قطاع غزة - (وكالات الأنباء): تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين على الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى شمال قطاع غزة امس الاثنين بعد أن بدأت إسرائيل الانسحاب من ممر رئيسي عقب موافقة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على تسليم الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود ورهينتين أخريين.
وتدفق الناس نحو الشمال سيرا على الأقدام على طريق يمتد بمحاذاة البحر المتوسط، وبعضهم يحملون الأطفال الرضع أو حزما من الأمتعة على أكتافهم. وقالت أم محمد علي التي كانت تسير ضمن حشد كبير يمتد على مسافة عدة كيلومترات ويتحرك ببطء على الطريق الساحلي: «كأني ولدت من جديد وانتصرنا من جديد». وقال شهود إن أول مجموعة من السكان وصلت إلى مدينة غزة في الصباح الباكر بعد فتح أول نقطة عبور في وسط قطاع غزة في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي وفتحت نقطة عبور أخرى بعد ذلك بنحو ثلاث ساعات تقريبا لدخول المركبات. ودوت صيحات الفرح من آلاف الأسر النازحة في الملاجئ ومخيمات النازحين، منها أسر نزحت عدة مرات خلال الحرب التي امتدت 15 شهرا.
وبموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار كان من المقرر أن يعود سكان شمال قطاع غزة إلى المنطقة في مطلع الأسبوع، لكن إسرائيل قالت إن حماس انتهكت الاتفاق بعدم إطلاق سراح الرهينة المدنية يهود وأبقت نقاط العبور مغلقة. وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد الماضي قال وسطاء قطريون إن حماس وافقت على إطلاق سراح يهود والمجندة آجام بيرجر ورهينة ثالثة يوم الخميس المقبل، أي قبل يومين من الموعد المقرر للإفراج عن ثلاث رهائن آخرين يوم السبت المقبل، فوافقت إسرائيل على عودة السكان إلى شمال غزة اعتبارا من صباح أمس الاثنين.
وقال قيادي بحماس لرويترز أمس الاثنين إن الحركة سلمت الوسطاء قائمة بأسماء 25 رهينة على قيد الحياة من بين 33 من المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وأطلقت حماس سراح سبعة من الخمس والعشرين رهينة الأحياء منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير.
ويسمح الاتفاق الذي تم التوصل إليها بوساطة قطرية مصرية لنحو 650 ألف فلسطيني يوجدون حاليا في وسط القطاع وجنوبه بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع، وهي منطقة أسفرت العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرا عن تسوية معظمها بالأرض. وقال المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة حماس في غزة إن العائدين إلى الشمال يحتاجون إلى ما لا يقل عن 135 ألف خيمة ومأوى وهم يحاولون إعادة بناء حياتهم عند أطلال منازلهم.
ورفضت قيادة حماس وسكان غزة مقترحا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن يستقبل الأردن ومصر فلسطينيين من القطاع الذي مزقته الحرب. وأثار هذا الطرح مخاوف قديمة لدى الفلسطينيين من إبعادهم بشكل دائم عن موطنهم.
ووسط الحشود سار أطفال يرتدون سترات للتدفئة ويحملون الحقائب على ظهورهم بينما كان رجال يدفعون كبار السن أمامهم على الكراسي المتحركة. وحرصت أسر على التقاط الصور الذاتية (سيلفي) بينما كان مسؤولون عينتهم حماس يرتدون سترات حمراء يوجهونهم على الطريق الساحلي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك