العدد : ١٧١٣٤ - الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٤ - الأربعاء ١٩ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ شعبان ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

«تنفيذ الأحكام».. نقلة نوعية.. ولكن :
النظام الإلكتروني وقانون الإفصاح والمنفذ الخاص أسهمت في تسهيل الإجراءات وتسريعها

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ١٦ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

محامون: استغلال البعض للثغرات عرقل حقوق المنفذ لهم

رجال أعمال: منفذ ضدهم شعروا بالأمان وتوقفوا عن سداد المستحقات!


مع‭ ‬صدور‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ ‬22‭ ‬لسنة‭ ‬2021‭ ‬بإصدار‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ،‭ ‬حدثت‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬في‭ ‬محاكم‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تجاوز‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬المتقاضون‭ ‬يشكون‭ ‬منها‭. ‬كما‭ ‬أسهم‭ ‬تطوير‭ ‬الإجراءات‭ ‬مثل‭ ‬تطبيق‭ ‬قانون‭ ‬الإفصاح،‭ ‬ومنح‭ ‬الصلاحيات‭ ‬للمنفذ‭ ‬الخاص‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬قاضي‭ ‬محكمة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬واعتماد‭ ‬النظام‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬إجراءات‭ ‬المتقاضين‭ ‬وتقليص‭ ‬مدد‭ ‬التقاضي‭ ‬والتنفيذ‭. ‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬مواز،‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تبرز‭ ‬بعض‭ ‬التحديات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تستوجب‭ ‬التوقف‭ ‬عندها‭ ‬ومراجعتها،‭ ‬سعيا‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬تطوير‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬القضائية‭.  ‬فحسب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المتقاضين‭ ‬والمحامين،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬شهدت‭ ‬إجراءات‭ ‬التقاضي‭ ‬تطورات‭ ‬نوعية‭ ‬مشهودة،‭ ‬ظهرت‭ ‬بعض‭ ‬الإشكالات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعطل‭ ‬الحصول‭ ‬أحيانا‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭. ‬بل‭ ‬وحسب‭ ‬دراسة‭ ‬أعدتها‭ ‬المحامية‭ ‬جنة‭ ‬المأوى‭ ‬محمد‭ ‬جواد‭ -‬استعرضناها‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬سابق‭-‬،‭ ‬وجدت‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬القديمة‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الحقوق‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬حبس‭ ‬المدين‭ ‬المتخلف‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬المستحقات‭. ‬وهي‭ ‬إجراءات‭ ‬تم‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭. ‬وحتى‭ ‬منع‭ ‬السفر‭ ‬وضعت‭ ‬له‭ ‬قيود‭ ‬وشروط‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬40‭)‬،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬المدة‭ ‬90‭ ‬يوما‭. ‬

 

‮٢٥‬٪‭ ‬فقط‭! ‬

في‭ ‬نقاشات‭ ‬أجريناها‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحامين‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬ممن‭ ‬لديهم‭ ‬قضايا‭ ‬في‭ ‬المحاكم،‭ ‬ركزنا‭ ‬على‭ ‬أبرز‭ ‬الإيجابيات‭ ‬وبعض‭ ‬الثغرات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬التركيز‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬التنفيذ‭ ‬بمحاكم‭ ‬البحرين،‭ ‬وبدايتنا‭ ‬مع‭ ‬المستشار‭ ‬القانوني‭ ‬المحامي‭ ‬فريد‭ ‬غازي‭ ‬الذي‭ ‬سألناه‭ ‬عن‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬مازال‭ ‬يمثل‭ ‬مشكلة‭ ‬للمتقاضين‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أجاب‭ ‬عليه‭ ‬بقوله‭:‬

في‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬تشكل‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ولكنها‭ ‬مشكلة‭ ‬طبيعية‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نظام‭ ‬متكامل‭ ‬ومنزه،‭ ‬خاصة‭ ‬وإننا‭ ‬نتعامل‭ ‬بنظام‭ ‬إلكتروني‭ ‬قابل‭ ‬للخطأ‭ ‬أو‭ ‬التعطل‭. ‬والتجربة‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬صعوبات‭ ‬أو‭ ‬ثغرات‭ ‬فإنه‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إصلاحها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المحاكم‭ ‬مفتوحة‭ ‬لتلقي‭ ‬طلبات‭ ‬تصحيح‭ ‬الأحكام‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬سهَّل‭ ‬وسرَّع‭ ‬الإجراءات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬فإن‭ ‬المنفذ‭ ‬الخاص‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الإيجابيات‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬القانون‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬امتلاكه‭ ‬صلاحيات‭ ‬جيدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬عملية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الشرطة‭ ‬عند‭ ‬عدم‭ ‬تجاوب‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬مأموري‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬محدودا‭ ‬ويمثل‭ ‬مشكلة‭.  ‬

ولكن‭ ‬هناك‭ ‬جوانب‭ ‬إجرائية‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يعاد‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭. ‬فمثلا‭ ‬النص‭ ‬على‭ ‬انتظار‭ ‬45‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬ثم‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬لإشعار‭ ‬أطراف‭ ‬القضية،‭ ‬هي‭ ‬مدد‭ ‬مبررة‭. ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المبرر‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مدة‭ ‬انتظار‭ ‬أخرى‭ ‬21‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬السبعة‭ ‬أيام‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬السجلات‭ ‬التجارية‭.‬

الأمر‭ ‬الآخر،‭ ‬إنه‭ ‬وفقا‭ ‬لقانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد،‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬أبرمتها‭ ‬البحرين،‭ ‬ألغيت‭ ‬عقوبة‭ ‬القبض‭ ‬والحبس‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬لسبب‭ ‬اقتصادي،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العقوبة‭ ‬منصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المرافعات‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬منع‭ ‬السفر‭ ‬ليكون‭ ‬على‭ ‬مراحل‭ ‬ثلاث‭ ‬وبحد‭ ‬أقصى90‭ ‬يوما‭. ‬نتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬انخفضت‭ ‬نسبة‭ ‬تحصيل‭ ‬المستحقات‭ ‬من‭ ‬100‭%‬‭ ‬إلى‭ ‬25‭%. ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬أضر‭ ‬بمصالح‭ ‬الكثيرين‭. ‬ولكنه‭ ‬يبقى‭ ‬في‭ ‬الأخير‭ ‬التزام‭ ‬دولي‭. ‬

أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬إن‭ ‬إقرار‭ ‬مبلغ‭ ‬400‭ ‬دينار‭ ‬كحد‭ ‬أدنى‭ ‬للدخل‭ ‬للحجز‭ ‬على‭ ‬الممتلكات،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬هدف‭ ‬سامٍ،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬شجع‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المنفذ‭ ‬ضدهم‭ ‬على‭ ‬إيقاف‭ ‬سداد‭ ‬المستحقات‭ ‬بعد‭ ‬التلاعب‭ ‬واستغلال‭ ‬المساحة‭ ‬الممنوحة‭ ‬لهم‭ ‬بالقانون‭.  ‬

معضلة‭ ‬التنفيذ‭ ‬

حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬يحدثنا‭ ‬المحامي‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الكوهجي،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المشكلات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المتقاضين‭ ‬هي‭ ‬معضلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭.  ‬وأوضح‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭: ‬ثمرة‭ ‬الدعاوى‭ ‬والمطالبات‭ ‬هي‭ ‬التنفيذ،‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬نواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬الحرج‭ ‬الشديد‭ ‬بين‭ ‬المحامين‭ ‬وموكليهم‭. ‬

وفي‭ ‬اعتقادي‭ ‬الشخصي،‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬القديم‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجوانب‭ ‬أنجع‭ ‬وأقوى‭. ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬المنفذ‭ ‬ضدهم‭ ‬ينكبون‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬طوعاً‭ ‬وكرها،‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬سيارة‭ ‬الشرطة‭ ‬لمنازلهم‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إيقاف‭ ‬منع‭ ‬السفر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬جعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنفذ‭ ‬ضدهم‭ ‬يستهينون‭ ‬بالأمر‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬الإشكاليات‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭:‬

‭- ‬تبدأ‭ ‬المشكلة‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬وهي‭ ‬مرحلة‭ ‬الإخطار‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬فتح‭ ‬ملف‭ ‬التنفيذ‭ ‬والاشتراطات‭ ‬التي‭ ‬تتفاوت‭ ‬حسب‭ ‬كل‭ ‬موظف،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الدعاوى‭ ‬المدنية‭ ‬أو‭ ‬الشرعية‭. ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬آلية‭ ‬واضحة‭ ‬بموجبها‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬شكل‭ ‬هذا‭ ‬الإخطار،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬التوكيل‭ ‬الخاص‭ ‬بالمنفذ‭ ‬لصالحه‭ ‬صادراً‭ ‬من‭ ‬الخارج‭.‬

‭- ‬استصدار‭ ‬شهادة‭ ‬من‭ ‬التنفيذ‭ ‬تفيد‭ ‬بعدم‭ ‬إفصاح‭ ‬المنفذ‭ ‬ضدهم‭ ‬عن‭ ‬الممتلكات‭ ‬والحسابات‭ ‬وغيرها‭ ‬تستغرق‭ ‬شهرا‭ ‬كاملا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تعطل‭ ‬المصالح‭ ‬والحقوق‭.‬

‭- ‬انعدام‭ ‬آلية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬قضاة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬حيث‭ ‬يطلب‭ ‬من‭ ‬القاضي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الملفات‭ ‬التواصل‭ ‬معه‭ ‬وتحديد‭ ‬موعد‭ ‬للتشاور‭ ‬أو‭ ‬عرض‭ ‬مستندات‭ ‬مهمة‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬تغيير‭ ‬رأي‭ ‬قاضي‭ ‬التنفيذ‭ ‬على‭ ‬الفور‭. ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬دائماً‭ ‬يرفضون‭ ‬هذا‭ ‬التواصل‭ ‬إلا‭ ‬عبر‭ ‬النظام‭ ‬الإلكتروني‭.‬

‭- ‬مشكلة‭ ‬قبول‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتخذة‭. ‬كانت‭ ‬محكمة‭ ‬التنفيذ‭ ‬ترفض‭ ‬طلب‭ ‬القطع‭ ‬من‭ ‬الراتب‭ ‬بحجة‭ ‬تحديد‭ ‬مكان‭ ‬عمل‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭. ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أصحاب‭ ‬الحقوق‭ ‬مكان‭ ‬دوام‭ ‬خصومهم،‭ ‬ويفاجأون‭ ‬برفض‭ ‬الطلب‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مخاطبة‭ ‬جهاز‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬أو‭ ‬هيئة‭ ‬التأمينات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬كفيل‭ ‬بتحديد‭ ‬جهة‭ ‬العمل‭ ‬سواء‭ ‬لموظف‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬الخاص‭.‬

‭- ‬إشكالية‭ ‬تتعلق‭ ‬بمأموري‭ ‬التنفيذ‭ ‬الذين‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬لا‭ ‬ينقلون‭ ‬الصورة‭ ‬الصحيحة‭ ‬لقاضي‭ ‬التنفيذ،‭ ‬مثل‭ ‬تحديد‭ ‬ملاءمة‭ ‬مسكن‭ ‬الحضانة‭ ‬أو‭ ‬الزوجية‭ ‬لسكن‭ ‬الزوجة‭ ‬أو‭ ‬المطلقة‭. ‬

‭- ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬الأيبان‭ ‬واشتراطه‭ ‬لكل‭ ‬الملفات‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أصحاب‭ ‬الحقوق‭. ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬هروب‭ ‬المنفذ‭ ‬لصالحه‭ ‬دون‭ ‬سداد‭ ‬أتعاب‭ ‬المحامي‭. ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬توفير‭ ‬الجزاءات‭ ‬التأديبية‭ ‬لصالح‭ ‬المحامي‭ ‬بحيث‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬إعادة‭ ‬أموال‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭. ‬

وأمام‭ ‬ذلك،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬منظومة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬نقترح‭:‬

‭-‬إعادة‭ ‬أوامر‭ ‬القبض‭ ‬ولو‭ ‬لمدة‭ ‬عام‭ ‬كامل،‭ ‬مما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬حسم‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬ملفات‭ ‬التنفيذ‭.‬

‭- ‬إعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬منع‭ ‬السفر،‭ ‬مثل‭ ‬سقوطه‭ ‬بعد‭ ‬سنتين‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬سداد‭ ‬نصف‭ ‬المديونيات‭.‬

‭- ‬تحديد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أو‭ ‬أربع‭ ‬قضاة‭ ‬موجودين‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬ترفع‭ ‬إليهم‭ ‬اعتراضات‭ ‬وشكاوى‭ ‬المتقاضين‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬والقرارات‭ ‬المتخذة‭ ‬بملف‭ ‬التنفيذ‭.‬

‭- ‬تعديل‭ ‬وتقليص‭ ‬سلطات‭ ‬وصلاحيات‭ ‬مأموري‭ ‬التنفيذ‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عنهم‭ ‬حيث‭ ‬وجدنا‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬خروقات‭ ‬كبيرة‭ ‬ورفع‭ ‬صور‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬عن‭ ‬مجريات‭ ‬المعاينات‭ ‬التي‭ ‬يقومون‭ ‬بها‭.‬

مطلوب‭ ‬دراسة‭ ‬مستفيضة

من‭ ‬جانبه‭ ‬يؤكد‭ ‬المحامي‭ ‬محمد‭ ‬الذوادي‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد‭ ‬حدد‭ ‬اختصاص‭ ‬محاكم‭ ‬التنفيذ‭ ‬بتنفيذ‭ ‬السندات‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬القاضي‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬بإصدار‭ ‬القرارات‭ ‬والأوامر‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتنفيذ،‭ ‬وأعطاه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التفويض‭ ‬باستعمال‭ ‬القوة‭ ‬الجبرية‭ ‬عند‭ ‬الاقتضاء‭.‬

كما‭ ‬استحدث‭ ‬القانون‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬ومنها‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالمنفذين‭ ‬الخاصين،‭ ‬واستمارة‭ ‬الإفصاح،‭ ‬والغرامة‭ ‬التهديدية،‭ ‬والترقب،‭ ‬والإرشاد،‭ ‬والتأشير‭ ‬على‭ ‬السجل‭ ‬الائتماني،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬أخرى‭ ‬بهدف‭ ‬ضمان‭ ‬سرعة‭ ‬إجراءات‭ ‬التنفيذ‭.‬

وأضاف‭ ‬الذوادي‭: ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ومما‭ ‬يؤسف‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬فاعلية‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬لحسم‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬ملفات‭ ‬التنفيذ‭. ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬منها‭ ‬الإجراءات‭ ‬الروتينية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بانتظار‭ ‬مدة‭ ‬الاستئناف‭ ‬وإخطار‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إلغاء‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬ومنها‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬وحبسه‭ ‬وتقليص‭ ‬مدة‭ ‬المنع‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬وتحديد‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬لإيقاع‭ ‬الحجز‭ ‬التحفظي‭ ‬على‭ ‬الحسابات‭ ‬البنكية‭ ‬وحظر‭ ‬الحجز‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬والأملاك،‭ ‬والبطء‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬استمارة‭ ‬الإفصاح‭.‬

لذا‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬معالجة‭ ‬مشاكل‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد،‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬تطبيقه،‭ ‬خصوصاً‭ ‬وأنها‭ ‬أحدثت‭ ‬فجوة‭ ‬ساعدت‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬المنفذ‭ ‬ضدهم‭ ‬على‭ ‬المماطلة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دراسة‭ ‬مستفيضة‭ ‬لكل‭ ‬العوائق‭ ‬الإجرائية‭ ‬ووضع‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬لضمان‭ ‬جدية‭ ‬التنفيذ‭ ‬ورعاية‭ ‬حقوق‭ ‬ومصالح‭ ‬المتقاضين‭.‬

تحصيل‭ ‬الحقوق‭ ‬وليس‭ ‬العقوبات

ربما‭ ‬يختلف‭ ‬رأي‭ ‬المحامي‭ ‬محمد‭ ‬العثمان‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬عن‭ ‬الآراء‭ ‬السابقة،‭ ‬حيث‭ ‬يلفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الغاية‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد‭ ‬ربما‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬السابق‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬التنفيذ‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬أمواله‭ ‬أو‭ ‬الجانب‭ ‬البدني‭ ‬كالحبس‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬لا‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬العقوبة‭ ‬بقدر‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تحصيل‭ ‬الحقوق‭.  ‬

ويشرح‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭: ‬هناك‭ ‬تحسن‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬القضايا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬بعضها‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭. ‬ويبقى‭ ‬السؤال‭: ‬هل‭ ‬إجراءات‭ ‬التنفيذ‭ ‬حاليا‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬السابق؟

هنا‭ ‬نقول‭ ‬إننا‭ ‬ضد‭ ‬المماطلة‭ ‬والتسويف‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬الحقوق،‭ ‬ولكن‭ ‬بنفس‭ ‬الوقت‭ ‬فإن‭ ‬الاتجاه‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬قوانين‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬والمجاورة‭ ‬هو‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تحصيل‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬إلحاق‭ ‬العقوبة‭ ‬بالمنفذ‭ ‬ضده،‭ ‬لأن‭ ‬التوقيف‭ ‬مثلا‭ ‬ليس‭ ‬حلا،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يخلق‭ ‬مشاكل‭ ‬اجتماعية‭ ‬أكبر‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬للشخص‭ ‬عائلة‭ ‬تعتمد‭ ‬عليه‭. ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬لا‭ ‬يلحق‭ ‬إجراء‭ ‬بدنيا‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬لديه‭ ‬مشكلة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالجانب‭ ‬التجاري‭ ‬مثلا‭. ‬وعندما‭ ‬تصدر‭ ‬الحكومة‭ ‬قانونا‭ ‬فإنها‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا‭ ‬الشاملة‭ ‬وليس‭ ‬المصلحة‭ ‬الفردية‭ ‬الخاصة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإكراه‭ ‬البدني‭ ‬أثبت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يحل‭ ‬المشكلة‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يزيدها‭.‬

ولكن‭ ‬المشكلة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬تساهل‭ ‬بالأمر‭ ‬وعرف‭ ‬الطرق‭ ‬واستغل‭ ‬الثغرات‭ ‬مثل‭ ‬إلغاء‭ ‬منع‭ ‬السفر‭ ‬أو‭ ‬الحبس‭ ‬واعتبر‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬عقوبة‭ ‬تأديبية،‭ ‬والبعض‭. ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬يثبت‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬أموال‭ ‬يدفعها،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬القاضي‭ ‬أن‭ ‬يحكم‭ ‬عليه‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يمتلك‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬وهو‭ ‬400‭ ‬دينار‭. ‬

بالمقابل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نلقي‭ ‬كل‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬أيضا‭ ‬عند‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬أو‭ ‬شخص‭. ‬فمثلا‭ ‬عندما‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬مقاول،‭ ‬هل‭ ‬تأكدت‭ ‬من‭ ‬تاريخه‭ ‬ومصداقيته‭ ‬والملاءمة‭ ‬المالية‭ ‬لديه؟‭ ‬أم‭ ‬سعيت‭ ‬إلى‭ ‬السعر‭ ‬الأرخص‭ ‬فحسب؟‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تقبل‭ ‬مستأجرا،‭ ‬هل‭ ‬تحققت‭ ‬من‭ ‬وضعه‭ ‬المادي‭ ‬وتاريخه‭ ‬قبل‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬مالية‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭. ‬وتزداد‭ ‬المشكلة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المقاول‭ ‬مثلا‭ ‬لديه‭ ‬شركاء‭. ‬لذلك‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أموال‭ ‬لدى‭ ‬المحكوم‭ ‬ضده‭ ‬يمثل‭ ‬أبرز‭ ‬تحديات‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬لدينا‭.‬

وفي‭ ‬اعتقادي‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬هنا‭ ‬تفعيل‭ ‬اشتراط‭ ‬ذكر‭ ‬الملاءة‭ ‬المالية‭ ‬لأي‭ ‬جهة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المراسلات‭ ‬والأوراق‭ ‬التعاقدية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬الأشخاص‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الأكثر‭ ‬موثوقية‭.‬

تطور‭ ‬ملحوظ

المحامي‭ ‬تقي‭ ‬حسين‭ ‬تقي‭ ‬يشاطر‭ ‬العثمان‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وجهة‭ ‬النظر،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬أو‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصحيحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المنفذ‭ ‬له‭ ‬وصاحب‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭. ‬ويسوق‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مثالا‭ ‬بأن‭ ‬القانون‭ ‬القديم‭ ‬كان‭ ‬يجيز‭ ‬أمر‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬مطلوب‭ ‬بـ‭ ‬20‭ ‬دينارا‭! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تحمل‭ ‬الدولة‭ ‬تكاليف‭ ‬التوقيف‭ ‬التي‭ ‬تفوق‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬بكثير‭. ‬ولكن‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬ألغى‭ ‬القبض‭ ‬ووضع‭ ‬غرامة‭ ‬تهديدية‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬تأخر‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭. ‬وهنا‭ ‬تستفيد‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭. ‬كما‭ ‬وضع‭ ‬إجراء‭ ‬الإفصاح‭. ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬لم‭ ‬يفصح‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬معلومة‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬فإنه‭ ‬يواجه‭ ‬عقوبة‭ ‬السجن‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬وغرامة‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬منح‭ ‬القانون‭ ‬المنفذ‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬التسوية‭ ‬من‭ ‬عدمه‭.‬

ويضيف‭ ‬المحامي‭ ‬تقي‭: ‬لذلك‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬إن‭ ‬إجراءات‭ ‬التنفيذ‭ ‬والتقاضي‭ ‬تطورت‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭. ‬فماذا‭ ‬أستفيد‭ ‬أنا‭ ‬الدائن‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬إيقاف‭ ‬المدين؟‭ ‬وهذا‭ ‬التطور‭ ‬ملحوظ‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الشرعية‭ ‬أو‭ ‬المدنية‭.‬

إيقاف‭ ‬الخدمات

من‭ ‬حقل‭ ‬المحامين،‭ ‬ننتقل‭ ‬إلى‭ ‬تجارب‭ ‬بعض‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬قضايا‭ ‬ومطالبات‭ ‬سابقة‭ ‬وحالية‭ ‬مع‭ ‬منفذ‭ ‬ضدهم‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحدثنا‭ ‬عنه‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬جاسم‭ ‬الموسوي‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لديه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحكام‭ ‬المعطلة‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬لسبب‭ ‬بسيط‭ ‬وهو‭ ‬استغلال‭ ‬المنفذ‭ ‬ضدهم‭ ‬بعض‭ ‬الثغرات‭ ‬القانونية‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬قانون‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديد‭. ‬ويضرب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مثالا‭ ‬بقوله‭: ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬أطالب‭ ‬فيها‭ ‬طرفا‭ ‬آخر‭ ‬بمبلغ‭ ‬22‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬تم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬بدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬شهريا‭. ‬وكان‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬ملتزما‭ ‬بذلك‭. ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬صدور‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬توقف‭ ‬تماما‭. ‬وكأنه‭ ‬شعر‭ ‬بالأمان‭!. ‬وحالات‭ ‬بادرت‭ ‬بإثبات‭ ‬أن‭ ‬دخلها‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬دينار،‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بأنه‭ ‬أضعاف‭ ‬ذلك‭.‬

وهذا‭ ‬الوضع‭ ‬خلق‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬وعدم‭ ‬الأمان‭ ‬لدى‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬معاملة‭ ‬يقومون‭ ‬بها‭. ‬وبالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬القانون‭ ‬السابق‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬تحصيل‭ ‬الحقوق‭.‬

ويضيف‭ ‬الموسوي‭: ‬لا‭ ‬ننكر‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬أحدث‭ ‬تطورا‭ ‬كبيرا‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وسرعة‭ ‬الإجراءات‭ ‬والردود،‭ ‬ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬الحقوق؟‭ ‬

وفي‭ ‬رأيي‭ ‬يمكن‭ ‬هنا‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬وسطى‭ ‬مطبقة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬وهي‭ ‬عدم‭ ‬إلغاء‭ ‬القبض‭ ‬أو‭ ‬منع‭ ‬السفر،‭ ‬ولكن‭ ‬بنفس‭ ‬الوقت‭ ‬إيقاف‭ ‬الخدمات‭ ‬على‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬حتى‭ ‬يسدد‭ ‬ما‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مستحقات‭. ‬ويشمل‭ ‬ذلك‭ ‬المعاملات‭ ‬الرسمية‭ ‬وإصدار‭ ‬الهوية‭ ‬وغيرها‭. ‬حيث‭ ‬نكون‭ ‬قد‭ ‬راعينا‭ ‬الجانب‭ ‬الإنساني،‭ ‬وبنفس‭ ‬الوقت‭ ‬أوجدنا‭ ‬عامل‭ ‬ضغط‭ ‬لدفع‭ ‬المستحقات‭. ‬

إيجابيات‭.. ‬ولكن

محطة‭ ‬أخيرة‭ ‬نقف‭ ‬عندها،‭ ‬وهي‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ (‬فضل‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬إجراءات‭ ‬التنفيذ‭ ‬الجديدة‭ ‬تتميز‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الإيجابيات‭ ‬والإضافات،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬قانون‭ ‬الإفصاح‭ ‬وآليات‭ ‬تعقب‭ ‬أموال‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬ومنعه‭ ‬من‭ ‬إخفاء‭ ‬أو‭ ‬تهريب‭ ‬أمواله‭ ‬أثناء‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭. ‬ولكن‭ ‬برزت‭ ‬إشكاليات‭ ‬إجرائية‭ ‬عديدة،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬مسؤولية‭ ‬إثبات‭ ‬التحايل‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬صاحب‭ ‬الحق‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬ممن‭ ‬لديهم‭ ‬عقارات‭ ‬وسيارات‭ ‬باتوا‭ ‬يسجلونها‭ ‬بأسماء‭ ‬ذويهم،‭ ‬ويفرغون‭ ‬حساباتهم‭ ‬البنكية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يواجهه‭ ‬محدثنا‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬حالات‭ ‬رفع‭ ‬فيها‭ ‬دعاوى‭ ‬بالمحاكم‭.‬

ويضيف‭: ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬الأخرى‭ ‬عدم‭ ‬تحديد‭ ‬مدد‭ ‬زمنية‭ ‬واضحة‭ ‬للتنفيذ‭. ‬لذلك‭ ‬قد‭ ‬يصدر‭ ‬الحكم‭ ‬ثم‭ ‬يتعرض‭ ‬لمماطلات‭ ‬من‭ ‬المنفذ‭ ‬ضده‭ ‬ويتأخر‭ ‬التنفيذ‭ ‬أشهراً‭ ‬طويلة‭. ‬وبالتالي‭ ‬فإننا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬راعينا‭ ‬الجانب‭ ‬الإنساني‭ ‬بإلغاء‭ ‬عقوبة‭ ‬الحبس،‭ ‬فإننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬رادع‭ ‬قوي‭ ‬بديل،‭ ‬مثل‭ ‬تقوية‭ ‬صلاحيات‭ ‬المنفذ‭ ‬الخاص‭ ‬لاسيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتعقب‭ ‬والتتبع‭ ‬لممتلكات‭ ‬المنفذ‭ ‬ضدهم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا