المملكة أثبتت مقدرتها على مواجهة جائحة كورونا والحد من آثارها
الجائحة رغم آثارها البالغة مهدت لنظام صحي عالمي جديد
أجرت الحوار: لمياء إبراهيم
أكدت د. تسنيم عطاطرة ممثل منظمة الصحة العالمية لدى مملكة البحرين اعتزازها بالعمل في مملكة البحرين كأول ممثل منظمة لمكتب الصحة العالمية فيها، معربة عن تقديرها وشكرها لقيادة مملكة البحرين والعاملين في القطاع الصحي والشركاء وأصحاب المصلحة الآخرين، في المملكة، واصفة رحلة عملها كممثل لمنظمة الصحة العالمية في هذا البلد الطموح بالمميزة.
وقالت في حوار خاص مع «أخبار الخليج» بمناسبة انتهاء فترة عملها بالمملكة، إن العلاقة بين مملكة البحرين ومنظمة الصحة العالمية علاقة عريقة تمتد جذورها لأكثر من 50 عاما، فهي علاقة تقوم على مبدأ التعاون المشترك بهدف حماية وتعزيز صحة الناس، وعلى مدار السنين، فإن العلاقة المتينة تأتي تأكيدًا لأهمية الصحة وضرورة الاستعداد والتصدي للتغيرات العالمية السريعة، التي تفرض تحديات جديدة على النظم الصحية.
وأضافت ان تنفيذ مملكة البحرين الرائد لبرنامج المدن الصحية والجامعات المعززة للصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية، يمثّل حجر الأساس للتطوير وتعزيز السياسات الصحية، وذلك من خلال التعاون المشترك ما بين القطاعات المختلفة مع منظمة الصحة العالمية، هذا بالإضافة إلى تشجيع الابتكار وتبادل الخبرات الصحية، الأمر الذي جعل مملكة البحرين نموذجاً إقليمياً ودولياً في مجال تعزيز الصحة.
وتطرقت إلى جائحة كورونا، قائلة: إن الجائحة رغم آثارها البالغة على الاقتصاد العالمي والجوانب الصحية والاجتماعية، قد مهدت لنظام صحي عالمي جديد، نعمل على تدشينه بخلاصة الدروس المستفادة والشراكات التي تطورت وتعززت خلال الجائحة، وهو نظام يعمل على بناء مستقبل أكثر عدالة وإنصاف، ويحوي نُظُما صحية أقدر وأقوى وأكثر مرونة، ومجتمعات أحسن صحة. وكما ذكرت سابقاً أن الاتفاق الجديد بشأن الجوائح، والذي تتفاوض الدول حوله حالياً، يهدف إلى تجنب الأخطاء التي ظهرت خلال الاستجابة لجائحة كوفيد-19 وتفادي تكرارها في المستقبل.
وأشارت إلى أن مملكة البحرين أثبتت مقدرتها على مواجهة تلك الجائحة والحد من آثارها في ظلّ توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لمواصلة تعزيز كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتخذة والبناء على النجاح الذي تحقق في التعامل مع الفيروس.
وشددت على أن الشراكة الفعّالة بين البحرين ومنظمة الصحة العالمية تمثل نموذجًا أساسيًا للتنسيق المشترك، وتحقيق التآزر، وتعزيز التوافق في السياسات لدفع أجندة الصحة والرفاه في مملكة البحرين، وضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب، ونحن في مكتب منظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين ملتزمون بتعزيز التعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى ومع الجهات المعنية والشركاء في مجال الصحة لتحقيق تأثير أكبر وابتكار مستدام.. وهذا نص الحوار:
{ هل لك أن تُحدثينا عن خبرتك في العمل لدى منظمة الصحة العالمية، وعن كيفية وصولك إلى منصب ممثل لمنظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين؟
على مدى السنوات الخمسة عشر الماضية، كان لي الشرف أن أعمل لدى منظمة الصحة العالمية، حيث شغلت عددًا من الأدوار القيادية في إقليم شرق المتوسط وإقليم أوروبا.
ففي عام 2010 انضممت إلى منظمة الصحة العالمية كمسؤول تقني في مكتب منظمة الصحة العالمية في القدس. ومنذ ذلك الحين، تطورت مسيرتي المهنية من منصب إلى آخر حتى تم تعييني أولاً كقائم بأعمال ممثل المنظمة في قيرغيزستان (2018–2019)، ثم طاجيكستان (2019)، ومؤخرًا في تركمانستان (2021)، وخلالها عملت بشكل وثيق مع وزارة الصحة لتحسين النظم الصحية، من خلال تعزيز الرعاية الصحية الأولية، وتطوير القوى العاملة الصحية، وتحسين نظم المعلومات الصحية.
وتعد سنة 2021 سنة التحول في مسيرتي المهنية، حيث أُسنِد لي مهمة تأسيس أول مكتب لمنظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين، وتعتبر هذه المهمة على درجة عالية من الأهمية بالإضافة إلى كونها مسؤولية كبيرة. وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، كان لي شرف التعاون مع وزارة الصحة، والعمل جنبًا إلى جنب مع كل الشركاء والمؤسسات، لتقديم الرعاية الصحية الشاملة، والاستعداد لحالات الطوارئ الصحية والاستجابة لها، وتعزيز الصحة.
أنا فخورة لأقول بأنني أعتز بالعمل في مملكة البحرين كأول ممثل منظمة لمكتب الصحة العالمية فيها. ومع ذلك، فإن المسيرة العملية تستمر، وعليه سأنتقل للعمل كممثل لمنظمة الصحة العالمية في مكتب تركيا اعتبارًا من فبراير 2025. وهنا أود أن أغتنم هذه الفرصة لأعبر عن مدى شكري العميق لقيادة مملكة البحرين والعاملين في القطاع الصحي والشركاء وأصحاب المصلحة الآخرين، بالإضافة إلى الكادر الصحي الذي يعمل من أجل الصحة للجميع.
كم أنا فخورة بالعمل في مملكة البحرين التي سوف تبقى لها مكانتها الخاصة في سويداء القلب، ففيها حظيت بشرف أن أكون أول ممثل لمنظمة الصحة العالمية، فقد كانت رحلتي كممثل لمنظمة الصحة العالمية في هذا البلد الطموح مميزة، وأنا ممتنة للغاية لفرصة العمل مع فريق موهوب ومتحمس لإنشاء عالم يمكن للجميع أن يعيشوا فيه حياة صحية.
{ ما الإنجازات الرئيسية التي تم تحقيقها منذ بدء انطلاق تأسيس مكتب منظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين في عام 2021؟
منذ تأسيسه في عام 2021، ركز مكتب منظمة الصحة العالمية على تسريع وتيرة التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة، وبرنامج العمل العام الثالث عشر لمنظمة الصحة العالمية، هذا بالإضافة إلى السعي نحو التغطية الصحية الشاملة التي تعتبر الأساس لجميع جهودنا، لأنها تُعنى بتسهيل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية التي يحتاج اليها الناس.
ومن إنجازاتنا في هذا المجال والتي تمّت بدعم كبير من الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة، وبالتعاون مع وزارة الصحة، ومراكز الرعاية الصحية الأولية، تم اطلاق مبادرة لتحديد المتطلبات من القوى العاملة الصحية على مستوى الرعاية الصحية الأولية، وذلك باستخدام منهجية «تحديد احتياجات التوظيف استنادا إلى مؤشرات عبء العمل»، والتي تهدف الى تمتع جميع مستويات الرعاية الصحية بمختلف منشآتها بالعدد المناسب من العاملين الصحيين والمهارات الصحية اللازمة، وقد تم تنظيم بعثة إلى سلطنة عُمان لتبادل الخبرات، والدروس المستفادة، والتعرف على أفضل الممارسات بشأن استخدام المنهجية في تحديد احتياجات التوظيف استنادًا إلى مؤشرات عبء العمل بين مملكة البحرين وسلطنة عُمان.
في الوقت نفسه، واصلنا تقديم الدعم الاستراتيجي والتقني لتعزيز القدرات الأساسية للتعرف على الثغرات، والاستجابة للطوارئ الصحية العامة. وفي هذا المجال تم إطلاق تقرير دراسة الحالة الذي يوثق تجربة مملكة البحرين الرائدة في مكافحة انتشار جائحة كوفيد-19 وجهود الاستعداد للطوارئ والاستجابة لها، والتي كان لها أثر كبير على صعيد دول إقليم شرق المتوسط والعالم.
وفي إطار السعي لبناء القدرات الوطنية، تم تنظيم أول مرحلة من التمارين لمحاكاة الطوارئ في الصحة العامة على مستوى مملكة البحرين، وذلك لبناء قدرات الوقاية من الجوائح، والتأهب، والاستجابة على الصعيدين الوطني والدولي. وإلى جانب ذلك تم دعم وزارة الصحة في بدء الجولة الثانية من التقييم الخارجي المشترك في البحرين لتحديد الاحتياجات وتعزيز جهود الاستعداد للطوارئ والاستجابة لها. وعلاوة على ذلك، حقق المكتب تقدمًا في معالجة تحدي الأمراض غير المعدية من خلال زيادة حملات تعزيز التوعية الصحية، وتشجيع النشاط البدني، والنظام الغذائي الصحي، كما تم دعم اصدار الدليل الإرشادي الغذائي لمملكة البحرين وتنظيم معرض مستدام للدليل الإرشادي واستعراضه بطريقة مبتكرة وفتحه أمام الجمهور في 2023 لتشجيع السلوك الصحي، وتقديم أفضل الممارسات لمكافحة السمنة. كما تم اختيار مملكة البحرين لتنفيذ «خطة تسريع وتيرة العمل على وقف السمنة»، لتكون إلى جانب 24 دولة أخرى على مستوى العالم.
وأخيرًا، وعلى صعيد تحسين الصحة في البيئات الحضرية من خلال دعم تنفيذ برنامج منظمة الصحة العالمية للمدن الصحية، وبرنامج الجامعات المعززة للصحة، فقد منحت منظمة الصحة العالمية لقب «مدينة صحية» إلى أربع مدن في مملكة البحرين، هذا إلى جانب اعتماد ست جامعات كجامعات معززة للصحة، وقد تم توثيق الدروس المستفادة من الزيارة الميدانية التي تمت لمحافظتي العاصمة والشمالية خلال فترة التقييم الميداني، وذلك لمشاركة قصص النجاح. ومن الجدير بالذكر أنه قد تم اعتماد محافظة العاصمة كأول محافظة صحية على مستوى منطقة شرق المتوسط.
{ كيف يعمل مكتب منظمة الصحة العالمية مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى في مملكة البحرين؟
مكتب منظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين لا يسعى فقط لبناء شراكات قوية مع مختلف وكالات الأمم المتحدة، ولكنه يعمل على تشجيع مشاركتها الفعّالة في تعزيز أجندة الصحة والرفاه بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030. وقد تجلى هذا في العديد من المبادرات المشتركة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة.
على سبيل المثال، في عام 2022، أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، بالتعاون مع المكتب الإقليمي الفرعي التابع لصندوق الأمم المتحدة للسكان والخاص بمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبمشاركة وزارة شؤون الشباب. وقد تضمنت الحملة ثمانية مقاطع فيديو قصيرة لرياضيين بحرينيين شباب، بهدف تعزيز أنماط الحياة الصحية، وقد وصلت الحملة إلى آلاف المستخدمين في مملكة البحرين وخارجها.
وفي نفس السنة، نظمت المنظمة فعالية توعوية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بمناسبة اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة تحت شعار «المساحات العامة للجميع»، وذلك لزيادة الوعي بأهمية المساحات العامة، وضرورة احتوائها لكافة التدابير التي تجعلها سهلة الوصول على جميع فئات المجتمع وبمختلف حالاتهم الصحية، الأمر الذي يُسهم في الدمج الاجتماعي لذوي الإعاقة مع عامة الناس.
إضافة إلى ذلك، يلعب مكتب منظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين دورًا حيوياً في دمج المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة في جميع برامجه وعملياته. وعلى سبيل المثال، في سنة 2023، قادت منظمة الصحة العالمية فريق عمل الأمم المتحدة لإدماج الإعاقة، إذ يعمل الفريق على دعم حكومة مملكة البحرين في تحقيق تقدم وطني ملموس في مجال إدماج ذوي الإعاقة، وضمان أن تكون جميع أنشطة ومبادرات الأمم المتحدة شاملة لحقوق ذوي الإعاقة. وأثمن في هذا المقام المبادرات والبرامج التي أطلقتها مملكة البحرين والتي من شأنها ضمان حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم، ودمجهم بالمجتمع من خلال اشراكهم في عملية البناء والتنمية التي تشهدها المملكة على مختلف الصُعد وفي شتى المجالات.
شاركت منظمة الصحة العالمية مع فريق الأمم المتحدة في سلسلة من المناقشات المستديرة التي نظمتها وزارة التنمية المستدامة في البحرين، بهدف تحسين جمع البيانات المتعلقة بمؤشرات أهداف التنمية المستدامة والإبلاغ عنها، حيث تهدف هذه الجهود إلى تعزيز عملية جمع البيانات وتوثيقها.
وفي هذا السياق، أود أن أختم القول بالتأكيد على أن هذه الشراكة الفعّالة تمثل نموذجًا أساسيًا للتنسيق المشترك، وتحقيق التآزر، وتعزيز التوافق في السياسات لدفع أجندة الصحة والرفاه في مملكة البحرين، وضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب. ونحن في مكتب منظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين ملتزمون بتعزيز التعاون مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى ومع الجهات المعنية والشركاء في مجال الصحة لتحقيق تأثير أكبر وابتكار مستدام.
{ من وجهة نظركم.. ما أكثر الدروس المستفادة من جائحة كورونا عالميا؟
أحد أهم الدروس المستفادة من الاستجابة لجائحة كوفيد-19 يتمثل في أهمية التخطيط، والتأهب، واستكمال الموارد، وتقوية النظم الصحية وتجهيزها لتكون قادرة على الاستجابة بسرعة وكفاءة لأي من الأوبئة التي قد تقع دون سابق إنذار. وعليه؛ فإن الاستثمار في تقوية النُظُم الصحية أمر ضروري ومركزي، لتمكينها من الاستجابة للطوارئ الصحية دون الإخلال بقدرتها على تقديم الخدمات الصحية الأساسية الأخرى مثل التطعيم وغيرها. هذا كله إلى جانب الاهتمام بالكوادر الصحية، الذي يعتبر جزء أساسي من بنية النظم الصحية، وقد أثبتت جائحة كوفيد-19 أن الكوادر الصحية تعد خط الدفاع الأول، ودورها محوري.
من جهة أخرى، فإن تطبيق اللوائح الصحية الدولية وخاصة فيما يتعلق بتعزيز الركائز الأساسية المتمثلة في بناء القدرات، وتقييم المخاطر، ونظم الترصد والاكتشاف والتأهب والاستجابة، وإشراك المجتمع عبر التوعية المجتمعية وغيرها الكثير، من أهم الأمور الرامية لتقوية النظم الصحية واستكمال قدراتها.
ويمكن القول بأن الجائحة رغم آثارها البالغة على الاقتصاد العالمي والجوانب الصحية والاجتماعية، قد مهدت لنظام صحي عالمي جديد، نعمل على تدشينه بخلاصة الدروس المستفادة والشراكات التي تطورت وتعززت خلال الجائحة، وهو نظام يعمل على بناء مستقبل أكثر عدالة وإنصاف، ويحوي نُظُم صحية أقدر وأقوى وأكثر مرونة، ومجتمعات أحسن صحة. وكما ذكرت سابقاً أن الاتفاق الجديد بشأن الجوائح، والذي تتفاوض الدول حوله حالياً، يهدف إلى تجنب الأخطاء التي ظهرت خلال الاستجابة لجائحة كوفيد-19 وتفادي تكرارها في المستقبل.
وفي هذا الإطار لا بدّ من التنويه إلى جهود مملكة البحرين في مواجهة الانتشار العالمي لجائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) حيث أطلقت منظمة الصحة العالمية تقرير جهود مملكة البحرين في مواجهة فيروس كورونا (كوفيد-19)؛ الذي يوثق الاستجابة الاستراتيجية لمملكة البحرين للفيروس وجهودها في التصدّي له، من خلال التأهب والاستجابة المبكرة، بوضع الاستراتيجيات الاستباقية وخطط التعامل مع كافة السيناريوهات، وبما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية.
وفي هذا السياق فقد أثبتت مملكة البحرين مقدرتها على مواجهة تلك الجائحة والحد من آثارها في ظلّ توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظّم، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لمواصلة تعزيز كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المتخذة والبناء على النجاح الذي تحقق في التعامل مع الفيروس.
{ هل يمكنك تقديم مثال على مبادرة أو برنامج ناجح تم تنفيذه في مملكة البحرين؟
مملكة البحرين من الدول التي تتميز بدعم وتبنّي العديد من المبادرات والبرامج التي سجّلت نجاحاً كبيراً في تحقيق أهدافها، ومنها مبادرة برنامج المدن الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، والذي يهدف لتعزيز تحسين بيئات داعمة للصحة. فقد حظيت المنامة بشرف كونها أول عاصمة في إقليم شرق المتوسط تحصل على لقب «مدينة صحية» في عام 2021، وقد سبقتها أم الحصم كأول مدينة صحية في مملكة البحرين يتم اعتمادها في عام 2018، وفي عام 2022 منحت منظمة الصحة العالمية لقب «مدينة صحية» لكل من مدينتي البسيتين/الساية وعالي، ليصل إجمالي عدد المدن الصحية في مملكة البحرين إلى أربع مدن صحية. وقد لاقى البرنامج اقبالاً من المحافظات تمثل في التوقيع كل من محافظة العاصمة ومحافظة الشمالية والمحافظة الجنوبية على خطاب التعاون، الأمر الذي انعكس في ترتيب زيارة ميدانية لتقييم المحافظات (العاصمة والشمالية) في أغسطس / نوفمبر 2024 من قبل فريق خبراء التقييم في منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع مكتب المنظمة في مملكة البحرين، وزارة الصحة والمحافظة.
ونجاح برنامج المدن الصحية تلاه نجاح آخر في البرنامج المنبثق منه وهو برنامج الجامعات المعززة للصحة التابع لمنظمة الصحة العالمية، والذي يهدف إلى خلق بيئة جامعية صحية، وقد لاقى البرنامج إقبالاً مميزاً تمثل في اعتماد خمس جامعات في مملكة البحرين كجامعات معززة للصحة في عام 2023 وهي: الجامعة الأهلية، وجامعة الخليج العربي، وجامعة المملكة، والكلية الملكية الإيرلندية للجراحين في البحرين -جامعة البحرين الطبية، وجامعة البحرين للتكنولوجيا. ومؤخراً في شهر أغسطس تم تقييم الجامعة الأمريكية في البحرين، وقد تم اعتمادها كجامعة معززة للصحة في ديسمبر 2024.
إن تنفيذ مملكة البحرين الرائد لبرنامج المدن الصحية والجامعات المعززة للصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية، يمثّل حجر الأساس للتطوير وتعزيز السياسات الصحية، وذلك من خلال التعاون المشترك ما بين القطاعات المختلفة مع منظمة الصحة العالمية، هذا بالإضافة إلى تشجيع الابتكار وتبادل الخبرات الصحية، الأمر الذي جعل مملكة البحرين نموذجاً إقليمياً ودولياً في مجال تعزيز الصحة.
{ كيف تصفون علاقة مملكة البحرين بمنظمة الصحة العالمية، وما الأولويات لتعزيز هذه العلاقة؟
العلاقة بين مملكة البحرين ومنظمة الصحة العالمية علاقة عريقة تمتد جذورها لأكثر من 50 عاما، وعلاقة تقوم على مبدأ التعاون المشترك بهدف حماية وتعزيز صحة الناس. وعلى مدار السنين، فإن العلاقة المتينة تأتي تأكيدًا لأهمية الصحة وضرورة الاستعداد والتصدي للتغيرات العالمية السريعة، التي تفرض تحديات جديدة على النظم الصحية.
ويأتي تأسيس مكتب منظمة الصحة العالمية في مملكة البحرين سنة 2021، دليل على متانة هذه الشراكة، إذ يمثل المكتب محطة وصل بين منظمة الصحة العالمية ومملكة البحرين للتعاون الفعَّال، والعمل على دفع أجندة التنمية المستدامة في مجال الصحة، والمساهمة في الاستراتيجيات والأولويات الوطنية، وإدماج واقع المملكة ووجهات نظرها في السياسات والأولويات العالمية.
كما يمثّل اختيار مملكة البحرين رئيساً للمجموعة الاستشارية الاستراتيجية والتقنية لمقاومة المضادات الحيوية (STAG-AMR)، وهي المجموعة الاستشارية الرئيسية لمنظمة الصحة العالمية (WHO) المعنية بموضوع مقاومة المضادات الحيوية، دليلاً راسخاً على تعاون المنظّمة المثمر وتنسيقها البنّاء مع المملكة بوصفها واحدة من الدول الخبيرة والمتميزة في مكافحة الأمراض المعدية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك