تواصل مملكة البحرين خطاها الثابتة نحو تعزيز مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية والثقافية في المنطقة، من خلال تنظيم فعاليات نوعية تسهم في دعم الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل، وتعزيز السياحة العائلية. ويبرز مهرجان «ليالي المحرق»، في نسخته الثالثة هذا العام، كأحد أهم الأحداث التي تجمع بين عبق التراث وروح الابتكار، ليصبح منصة متكاملة تحتفي بالإرث البحريني الغني.
هذا المهرجان ليس مجرد احتفال عابر، بل يُعدّ إضافة نوعية للبنية التحتية الثقافية والسياحية في المملكة. فمن خلال فعالياته المميزة، التي أقيمت في قلب المحرق، أعاد المهرجان إحياء المواقع التراثية، ليجذب الزوار من جميع أنحاء المنطقة، وخاصة من دول مجلس التعاون الخليجي، ويعرفهم بتاريخ البحرين العريق.
وعلى الجانب الآخر، تأتي فعالية «ريترو المنامة» في سوق المنامة كامتداد لهذا النهج، حيث مزجت بين روح الأصالة وتجليات الحداثة. لقد استطاعت الفعالية أن تستقطب العائلات والزوار من مختلف الأعمار من خلال أجوائها الاحتفالية التي تجمع بين الماضي والحاضر، مما يعكس تفرد المملكة في المزج بين الثقافي والترفيهي.
لا يمكن التغاضي عن الجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات المعنية بتنظيم هذه الفعاليات، على رأسها وزارة السياحة بقيادة السيدة فاطمة الصيرفي، وهيئة البحرين للثقافة والآثار برئاسة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة، إضافة إلى هيئة البحرين للسياحة والمعارض، وعلى رأسها السيدة سارة أحمد بوحجي الرئيس التنفيذي للهيئة.. فقد أظهرت هذه الجهات التزاماً راسخاً بتقديم تجربة سياحية متكاملة تبرز هوية البحرين الثقافية، وتؤكد للعالم أن هذه المملكة الصغيرة بمساحتها تزخر بإمكانات عظيمة وتراث عريق.
إن التعاون بين القطاعين العام والخاص في تنظيم هذه الفعاليات يعكس رؤية المملكة في استثمار تراثها وثقافتها بشكل مبتكر يدعم الاقتصاد الوطني. فالسياحة، كما نعلم جميعًا، ليست مجرد مصدر للدخل، بل هي بوابة لتعريف العالم بهوية الوطن وقيمه وثقافته.
ختامًا، يحق لنا أن نفخر بما تحققه البحرين من نجاحات في قطاع السياحة.. فمهرجان «ليالي المحرق» وفعالية «ريترو المنامة» لم يكونا مجرد فعاليتين عابرتين، بل كانا شهادة جديدة على أن مملكة البحرين قادرة على أن تكون وجهة سياحية عالمية تجمع بين الماضي والحاضر، وتقدم تجربة استثنائية لكل من يزورها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك