أطلقت غرفة تجارة وصناعة البحرين أمس مرحلة جديدة من جائزة «جدارة» تحت مسمى «جدارة هاكاثون»، وهو برنامج ريادي يهدف إلى تعزيز الابتكار وتطوير بيئة الأعمال عبر الاستفادة من خبرات الأكاديميين والخبراء، إلى جانب المستثمرين ورواد الأعمال من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. يأتي هذا البرنامج ضمن جهود الغرفة المستمرة لتمكين هذه المؤسسات وتعزيز تنافسيتها، بما يساعدها على مواجهة التحديات الاقتصادية في السنوات المقبلة.
وفي كلمته خلال إطلاق ورش تبادل الخبرات ضمن فعاليات المسابقة، أكد سمير عبدالله ناس، رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، أن «جدارة هاكاثون» يمثل أحد المحفزات الرئيسية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث يجمع بين الفكر الأكاديمي ورؤية المستثمرين وابتكارات رواد الأعمال، ما يتيح خلق نماذج أعمال جديدة تعزز الأداء التجاري وترفع كفاءة المشاريع.
وأضاف ناس أن الجمع بين الأكاديميين والخبراء والمستثمرين والمتنافسين داخل المسابقة يتيح فرصة فريدة للخروج بأفكار وأساليب مبتكرة تعزز استدامة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السوق البحريني. كما أوضح أن الغرفة تسعى إلى دعم هذه المؤسسات عبر توفير بيئة مناسبة للنمو وإطلاق المبادرات التي تساعدها على تجاوز التحديات الاقتصادية المقبلة.
وأشار ناس إلى أن الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة من التحولات المتسارعة التي تؤثر على الأسواق كافة، بما فيها السوق البحريني، مؤكدًا أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ستواجه تحديات متزايدة خلال السنوات الأربع القادمة نتيجة للانعكاسات الاقتصادية العالمية. وأوضح أن البحرين ليست بمعزل عن هذه المتغيرات، مما يتطلب من رواد الأعمال تعزيز مرونتهم التجارية والإدارية، ووضع خطط واضحة تضمن لهم التكيف مع التطورات الاقتصادية.
وأكد ناس أن غرفة البحرين تعمل بشكل مستمر على تطوير مبادرات تعزز بيئة الأعمال وتدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مشيرًا إلى أن «جدارة هاكاثون» يمثل إحدى هذه المبادرات الرائدة التي تعكس رؤية الغرفة في خلق بيئة عمل تنافسية تشجع الابتكار والإبداع. كما شدد على أن المسابقة ستسهم في إيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، عبر الجمع بين المعرفة الأكاديمية والخبرة العملية، وتحفيز التعاون بين مختلف الجهات الفاعلة في قطاع الأعمال.
من جانبه، أوضح السيد وليد إبراهيم كانو، نائب الأمين المالي ورئيس المجموعة التنسيقية بغرفة تجارة وصناعة البحرين، أن مبادرة «جدارة هاكاثون» تأتي امتدادًا لجائزة «جدارة»، التي انطلقت قبل سنوات، حيث بدأت بتكريم المتميزين في قطاع الأغذية، ثم تطورت لاحقًا لتشمل أفضل الممارسات في مجالات ولاء المتعاملين، وبناء القدرات، والاعتمادية والثقة، إلى جانب الجودة في الصناعات الغذائية، والتحول الرقمي.
وانطلاقا من رؤيتها الريادية لتعزيز دور القطاع الخاص كركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية، أطلقت غرفة تجارة وصناعة البحرين منظومة جدارة Ecosystem Jadara كإطار عمل استراتيجي يهدف إلى بناء وتعزيز قدرات المؤسسات البحرينية من خلال حلول مبتكرة ومستدامة، وتعتمد المنظومة على نموذج KIC (المعرفة - المستثمرين - المتنافسين)، الذي يمثل ركيزة رئيسية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للقطاع الخاص في البحرين، حيث إن المعرفة من المنظومة تتضمن ورشا تفاعلية «جدارة هب»، وجدارة هاكاثون للحلول الابتكارية، وتأسيس المجتمع المعرفي، أما المتنافسون فتتضمن فعالياتهم أفضل الممارسات وقصص نجاح ملهمة، وجائزة جدارة السنوية لأفضل الممارسات.
وتضمنت فعالية جدارة هاكثون عقد خمس جلسات نقاشية، جمعت الفائزين السابقين في الفئات الخمس لجائزة «جدارة» مع نخبة من المحكمين الخارجيين، إلى جانب عدد من الخبراء والمستثمرين.
وشهدت الجلسات تبادل الأفكار والتجارب الناجحة، مع تسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وطرح حلول مبتكرة لمعالجتها في إطار منظومة «جدارة». كما تناولت النقاشات سبل تطوير الأفكار الفائزة وتعزيز استدامتها، لضمان تحولها إلى مشاريع عملية تسهم في دعم بيئة الأعمال وتعزيز القدرة التنافسية.
وتماشياً مع التوجهات العالمية، تسعى «جدارة» إلى تمكين القطاع الخاص من اعتماد التقنيات الحديثة مثل التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والاستدامة، بما يواكب التطورات الاقتصادية العالمية، كما تشجع المبادرة التوجه نحو الاقتصاد الأخضر وتبني التقنيات الصديقة للبيئة، ما يعزز من استدامة القطاع ويجعله أكثر تكيفًا مع المتغيرات البيئية والاقتصادية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك