إدارة المركز: سمو الشيخة زين بنت خالد صمام الأمان الذي يجعلنا قادرين على المواصلة
المتطوعون يقدمون في المركز صورة مشرقة للشراكة المجتمعية والعمل الإنساني
تصوير- عبدالأمير السلاطنة
في عام 1979 تأسس المركز البحريني للحراك الدولي كأول مركز لذوي الإعاقة في المملكة. ومنذ انطلاقته حمل رؤية طموحة بجعل الإعاقة حافزا للإنتاجية والإنجاز والتميز وتمكين ذوي الإعاقة اقتصاديا واجتماعيا.
وتدريجيا تطور المركز وتوسعت أنشطته وبات مجمعا متكاملا يقدم مختلف الخدمات لذوي الإعاقة، كما ينظم برامج وأنشطة تعليمية وترفيهية وتأهيلية لمختلف الأعمار والإعاقات.
ما يقدمه المركز البحريني للحراك الدولي، جهود تستحق الثناء والوقوف لها وقفة إكبار وإجلال. ولكن أليس من المستغرب أن يعاني مثل هذا المركز العريق من تحديات يرتبط جلها بالجوانب المادية؟ نظرا إلى اعتماده على التبرعات والدعم الشخصي من بعض الأشخاص وذوي الأيادي البيضاء.
هنا لابد أن نشيد بكل تقدير وإكبار بدور سمو الشيخة زين بنت خالد آل خليفة، التي وصفها منتسبو المركز بأنها شريان الحياة للمركز والداعم الأكبر لهم، وذلك لما تقدمه من دعم وخدمات كبيرة وجليلة وتمويل مستمر يصل حتى إلى التكفل برواتب العاملين فترات طويلة، ورعاية البرامج والأنشطة المختلفة.
ولكن وكما يقال، يد واحد لا تصفق، فمثل هذا المركز يتطلب دعما رسميا ومساندة مجتمعية وتسابقا من قبل الشركات والبنوك ومؤسسات المجتمع المدني لتوفير كل ما تحتاج إليه مثل هذه المؤسسات الخدمية التي تقدم خدماتها المجتمعية. لا أن تبقى مثل هذه الصروح عاجزة حتى عن سداد فواتير الكهرباء!، بل من الأساس كيف تفرض عليها مثل هذه الرسوم؟!
«أخبار الخليج» كانت لها زيارة وجولة للمركز البحريني للحراك الدولي، اطلعت خلالها على أبرز الخدمات والأنشطة والبرامج المقدمة لذوي الإعاقة، وعلى التحديات التي تواجه هذه المؤسسة الاجتماعية والإنسانية. وخلال الجولة، التقينا رئيس مجلس إدارة المركز، عادل سلطان المطوع، ومدير مركز منيرة بن هندي للتدخل المبكر، زهراء آل معتوق.
وفقا لمحدثينا، يخدم المركز فئتين، هما الأطفال والكبار. وهذا ما يشمل العلاج الطبيعي وممارسة الرياضة والمواصلات والترفيه والتأهيل والدورات التخصصية وتعليم اللغات والمهارات اليدوية وغيرها. ولا توجد شروط محددة لقبول العضوية، فالكل مرحب به، بل ويمكن لأي عضو الدخول في عضوية مجلس الإدارة بعد مرور ستة أشهر. ورسوم العضوية هي دينار واحد فقط في الشهر. فيما تقدم جميع الخدمات مجانا.
ويتابع محدثونا: «أغلب ذوي الإعاقة يجلسون فترات طويلة في البيت ويفتقدون الترفيه والخروج والبرامج، وهذا ما نحاول أن نعوضهم مع التركيز على الاستفادة وتنمية المهارات الذهنية والحركية إلى جانب الترفيه.
أما بالنسبة إلى الأطفال، ونظرا إلى محدودية المساحة والإمكانيات، لدينا حاليا 36 طفلا وطفلة من ذوي الإعاقة. علما بأن هناك مقابلة وتقييم تعليمي وتأهيلي للحالة قبل قبول استمارة التسجيل، مع اشتراط فترة تجريبية تبلغ أسبوعين للتحقق من مناسبة الحالة للروضة أو المركز. ففي مركز منيرة بن هندي للتدخل المبكر التابع للمركز، يتم قبول الإعاقات الجسدية والحركية والشلل الدماغي وصعوبات النطق والإعاقات الذهنية البسيطة. ولكن هناك حالات قد لا يمكن قبولها نظرا إلى عدم توافر الإمكانيات والبرامج التي تناسبها مثل الإعاقات الذهنية الشديدة. وإذا لم تكن الحالة مناسبة يتم توجيهها إلى المراكز الأخرى التي تناسب نوع الإعاقة التي يعاني منها».
* بالتأكيد إن مشروعا بهذا الحجم يتطلب طاقم عمل كبيرا واختصاصيين وتكاليف كبيرة، ما مصادر التمويل التي تعتمدون عليها؟
** الاعتماد الرئيسي هو على التبرعات، وللأسف خفت التبرعات بشكل كبير لاسيما مع انتشار الجمعيات في البحرين، وبعض الجمعيات أكثر قدرة على الوصول إلى مصادر التمويل نظرا لعلاقات القائمين عليها. وهذا ما يجعلنا نواجه تحديات كبيرة. فمثلا في العام الماضي لم نحصل على تبرعات جديدة عدا الأفراد والجهات التي ترعانا منذ فترة، ولابد أن نشير هنا إلى دور سمو الشيخة زين بنت خالد آل خليفة، الرئيس الفخري للمركز، وصاحبة الأيادي البيضاء والفضل على المركز دائما. بل هي المنقذ دائما لنا في كل الظروف. ولا تقصر معنا في أي احتياجات.
كما أن جزءا من مصاريف مركز منيرة بن هندي مغطى من قبل وزارة التنمية الاجتماعية من خلال التكفل برسوم الطلاب المسجلين لديها بما في ذلك الخدمات والعلاجات. وفي الواقع لا يغطي المبلغ المدفوع التكاليف كاملة.
وأيضا عقدنا مع إدارة الأوقاف السنية مشكورة اتفاقية تتعلق بتوفير بعض احتياجات المقابر. وهذا ما يساعدنا على تغطية بعض التكاليف. وهناك بعض الخدمات التي نقدمها لغير ذوي الإعاقة وغير الأعضاء مقابل رسوم رمزية مثل العلاج الطبيعي. أضف إلى ذلك أن هناك تعاونا مع بعض الجمعيات الأخرى مثل الكلمة الطيبة والإصلاح وكاف الإنسانية وغيرها من خلال دعم وتبني علاج بعض الحالات. وهناك تبرعات أحيانا من بعض المحسنين.
وفي الواقع لدينا كثير من الطموحات والمشاريع، ولكن يبقى الجانب المادي هو العائق الأول. بل حتى الالتزامات الأساسية كتلك المتعلقة بالفواتير مثل الكهرباء نعجز عن دفعها، نظرا إلى أننا نصنف ضمن فئة (شبه المدعومة). كما أن بعض المرافق مثل مركز منيرة بن هندي بحاجة إلى صيانة وتجديد وتوفير بعض الأجهزة والمعدات والتجهيزات التعليمية والتأهيلية. والكثير مما يقدم هو من اجتهاد وجهود العاملين في المرافق، والحق يقال إنهم يبذلون كل ما يستطيعون لتقديم الدعم لذوي الإعاقة. فمثلا لدينا حالات كثيرة لأطفال دخلوا المركز على كراسي متحركة، واليوم يعتمدون على أنفسهم في المشي. وللأسف على الرغم من هذه الجهود لا نجد أحيانا التفهم أو التقدير من البعض! بل كثيرا ما نحصل على تفهم ودعم الجهات غير المعنية بالإعاقة أكثر من تلك المعنية بها. وما نتمناه من المسؤولين والمؤسسات المعنية هي الاهتمام أكثر بالمركز ودعم الإنجازات التي يقدمها، فنحن نشعر بأننا نعمل بشكل منفرد.
مرافق المركز
للوقوف على أبرز الخدمات التي يقدمها المركز البحريني للحراك الدولي، قامت «أخبار الخليج» بجولة في بعض مرافق المركز بصحبة رئيس مجلس إدارة المركز، عادل سلطان المطوع، ومدير مركز منيرة بن هندي للتدخل المبكر، زهراء آل معتوق. وكان من أهم الأقسام:
- وحدة سمو الشيخة زين للعلاج الطبيعي: تضم اختصاصيين يقدمون الخدمات لذوي الإعاقة وحتى غير المعاقين، ويشمل ذلك العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وقياسات الكراسي المتحركة والعلاج بالشبكة العنكبوتية والأجهزة المساعدة، ومسبحا للعلاج المائي والتدريب على السباحة.
- مركز الشيخ فيصل للياقة البدنية ويعمل فيه متخصصون يساعدون ذوي الإعاقة على تقوية العضلات والاعتماد على النفس.
- روضة أزهار الحراك ومركز منيرة بن هندي للتدخل المبكر وهو مركز تعليم وتأهيل يستقبل ذوي الإعاقة بين أعمار 3-6 سنوات، ويؤهلهم للالتحاق بالمدارس الحكومية. كما يضم عدة صفوف متخصصة مثل المهارات الحياتية التي تساعد الطفل على اكتساب المهارات اليومية، ونادي الأطفال الذي يقدم علاجات سلوكية معرفية. ومركز العلاج الوظيفي وتنمية القدرات الذهنية الذي يساعد الأطفال على علاج صعوبات النطق والتركيز والتآزر. والملاحظ أن هناك بعض المدرسات من ذوي الإعاقة، اللاتي لم تمنعهن الإعاقة عن تقديم خدماتهن للمجتمع.
وإلى جانب طاقم العمل، يستقبل المركز مختلف الفئات من المتطوعين سواء من الوزارات كوزارة التربية، أو متطوعين أجانب من منظمات مثل «بيت هدية»، وبعضهم يكون في زيارة للبحرين ولكنه يحرص على التطوع ومساعدة الأطفال، وكلهم متخصصون، كاختصاصيين نفسيين واختصاصيين في التربية والتأهيل.
- قسم الأنشطة الفنية والأعمال اليدوية وهو قسم مخصص للكبار، يسهم فيه متطوعون، (كثير منهم متطوعون أجانب من بيت هدية) لتعليم ذوي الإعاقة بعض الفنون مثل التطريز والرسم والطبخ والأعمال الفنية كالرسم على الزجاج والخزف.
- مزرعة تزرع فيها الخضراوات والفواكه بجهود من أعضاء المركز.
- حظيرة المواشي وأقفاص الطيور وقسم لتفريخ الدجاج والطيور وحوض لاستزراع الأسماك وهذه تسهم في تعليم الأطفال التواصل مع الطبيعة والتعامل مع الحيوانات الأليفة.
- ورش تصليح الكراسي المتحركة وتركيب مصاعد الكراسي في سيارات ذوي الإعاقة الحركية وورشة للصيانة الإلكترونية
- معرض لبيع المعدات المتعلقة بذوي الإعاقة.
- المواصلات، حيث يتوفر أسطول من الباصات المجهزة والهيئة لذوي الإعاقة لمختلف مناطق البحرين.
***
إذن هي رسالة ننقلها إلى جميع المختصين والمؤسسات والبنوك والوزارات المعنية، ندعو فيها إلى دعم مثل هذه المؤسسات المجتمعية الفاعلة، وعدم تركها عرضة التحديات وفي مقدمتها التحديات المادية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك