يعود مهرجان ربيع الثقافة في العام المقبل 2025 بموسم من التجارب والفعاليات المليئة بالفنون والأصالة، إذ تم إعلان برنامجه أمس الخميس الموافق 21 نوفمبر 2024، خلال مؤتمر صحفي في مسرح البحرين الوطني، بحضور الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار والسيد دميان بوش، الرئيس التنفيذي لمسرح بيون الدانة ومحمد الأنصاري نائب الرئيس التنفيذي للمسرح، إضافة إلى وجود عدد من السفراء المعتمدين لدى مملكة البحرين ومجموعة من شركاء وداعمي المهرجان والمهتمين بالشأن الثقافي والإعلاميين.
ويسهم في مهرجان ربيع الثقافة هذا العام كل من هيئة البحرين للثقافة والآثار، مسرح بيون الدانة، ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، بالتعاون مع مساحة الرواق للفنون ومساحة البارح للفنون، وجاليري آرت كونسبت ومساحة فولك للفنون، ومركز لافونتين للفن المعاصر ومؤسسة راشد بن خليفة للفنون، ويقام خلال شهري يناير وفبراير 2025.
وبهذه المناسبة، قال الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: «كما تعودنا في كل عام، يثري مهرجان الربيع حراكنا الثقافي ويعيد تذكيرنا بأن الثقافة هي سبيلنا لتأكيد روح البحرين الأصيلة وحضارتها وثقافتها العريقة»، وأضاف: «نقدّم هذه السنة نسخة مميزة من مهرجان ربيع الثقافة، الذي يكوّن فرصة يخوض عبرها الجمهور في تجربة ثقافية بحرينية، عربية وعالمية غامرة تجمع بين الموسيقى، الفنون، التاريخ، والتراث».
وأوضح أن مهرجان ربيع الثقافة يحتفي بمملكة البحرين، ليس فقط كموقع مميز يستقطب أفضل التجارب الفنية والموسيقية، بل كوجهة تجمع الجمهور بالتراث، عبر فعاليات متنوعة تشمل جولات تستكشف التاريخ والمواقع الأثرية والمدن القديمة حول المملكة. وقال: «إن استمرار مهرجان ربيع الثقافة في تحقيق نجاحه الكبير لا يمكن أن يكون، لولا التعاون البنّاء بين الجهات المنِّظمة والمتعاونة، بالإضافة إلى دعم الشركاء ومساهمة عدد من سفارات البلدان الصديقة»، مؤكداً أن ذلك يعكس روح التعاون التي تُميز مملكة البحرين من أجل الارتقاء بالمشهد الثقافي وترسيخ مكانتها كمركز ثقافي.
وبدوره، صرح دميان بوش، الرئيس التنفيذي لمسرح بيون الدانة بأن نجاح مهرجان ربيع الثقافة خلال السنوات السابقة يعود إلى الدعم السخي والرعاية الكريمة التي حظي بها من مؤسسات القطاع العام والخاص والشراكات التي تشكلت بين الهيئات المحلية المختلفة بكامل اختصاصاتها العاملة، والتي تصبو إلى دعم مكانة مملكة البحرين كمركزٍ رائدٍ يعكس المواهب البحرينية المتميزة والشخصيات الثقافية والفكرية والفنية البارزة، بالإضافة إلى ذلك يعكس نجاح المهرجان حجم الثقة الكبيرة التي نالها من جميع أطياف المجتمع ومختلف القطاعات الاقتصادية، وبالأخص قطاع السياحة الذي يتميز بإمكانيات استثنائية جعلت من مملكة البحرين مركزاً مهما لاستقطاب استثمارات متنوعة.
ويذكر أنه من أحد أهداف مهرجان ربيع الثقافة منذ إنشائه هو كيفية ربط وتطوير استثمارات القطاع الخاص في الثقافة من أجل إبراز انفتاح مملكة البحرين على الثقافات العالمية الأخرى ودعم هذه الجهود السياحية باعتبارها قطاعاً مهماً ومتنامياً يتمتع بمزايا تنافسية كبيرة وإمكانات هائلة للتطوير والنمو الاقتصادي.
ويحظى مهرجان ربيع الثقافة التاسع عشر برعاية استراتيجية من قبل مجلس التنمية الاقتصادية، ورعاية ذهبية من بنك البحرين والكويت وصندوق العمل (تمكين)، ورعاية فضية من بنك البحرين الوطني وشركة ألمنيوم البحرين (ألبا). كما تشارك في برنامج المهرجان عّدة سفارات لدى مملكة البحرين وهي: السفارة البريطانية، والسفارة الإيطالية، والسفارة الفرنسية، وسفارة جمهورية قبرص، وسفارة جمهورية الفلبين.
برنامج موسيقي وفني حافل
سيقدّم مهرجان ربيع الثقافة التاسع عشر برنامجا يحوّل مساحات مختلفة حول البحرين إلى منصات للموسيقى والفنون ابتداءً من الحفل الاستثنائي للفنان البحريني إبراهيم حبيب بمرافقة فرقة البحرين للموسيقى وبقيادة المايسترو زياد زيمان وذلك يوم 9 يناير 2025.
وسيقدّم مسرح بيون الدانة مجموعة من العروض المميزة في يومي 30 و31 يناير عرض الباليه «دون كيخوتيه» على خشبة مسرح البحرين الوطني، أما يوم 6 فبراير فسيقدّم الموسيقار المصري عمر خيرت حفلة بمشاركة أوركسترا البحرين الفيلهارمونية بقيادة المايسترو الدكتور مبارك نجم، ويوم 13 فبراير ستحلّ على خشبة المسرح الفنانة المصرية آمال ماهر.
وبتعاونٍ ما بين مسرح بيون الدانة وهيئة البحرين للثقافة والآثار، ستقدّم أوركسترا البحرين الفيلهارمونية حفل «نغم يمني في المنامة» يحتفي بمقطوعات موسيقية غنائية وتراثية يمنية وعربية وذلك يوم 20 فبراير. وفي تجربة هي الأولى في البحرين، يأتي إلى المسرح الملحن الحائز جائزة جرامي لورن بالف مع أوركسترا مانشستر كاميراتا ليقدم حفل «توب غان: مافريك في الحفل».
ومن على خشبة مسرح بيون الدانة، ستصدح أصوات وألحان أخرى مميزة، مثل الفنان كاظم الساهر يوم 10 يناير، النجم خالد عبدالرحمن والنجم الصاعد عايض يوسف يوم 7 فبراير، المايسترو الهولندي وعازف الكمان أندري ريو مع أوركسترا يوهان شتراوس يوم 14 فبراير.
وتتوقف الأمسيات الموسيقية والعروض في الصالة الثقافية، حيث ستستضيف بالتعاون مع السفارة البريطانية لدى مملكة البحرين بداية يوم 16 يناير حفلاً لثنائي من أوركسترا الحجرة الإنجليزية، ثم تتواصل الأمسيات في الصالة، فتستضيف حفلاً لـ«كورال الشرق» من جمهورية مصر العربيةـ وحفلاً يأخذ الجمهور إلى الموسيقى التقليدية التراثية لجنوب إيطاليا، وحفل مغنية الميزو-سوبرانو الفرنسية إلينور موريل بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى مملكة البحرين، وحفل الفنانة الباكستانية الحائزة جائزة جرامي أروج أفتاب بالتعاون مع مسرح بيون الدانة، وعدة عروض للمسرحية العائلية «اليرقة الجائعة جداً» والمسرحية العائلية «غابة الأحلام». ومن بين ما سيقدمه مهرجان ربيع الثقافة من موسيقى، حفل لكيد فرانسيسكولي بالتعاون مع السفارة الفرنسية في مقهى دارسين بمتحف البحرين الوطني.
ويحتضن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث عروضاً موسيقية وغنائية، كحفل «في رحاب السلطنة» للفنانة التونسية آية غندوج وعرض غاياين أوميروفا التي ستقدّم تجربة أوزبكستان في الثقافة والفنون، كما سيكون للفنون الشعبية البحرينية مكان ضمن المهرجان، حيث ستستضيف دور الموسيقى الشعبية مثل دار المحرّق ودار الرفاع ودار بن حربان فرقاً بحرينية مثل فرقة إسماعيل دواس وفرقة دار البديّع الجنوبية وفرقة شباب الحدّ وفرقة دار الرفاع الصغيرة وفرقة قلالي للفنون الشعبية وفرقة دار بن حربان وفرقة دار الرفاع العودة.
معارض وتجارب حسيّة لا تفوّت
تتميز النسخة التاسعة عشرة من مهرجان ربيع الثقافة بحراك فني مفعم بالحيوية، فالجمهور في مملكة البحرين سيكون على موعد مع تجارب بصرية عديدة، حيث سيكون متحف البحرين الوطني أول محطة مع استضافته حتى نهاية شهر مايو بالتعاون مع مؤسسة راشد بن خليفة للفنون معرض «ذكريات محفورة بالفولاذ» للنحات الإسباني خوان غارايزابل، كما سيشهد المتحف افتتاح معرض «الدفاتر الفنية للفنان رافع الناصري». وسيتم خلال مدة المهرجان افتتاح معارض عديدة، فمركز الفنون سيكون محطة لمعارض مثل «ورق النخيل» ومعرض الحرف اليابانية «من يد إلى يد: حرفة جديدة عمرها 100 عام». وفي بيت الكورار بمدينة المحرّق يعرض الفنان خالد فرحان أحدث أعماله المستوحاة من النباتات.
أما مساحة الرواق فستستضيف معرض الإقامة الفنية «تطبيق 004» ومهرجان البيت الذي هو عبارة عن مساحة للقاء الفنانين والمبدعين والشباب والعائلات والعشاء الاجتماعي «مائدة الرواق الاجتماعية». من جهتها تقدّم مساحة البارح للفنون معرض «بداية النور» للفنانة فاطمة الجامع، ومعرض «على شفا جرف هار» للفنان حسين المحسن، وفي جاليري آرت كونسبت يقدّم الفنان أحمد إمام معرضه «وجوه الفيوم»، بينما تقيم مساحة فولك للفنون معرض «كلاي قاسم». وأخيراً يقيم مركز لافونتين للفن المعاصر فعالية تتضمن معرضاً للتصوير الفوتوغرافي «على راسي» للمصورة رنا خضرا ومحاضرة للكاتب تيم ماكنتوش.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك