إجراءات الاستعداد لمواجهة المواقف الطارئة مكلفة ولكن مواجهة المواقف المفاجئة خسارتها أكبر
أشيد بدور أصحاب المجالس في الحفاظ على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا أما أن تكون المجالس سياسية فهذا أمر مستحدث وأرى فيه تجاوزا
في البحرين 1304 جوامع ومساجد وهناك التزام واضح وأشكر الخطباء والقائمين على المساجد
المخالفات انحصرت في مسجد واحد فقط وتمثلت في الخطب المسيسة والمسيرات المخالفة للقانون بعد صلاة الجمعة
مسجد الدراز مفتوح لجميع الصلوات ولم يتم غلقه بل تم منع الخطاب التحريضي والمسيرات
شؤون إدارة المسجد وتعيين الخطيب من اختصاص الأوقاف الدينية ولم يكن معروفا أن للمسجد مجلس إدارة مثل النوادي والجمعيات
أشاد الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بحالة الانضباط التي أظهرها المجتمع البحريني في هذه المرحلة الحرجة وحرصه على الحفاظ على الأمن والنظام العام، مما يعبر عن مستوى الوعي المجتمعي المسؤول خلال تلك الفترة الدقيقة التي يمر بها العالم والتي لها تأثير على كثير من الدول، لافتا إلى أن منطقة الشرق الأوسط شهدت منذ أكتوبر 2023 تصعيدا خطيرا انعكست نتائجه بشكل واضح، ومع الأسف، في الخسائر الجسيمة بالأرواح والممتلكات والبنية التحتية.
وشدد في حوار خاص مع رؤساء الصحف المحلية، على أن المساجد بيوت الله، جعلت للعبادة والذكر والصلاة وقراءة القرآن والاستماع للأحاديث والمواعظ والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولدينا في مملكة البحرين 1304 جوامع ومساجد، وهناك التزام واضح ولله الحمد والشكر، وإني أشكر القائمين على المساجد والخطباء، جزاهم الله خيرا على ما يقومون به من نصح وإرشاد للمصلين من خلال الخطب والدروس الدينية.
وبشأن الازدحامات المرورية كشف وزير الداخلية عن أن الاحصائيات تشير إلى أن هناك زيادة مطردة في أعداد المركبات في البحرين، حيث يبلغ عدد المركبات المسجلة لغاية الآن نحو (676137) مركبة ويزيد عدد المركبات سنوياً بمتوسط 3.26% بمتوسط زيادة 20 ألف مركبة سنوياً. أي انه بعد عشر سنوات من الآن، يقترب عدد المركبات التي تستخدم شبكة الطرق من المليون مركبة. هذه الزيادة تتجاوز بكثير القدرة الاستيعابية للطرق التي تم إنشاؤها وأيضا التي تم تطويرها.
وهذا نص الحوار:
في ظل ما يشهده الوضع الإقليمي من أحداث وتجاذبات .. من وجهة نظركم ما أهم الدروس المستفادة، مما يجري حاليا؟
بداية، فإنني أشيد بحالة الانضباط التي أظهرها المجتمع البحريني في هذه المرحلة الحرجة وحرصه على الحفاظ على الأمن والنظام العام، مما يعبر عن مستوى الوعي المجتمعي المسؤول خلال تلك الفترة الدقيقة التي يمر بها العالم والتي لها تأثير على كثير من الدول.
فقد شهدت منطقة الشرق الأوسط منذ أكتوبر 2023 تصعيدا خطيرا، انعكست نتائجه بشكل واضح، ومع الأسف، في الخسائر الجسيمة بالأرواح والممتلكات والبنية التحتية.
وإني أُذكر هنا بموقف مملكة البحرين بالدعوة للسلام والاستقرار لجميع الأطراف، دون الحاجة للدخول في حروب وتعريض حياة الناس ومصالحهم للخطر. وخطواتنا السياسية بحكمة جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، تلخصت في كسب معركة السلام والحفاظ على الحقوق العادلة وتحقيق الهدف الذي تحاول كل الأطراف الوصول إليه الآن، وخصوصا أننا سبق أن جربنا خيار المواجهة والحرب لتحقيق السلام أكثر من مرة.
ومما لا شك فيه، أن هناك العديد من الدروس التي يمكن استخلاصها، منها التطور التكنولوجي في إدارة المواقف ودور التقنية في زيادة فعالية القيادة والسيطرة ودقة الأسلحة والذخائر والمعدات المستخدمة، لكن برأيي، هناك أمر يأتي في مقدمة تلك الدروس وهو ما يمكن أن أطلق عليه «المفاجأة المنتظرة أو المتوقعة» بمعنى تحديد الخطر وعدم التعامل معه في حينه، وتركه حتى يكبر ليشكل خطرا مؤثرا مع مرور الوقت دون التعامل معه.
وهذا الأمر جعلنا نراجع ونتعامل مع الأمور التي قد تشكل لنا تحديا أمنيا وطني في المستقبل، وخصوصا مع مرور الوقت. وبالتأكيد فإن إجراءات الاستعداد لمواجهة المواقف الطارئة مكلفة، ولكن مواجهة المواقف المفاجئة تكون خسارتها أكبر.
كما لا يمكن إغفال دور الإعلام أثناء العمليات وقد لاحظنا أن كل طرف يحاول توظيف مختلف وسائل الاعلام لصالحه، وهو ما شتت المعلومة الحقيقية في كثير من الظروف، بالإضافة إلى خلق حالة من التضارب الإعلامي ولكن هناك إعلاما منظما يتم من خلال توظيف الأقمار الصناعية والمؤسسات الإعلامية، وقبل ذلك الإعلام الفردي وسرعة البث المباشر من منطقة الحدث.
المنبر الديني
للمنبر الديني دوره في التوعية والمحافظة على النسيج المجتمعي ...ما مخاطر تسييس المنابر الدينية، كما ترونها؟
المساجد بيوت الله، جعلت للعبادة والذكر والصلاة وقراءة القرآن والاستماع للأحاديث والمواعظ والدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولدينا في مملكة البحرين 1304 جوامع ومساجد، وهناك التزام واضح ولله الحمد والشكر، وإني أشكر القائمين على المساجد والخطباء، جزاهم الله خيرا على ما يقومون به من نصح وارشاد للمصلين من خلال الخطب والدروس الدينية.
وإذا كانت هناك مخالفات، فقد انحصرت في مسجد واحد فقط وهو مسجد الصادق في الدراز، وتمثلت في الخطب المسيسة، المسيرات المخالفة للقانون بعد صلاة الجمعة بشكل ممنهج ومستمر.
وعلى كل حال، فإن المسجد مفتوح لجميع الصلوات ولم يتم غلقه بل تم منع الخطاب التحريضي والمسيرات. والأمر الذي أحب الإشارة إليه ونحن نتحدث عن الجوامع والمساجد بأن ما هو معروف أن شؤون إدارة المسجد وتعيين الخطيب من اختصاص وموافقة الاوقاف الدينية. ولم يكن معروفا أن للمسجد مجلس إدارة مثل النوادي والجمعيات.
دور المجالس
معالي الوزير.. على صلة بذات الموضوع .. أصبحنا نرى ندوات ومحاضرات سياسية في بعض مجالس البحرين وهو أمر لم نسمع به من قبل.. هل لذلك مردود سلبي على الأمن المجتمعي؟
أولا، أشيد بدور أصحاب المجالس في الحفاظ على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا، فالمجالس من تراث أهل البحرين الذي نعتز به وهي في الأساس المكان الذي تتعلم وتكبر فيه الأجيال، فهي مدارس للنشء، والمجالس مدارس كما عرفناها جميعا
مجالس البحرين ارث وطني وحضاري يجب المحافظة على طابعها ومكانتها الاجتماعية، حيث يتم فيها تعلم تقاليد وعادات أهل البحرين واحترام آداب الحديث.
أما أن تكون المجالس سياسية أو لإقامة ندوات، فهذا أمر مستحدث وأرى فيه تجاوزا وخروجا عن اهداف مجالس أهل البحرين، ويضع صاحب المجلس أمام مسؤولياته عند حدوث أي تجاوز.
الازدحامات المرورية
كثير من الناس يشكون الازدحامات المرورية على الرغم مما نجده من جهود ومشاريع تطويرية في المجال المروري وتطوير الطرق والشوارع الرئيسية.. ما أهم المشاريع لحل مشكلة الاختناقات المرورية؟
الازدحامات المرورية ظاهرة عالمية، ولها أسبابها. ونحن جزء من هذا العالم.
تشير الاحصائيات إلى أن هناك زيادة مطردة في أعداد المركبات في البحرين، حيث يبلغ عدد المركبات المسجلة لغاية الآن نحو (676137) مركبة ويزيد عدد المركبات سنوياً بمتوسط 3.26% بمتوسط زيادة 20 ألف مركبة سنوياً. أي انه بعد عشر سنوات من الآن، يقترب عدد المركبات التي تستخدم شبكة الطرق من المليون مركبة. هذه الزيادة تتجاوز بكثير القدرة الاستيعابية للطرق التي تم إنشاؤها وأيضا التي تم تطويرها.
الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تبذل جهودا كبيرة لتطوير شبكة الطرق، سواء بإنشاء طرق جديدة او توسعة أخرى وزيادة قدرتها الاستيعابية. وهذا الأمر نتابعه ونعمل على تنفيذه من خلال مجلس المرور الذي يضم في عضويته عددا من الوزارات المعنية والجهات الخدمية ويهدف إلى تعزيز السلامة المرورية وحل مشاكلها.
أقر مجلس المرور، تحديث استراتيجية تحسين الحركة المرورية والموافقة على تعيين استشاري لإعداد الدراسة، وفق 6 محاور رئيسية تشمل مستجدات الوضع المروري الحالي ووضع المقترحات لتحسين الحركة المرورية.
استخدام الأنظمة الذكية في إدارة ومراقبة الحركة المرورية وتزويد الإدارة العامة للمرور بعدد 500 كاميرا ذكية لرصد المخالفات وربط الإشارات الضوئية بغرفة المراقبة المرورية. فأمامنا اليوم، تحدٍ لضبط عدد السيارات في الشارع من خلال سن تشريعات جديدة تساعد في استيعاب الحركة المرورية. ومن الحلول المطروحة، وضع عمر افتراضي للسيارات (من الدول التي تطبقه سنغافورة) للسيطرة على عدد السيارات التي تستخدم الشوارع.
كما نشير إلى أهمية نشر ثقافة استخدام وسائل النقل العام والتوسع فيها وزيادة الاقبال عليها من خلال تطوير الشبكة واستخدام وسائل مبتكرة.
الهوية الوطنية
الهوية الوطنية أحد مرتكزات الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني «بحريننا» والتي تم خلالها تنفيذ عدد من المبادرات.. ما ذا تحقق في هذا الجانب الوطني المهم؟
الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني، تنبع أهدافها ومضامينها من مبادئ العهد الإصلاحي لجلالة الملك المعظم، ولدينا شركاء من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وأطلقنا أكثر من 107 مبادرات.
الخطة تدار بشكل مؤسسي لتحقيق الأهداف وفي مقدمتها تعزيز الهوية لقياس تأثير المبادرات وادامتها.
وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، في افتتاح دور الانعقاد البرلماني، والتي تضمنت تنفيذ دراسة متكاملة لقياس جاهزيتنا في تأصيل الهوية البحرينية، تم إعلان مؤتمر وطني، متوقع عقده في الربع الأول من العام المقبل 2025.
وسوف نعلن قريبا تشكيل لجنة الإعداد والتحضير للمؤتمر الوطني لتأصيل الهوية البحرينية الذي يأتي ترجمة للرؤى الملكة السامية في الحفاظ على الهوية الثقافية الفريدة للمملكة وتثبيتها كأساس متين لمستقبل البحرين ونهضتها الشاملة.
المؤتمر، الذي سيشارك فيه الجميع وخاصة المعنيين بهذا الشأن، يسلط الضوء على عادات أهل البحرين وتقاليدهم الاصيلة والموروث الشعبي، ويتم خلاله تقديم أوراق بحثية، تعكس الدور المحوري لتأصيل الهوية البحرينية في تحقيق التنمية المستدامة والتلاحم المجتمعي. وسيناقش عدداً من المحاور المفصلية التي تشمل دور التاريخ والثقافة والتعليم في تعزيز الهوية وأهمية الإعلام الوطني في نقل القيم البحرينية الأصيلة.
المنصة الوطنية للحماية المدنية
قمتم مطلع نوفمبر 2023 بتدشين المنصة الوطنية للحماية المدنية... كيف يشكل ذلك دعما لآليات السلامة العامة؟
في إطار استخدام التقنيات الحديثة في تعزيز الوعي والتثقيف بمخاطر الطوارئ والكوارث، تم إطلاق المنصة الوطنية للحماية المدنية. المنصة الوطنية، واجهة إلكترونية ضمن آليات تعزيز ثقافة السلامة وتعمل على نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول مخاطر الطوارئ والكوارث الطبيعية، وكيفية الوقاية منها والتعامل معها. وأنصح المواطنين بالاطلاع على ما تتضمنه المنصة والتي توفر لهم النصح والارشاد بما يحفظ سلامتهم في الازمات والكوارث.
تعمل وزارة الداخلية على تعزيز الدفاع المدني، من خلال تطوير وتحديث أسطول الدفاع المدني وكذلك المراكز في المحافظات، وتكليف الدفاع المدني بمهام أخرى منها استعدادات الطوارئ والتوعية المجتمعية. كذلك العمل على توفير المعدات والألبسة المطلوبة للحماية المدنية في السوق المحلي.
الاسعاف الوطني
الاسعاف الوطني جزء أساسي في تحقيق السلامة العامة وهناك مطالب أساسية بتقليل فترة الاستجابة.. كيف تطور هذا المرفق الوطني المهم خلال الفترة الأخيرة؟
هذا المشروع الوطني يحمل رسالة بالغة الأهمية لارتباطه بحياة الناس وسلامتهم، ولله الحمد تم استكمال المرحلة الأولى من الاسعاف الوطني، بعد أن وصل عدد المراكز إلى 12 بالإضافة إلى 3 نقاط اسعاف مفعلة. ويتم العمل حاليا على تقليل وقت الاستجابة من خلال زيادة عدد المراكز إلى 21 مركزا، حيث يتراوح معدل زمن الاستجابة ما بين 5 الى 15 دقيقة بحسب وقت وموقع البلاغ والحالة وأقل من 7 دقائق للحالات الخطرة. ويصل معدل الحالات في اليوم إلى 155 حالة وفي الأسبوع 1090 حالة، ويجري العمل على تبني الذكاء الاصطناعي في تطوير ادارة الإسعاف.
وهناك مهام اضافية للإسعاف الوطني تتمثل في التواجد في الفعاليات وهذا يزيد من الجهد على مراكز الاسعاف ونعمل الآن على انشاء وحدة خاصة للفعاليات حتى لا يتأثر عمل مراكز الاسعاف بذلك.
من المشاريع المستقبلية، الاسعاف العمودي من خلال تخصيص طائرتين للإخلاء الطبي، حيث يأتي ذلك ضمن مشروع تطوير وتحديث طيران الشرطة، وفي الخطة أيضا مشروع الاسعاف البحري، بجانب الإسعاف الفردي من خلال دراجة الإسعاف الطبية (المستجيب السريع) وهي من الأفكار الفائزة في النسخة الخامسة من مسابقة الابتكار الحكومي «فكرة» التي أطلقها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله.
السلامة البحرية
السلامة البحرية أولوية بالنسبة إلى خفر السواحل كما أن مسؤولية البحارة مراعاة عوامل السلامة حتى نتجنب وقوع الحوادث.. برأيكم متى يتم توفير أجهزة التعرف الآلي بما يسهم في تعزيز الأمن والسلامة البحرية؟
السلامة البحرية من أهم متطلبات الإبحار لجميع أنواع السفن سواء كانت تجارية أو سفنا صغيرة بجميع أصنافها. وفي إطار تحسين مستوى الأمن والسلامة البحرية، سيتم خلال الأسابيع القليلة القادمة إعلان توفير أجهزة التعرف الآلي (AIS) للأفراد عبر القطاع الخاص وستكون هذه الخطوة جزءًا من مبادرة تهدف إلى تسهيل حصول ملاك القوارب والسفن الصغيرة على هذه الأجهزة التي تلعب دورًا حيويًا في تعزيز أمن الملاحة. وهذه الخطوة تهدف إلى تعزيز وعي الأفراد بأهمية أجهزة التعرف الآلي، التي تسهم في تتبع القوارب وضمان سلامتها، كما تقلل من المخاطر البحرية مثل التصادمات أو فقدان الاتصال.
كما نشير أيضا إلى السياج الأمني لخفر السواحل الذي شمل مراحل عديدة من تدشين أسطول بحري متكامل من الزوارق الحديثة والمزودة بأحدث التكنولوجيا وإنشاء مركز عمليات بحرية شامل من شأنه فرض السيطرة والرقابة البحرية.
أيضا سيتم إنشاء إدارة خاصة بالرقابة البحرية من خلال ضبط الأعمال المخالفة في تنظيم الصيد وحماية البيئة البحرية وإحالتها إلى الجهات المختصة، بالتنسيق مع المجلس الأعلى للبيئة ووزارة شؤون البلديات والزراعة.
وللشراكة المجتمعية دور فعال في تعزيز السلامة البحرية من خلال حملات التوعية التي يقوم بها خفر السواحل بهدف توعية وتثقيف مرتادي البحر وتقيدهم باشتراطات السلامة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك