العدد : ١٧١٠٣ - الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٣ - الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ رجب ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

نقلة نوعية في ثقافة إعادة التدوير بالبحرين«١-٢»:
عقود النظافة الجديدة تعزز الدور المجتمعي في إعادة التدوير وحماية البيئة

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

شركات النظافة تباشر التنفيذ.. والرهان على وعي المواطن وتعاونه

استكمال نقاط الفرز فبراير القادم مع التركيز على البلاستيك والألمنيوم والزجاج والأوراق


أبرمت‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة‭ ‬مؤخرا‭ ‬عقودا‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬النظافة‭ ‬لتوفير‭ ‬خدمة‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬ومعالجة‭ ‬النفايات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬بالمملكة‭. ‬وشملت‭ ‬العقود‭ ‬نشر‭ ‬حاويات‭ ‬مخصصة‭ ‬للتدوير‭ ‬وتوفير‭ ‬300‭ ‬مركز‭ ‬تجميع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المحافظات‭ ‬بمعدل‭ ‬مركز‭ ‬تجميع‭ (‬نقطة‭ ‬فرز‭) ‬لكل‭ ‬خمسة‭ ‬الاف‭ ‬فرد‭. ‬

واستهدفت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬ثقافة‭ ‬جديدة‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬استخراج‭ ‬اقصى‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬القابلة‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير‭ ‬من‭ ‬النفايات‭ ‬المختلطة‭.‬

بالطبع،‭ ‬والى‭ ‬جانب‭ ‬الدور‭ ‬الرسمي،‭ ‬يتسلم‭ ‬نجاح‭ ‬التجربة‭ ‬تكامل‭ ‬الجهود‭ ‬بين‭ ‬طرفين‭ ‬أساسيين،‭ ‬هما‭ ‬المواطنون‭ ‬وشركات‭ ‬النظافة‭. ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬أدوار‭ ‬مكملة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية،‭ ‬وهي‭ ‬الجهات‭ ‬والمصانع‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬حصيلة‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬فرزه‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬قابلة‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير‭.‬

ما‭ ‬هي‭ ‬اليات‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬وما‭ ‬الدور‭ ‬المنوط‭ ‬بشركات‭ ‬النظافة‭ ‬وفقا‭ ‬للاتفاق؟‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬النفايات‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬التركيز‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬والى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬يتمتع‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بالثقافة‭ ‬الكافية‭ ‬لإنجاح‭ ‬التجربة‭ ‬خاصة‭ ‬وأنها‭ ‬تعتبر‭ ‬تجربة‭ ‬حديثة‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬المجتمع‭.‬؟‭. ‬ماهي‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة؟‭ ‬

 

شركات‭ ‬النظافة

تساؤلات‭ ‬ناقشناها‭ ‬بداية‭ ‬مع‭ ‬مدير‭ ‬العمليات‭ ‬بشركة‭ ‬النظافة‭ ‬‮«‬أورباسير‮»‬،‭ ‬ياسين‭ ‬البلاهوان‭ ‬الذي‭ ‬أوضح‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬العقد‭ ‬جديدا‭ ‬ولمدة‭ ‬سبع‭ ‬سنوات،‭ ‬فإنه‭ ‬يعتبر‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬استكمالا‭ ‬لخطوة‭ ‬سابقة‭ ‬وإضافة‭ ‬نوعية‭ ‬لها،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬شركة‭ ‬النظافة‭ ‬تجربة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬ثماني‭ ‬مراكز‭ ‬للتدوير‭ ‬تغطي‭ ‬المحافظتين‭ ‬الجنوبية‭ ‬والشمالية‭. ‬

وأضاف‭: ‬العقد‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬أبرم‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات،‭ ‬شهد‭ ‬توسعا‭ ‬جذريا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬حيث‭ ‬تضمن‭ ‬في‭ ‬بنوده‭ ‬توفير‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يشمل‭ ‬توفير‭ ‬نقاط‭ ‬متعددة‭ ‬للفرز،‭ ‬بلغت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬167‭ ‬نقطة‭ ‬فرز‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدوائر‭ ‬بالمحافظتين،‭ ‬بحيث‭ ‬تخدم‭ ‬كل‭ ‬نقطة‭ ‬5000‭ ‬فرد‭. ‬أي‭ ‬ارتفع‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬ثماني‭ ‬نقاط‭ ‬الى‭ ‬167‭. ‬علما‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬نقطة‭ ‬فرز‭ ‬تضم‭ ‬ثلاث‭ ‬حاويات،‭ ‬واحدة‭ ‬للورق‭ ‬والكرتون،‭ ‬وأخرى‭ ‬للبلاستيك‭ ‬والالمنيوم،‭ ‬وثالثة‭ ‬للزجاج‭. ‬

كما‭ ‬تشمل‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬أيضا‭ ‬مرفقا‭ ‬تجريبيا‭ ‬لفرز‭ ‬المخلفات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬عسكر‭. ‬فبعد‭ ‬جمع‭ ‬المخلفات‭ ‬القابلة‭ ‬للتدوير‭ ‬من‭ ‬الحاويات،‭ ‬يتم‭ ‬نقلها‭ ‬الى‭ ‬المرفق‭ ‬وإعادة‭ ‬فرزها‭ ‬وتنقيتها‭ ‬تمهيدا‭ ‬لتحويلها‭ ‬الى‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬كالصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬سواء‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬او‭ ‬خارجها‭. ‬علما‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬النقاء‭ ‬عالميا‭ (‬الفرز‭ ‬الصحيح‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأفراد‭ ‬للمواد‭ ‬بحسب‭ ‬نوعها‭) ‬تمثل‭ ‬إشكالية‭ ‬في‭ ‬اغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬حتى‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وغالبا‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬حتى‭ ‬الى‭ ‬50%‭. ‬ولعل‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬نسبة‭ ‬نقاء‭ ‬الفرز‭ ‬فيها‭ ‬الى‭ ‬90%‭ ‬هي‭ ‬اليابان‭. ‬ويمكنني‭ ‬التأكيد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجربتنا‭ ‬في‭ ‬النقاط‭ ‬الثماني‭ ‬ان‭ ‬نسبة‭ ‬النقاء‭ ‬التي‭ ‬نحصل‭ ‬عليها‭ ‬الان‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬60‭-‬70%‭. ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ان‭ ‬وضعنا‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭. ‬وربما‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬النسب‭ ‬المرتفعة‭ ‬اننا‭ ‬اعتمدنا‭ ‬مواقع‭ ‬استراتيجية‭ ‬لهذه‭ ‬النقاط،‭ ‬وكثير‭ ‬منها‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬يتركز‭ ‬فيه‭ ‬أجانب‭ ‬لديهم‭ ‬ثقافة‭ ‬مسبقة‭ ‬للفرز‭.‬

كما‭ ‬تضمن‭ ‬العقد‭ ‬توفير‭ ‬حاويات‭ ‬بمعايير‭ ‬أوروبية،‭ ‬فكل‭ ‬حاوية‭ ‬سعتها‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمتار‭ ‬مربعة،‭ ‬وفتحة‭ ‬الحاوية‭ ‬تناسب‭ ‬فقط‭ ‬نوع‭ ‬المواد‭ ‬المخصصة‭ ‬لها،‭ ‬وهي‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬خاصة‭ ‬وتأتي‭ ‬بألوان‭ ‬الأصفر‭ ‬والاخضر‭ ‬والازرق‭. ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬حاوية‭ ‬مجهزة‭ ‬بمستشعر‭ ‬امتلاء،‭ ‬فبدل‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬امتلاء‭ ‬الحاويات‭ ‬يوميا،‭ ‬يتم‭ ‬معرفة‭ ‬نسبة‭ ‬الامتلاء‭ ‬بشكل‭ ‬آلي،‭ ‬وبمجرد‭ ‬وصول‭ ‬السعة‭ ‬الى‭ ‬80%‭ ‬تدخل‭ ‬ضمن‭ ‬مسار‭ ‬الجمع،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يوفر‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد‭ ‬واستخدام‭ ‬الاليات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬تقليل‭ ‬الانبعاثات‭ ‬المضرة‭ ‬للبيئة‭ ‬بسبب‭ ‬كثرة‭ ‬استخدام‭ ‬الاليات‭. ‬

الأمر‭ ‬الآخر،‭ ‬تم‭ ‬توفير‭ ‬ثلاث‭ ‬شاحنات،‭ ‬تعتبر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وهي‭ ‬تتميز‭ ‬بأنها‭ ‬تحمل‭ ‬وتفرغ‭ ‬الحاويات‭ ‬من‭ ‬الأعلى‭. ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬اللجوء‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الاليات‭ ‬هو‭ ‬اننا‭ ‬خلال‭ ‬تجربتنا‭ ‬السابقة‭ ‬وجدنا‭ ‬ان‭ ‬الحاويات‭ ‬العادية‭ ‬يساء‭ ‬استخدامها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البعض،‭ ‬كأن‭ ‬يتم‭ ‬خلط‭ ‬المخلفات‭ ‬مع‭ ‬بعضها،‭ ‬أو‭ ‬تقوم‭ ‬بعض‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬بجمع‭ ‬بعض‭ ‬المخلفات‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحاويات‭ ‬كالعلب‭ ‬والكوارتين‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعوق‭ ‬الأهداف‭ ‬الموضوعة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحاويات‭. ‬فهدف‭ ‬التدوير‭ ‬بالأساس‭ ‬هو‭ ‬تقليل‭ ‬كميات‭ ‬المخلفات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬المكب،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فرز‭ ‬المواد‭ ‬القابلة‭ ‬للتدوير‭ ‬وعزلها‭ ‬عن‭ ‬المخلفات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬مصيرها‭ ‬المكب‭. ‬وهنا‭ ‬كلما‭ ‬قللنا‭ ‬هذه‭ ‬الكميات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬المكب‭ ‬كلما‭ ‬ضمنا‭ ‬عمرا‭ ‬أطول‭ ‬وسعة‭ ‬أكبر‭ ‬للمكب،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تقليل‭ ‬فرص‭ ‬الاضرار‭ ‬بالبيئة‭.  ‬

‭ ‬وقد‭ ‬بدأنا‭ ‬فعلا‭ ‬توزيع‭ ‬الحاويات‭ ‬في‭ ‬نقاط‭ ‬الفرز‭ ‬التي‭ ‬نحرص‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬سهلة‭ ‬الوصول‭ ‬اليها‭. ‬ومن‭ ‬المرتقب‭ ‬استكمال‭ ‬العدد‭ ‬كاملا‭ (‬167‭) ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬فبراير‭ ‬القادم‭. ‬وقد‭ ‬اعتمدنا‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬معايير،‭ ‬أولها‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية،‭ ‬حيث‭ ‬يرشح‭ ‬كل‭ ‬عضو‭ ‬بلدي‭ ‬مناطق‭ ‬في‭ ‬دائرته‭. ‬ويتم‭ ‬بعدها‭ ‬دراسة‭ ‬مدى‭ ‬ملائمة‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬مدة‭ ‬شهر‭ ‬وتحديد‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الموقع‭ ‬مناسبا‭ ‬فعلا‭. ‬ويرافق‭ ‬ذلك‭ ‬حملات‭ ‬توعية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المناطق‭.    ‬

*‭ ‬اجمالا،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬المخلفات‭ ‬المنزلية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬مواد‭ ‬قابلة‭ ‬للتدوير‭ ‬ويفترض‭ ‬عزلها‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬الحاويات‭ ‬المخصصة‭ ‬بنقاط‭ ‬الفرز؟

**‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬نغفل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬اننا‭ ‬في‭ ‬خطوات‭ ‬أولى،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ضرورة‭ ‬ان‭ ‬نسهل‭ ‬الأمر‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يشمل‭ ‬اقتصار‭ ‬الأصناف‭ ‬الى‭ ‬ثلاثة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬الفرز‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يصل‭ ‬الى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ست‭ ‬او‭ ‬سبع‭ ‬حاويات‭. ‬والامر‭ ‬الآخر‭ ‬اننا‭ ‬نراعي‭ ‬انه‭ ‬ليس‭ ‬جميع‭ ‬الاسر‭ ‬لديها‭ ‬أماكن‭ ‬مخصصة‭ ‬وكافية‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬للفرز‭. ‬لذلك‭ ‬اعتمدنا‭ ‬ثلاثة‭ ‬أصناف‭ ‬أساسية‭ ‬وسهلة‭ ‬التعرف‭ ‬عليها،‭ ‬وهي‭ ‬البلاستيك‭ ‬والالمنيوم،‭ ‬الزجاج،‭ ‬والأوراق‭ ‬والكوارتين‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬التوسع‭ ‬مستقبلا،‭ ‬حيث‭ ‬تجري‭ ‬دراسة‭ ‬الخيارات‭ ‬كأن‭ ‬تشمل‭ ‬البطاريات‭ ‬والالكترونيات‭ ‬والملابس‭ ‬القديمة‭. ‬

*‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬تفرض‭ ‬عزل‭ ‬المخلفات‭ ‬عن‭ ‬المواد‭ ‬القابلة‭ ‬للتدوير‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬نفسه،‭ ‬بحيث‭ ‬يخصص‭ ‬كيس‭ ‬للقمامة‭ ‬العادية،‭ ‬وحاوية‭ ‬او‭ ‬كيس‭ ‬اخر‭ ‬للمواد‭ ‬الأخرى‭. ‬أليس‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬تطبيق‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬البحرين؟

**‭ ‬أولا‭ ‬وكما‭ ‬أشرت‭ ‬قبل‭ ‬قليل،‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ابتدائية‭ ‬لهذه‭ ‬التجربة‭. ‬والامر‭ ‬الاخر‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬نوع‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬ومدى‭ ‬توافر‭ ‬المرافق‭ ‬المناسبة‭ ‬مثل‭ ‬مصنع‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬الفرز‭ ‬بطرق‭ ‬الية‭ ‬واحترافية،‭ ‬مع‭ ‬عزل‭ ‬المواد‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتدوير‭. ‬ولك‭ ‬ان‭ ‬تتخيل‭ ‬حجم‭ ‬المصنع‭ ‬المطلوب‭ ‬لاستيعاب‭ ‬مخلفات‭ ‬جميع‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬فما‭ ‬زلنا‭ ‬لا‭ ‬نمتلك‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬المرفق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬التي‭ ‬نركز‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬الفرز‭ ‬بالمقام‭ ‬الأول‭.‬

*‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجانب،‭ ‬كيف‭ ‬تقيم‭ ‬مستوى‭ ‬التفاعل‭ ‬والثقافة‭ ‬المجتمعية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفرز‭ ‬وإعادة‭ ‬التدوير؟‭ ‬وماهي‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهكم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تحديدا؟‭ ‬

**‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وبهذا‭ ‬المجال‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الثماني‭ ‬الماضية،‭ ‬لمست‭ ‬ان‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬البحرينيين‭ ‬يسافرون‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭ ‬ولديهم‭ ‬اطلاع‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب،‭ ‬بل‭ ‬ويعرفون‭ ‬حتى‭ ‬الإجراءات‭ ‬وطرق‭ ‬الفرز‭. ‬وربما‭ ‬ما‭ ‬نحن‭ ‬مقصرون‭ ‬بشأنه‭ ‬هو‭ ‬ان‭ ‬نوفر‭ ‬الفرص‭ ‬والاليات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالفرز‭ ‬المنزلي‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المخلفات‭ ‬المنزلية،‭ ‬لاسيما‭ ‬وان‭ ‬هناك‭ ‬ثقافة‭ ‬عامة‭ ‬وكبيرة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭.  ‬لذلك‭ ‬فإنني‭ ‬أتوسم‭ ‬خيرا‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬التي‭ ‬بدأناها‭. ‬

ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬هي‭ ‬كمية‭ ‬المخلفات‭ ‬المنزلية‭ ‬ونمط‭ ‬العقلية‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭. ‬فهناك‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬خفض‭ ‬كميات‭ ‬الاستهلاك‭ ‬وإنتاج‭ ‬المخلفات‭. ‬

كذلك‭ ‬تنقصنا‭ ‬الى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬ثقافة‭ ‬إعادة‭ ‬الاستعمال‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭. ‬وأيضا‭ ‬نواجه‭ ‬إشكاليات‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتزام‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬اخراج‭ ‬المخلفات‭. ‬فهذه‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تبدو‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬للبعض‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬لها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الانعكاسات‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬التنظيف‭ ‬والبيئة‭. ‬

أضف‭ ‬الى‭ ‬ذلك،‭ ‬استخدام‭ ‬البعض‭ ‬الحاويات‭ ‬لأغراض‭ ‬غير‭ ‬المخصصة‭ ‬لها،‭ ‬مثل‭ ‬المخلفات‭ ‬الزراعية‭ ‬أو‭ ‬مخلفات‭ ‬البناء‭ ‬وغيرها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬حرص‭ ‬البعض‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬الصناعية‭ ‬او‭ ‬التجارية،‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬المخلفات‭ ‬داخل‭ ‬الحاوية‭.‬

علما‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬نواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬مكررة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬المخلفات‭ ‬المنزلية‭ ‬في‭ ‬أكياس‭ ‬عند‭ ‬أبواب‭ ‬المنازل‭ ‬أو‭ ‬طرف‭ ‬الشارع‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬مشاكل‭ ‬بيئية‭ ‬ولوجستية‭ ‬كبيرة‭. ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬وإعادة‭ ‬التوزيع‭ ‬الصحيح‭ ‬للحاويات‭ ‬وبالعدد‭ ‬الكافي،‭ ‬وبمساعدة‭ ‬مفتشي‭ ‬البلديات،‭ ‬لمسنا‭ ‬تفاعلا‭ ‬ملحوظا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المواطنين‭ ‬وتقلصا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة،‭ ‬تجاوزت‭ ‬نسبة‭ ‬الامتثال‭ ‬للتعليمات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بوضع‭ ‬المخلفات‭ ‬في‭ ‬الحاويات‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬95%‭.‬

 

مصانع‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير

من‭ ‬الأطراف‭ ‬المهمة‭ ‬المعنية‭ ‬بثقافة‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬هي‭ ‬المصانع‭ ‬المتخصصة‭ ‬بإعادة‭ ‬تدوير‭ ‬المخلفات‭. ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬محطة‭ ‬وسطى‭ ‬تلي‭ ‬عملية‭ ‬الفرز‭ ‬وتسبق‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬التصنيع‭. ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬شركة‭ ‬مسار‭ ‬للتدوير،‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬بتأسيس‭ ‬أول‭ ‬شركة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬والثانية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬البحرين‭ ‬للتنظيف‭ ‬التعاقدي‭ ‬والتي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬النفايات‭ ‬الورقية‭ ‬ومشتقاتها‭. ‬اعقبها‭ ‬افتتاح‭ ‬مصنع‭ ‬الماجد‭ ‬لترزيم‭ ‬الورق،‭ ‬ثم‭ ‬تأسيس‭ ‬مصنع‭ ‬الماجد‭ ‬لإعادة‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستيك‭ ‬والمعادن‭ ‬والمواد‭ ‬الصلبة‭ ‬عام‭ ‬2013‭. ‬وتبع‭ ‬ذلك‭ ‬تدشين‭ ‬التوسعة‭ ‬الكبيرة‭ ‬لمصنع‭ ‬تدوير‭ ‬البلاستك‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬مستثمرين‭ ‬محليين‭.‬

والسؤال‭ ‬هنا،‭ ‬هل‭ ‬واجهت‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬بداياتها‭ ‬تتعلق‭ ‬بثقافة‭ ‬التدوير؟

‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬أجرت‭ ‬جولة‭ ‬في‭ ‬مصنع‭ ‬الماجد،‭ ‬والتقت‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬مسار‭ ‬للتدوير‭ ‬حامد‭ ‬الماجد،‭ ‬الذي‭ ‬أجاب‭ ‬عن‭ ‬تساؤلاتنا‭ ‬بقوله‭: ‬مجال‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬المخلفات‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬المعقدة‭ ‬والصعبة،‭ ‬وكوننا‭ ‬أول‭ ‬مصنع‭ ‬مختص‭ ‬بتدوير‭ ‬المخلفات‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬ان‭ ‬يواجه‭ ‬بعض‭ ‬التحديات،‭ ‬لأن‭ ‬ثقافة‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬ليست‭ ‬أمرا‭ ‬يخلق‭ ‬بقرار‭ ‬أو‭ ‬توجيه،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬رحلة‭ ‬تتطلب‭ ‬وقتا‭ ‬وتوعية‭. ‬ولكن‭ ‬ربما‭ ‬لأننا‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬المخلفات‭ ‬الصناعية‭ ‬والتجارية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المنزلية،‭ ‬فكان‭ ‬تعاملنا‭ ‬مع‭ ‬المصانع‭ ‬وشركات‭ ‬النظافة‭ ‬العامة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭.‬

واجمالا،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬هنا‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬إيجابي‭ ‬جدا‭ ‬وهو‭ ‬الاهتمام‭ ‬المتزايد‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجوانب‭ ‬التشريعية‭ ‬والقانونية‭ ‬بالمملكة‭. ‬فمنذ‭ ‬بداية‭ ‬عملنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬واكبنا‭ ‬تطورات‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬تطور‭ ‬التشريعات‭. ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬خاصة‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة‭ ‬حدثت‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬التشريعية،‭ ‬بشكل‭ ‬يجعلها‭ ‬تضاهي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭. ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬نحظى‭ ‬بدعم‭ ‬ملفت‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬المعنية‭ ‬مثل‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬وكذلك‭ ‬شركات‭ ‬النظافة‭.‬

وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬انعكس‭ ‬إيجابا‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الافراد‭ ‬والاسر‭ ‬والشركات‭ ‬والمصانع،‭ ‬بل‭ ‬نلاحظه‭ ‬خلال‭ ‬عملنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تعطشا‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬افراد‭ ‬المجتمع‭ ‬وتفاعلا‭ ‬كبيرا‭ ‬مع‭ ‬ثقافة‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬كميات‭ ‬المخلفات‭. ‬بدليل‭ ‬أننا‭ ‬نستقبل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬والرسائل‭ ‬الالكترونية‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬تتعلق‭ ‬بإعادة‭ ‬التدوير‭ ‬أو‭ ‬تبلغنا‭ ‬بوجود‭ ‬مواد‭ ‬قابلة‭ ‬للتدوير‭ ‬ويراد‭ ‬تسليمها‭ ‬للمصنع‭. ‬وعندما‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬المخلفات‭ ‬قابلة‭ ‬للتدوير‭ ‬فعلا‭ ‬وبكميات‭ ‬معقولة‭ ‬ويمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬نتعاون‭ ‬معهم‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‭. ‬

ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬اننا‭ ‬لا‭ ‬نواجه‭ ‬بعض‭ ‬الإشكاليات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بنص‭ ‬الوعي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭.   ‬

والأمر‭ ‬الآخر،‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬اليه‭ ‬فعلا‭ ‬هو‭ ‬ترسيخ‭ ‬ثقافة‭ ‬فرز‭ ‬المخلفات‭ ‬القابلة‭ ‬للتدوير‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬المنزل‭. ‬وهذا‭ ‬تحد‭ ‬تواجهه‭ ‬شركات‭ ‬التدوير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وليس‭ ‬بالمنطقة‭ ‬فقط،‭ ‬فمثلا‭ ‬ليست‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬البلاستك‭ ‬قابلة‭ ‬للتدوير،‭ ‬وبالتالي‭ ‬وضع‭ ‬جميع‭ ‬الأنواع‭ ‬في‭ ‬حاوية‭ ‬واحدة‭ ‬يتطلب‭ ‬جهدا‭ ‬مضاعفا‭ ‬للفرز‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬طرقا‭ ‬لمعالجة‭ ‬المخلفات‭ ‬قبل‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬حاويات‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭. ‬فوضع‭ ‬إناء‭ ‬أو‭ ‬صحن‭ ‬قابل‭ ‬للتدوير‭ ‬يحتوي‭ ‬بقايا‭ ‬طعام‭ ‬في‭ ‬الحاوية،‭ ‬كفيل‭ ‬بأن‭ ‬يسبب‭ ‬مشاكل‭ ‬أكبر،‭ ‬لأن‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬مراحل‭ ‬الفرز‭ ‬يتطلب‭ ‬وقتا،‭ ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬يحدث‭ ‬التعفن‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬الى‭ ‬المخلفات‭ ‬الأخرى‭. ‬فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬الى‭ ‬التركيز‭ ‬عليه‭ ‬والتوعية‭ ‬بشأنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭. ‬عدا‭ ‬ذلك،‭ ‬فإننا‭ ‬كما‭ ‬أشرت‭ ‬نلمس‭ ‬تعاونا‭ ‬من‭ ‬الجميع‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لدينا‭ ‬قنوات‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬الافراد‭ ‬والجهات‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاتصال‭ ‬المباشر‭ (‬38113333‭) ‬أو‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭.‬

وفضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬نقوم‭ ‬بتوزيع‭ ‬الحاويات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬تتوافر‭ ‬فيها‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬القابلة‭ ‬للتدوير‭ ‬كالمساجد‭ ‬والمصانع‭ ‬والمراكز‭ ‬والمكاتب‭. ‬كما‭ ‬نوفر‭ ‬خدمة‭ ‬الجمع‭ ‬الدوري‭ ‬لهذه‭ ‬المخلفات‭. ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬نلمس‭ ‬تعاونا‭ ‬كبيرا‭.‬

*‭ ‬ماهي‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تستلمونها‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الافراد‭ ‬او‭ ‬المصانع؟

**‭ ‬كما‭ ‬اشرت،‭ ‬إعادة‭ ‬التدوير‭ ‬أمر‭ ‬معقد‭ ‬وصعب‭. ‬فمثلا‭ ‬عندما‭ ‬نتكلم‭ ‬عن‭ ‬الورق،‭ ‬هناك‭ ‬خمسة‭ ‬أنواع،‭ ‬ويجب‭ ‬ان‭ ‬تفرز‭ ‬بالطريق‭ ‬الصحيحة‭ ‬ويتم‭ ‬تدويرها‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل‭.‬

وعندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬المواد‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬عائلة‭ ‬ونوع‭ ‬من‭ ‬البلاستك،‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬الاخر،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تدويرها‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭. ‬فهناك‭ ‬مثلا‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بولي‭ ‬إيثيلين‭ ‬تيريفثاليت‭ (‬PET‭)‬،‭ ‬وبولي‭ ‬بروبيلين‭ (‬PP‭)‬،‭ ‬وبولي‭ ‬إيثيلين‭ ‬عالي‭ ‬الكثافة‭ (‬HDPE‭) ‬و‭ ‬بولي‭ ‬إيثيلين‭ ‬منخفض‭ ‬الكثافة‭ (‬LDPE‭) ‬وغيرها‭. ‬وتحت‭ ‬العلب‭ ‬البلاستيكية‭ ‬تجد‭ ‬مثلثا‭ ‬مع‭ ‬رقم‭ ‬يحدد‭ ‬نوع‭ ‬البلاستك‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬وحتى‭ ‬7‭. ‬والصنف‭ ‬رقم‭ ‬1‭ ‬يعني‭ ‬PET،‭ ‬ورقم‭ ‬2‭ ‬يعني‭ ‬LDPE،‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬المثلث‭ ‬رقم‭ ‬7،‭ ‬وهو‭ ‬جميع‭ ‬الأنواع‭ ‬الأخرى‭ ‬للبلاستك‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعاد‭ ‬تدويرها‭ (‬المواد‭ ‬البلاستيكية‭ ‬المركبة‭) ‬مثل‭ ‬علب‭ ‬معجون‭ ‬الأسنان‭ ‬وعلب‭ ‬العصير‭ ‬المغلفة‭ ‬بمادة‭ ‬ورقية‭ ‬تتوسطها‭ ‬مادة‭ ‬بلاستيكية‭ ‬ومبطنة‭ ‬بمادة‭ ‬شمعية‭. ‬وحتى‭ ‬الملصقات‭ ‬التي‭ ‬توضع‭ ‬على‭ ‬العلب‭ ‬غالبا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬قابلة‭ ‬للتدوير‭. ‬وبالتالي‭ ‬يتم‭ ‬فرز‭ ‬كل‭ ‬نوع‭ ‬بحسب‭ ‬العائلة‭ ‬وبحسب‭ ‬الألوان‭ ‬والاصناف،‭ ‬ويعاد‭ ‬تدويره‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭ ‬تماما‭ ‬وبأجهزة‭ ‬مختلفة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬عملية‭ ‬التدوير‭ ‬معقدة‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭.‬

والصعوبة‭ ‬هنا‭ ‬انه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬رغبة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬الفرز‭ ‬وإعادة‭ ‬التدوير،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التصنيفات‭ ‬المعقدة‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الامر‭ ‬تحديا‭ ‬عالميا‭. ‬لذلك‭ ‬تعمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬النوع‭ (‬7‭). ‬

*‭ ‬بالنسبة‭ ‬لكم،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مصير‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬يعاد‭ ‬تدويرها؟

**‭ ‬هناك‭ ‬طرقا‭ ‬مختلفة‭ ‬بحسب‭ ‬المواد‭ ‬والهدف‭. ‬فبعض‭ ‬المخلفات‭ ‬تقتصر‭ ‬معالجتها‭ ‬على‭ ‬الكبس‭ ‬وإرسالها‭ ‬الى‭ ‬مصانع‭ ‬صناعات‭ ‬تحويلية‭ ‬خارج‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬نتعامل‭ ‬مع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬وبعض‭ ‬المواد‭ ‬نعالجها‭ ‬بما‭ ‬يسمى‭ ‬الجرش‭. ‬ولكن‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬حوالي‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬المخلفات‭ ‬التي‭ ‬نعالجها،‭ ‬يتم‭ ‬طحنها‭ ‬وغسلها‭ ‬وتنظيفها‭ ‬من‭ ‬الشوائب‭ ‬ثم‭ ‬يعاد‭ ‬تدويرها‭ ‬الى‭ ‬مواد‭ ‬خام‭ ‬قابلة‭ ‬للاستعمال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أجهزة‭ ‬خاصة‭. ‬وفي‭ ‬البحرين‭ ‬هناك‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬مصنعا‭ ‬يستخدم‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬نعيد‭ ‬تدورها‭.‬

*‭ ‬وكم‭ ‬تبلغ‭ ‬كميات‭ ‬المخلفات‭ ‬التي‭ ‬تتعاملون‭ ‬معها؟

**‭ ‬في‭ ‬مصانعنا‭ ‬الأربعة‭ ‬نتعامل‭ ‬شهريا‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬5000‭-‬6000‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬التي‭ ‬نعيد‭ ‬تدويرها،‭ ‬وأغلبها‭ ‬يتم‭ ‬تصديره‭ ‬الى‭ ‬الخارج‭. ‬ومع‭ ‬افتتاح‭ ‬التوسعة‭ ‬الجديدة‭ ‬للمصنع‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬قابلة‭ ‬للنمو‭ ‬بشكل‭ ‬مضاعف‭.‬


 

في‭ ‬الجزء‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الموضوع‭ ‬نستعرض‭ ‬دور‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والزراعة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بخطط‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬النفايات‭ ‬بالبحرين‭. ‬كما‭ ‬نستعرض‭ ‬الأثر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والبيئي‭ ‬لإعادة‭ ‬التدوير‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا