العدد : ١٧١١٧ - الأحد ٠٢ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ شعبان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١١٧ - الأحد ٠٢ فبراير ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ شعبان ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

أستاذ العدالة الجنائية بجامعة ساوث ويلز بالمملكة المتحدة:
العدالة التصالحية تعكس رسالة إيمانية يخبرنا بها الدين الإسلامي

{ البروفيسور علي وردك.

الأحد ٠٢ فبراير ٢٠٢٥ - 02:00

فيما‭ ‬أكد‭ ‬البروفيسور‭ ‬علي‭ ‬وردك،‭ ‬أستاذ‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬بجامعة‭ ‬ساوث‭ ‬ويلز‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬تتميز‭ ‬بعنصرين‭ ‬تصل‭ ‬بهما‭ ‬تجربة‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬متميز‭ ‬وهما‭ ‬قوة‭ ‬تماسك‭ ‬المجتمع‭ ‬وسماحة‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدراسة‭ ‬فإن‭ ‬نفس‭ ‬الاهداف‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬تحقيقها‭ ‬من‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬الرسالة‭ ‬الإيمانية‭ ‬التي‭ ‬يخبر‭ ‬بها‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬التسامح‭ ‬في‭ ‬الفقه‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الجريمة‭ ‬وإنصاف‭ ‬الضحايا‭ ‬و‭(‬التعويض‭) ‬والصلح‭ ‬والعفو‭ ‬والتوبة‭ ‬والشفاعة‭ ‬والكفارة‭ ‬والتسامح،‭ ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬وفكرة‭ ‬بشأن‭ ‬إشراك‭ ‬جميع‭ ‬المعنيين،‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصلحة،‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬العدالة‭ ‬وفي‭ ‬توفيرها،‭ ‬وفي‭ ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬متفق‭ ‬عليها،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فكرة‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬دارسة‭ ‬أسباب‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬وتقديم‭ ‬حلول‭ ‬بديلة‭ ‬للعقاب‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬النظم‭ ‬الجنائية‭ ‬الرسمية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬وإيجاد‭ ‬حل‭ ‬جذري‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدخال‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالجريمة‭ ‬مثل‭ ‬الأسرة‭ ‬والأقارب‭ ‬والأصدقاء‭ ‬والجيران‭ ‬وجبر‭ ‬الضرر‭ ‬وإنصاف‭ ‬الضحية‭ ‬بدل‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬السجن‭ ‬والانتقام‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية‭ ‬لديها‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬إيمانية‭ ‬أخبرنا‭ ‬بها‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬الذي‭ ‬عزز‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬التسامح‭ ‬في‭ ‬الفقه‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬الجريمة‭ ‬وإنصاف‭ ‬الضحايا‭ ‬و‭(‬التعويض‭) ‬والصلح‭ ‬والعفو‭ ‬والتوبة‭ ‬والشفاعة‭ ‬والكفارة‭ ‬والتسامح،‭ ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬وفكرة‭ ‬بشأن‭ ‬إشراك‭ ‬جميع‭ ‬المعنيين،‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصلحة،‭ ‬الرئيسيين‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬العدالة‭ ‬وفي‭ ‬توفيرها،‭ ‬وفي‭ ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬متفق‭ ‬عليها‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العدالة‭ ‬العقابية‭ ‬تستبعد‭ ‬المجرمين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهم‭ ‬يعيدون‭ ‬ويكررون‭ ‬الجريمة‭ ‬مرة‭ ‬ثانية،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العدالة‭ ‬الصالحية‭ ‬فيمكن‭ ‬إشراك‭ ‬المجرم‭ ‬والضحية‭ ‬والمجتمع‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬تصالحية،‭ ‬وهكذا‭ ‬يمكنهم‭ ‬أن‭ ‬يجدوا‭ ‬طرقا‭ ‬تصالحية‭ ‬لإدماج‭ ‬المجرمين‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهناك‭ ‬بحوث‭ ‬كثيرة‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الأشخاص‭ ‬أو‭ ‬المجرمين‭ ‬الذين‭ ‬عولجوا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية،‭ ‬أغلبهم‭ ‬لم‭ ‬يكرروا‭ ‬الجريمة،‭ ‬أما‭ ‬بشأن‭ ‬العدالة‭ ‬العقابية،‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬جرائم‭ ‬الأحداث‭ ‬فالأغلبية‭ ‬يكررون‭ ‬الجريمة‭ ‬بعد‭ ‬سنتين‭ ‬من‭ ‬إطلاقهم‭ ‬سراحهم‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬التأهيل‭.‬

وحول‭ ‬كيفية‭ ‬إقناع‭ ‬المجني‭ ‬عليهم‭ ‬بدور‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية،‭ ‬أشار‭ ‬البروفيسور‭ ‬علي‭ ‬وردك،‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأوقات‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬غير‭ ‬راض،‭ ‬لكن‭ ‬دعنا‭ ‬نطرح‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يرضى‭ ‬بالعدالة‭ ‬التصالحية،‭ ‬الجواب‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬المعرفة‭ ‬الكافية‭ ‬بالعدالة‭ ‬التصالحية‭ ‬وليس‭ ‬لديه‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬الجاني‭ ‬أو‭ ‬ظروفه،‭ ‬وحول‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬تطبيق‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ثقافة‭ ‬وتوعية‭.‬

وكان‭ ‬المؤتمر‭ ‬دعاء‭ ‬في‭ ‬ختام‭ ‬فعالياته‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬في‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬آليات‭ ‬ومستحدثات‭ ‬إدارة‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬منها‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬التصالحية‭ ‬والإصلاحية،‭ ‬كما‭ ‬خرج‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬ركيزة‭ ‬للتقدم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أبرزها‭ ‬التطوير‭ ‬المستدام‭ ‬لتشريعات‭ ‬وآليات‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية،‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬التدابير‭ ‬والعقوبات‭ ‬غير‭ ‬الاحتجازية،‭ ‬وتعميق‭ ‬ممارسة‭ ‬الوساطة‭ ‬الجنائية‭ ‬وتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬الأطراف‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬المؤسسات‭ ‬العدلية‭ ‬وجهات‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون،‭ ‬ورصد‭ ‬وتتبع‭ ‬تطبيق‭ ‬وسائل‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬التصالحية،‭ ‬وإشراك‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وتركيز‭ ‬الجهود‭ ‬على‭ ‬الفئات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتعميق‭ ‬ثقافة‭ ‬العدالة‭ ‬التصالحية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬المستحدثة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬التصالح‭ ‬والوساطة‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا