إن احتضان مملكة البحرين مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي «أمةٌ واحدةٌ ومصيرٌ مشتركٌ» يبرز الاهتمام الكبير الذي يوليه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم لاستضافة مثل هذه الملتقيات الإسلامية الجامعة، إيمانًا بدورها في إذكاء الوعي بأهمية تعزيز قدرة الأمة على التعامل الناجع مع مختلف تحديات العصر.
وتأتي مبادرة مملكة البحرين تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، أيده الله، بعقد هذا المؤتمر استجابة للنداء التاريخي المهم الذي أطلقه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال ملتقى البحرين للحوار عام 2022، بالدعوة إلى «حوار من أجل الأُخوَّة الدينيَّة والإِنسانيَّة».
وعلى الرغم من صغر حجم مساحة مملكة البحرين جغرافيًّا فقد كان للحريات الدينية لمكونات المجتمع المتعددة، ومازال، مساحات رحبة مرتكزة على هويتها العربية الإسلامية الجامعة، مقدمةً نموذجًا ساطعًا في الأخوة بين الأديان والطوائف، وتجسيدًا حيًّا للحريات الدينية، في ظل الرعاية الملكية السامية.
وتعكس هذه الحريات الثوابت والقيم البحرينية الأصيلة في التآخي والتعايش والوسطية، وتعد شاهدًا حضاريًّا على التعايش والتعددية في مملكة البحرين. وتنطلق البحرين من الإيمان بالتعددية المذهبية واحترام الآخر والخصوصية، كنهج ثابت على امتداد العصور، باعتبار تلك هي الأرضية الصلبة التي تقف عليها هويتها الإسلامية الوطنية الجامعة، وتستمد منها قوتها ومناعتها وثباتها، حيث امتزجت هذه الهوية مع ترابها ونسيجها وروحها، لتكون بذلك النموذج المشرق الذي تُعرف به.
ومن حسن الطالع أن ينعقد مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الفضيل الذي تعيش فيه مملكة البحرين أجواء العبادة والابتهال إلى الله، وتصدح بتلاوة القرآن، في مختلف قراها ومدنها، إحياءً لشهر الرحمة والخير والمغفرة.
إن الزائر للعاصمة المنامة وقرى ومدن البحرين، وفي مساحات صغيرة ومتقاربة، سيجد دور العبادة المختلفة، في تجاور رائع، من أبرز معالمها العمرانية، التي تمتد إلى جميع مشاريع المدن الإسكانية الجديدة، بما يعكس الحرص الدائم على رعاية الحريات الدينية وتوفير احتياجات المواطنين والمقيمين من دور العبادة. إن الالتزام برعاية ممارسة الحرية الدينية في مملكة البحرين بخصوصيتها المذهبية يُعد من الثوابت الدستورية والوطنية والتاريخية التي حرص على صونها حكام البحرين، وتصدرت مقدمة أولوياتهم واهتمامهم، لتكون منارة للنهج الإسلامي القائم على الوسطية والوحدة والألفة. هذه الاستضافة، وفي هذا التوقيت، وبعنوان «أمةٌ واحدةٌ ومصيرٌ مشتركٌ»، وسط مشاركة واسعة ورفيعة من سائر بلدان العالم الإسلامي، تعكس مكانة مملكة البحرين ونهجها الراسخ في دعم جهود التلاقي والحوار وجمع الكلمة ولم الشمل ووحدة الصف، باعتباره السبيل القويم الذي أمر به الله تعالى في محكم كتابه المجيد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك