وزير الخارجية: الاتفاقية تمثل فصلا جديدا في التعاون العالمي
وتضع الأساس لمستقبل أكثر أمانا وازدهارا لجميع الأطراف المعنية
أعلنت مملكة البحرين والولايات المتحدة أمس قرارهما المشترك بدعوة المملكة المتحدة للانضمام إلى اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل (C-SIPA)، التي تمثل خطوة رئيسية إلى الأمام في تعزيز التكامل الأمني الإقليمي الأوسع نطاقًا، وتعزيز الردع المتبادل ضد التهديدات الخارجية، وتوسيع التعاون في مجالات التجارة والعلوم والتكنولوجيا مع الدول ذات التفكير المماثل لدعم السلام والازدهار في الشرق الأوسط. ويعزز هذا الإعلان رؤية «C-SIPA» لتعزيز التعاون بين مجموعة أوسع من الدول التي تشترك في المصالح المشتركة ورؤية مشتركة فيما يتعلق بالردع والدبلوماسية والأمن والتعاون الاقتصادي وخفض تصعيد النزاعات في منطقة الشرق الأوسط.
ويمثل مشروع «C-SIPA»، الذي وقعه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، وأنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن في 13 سبتمبر 2023، إطارًا جديدًا لتعزيز التعاون عبر مجموعة من المجالات، من الدفاع والأمن إلى العلوم والتكنولوجيا والتجارة.
وتعزز الاتفاقية بناء شرق أوسط أكثر أمانًا وازدهارًا، وتسهم في ردع النزاعات في المنطقة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، والتخفيف من حدة التوترات. كما تدعم التعاون التجاري والاقتصادي.
وقد تم أمس، خلال منتدى حوار المنامة 2024، تحقيق إنجاز سياسي مهم بتوقيع بروتوكول انضمام المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية إلى اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل (C-SIPA)، المبرمة في واشنطن في 13 سبتمبر 2023 بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية.
ووقع البروتوكول عن مملكة البحرين الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، وعن الولايات المتحدة الأمريكية باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، بينما وقع عن المملكة المتحدة هاميش فولكنر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويؤكد البروتوكول القناعة الجماعية للأطراف الموقعة أن أهداف الاتفاقية، تشمل تعزيز التكامل الأمني، وتعزيز الردع المتبادل ضد التهديدات الخارجية، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات التجارة والعلوم والتكنولوجيا بين الدول ذات التفكير المماثل في الشرق الأوسط، وسيتم تعزيزها بشكل كبير من خلال انضمام المملكة المتحدة إلى الاتفاقية.
واتفقت الأطراف الموقعة على البروتكول بأن تقوم كل من مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية بتقديم دعوة مشتركة إلى المملكة المتحدة للانضمام إلى الاتفاقية.
وبهذه المناسبة، صرح الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية عن اعتزاز مملكة البحرين بأن بروتوكول انضمام المملكة المتحدة الصديقة إلى اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل ( C-SIPA)، تم توقيعه على أرض مملكة البحرين، خلال منتدى حوار المنامة 2024، الذي يعتبر منصة مهمة للدبلوماسية الدولية للتعامل مع تحديات الأمن الإقليمي.
وأكد أن اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل، التي تم إبرامها بين مملكة البحرين والولايات المتحدة في واشنطن عام 2023، هي شهادة على الرؤية الثاقبة والنهج الحكيم لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، والجهود الدؤوبة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وأشاد وزير الخارجية بانضمام المملكة المتحدة إلى اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل، مشيرًا إلى إمكاناتها وقدراتها في تعزيز أواصر التعاون والشراكة والتحالف الوثيق بين الدول الثلاث في مجالات التعاون الدفاعي والأمني، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمار، والتقدم في العلوم والتكنولوجيا، وتعزيز أمن الشبكات، فضلاً عن تطوير البنية التحتية الرقمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعزيز الأمن السيبراني.
وأكد وزير الخارجية أن هذه الاتفاقية المحورية تمثل فصلاً جديدًا في التعاون العالمي وتضع الأساس لمستقبل أكثر أماناً وازدهارا لجميع الأطراف المعنية.
وأكد الشيخ فواز بن محمد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة المتحدة البريطانية، أن انضمام المملكة المتحدة إلى اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشامل يُعدّ أمراً مهماً لتعزيز أهدافها، مضيفاً أن الحكومة البريطانية بعد الموافقة على الاتفاقية سوف تقوم بتقديمها إلى البرلمان البريطاني، وذلك لأخذ إجراءات الاعتماد منه والتوقيع عليها بشكل رسمي، مبيناً أن هذه الإجراءات من المُقرّر أن تأخذ 3 أسابيع.
وأوضح أن انضمام المملكة المتحدة يُعدّ إنجازاً إلى مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية في تحويل الاتفاقية من اتفاقية ثنائية الأطراف إلى متعددة الأطراف، متأملاً أن يشجع ذلك على انضمام أطراف أكثر في المستقبل لتعزيز أهدافها.
وأشار الشيخ فواز بن محمد آل خليفة إلى أن مؤتمر حوار المنامة يحظى باهتمام كبير من جلالة الملك المعظم، وكذلك من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث يسعى إلى تعزيز الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي من منطلق رؤية جلالة الملك المعظم، لافتاً إلى أن نسخة هذا العام تحتفل بمرور 20 عاماً على انطلاقة المؤتمر، بالإضافة إلى مرور 10 سنوات على توقيع اتفاقية التسهيلات البحرية البريطانية في مملكة البحرين.
وأكد أن المؤتمر يشهد نجاحاً كبيراً في كل نسخة، وذلك بسبب ما تشهده المنطقة من أحداث متصاعدة، وهو ما يجعل كبار المسؤولين في العالم حريصين على المشاركة به لبحث سُبل إحلال الأمن والسلام في المنطقة.
وبيّن أن مؤتمر 2024 يأتي لتسليط الضوء على جميع المشاكل التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط، وبحث سُبل التعاون لإيجاد مخارج لهذه الحلول والعمل على حلها إيجابياً.
بدوره، قال سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة: في البداية لابد نشكر كل الجهود التي بذلها عدد من القطاعات في عدد من الدول للوصول الى هذه النتيجة، فاليوم أصبحت الاتفاقية ذات أبعاد اكبر ومن خلالها نرى العديد من قصص النجاح التي ستكون هي الاساس في زيادة عدد الدول في هذه المنظومة الجديدة التي تقدم فرصة ليست فقط لأمن الدول في المنظومة وإنما تقدم فرصا في مجال الاقتصاد وفرصا في مجال التجارة وفرصا في مجال التكنولوجيا وهذا امر مطلوب وهذه نظرة سيدي صاحب جلالة الملك وهذا ما رأينا تنفيذه من قبل سيدي سمو ولي العهد والحكومة الرشيدة، فاليوم أصبحت بريطانيا طرفا ونتطلع إلى المزيد من الأطراف التي سوف تسهم في إنتاجية هذه الاتفاقية.
وبين أنه من المهم التركيز على مخرجات هذه الاتفاقية ومن خلالها سنرى زيادة الدول التي ترغب في الانضمام إلى الاتفاقية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك