة خلال الفترة النهارية مؤكدةً دمج العديد منهم في المدارس الحكومية بعد تخريجهم من المركز، كما تحدثت عن الفترة المسائية التي تم تخصيصها لتنمية قدرات الأطفال.
ومن المحطات التي زارها الوفد كانت جمعية التعافي من المخدرات التي تهدف إلى حماية المجتمع وصون الشباب من السير في طريق المخدرات، وذلك من خلال توفير مناخ صحي وآمن يتضمن أساليب ومناهج عدّة تسهم في رفع الوعي المجتمعي الذي يعين الشباب المدمن وأسرهم في العودة إلى الحياة الطبيعية.
ومن إنجازات الجمعية استفادة 1530 مدمنًا من البرنامج العلاجي والتأهيلي على المستوى المحلي والخليجي والعربي، وتوفير 100 جلسة استشارة نفسية في العيادات الخارجية عبر المختصين في الجمعية، كما تم تسجيل 400 نزيل مستفيد من خلال الشراكة مع إدارة الإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية من البرنامج العلاجي والتأهيلي لمدمني المخدرات في سجن جو منذ عام 2014.
وآخر محطات الوفد كانت في جمعية الحد الخيرية التي استعرضت أهم خدماتها المتاحة للمسجلين من أسر وطلبة جامعات، كما تم الإشارة إلى مشاريعها الرمضانية التي تطلقها سنويًا من السلال الرمضانية وغيرها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك