العدد : ١٧٢١٤ - السبت ١٠ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٤ - السبت ١٠ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

برعاية ملكية واستجابة لمبادرة شيخ الأزهر:
ستة مسارات عمل رئيسية في مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي

الاثنين ١٧ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

إشراك المرأة والشباب في مسار الحوار والمساهمة في طرح المبادرات والرؤى


تحتضن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬19‭-‬20‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري‭ ‬المؤتمر‭ ‬العالمي‭ ‬للحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي‭ ‬‮«‬أمةٌ‭ ‬واحدةٌ‭ ‬ومصير‭ ‬مشترك‮»‬،‭ ‬برعاية‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬وبحضور‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬شيخ‭ ‬الازهر‭ ‬الشريف‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬ومشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬شخصية‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬والقيادات‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمفكرين‭ ‬والمثقفين‭ ‬والمهتمين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬

المؤتمر‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يشترك‭ ‬في‭ ‬تنظيمه‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ومجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين،‭ ‬يأتي‭ ‬استجابة‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للمبادرة‭ ‬التاريخية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬توصيات‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬عام‭ ‬2022م،‭ ‬حيث‭ ‬طالب‭ ‬فضيلته‭ ‬بعقد‭ ‬حوار‭ ‬إسلامي‭-‬إسلامي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأخوة‭ ‬الدينية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬تُنبذُ‭ ‬فيه‭ ‬أسباب‭ ‬الفرقة‭ ‬والفتنة،‭ ‬والنزاع‭ ‬الطائفي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬وينص‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬خطابات‭ ‬الكراهية‭ ‬المتبادلة،‭ ‬وأساليب‭ ‬الاستفزاز‭ ‬والتكفير،‭ ‬وضرورة‭ ‬تجاوز‭ ‬الصراعات‭ ‬التاريخية‭ ‬والمعاصرة‭ ‬بكل‭ ‬إشكالاتها‭ ‬ورواسبها‭ ‬السيئة‭.‬

المؤتمر‭ ‬منصة‭ ‬عالمية‭ ‬للمّ‭ ‬الشمل‭ ‬والاتفاق‭ ‬الإسلامي‭...‬

ويعكس‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭-‬الإسلامي‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬والأزمات‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬قاطبة،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬استجابة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدعوة‭ ‬فضيلة‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬بانعقاد‭ ‬مؤتمرٍ‭ ‬عالمي‭ ‬يجمع‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬بكافة‭ ‬أطيافه‭ ‬للتحاور‭ ‬ضرورة‭ ‬مُلحة،‭ ‬تؤسس‭ ‬لإطلاق‭ ‬مسارات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭-‬الإسلامي،‭ ‬بغية‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬الاتفاق‭ ‬الواسعة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الاعتقاد‭ ‬والفكر‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها‭ ‬كأمة‭ ‬واحدة،‭ ‬وضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬لمِّ‭ ‬شمل‭ ‬الأمة‭ ‬والتلاحم‭ ‬والتضامن‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬مكوناتها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التَّحديات‭ ‬المشتركة‭.‬

ويسعى‭ ‬مؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭-‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬أهدافه‭ ‬العريضة‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬منصة‭ ‬عالمية‭ ‬رائدة‭ ‬تشارك‭ ‬فيها‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الأمة‭ ‬ومفكريها‭ ‬ومرجعياتها‭ ‬الدينية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬صُنّاع‭ ‬القرار‭ ‬والشخصيات‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي،‭ ‬بهدف‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬الحوار‭ ‬البناء،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الرؤى‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬المصيرية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التفاهم‭ ‬والتضامن‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬مكوناتها‭ ‬الفكرية‭ ‬والمذهبية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬عبر‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬الواحدة‭ ‬ومبادرات‭ ‬الحوار‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الطريق،‭ ‬لاستكمال‭ ‬ما‭ ‬بدأته‭ ‬برؤية‭ ‬جديدة‭ ‬أقوى‭ ‬وأوسع‭ ‬أفقاً،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مناقشة‭ ‬القضايا‭ ‬الأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬وإلحاحًا،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬معالجتها‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬ليتمكن‭ ‬المؤتمر‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬إضافة‭ ‬نوعية‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬عمل‭ ‬المؤتمر‭ ‬على‭ ‬إشراك‭ ‬رموز‭ ‬ومرجعيات‭ ‬دينية‭ ‬وعلماء‭ ‬ومفكرين‭ ‬يمثلون‭ ‬مكونات‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ومدارسها‭ ‬ومذاهبها‭ ‬الفكرية،‭ ‬أملاً‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬حقبة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الوحدة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والانتقال‭ ‬من‭ ‬مقولات‭ ‬التقريب‭ ‬إلى‭ ‬التفاهم‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬المطلوبة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحدياتهم‭ ‬المشتركة‭.‬

كما‭ ‬يؤكد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬برعاية‭ ‬ملكية‭ ‬سامية‭ ‬من‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬ضرورة‭ ‬الإفادة‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬الاتفاق‭ ‬الواسعة‭ ‬في‭ ‬الإرث‭ ‬الإسلامي‭ ‬المشترك‭ ‬الثري‭ ‬والمتنوع،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حرص‭ ‬عليه‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬حينما‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬حوارٍ‭ ‬يُركَّزُ‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬التلاقي‭ ‬والاتفاق،‭ ‬وأن‭ ‬يُراعى‭ ‬في‭ ‬قراراته‭ ‬القاعدة‭ ‬الذهبية‭ ‬التي‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬نتعاون‭ ‬فيما‭ ‬اتفقنا‭ ‬عليه،‭ ‬ويعذُرُ‭ ‬بعضنا‭ ‬بعضًا‭ ‬فيما‭ ‬نختلف‭ ‬فيه‮»‬‭.‬

وإتمامًا‭ ‬لهذه‭ ‬الرؤية‭ ‬الشاملة،‭ ‬جاء‭ ‬شعار‭ ‬المؤتمر‭ ‬‮«‬أمةٌ‭ ‬واحدةٌ‭ ‬ومصير‭ ‬مشترك‮»‬‭ ‬ليعكس‭ ‬ويؤكد‭ ‬مساحة‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬الاعتقاد‭ ‬والفكر‭ ‬والقيم‭ ‬وأيضًا‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬تواجههم،‭ ‬باعتبارهم‭ ‬أمة‭ ‬إسلامية‭ ‬واحدة‭.‬

وتتركز‭ ‬أهداف‭ ‬المؤتمر‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬وقيمة‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭-‬الإسلامي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لمّ‭ ‬شمل‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بمكوناتها‭ ‬ومذاهبها‭ ‬المتعددة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬للمرجعيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬والعلمية‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬المعتدل،‭ ‬ونبذ‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والانقسام‭ ‬والطائفية‭ ‬البغيضة،‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التضامن‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المسلمين‭ ‬باختلاف‭ ‬مذاهبهم‭.‬

كما‭ ‬يهدف‭ ‬الحوار‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬وتبادل‭ ‬الرؤى‭ ‬حول‭ ‬آليات‭ ‬تجديد‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬لمواجهة‭ ‬أسباب‭ ‬الفرقة‭ ‬والنزاع‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬جميعاً‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭.. ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬لتكريس‭ ‬روح‭ ‬التفاهم‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬العلماء‭ ‬والمرجعيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدينية‭ ‬والعلمية‭ ‬والفكرية‭ ‬لاحتواء‭ ‬الاختلاف‭ ‬وتوحيد‭ ‬المسار‭ ‬الإسلامي‭ ‬لتجنب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬تفاقم‭ ‬الصراعات‭ ‬والأزمات‭ ‬والانقسام‭.‬

ويُحسب‭ ‬لمؤتمر‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭-‬الإسلامي‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬إشراك‭ ‬المرأة‭ ‬والشباب‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الحوار‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬مبادرات‭ ‬ورؤى‭ ‬تثري‭ ‬استراتيجيات‭ ‬تجديد‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬وتطوير‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬المعتدل‭ ‬وآليات‭ ‬التقارب‭ ‬الإسلامي‭-‬الإسلامي،‭ ‬محل‭ ‬البحث‭ ‬والنقاش‭.‬

ويبحث‭ ‬المتحاورون‭ ‬في‭ ‬ستة‭ ‬مسارات‭ ‬عملٍ‭ ‬رئيسية‭ ‬تشملها‭ ‬جلسات‭ ‬المؤتمر‭ ‬وهي‭:‬

‭- ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي،‭ ‬الرؤية‭ ‬والمفاهيم‭ ‬والمنهج

‭- ‬دور‭ ‬العلماء‭ ‬والمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬عوائق‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية

‭- ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬الإسلامي‭ ‬وقضايا‭ ‬المواطنة

‭- ‬التحديات‭ ‬أمام‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬الإسلامي

البحرين‭ ‬سباقة‭ ‬لاحتضان‭ ‬مبادرات‭ ‬التعايش‭ ‬والتقارب‭ ‬الديني‭...‬

وانطلاقاً‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬وتوجيهات‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬الساعية‭ ‬دومًا‭ ‬نحو‭ ‬خدمة‭ ‬قضايا‭ ‬الأمتين‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬ونشر‭ ‬السلام‭ ‬العالمي،‭ ‬يساندها‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬دأبت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬الممتد‭ ‬على‭ ‬تبني‭ ‬مبادرات‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬والحضارات‭ ‬والدعوة‭ ‬إلى‭ ‬تكريس‭ ‬مبادئ‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والسعي‭ ‬الدائم‭ ‬والمتواصل‭ ‬للتقريب‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬المذاهب‭ ‬والمشارب‭ ‬الدينية‭ ‬والفكرية،‭ ‬يحركها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬انتماء‭ ‬المملكة‭ ‬العربي‭ ‬الأصيل‭ ‬وهويتها‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحة،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬والتاريخ‭ ‬الشاهد‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬الحاضنة‭ ‬لجميع‭ ‬الثقافات‭ ‬والأجناس‭ ‬والأعراق‭ ‬والانتماءات‭ ‬الدينية‭ ‬والمذهبية،‭ ‬وأن‭ ‬شعب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الكريم‭ ‬شعبٌ‭ ‬طيب‭ ‬الأعراق‭ ‬مؤمنٌ‭ ‬باحترام‭ ‬الآخر‭ ‬وبنهج‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‭ ‬والديني‭ ‬الذي‭ ‬يرحب‭ ‬بالاختلاف‭ ‬وينبذ‭ ‬الخِلاف‭ ‬والانقسام،‭ ‬ويعكس‭ ‬الإرث‭ ‬الإنساني‭ ‬والتاريخي‭ ‬العريق‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وسبق‭ ‬أن‭ ‬احتضنت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عدة‭ ‬مبادرات‭ ‬عالمية‭ ‬رائدة‭ ‬لتقديم‭ ‬التضامن‭ ‬الإنساني‭ ‬والديني‭ ‬دعما‭ ‬للسلام‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض،‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬سلسلة‭ ‬مؤتمرات‭ ‬للحوار‭ ‬الإسلامي‭ - ‬المسيحي‭ ‬عام‭ ‬2002،‭ ‬ومؤتمر‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬المذاهب‭ ‬الإسلامية‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬واستضافة‭ ‬حوار‭ ‬الحضارات‭ ‬والثقافات‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬وتدشين‭ ‬وثيقة‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‮»‬‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬لوس‭ ‬انجلوس‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬وتأسيس‭ ‬‏‏‏‮«‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬العالمي‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬وتخصيص‭ ‬‮«‬كرسي‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‮»‬‭ ‬في‭ ‬‏‏جامعة‭ ‬لاسابينزا‭ ‬الإيطالية‭ ‬في‭ ‬روما،‭ ‬وإطلاق‭ ‬برنامج‭: (‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للإيمان‭ - ‬في‭ ‬القيادة‭) ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جامعتي‭ ‬أوكسفورد‭ ‬وكامبريدج‭ ‬ببريطانيا،‭ ‬وتأسيس‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للسلام‭ ‬السيبراني‭ ‬لتعزيز‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الشباب‮»‬‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وتوقيع‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬مبادئ‭ ‬إبراهيم‮»‬‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الديانات‭ ‬الإبراهيمية‭ ‬الثلاث‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬بتاريخ‭ ‬15‭ ‬سبتمبر‭ ‬2020،‭ ‬وإطلاق‭ ‬‮«‬وسام‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‮»‬‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬والذي‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬وسام‭ ‬استثنائي‭ ‬لتكريم‭ ‬خيرة‭ ‬الشخصيات‭ ‬والمنظمات‭ ‬العالمية‭ ‬الداعمة‭ ‬للقيم‭ ‬الإنسانية‭. ‬ولعل‭ ‬أحدث‭ ‬الملتقيات‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬‮«‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭- ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‮»‬،‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022،‭ ‬برعاية‭ ‬ملكية‭ ‬سامية‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬فضيلة‭ ‬الأمام‭ ‬الأكبر،‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬وهو‭ ‬الملتقى‭ ‬الذي‭ ‬أطلق‭ ‬خلاله‭ ‬فضيلته‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬عالمي‭ ‬للحوار‭ ‬الإسلامي‭-‬الإسلامي،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بالتزامن‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬الزيارة‭ ‬الرسمية‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرانسيس‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭. ‬كما‭ ‬تعتبر‭ ‬المبادرة‭ ‬العالمية‭ ‬الرائدة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬بإنشاء‭ ‬‮«‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‮»‬،‭ ‬بموجب‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ (‬32‭) ‬لسنة‭ ‬2024،‭ ‬من‭ ‬أحدث‭ ‬المبادرات‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬أطلقتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬لكونها‭ ‬تجسيدًا‭ ‬لرؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المستنيرة‭ ‬لإرساء‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة‭ ‬والحوار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬آمن‭ ‬ومسالم‭ ‬ومستدام،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التحاور‭ ‬والتقارب‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬مساحات‭ ‬الاتفاق‭ ‬المشترك‭ ‬ونبذ‭ ‬الفرقة‭ ‬والانقسام‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا