تصوير - عبدالأمير السلاطنة
كم هو مؤلم أن يتحمل المرء تبعات ذنب لم يقترفه، ويعاني مرارة صعوبات لم يكن له يد فيها، وإنما شاءت الأقدار أن تجعله يكابد دون سواه، ويتحمل دون غيره مشقات فرضتها حكمة الخالق.
ولكن الأكثر ألما عندما يكون الزمان والمجتمع صفا واحدا أمام هذا المتألم، فيجد نفسه يجاهد منفردا أملا في أن يحظى بأبرز حقوقه كإنسان ذكرا كان أو أنثى.
باختصار، هذا هو وضع الكثير من ذوي الإعاقة. فعلى الرغم من الخدمات والتسهيلات العديدة التي تتوافر لهم في الكثير من المجمعات، فإن هناك جانبا وحقا مازال مهضوما وهو حقهم في الزواج وتكوين الأسرة. فللأسف مازال هذا الجانب يمثل تحديا حقيقيا للعديد من ذوي الإعاقة والعزيمة والهمة على الرغم من قدرتهم العقلية والجسدية.
الإشكالية الأخرى أن هذا الموضوع يعتبر من اقل المواضيع مناقشة على مستوى الاعلام والمجتمع. فوفقا لدراسة كويتية، يعتبر زواج ذوي الإعاقة من أقل الموضوعات التي تناولتها الصحافة العربية بمعدل لا يتجاوز 1%.
وأكدت الدراسة التي أعدها الباحث في أصول التربية الدكتور علي حسن البلوشي، ونشرتها صحيفة القبس أن أكثر من 80% من ذوي الإعاقة يرون في أنفسهم الكفاءة والقدرة على الزواج وتلبية احتياجاته، فيما أكد 30% أن النظرة السلبية للمجتمع من أهم معوقات زواجهم. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أبرزها نظرة المجتمع للمعاق وتفكيره في أنه غير منتج وغير صالح للمجتمع، والمشاكل المادية عند الشخص المعاق مثل عدم الحصول على وظيفة مناسبة مع احتياجه إلى أجهزة تعويضية مكلفة، وعدم قدرة الطرف الآخر على التكيف مع الإعاقة، إلى جانب الأسباب الصحية.
وبالطبع لهذا انعكاساته النفسية السيئة على الشخص، وكما يؤكد الاختصاصيون، فإن هذا الحرمان كفيل بأن يتسبب لدى الشخص ذي الإعاقة بكبت عاطفته وحاجاته الشخصية، وهو ما قد يتطور الى عقد نفسية، وقد يصل الامر الى حنق ونقمة على المجتمع مع انخفاض مفهوم الذات لديه، وتراجع القدرات الإنتاجية والتحفيزية والإرادة.
في البحرين، تشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد ذوي الإعاقة المسجلين رسميا يبلغ حتى الآن 14762 حالة. وتؤكد تصريحات المختصين أن 90% من ذوي الإعاقة عاطلون عن العمل. فيما أشارت ورقة بحثية نشرت عام 2023 على أن عدد المتزوجين من ذوي الإعاقة 5374.
هذا ما يجعلنا نفتح ملفا ربما يرفض الكثيرون الخوض فيه، وهو كيف ينظر ذوو الإعاقة أنفسهم إلى هذه المشكلة؟ وكيف يصفون معاناتهم مع رفض الكثير من الاسر تزويجهم؟ وهل هناك حالات تمثل نماذج ناجحة لزواج ذوي الإعاقة من أشخاص غير معاقين؟
لجأوا إلى الخارج
تساؤلات ناقشناها بداية مع رئيس مجلس إدارة المركز البحريني للحراك الدولي عادل سلطان الذي يؤكد في مقدمة حديثه أن ذوي الإعاقة يواجهون مشاكل عدة لاسيما فيما يتعلق بالزواج، ويضيف: الزواج توفيق من الله، فهناك من ذوي الإعاقة مثلي من وفقوا في ذلك، حيث تيسرت أموري وتزوجت من غير ذوي الإعاقة، وأبنائي تخرجوا في الجامعات، وهناك حالات زواج يكون كلا الطرفين من ذوي الإعاقة، ولكن هناك العديد من الحالات التي لم توفق وتواجه الكثير من التحديات المتعلقة بتقبل المجتمع والعائلات لحالتهم، وخاصة الإناث ذوات الإعاقة اللاتي تقل فرصهن مقارنة بنظرائهن الشباب. وإجمالا يواجه كلا الجنسين هذا التحدي، حيث يتقدمون للعديد من العائلات ويتعرضون للرفض بسبب الإعاقة على الرغم من قدرتهم الجسدية والمادية، وبعضهم يعمل في وظائف جيدة. وهذا ما دفع العديد من الشباب إلى التوجه إلى الزواج من دول أخرى، وهنا تبقى المشكلة أكبر كما ذكرت بالنسبة إلى الإناث.
والمشكلة أيضا في بعض الاسر التي ترفض تزويج ابنتهم أو ابنهم من ذوي الإعاقة تلافيا لمشاكل محتملة، حتى لو قبل ابنهم أو ابنتهم غير المعاقين. وفي النهاية يكون القطار قد فات وتقدم الشخص من ذوي الإعاقة بالعمر وتنعدم أمامه أدنى الفرص. وبالتأكيد لهذا تبعاته النفسية على الشخص، وشخصيا أعرف حالات تعاني تعبا نفسيا شديدا بسبب الرفض المتكرر وعدم الزواج.
* إلى أي مدى يلعب الجانب المادي دورا في هذه الإشكالية؟ وخاصة أن أغلب المعاقين عاطلون؟
** كما ذكرت مشكلة المعاقين دولية. وفي ظل التطورات التكنولوجية بات توظيف ذوي الإعاقة أكثر صعوبة. لذلك عندما نقدم طلبات توظيف لذوي الهمم، غالبا لا نجد تجاوبا للأسف. وبالتأكيد هذا يضاعف من الإشكالية ويزيد من تحدي الزواج بالنسبة إلى الشخص.
* هل يتعلق الأمر بنقص في وعي المجتمع؟
** الأمر لا يقتصر على البحرين او الخليج او الدول العربية، بل هو تحد قائم في جميع الدول ولكن بدرجات متفاوتة. ونحن في البحرين ولله الحمد تحظى هذه الفئة من المجتمع بدعم كبير من القيادة الرشيدة ومؤسسات الدولة. كما ان المجتمع شهد تطورا كبيرا في نظرته الى ذوي الإعاقة مقارنة بالسابق، لكن لا ننكر انه مازال هناك قصور خاصة فيما يتعلق بالتوظيف والزواج، فهي للأسف مازالت جوانب بحاجة إلى وعي أكبر بحقوق ذوي الإعاقة. وأبسط مثال على ذلك مواقف السيارات، حيث تجد الكثير يقف فيها بل ويغضب عندما تطلب منه تحريك مركبته!
نقص الوعي
حول هذا الموضوع يحدثنا أيضا رئيس المحفزين البحرينيين لذوي الهمم، رياض المرزوق، مؤكدا أن العديد من ذوي الإعاقة يواجهون تحديات في الحصول على فرص الزواج، حيث تؤثر العديد من العوامل على فرص الزواج وتكوين العلاقات، بما في ذلك التحديات المتعلقة بنظرة المجتمع السلبية ونقص الفهم والقبول، والعوائق التي قد تمنع التواصل الفعال مع الآخرين.
ويضيف: غالبًا ما تكمن المشكلة في وعي المجتمع. فمثلا يمكن أن تؤدي المعتقدات السلبية والقصور في الفهم حول الإعاقة إلى تمييز ضد ذوي الإعاقة، مما يسهم في عدم تقبلهم كشركاء محتملين في الزواج. وبالتالي فإن زيادة الوعي وتعليم المجتمع حول القدرات والتحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة يمكن أن يساعد في تحطيم هذه الحواجز.
وهناك جانب آخر لا يقل أهمية وهو التحدي الذي تواجهه فئة ذوي الإعاقة والصعوبات في الحصول على فرص العمل. فهذه الصعوبات يمكن أن تؤثر على استقلالهم المالي والقدرة على تكوين عائلة، مما قد يزيد من تعقيد مسألة الزواج. إذ يُنظر إلى الاستقرار المالي كعامل أساسي في قبول شريك الحياة بالنسبة إلى الشخص غير المعاق، فما بالنا بذوي الإعاقة؟
لذلك هناك العديد من الحالات الشخصية التي تجسد صعوبة الحصول على فرص الزواج، حيث يجد الشخص من ذوي الإعاقة الحركية صعوبة في الحصول على شريك يرغب في إقامة أسرة معه، وتعاني الكثير من النساء من المشكلة بسبب الصور النمطية السلبية في المجتمع.
البطالة وتدني أجور المعاقين
مهدي صالح النعيمي، مؤسس ورئيس جمعية الصم البحرينية سابقا يشاركنا النقاش في هذا الموضوع، مؤكدا أن ذوي الإعاقة يواجهون بالفعل تحديات أكبر من غيرهم في فرص الزواج بسبب احتياجاتهم وإمكانياتهم الخاصة وتقبل الآخرين للارتباط بهم. وهناك الكثير من الزيجات التي تم رفضها بسبب الإعاقة للأسف الشديد وخصوصا بين الصم والسامعين، ولذلك يفضل الصم الزواج من بعضهم البعض لسهولة التواصل والتفاهم فيما بينهم.
ويلفت النعيمي هنا إلى أن الإعاقة بحد ذاتها ليست العامل الوحيد للرفض في كثير من الحالات، فالتقييم عند الرغبة بالارتباط يشمل جميع الجوانب الشخصية والاجتماعية والاقتصادية.
وفي الوقت نفسه لا يقاس الأمر بمدى الوعي والتقبل فقط، بل بمدى توافق الطرفين وتوافر المقومات التي تضمن حياة مستقرة لهما، فهناك من يتقبل فكرة الارتباط بذوي الإعاقة، ولكن لا بد من تحقق شروط التوافق الأخرى التي تؤسس لحياة سعيدة، وهذا الأمر نسبي ويختلف بحسب الشخص.
ويتابع: هناك إشكالية أخرى تتمثل فيما يواجهه الكثير من ذوي الإعاقة من مشكلة الحصول على وظائف مناسبة، ففرص توظيفهم متدنية، وبالطبع فإن البطالة بحد ذاتها تؤثر على فرص الزواج. فكيف يمكن لعاطل تكوين وإعالة أسرة. وأغلب الوظائف التي يحصل عليها ذوو الإعاقة تكون برواتب متدنية شبه ثابتة ولا يحصلون على زيادات مناسبة تساعدهم في مواجهة تحديات الحياة.
البنات.. أول الضحايا
«أخبار الخليج» التقت عددا من الحالات التي تعاني من هذه المشكلة بالفعل، بعضها سبق له الزواج واضطر الى الطلاق، وبعضها فاته القطار، وأخرى مازالت تنتظر وتبحث عن الفرصة.
والبداية مع (أ.خ)، وهي فتاة جامعية، تحدت الإعاقة وتخصصت في المحاسبة، ولكنها بقيت تواجه تحدي نظرة المجتمع، وهذا ما تشرحه بقولها: للأسف نحن في مجتمع مازال ذو الإعاقة يواجه فيه مشاكل ليس في الزواج فحسب وانما حتى في الدراسة والتوظيف. صحيح ان النظرة بدأت تتحسن في السنوات الأخيرة وهناك حالات زواج بين ذوي الإعاقة، ولكن مازالت المشكلة كبيرة ومستعصية خاصة بالنسبة إلى الفتيات. وفي كثير من الأحيان يكون هناك قبول من الطرف الآخر غير المعاق، ولكن الأهل يلعبون دورا سلبيا ويرفضون هذا الزواج، وبالتالي يكون المعاق ضحية ويدفع ثمن ذنب لم يقترفه.
وتتابع محدثتنا: شخصيا لم أوفق للزواج حتى الآن، وأعرف الكثير من الحالات التي ترغب في الزواج لكنها تواجه تحديات كبيرة. وهناك حالات تزوجت بالفعل ولكن ظهرت بعد ذلك مشكلات ترتبط بالإعاقة وحدث الانفصال. فهناك تخوف كبير من الارتباط بذوي الإعاقة.
وبالطبع لهذا الوضع انعكاساته النفسية السلبية على ذوي الإعاقة، وتجعلهم يعيشون حالة نفسية بسبب الرفض المتكرر. والعديد من الشباب المقتدرين اضطروا إلى الزواج من الخارج. وهذا بحد ذاته مشكلة لأنه لا يعلم الهدف الحقيقي من قبول الزواج به. وهناك جانب مهم آخر هو أن بعض الاسر تجبر ابنهم أو ابنتهم من ذوي الإعاقة على الزواج رغم أنهم غير مؤهلين، ثم يحدث الانفصال فيدخل الشاب أو الشابة في حالة نفسية أسوأ مما كان عليها سابقا.
وفي النهاية يبقى الأمر نصيبا، ونحن كما تقبلنا الإعاقة نحاول أن نتقبل وضع التوظيف والزواج ومقتنعون أن الله سيعوضنا.
لذلك ما أقوله للمجتمع: انظروا الى الجوهر وليس الشكل، فهذا المعاق قد يكون قادرا على تكوين أسرة سعيدة أكثر من شخص غير معاق. والإعاقة ليست معيارا لسعادة الأسرة ونجاحها. لذلك ما نحتاج إليه هو التوعية بهذا الجانب وتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة مثل أن المعاق ينجب معاقين. فهذا يرتبط بنوع الإعاقة.
نظرة انتقاص
من واقع تجربته الشخصية وعلاقاته الاجتماعية، يحدثنا الحكم الدولي في رفع الاثقال للمعاقين المهندس السابق بوزارة الكهرباء نادر أحمد الشيخ عبدالله الذي يعاني من إعاقة حركية، حيث يؤكد الآراء السابقة، مشيرا إلى أن المقتدر المقبل على الزواج من ذوي الإعاقة يصطدم بعدم القبول من الكثير من الاسر، وخاصة إذا كانت الإعاقة حركية. وحتى لو وجد الشاب من تقبل به، فإن أهلها لا يقبلون، أو العكس. وبالمقابل هناك حالات، أصرت الزوجة غير المعاقة على البقاء مع زوجها ونجح الزواج وأنجبا الأبناء.
ويتابع بقوله: شخصيا عانيت من هذه المشكلة في البداية، حتى وفقني الله وعوضني بزوجة واعية ومساندة. فالمعيار الأساسي هو تقبل الطرفين وتفهمهما وصبرهما خاصة الطرف غير المعاق، مع ضرورة استمرار هذا التفهم. فهناك حالات حدث فيها الزواج بين شخص غير معاق من فتاة ذات إعاقة، وأنجبا أطفالا، ولكن بعد سنوات طلقها لأنها لم تفهم الوضع!
ومن الجوانب التي تضاعف حدة المشكلة هو الجانب المادي. فمن الصعب أن يجد المعاق وظيفة ذات مدخول مناسب، والسؤال هنا: أين من تقبل الزواج بعاطل؟ فكيف إذا كان العاطل من ذوي الإعاقة؟
لذلك في اعتقادي أن المشكلة تكمن بالمقام الأول في وعي المجتمع واحتضانه لذوي الإعاقة. وللأسف مازالت النظرة للمعاق عاطفية، ومهما انجز وتميز يبقى الكثيرون ينظرون اليه على أنه عاجز ومسكين، وهي نظرة لا تخلو من الانتقاص. في حين ان الكثير من المعاقين قبلوا التحدي وكانوا أبطالا في مجالات عدة، ولكن في جانب الزواج يصطدمون بعوائق لا يمكنهم التغلب عليها.
المجتمع.. لا يتقبلنا
مجتبى محمد، شاب يبلغ من العمر 34 عاما يعاني من إعاقة دائمة، وعلى الرغم من ذلك يحمل شهادة البكالوريوس.
لا يختلف وضعه عما طرحناه من نماذج سابقة. فهو مازال عاطلا.. وأعزب بسبب إعاقته. يقول مجتبى الذي التقيناه في المركز البحريني للحراك الدولي: أمنيتي أن أتزوج وأكوّن أسرة، وفكرت عدة مرات أن أتقدم للزواج لكنني أتوقف لأنني من ذوي الإعاقة. فمن واقع تجارب من أعرفهم، تقدموا ولاقوا الرفض، واحد الأصدقاء اضطر إلى الذهاب إلى دولة عربية أخرى وتزوج من هناك، وحاليا لديه أطفال وهو سعيد. ولكن في البحرين للأسف مازلنا نفتقد هذه الفرص. وهذا ما يؤثر علينا نفسيا ويجعلنا نعيش حالة من الكبت. فأنا مثلا شاب لدي طموحات وأحلامي ورغباتي، ولكني في الوقت نفسه أواجه نظرة المجتمع وعدم تقبل الزواج من المعاق من جانب، والتخوف من ان يكون لي أبناء معاقون أيضا. فضلا عن أنني لم أحصل حتى الآن على وظيفة ومصدر دخل. وأنا على يقين بأن الكثير من ذوي الإعاقة قادرون على إثبات أنفسهم إذا ما أتيحت لهم الفرصة، وقادرون على تكوين أسرة سعيدة.
تجربتان
ربما تختلف حالة قاسم بوحسان نوعا ما، فقد سبق له الزواج مرتين ولكن في كل مرة كان الانفصال هو نهاية الارتباط. يشرح لنا ذلك بقوله: لا يمكن أن ننكر ما يعانيه ذوو الإعاقة من صعوبة في إيجاد شريك الحياة المناسب والمتفهم وغير المستغل. وشخصيا تقدمت مرات عدة للزواج ويتم رفضي بسبب الإعاقة أو التعذر بأنني مثلا أعاني صعوبة في النطق، على الرغم من أنني كنت أعمل في كراج سيارات وحاليا في مكتب متخصص. حتى تزوجت أول مرة من فتاة ليست من ذوي الإعاقة، ولكن حدثت مشاكل عديدة بسبب ما أعانيه من إعاقة. واضطررنا الى الانفصال. وبعد مدة ارتبطت بفتاة أخرى تكبرني بالعمر، وأيضا لم يدم الزواج طويلا لذات الأسباب تقريبا. وهذا أثر عليّ سلبا وجعلني أتردد حتى بالتفكير في إعادة المحاولة على الرغم من تشجيع أسرتي.
حرمان من نعمة الأسرة
محطتنا الأخيرة مع (ن.أ)، وهي فتاة تشاطر غيرها من ذوي الإعاقة المعاناة من هذه المشاكل الاجتماعية، وفي هذا تقول: يعاني ذوو الإعاقة من مشكلة حقيقية تتعلق بالوعي والتفهم فيما يتعلق بالزواج. وأحيانا يكون عدم القبول ليس من الطرف الآخر وإنما من أسرته. لذلك يبقى الكثير من ذوي الإعاقة وخاصة الفتيات من دون زواج، علما بأنه ليس كل معاق يكون قادرا على الزواج. فهذا يعتمد على نوع الإعاقة ودرجتها. وليس كل فتاة قادرة على الزواج. وهذا بحد ذاته يتطلب وعيا وتوعية لدى ذوي الإعاقة وأسرهم، ولكن إذا كان الشخص واعيا وقادرا على الزواج فإن من حقه أن يحظى بهذه الفرص.
وإجمالا أعتقد أن المجتمع بحاجة إلى وعي وتفهم أكبر بقدرات المعاقين. فما يعانيه ذوو الإعاقة من رفض وانتظار لفرص الزواج، وهو ينعكس سلبا على الشخص وعلى صحته النفسية أيضا. وهو يرى الآخرين غير المعاقين يعيشون حياتهم ويكونون أسر ولكنه محروم من هذه النعم لأسباب ليس له ذنب فيها.
ولعل من التحديات التي تفاقم من المشكلة وتقلص فرص الموافقة هو عدم حصول ذوي الإعاقة على وظيفة ودخل مناسب. فلا يمكن أن ننكر أننا مازلنا نعاني مشكلة تتعلق بتوظيف المعاقين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك