لطالما نُصح بتناول الأسبرين يوميا للوقاية من النوبات القلبية، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هذه النصيحة قد عفا عليها الزمن، وخاصةً للأشخاص الأصحاء غير المعرضين لخطر أمراض القلب. ويُعتبر الأسبرين من أكثر الأدوية استخدامًا عالميًا، حيث يُقدَّر الاستهلاك السنوي له بحوالي 40000 طن، ما يعادل بين 50 و120 مليار قرص سنويًا. وعلى الرغم من هذه الأرقام لا تتوافر إحصائيات دقيقة حول عدد الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين يوميًا على مستوى العالم. ويختلف هذا العدد بناءً على التوصيات الطبية، والوعي الصحي، وتوافر الدواء في مختلف الدول. ويُقدَّر أن أكثر من 30 مليون شخص حول العالم يتناولون الأسبرين يوميًا، وخاصةً لأغراض الوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية.
ويتم استخدام الأسبرين بجرعات منخفضة (عادةً 75-100 ملغ يوميًا) بشكل شائع لمنع النوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك فإن الأبحاث الحديثة دفعت بعض الجهات الصحية إلى إعادة النظر في توصيات استخدامه، وخاصةً للأشخاص غير المعرضين لخطر مرتفع، وفقا لموقع fortune.
وكشف استطلاع أجراه مركز أننبرج للسياسات العامة بجامعة بنسلفانيا في فبراير 2024 أن 48% من المشاركين يعتقدون خطأً أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يوميًا يقلل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، في حين لم يكن 39% متأكدين من الأمر، وأجاب 13% فقط بشكل صحيح بأن المخاطر تفوق الفوائد وفقًا للمعايير الطبية الحديثة.
تحديث التوصيات الطبية
ونظرًا إلى تأثيره في تسييل الدم يمكن أن يقلل الأسبرين من خطر انسداد الشرايين، لكنه يزيد أيضًا من احتمالية النزيف الداخلي، ما يجعله غير مناسب للجميع. وبناءً على ذلك، أصدرت جمعية القلب الأمريكية والكلية الأمريكية لأمراض القلب إرشادات جديدة في 2019 تحدد الفئات التي يجب أن تتجنب استخدامه وهي:
لمن هم فوق 71 عامًا: غير موصى به.
لمن لديهم خطر نزيف مرتفع: غير موصى به.
لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا ولديهم خطر أمراض القلب ولكن ليس النزيف: يمكن استخدامه تحت إشراف طبي.
وفي 2022، شددت فرقة عمل الخدمات الوقائية الأمريكية على عدم استخدام الأسبرين للوقاية الأولية من أمراض القلب لمن هم فوق 60 عامًا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك