العدد : ١٧١٣٠ - السبت ١٥ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٣٠ - السبت ١٥ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ شعبان ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

سعد الحريري يعد بالمشاركة في الاستحقاقات اللبنانية المقبلة في الذكرى العشرين لاغتيال والده

السبت ١٥ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

بيروت‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬وعد‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬اللبناني‭ ‬السابق‭ ‬سعد‭ ‬الحريري‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬العشرين‭ ‬لاغتيال‭ ‬والده‭ ‬رفيق‭ ‬الحريري،‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬تياره‭ ‬السياسي‭ ‬الغائب‭ ‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬حاضرا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬التغيرات‭ ‬الداخلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬التي‭ ‬أضعفت‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وداعميه‭. ‬

وقتل‭ ‬رفيق‭ ‬الحريري‭ ‬الذي‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬الوزراء‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬وحتى‭ ‬استقالته‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2004،‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬فبراير‭ ‬2005‭ ‬بتفجير‭ ‬استهدف‭ ‬موكبه‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬ما‭ ‬خلّف‭ ‬22‭ ‬قتيلا‭ ‬و226‭ ‬جريحا‭.  ‬

وحكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الدولية‭ ‬الخاصة‭ ‬بلبنان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬على‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬غيابيا‭ ‬بالسجن‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬بجرم‭ ‬‮«‬التآمر‭ ‬لارتكاب‭ ‬عمل‭ ‬إرهابي‭ ‬والتواطؤ‭ ‬في‭ ‬القتل‭ ‬المتعمد‮»‬‭. ‬

في‭ ‬كلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬أمام‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬مناصريه،‭ ‬قال‭ ‬سعد‭ ‬الحريري‭ ‬الذي‭ ‬نادرا‭ ‬ما‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬مواقف‭ ‬سياسية‭ ‬منذ‭ ‬تعليقه‭ ‬نشاطه‭ ‬السياسي‭ ‬وعمل‭ ‬تياره‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2022،‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬التيار،‭ ‬تيار‭ ‬المستقبل‭.. ‬باق‭ ‬هنا‭ ‬وباق‭ ‬معكم،‭ ‬وسيكون‭ ‬صوتكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الوطنية‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬المحطات‭ ‬المقبلة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يذكر‭ ‬تفاصيل‭ ‬إضافية‭. ‬

ومنذ‭ ‬ساعات‭ ‬الصباح،‭ ‬تجمّع‭ ‬مناصرو‭ ‬الحريري‭ ‬قرب‭ ‬ضريح‭ ‬والده‭ ‬ورفاقه‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬بيروت،‭ ‬رافعين‭ ‬الأعلام‭ ‬اللبنانية‭ ‬ورايات‭ ‬تيار‭ ‬المستقبل‭ ‬الزرقاء،‭ ‬ورددوا‭ ‬الهتافات‭ ‬المؤيدة‭ ‬له،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬يلوّح‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬لمناصريه‭ ‬ويصافح‭ ‬عددا‭ ‬منهم‭. ‬

وسط‭ ‬الحشود،‭ ‬قال‭ ‬معين‭ ‬الدسوقي‭ (‬25‭ ‬عاما‭) ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬البقاع‭ (‬شرق‭) ‬‮«‬جئنا‭ ‬لنقف‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الرئيس‭ ‬سعد‭ ‬الحريري‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬استشهاد‭ ‬والده‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬سنبقى‭ ‬معه‭ ‬الى‭ ‬آخر‭ ‬نفس‭ ‬ونريد‭ ‬عودته‭ ‬الى‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬لأنه‭ ‬رمز‭ ‬وطني‮»‬‭. ‬

ووصل‭ ‬الحريري‭ ‬المقيم‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬مساء‭ ‬الثلاثاء‭ ‬إلى‭ ‬بيروت،‭ ‬بعد‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬انتخاب‭ ‬جوزاف‭ ‬عون‭ ‬رئيسا‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬نواف‭ ‬سلام،‭ ‬بضغط‭ ‬دولي،‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬تغيّر‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬بعد‭ ‬نكسات‭ ‬مني‭ ‬بها‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬مواجهته‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬وسقوط‭ ‬حليفه‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬المجاورة‭. ‬

وبرز‭ ‬الحريري‭ ‬سياسيا‭ ‬بعد‭ ‬جريمة‭ ‬اغتيال‭ ‬والده‭ ‬التي‭ ‬أغرقت‭ ‬لبنان‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬كبرى،‭ ‬مع‭ ‬اتهام‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬وحليفته‭ ‬سوريا‭ ‬بالوقوف‭ ‬خلفها‭. ‬

وقال‭ ‬الحريري‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬إنه‭ ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬اغتيال‭ ‬والده‭ ‬‮«‬طرد‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬البطل،‭ ‬المجرم‭ ‬من‭ ‬سوريا‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬ربما‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬بداية‭ ‬العدالة،‭ ‬وربما‭ ‬هذه‭ ‬نهايتها‭. ‬في‭ ‬الحالتين،‭ ‬رأيتم‭ ‬كيف‭ ‬أنه‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تنصفنا‭ ‬عدالة‭ ‬الارض‭ ‬فعدالة‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭ ‬لا‭ ‬يهرب‭ ‬منها‭ ‬أحد‮»‬‭. ‬

في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019،‭ ‬قدّم‭ ‬الحريري‭ ‬استقالته‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬إثر‭ ‬اندلاع‭ ‬احتجاجات‭ ‬شعبية‭ ‬طالبت‭ ‬برحيل‭ ‬الطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬المتهمة‭ ‬بالفساد‭ ‬والتي‭ ‬شكل‭ ‬أحد‭ ‬أركانها‭. ‬

وعزا‭ ‬البعض‭ ‬تراجع‭ ‬شعبيته‭ ‬الى‭ ‬تنازلات‭ ‬سياسية‭ ‬قدمها‭ ‬لحزب‭ ‬الله،‭ ‬لكنه‭ ‬قال‭ ‬لاحقا‭ ‬إن‭ ‬هدفه‭ ‬كان‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬الأهلي‭. ‬وجاء‭ ‬ابتعاده‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬حينها‭ ‬بعدما‭ ‬مُني‭ ‬بانتكاسات،‭ ‬ماليا‭ ‬وسياسيا‭.   ‬

ورأى‭ ‬الحريري‭ ‬أن‭ ‬لدى‭ ‬لبنان‭ ‬بعد‭ ‬انتخاب‭ ‬رئيس‭ ‬وتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬فرصة‭ ‬ذهبية‮»‬‭. ‬وخاطب‭ ‬أهالي‭ ‬الجنوب‭ ‬والبقاع‭ ‬وضاحية‭ ‬بيروت‭ ‬الجنوبية،‭ ‬معاقل‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬أنتم‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬ومن‭ ‬دونكم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحقق،‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكسروا‭ ‬أي‭ ‬انطباع‭ ‬من‭ ‬السابق‭ ‬بأنكم‭ ‬قوة‭ ‬تعطيل‭ ‬واستقواء‭ ‬وسلاح‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬أنتم‭ ‬شركاء‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬للدولة‭.. ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬كل‭ ‬اللبنانيين‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا