بيشة - (أ ف ب): بمجرد خروجها من قمرة القيادة الخاصة بعربتها، وبذلتها لا تزال مكسوة بالرمال، تضع الشابة السعودية مريهان الباز أحمر الشفاه ثم تشعل سيجارة: في معسكر رالي دكار 2025، يعمل الجيل الجديد من السائقين السعوديين على صقل مهاراتهم في القيادة.
وبالتوازي مع المنافسات الرسمية التي تُقام للعام السادس تواليا في صحراء السعودية، ينظّم رالي دكار الشهير للمرة الأولى برنامجا تدريبيا لعشرة سائقين سعوديين شباب تحت مسمى «الجيل السعودي القادم».
وتستفيد خمسة طواقم يتكوّن كلّ منها من سائق ومساعده من أسبوع كامل من التدريب في المعسكر، وهم موزعون بين ثمانية رجال وامرأتين (غير محجبتين) اختارهم الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، على أن يحجز الثنائي الفائز مكانا له للمشاركة في رالي دكار 2026.
وقالت مريهان الباز الشخصية المؤثرة البالغة من العمر 32 عاما والشغوفة بعالم المحركات لوكالة فرانس برس «قيل لي دائما إنني لن أتمكن من المشاركة في رالي دكار، وأن ذلك أمر خطير والقيام به يصبح أكثر صعوبة بالنسبة إلينا نحن النساء».
في قلب الصحراء، في محيط بيشة جنوب غرب السعودية، وسط الشجيرات الشائكة والحصى، يقوم المدرب والسائق السابق إيدو موسي بترتيب طلابه عند الثامنة صباحا لجعلهم يقودون في حلقة بطول 26 كلم على متن خمس مركبات من فئة «أس أس في» (وهي مركبة بين سيارة عادية ورباعية الدفع) تنطلق بفارق ثلاث دقائق بين كلّ منها.
لا يدرك السائقون في ذلك اليوم أن مدربهم ليس مهتما كثيرا بطريقة قيادتهم، فالإيطالي البالغ من العمر 44 عاما، يراقب، من خلف نظاراته الشمسية، سلوكهم العام، إعدادهم للمركبة، توقعهم لمشكلات محتملة أو تواصلهم مع الميكانيكي المعني. من يتمتع بالانضباط الحديدي اللازم للانضمام إلى نخبة الراليات العالمية؟
في معسكر «الجيل السعودي القادم»، لدى حمزة باخشب البالغ من العمر 21 عاما طموح مزدوج: أن يصبح بطلا للعالم في الراليات والتتويج بلقب دكار.
ويؤكد باخشب، ابن سائق السباقات السابق عبدالله، بشجاعة «في العام المقبل، سأكون جاهزا. يجب أن أتحسّن على مستوى اللياقة البدنية والقدرة على التحمل، ولكن القدرة على القيادة متوافرة». هل هي ثقة الأبطال؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك