في الفترة الأخيرة، تصاعد تأثير المؤثرين المتخصصين في مجال الصحة وخبراء التغذية في الترويج لمشروب «مرق العظام» عبر منصات التواصل الاجتماعي، مبرزين فوائده الصحية المتنوعة التي تتراوح من تعزيز صحة الجهاز الهضمي وزيادة النشاط اليومي إلى تحسين نضارة البشرة وشدها. ويعتبر مرق العظام بديلاً مغذياً لكوب القهوة الصباحي، حيث يمنح الجسم طاقة طبيعية دون الآثار الجانبية المرتبطة بالكافيين.
ولاقى المشروب الصحي اهتمامًا واسعًا، خاصة في الأوساط المعنية بالصحة البديلة، نظراً لفوائده المحتملة التي تشمل تخفيف آلام المفاصل، دعم صحة الأمعاء، والمساهمة في تقليل ظهور التجاعيد أو الوقاية منها.
إضافة غذائية مفيدة
وفي هذا السياق، أكد محمود الشواي، أخصائي تعزيز صحة وتغذية، أن شوربة العظام تعد إضافة غذائية مفيدة، لما تحتويه من عناصر غذائية قد تسهم في تعزيز صحة العظام، الأمعاء، وتقليل آلام المفاصل. وأوضح الشواي أن شوربة العظام تصنع عن طريق غلي عظام الحيوانات مع مكونات أخرى، مثل الخل والخضروات، لاستخلاص العناصر الغذائية مثل الكولاجين والمعادن.
وأشار إلى أن الدراسات تظهر فوائد متعددة لشوربة العظام، إلا أن ليست جميع أنواعها متساوية من حيث القيمة الغذائية. وأضاف: «على الرغم من أن شوربة العظام ليست غذاءً خارقًا، إلا أنها يمكن أن تكون جزءًا من نظام غذائي صحي إذا تم إعدادها بشكل صحي».
وأوضح الشواي أن الكولاجين الموجود في شوربة العظام قد يدعم صحة المفاصل والعظام، مشيرًا إلى أن الأحماض الأمينية الناتجة عن تحلل الكولاجين تلعب دورًا مهمًا في تجديد الأنسجة وتعزيز مرونة المفاصل. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي شوربة العظام على معادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم، التي تساعد في تنظيم وظائف الأعصاب والعضلات.
وذكر الشواي أن فوائد شوربة العظام قد تشمل أيضًا تحسين صحة الأمعاء وتقليل التوتر وتعزيز صحة الجلد. ومع ذلك، شدد على أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الفوائد بشكل قاطع، مشيرًا إلى أن تناول شوربة العظام كجزء من نظام غذائي متوازن يمكن أن يكون مفيدًا.
أهم مصادر الجلاتين
أوضحت الشيف أريج عبدالله، المتخصصة في المطبخ الصحي وتطوير الوصفات الغذائية، أن مرق العظام يعتبر من أهم المصادر الطبيعية الغنية بالجيلاتين والكولاجين، مما يسهم في تعزيز صحة الجسم بشكل شامل. وأشارت إلى أن مرق العظام يحتوي على أحماض أمينية تدعم الجهاز المناعي وتساعد في مقاومة الالتهابات والميكروبات.
وأكدت الشيف أريج أهمية تعزيز إنتاج الكولاجين بعد سن الأربعين، حيث يبدأ الجسم بفقدان قدرته على إنتاجه بكميات كافية، وقالت: «من الضروري تعويض هذا النقص من مصادر خارجية، وأحد أفضل الخيارات هو مرق العظام، سواء من البقر أو الجمل أو الغنم أو الدجاج أو السمك. وللحصول على أعلى نسبة من الكولاجين والجيلاتين، يفضل استخدام مرق عظام البقر أو الجمل».
وأضافت أن الكولاجين يعد البروتين الرئيسي الذي يساعد في الحفاظ على نضارة البشرة وحيويتها، ويعمل على تقليل التجاعيد والخطوط الدقيقة، ما يجعله مكونًا أساسيًا للحفاظ على صحة البشرة. وشددت على ضرورة إدراج مرق العظام في النظام الغذائي للاستفادة من الفوائد الصحية المتعددة التي يقدمه.
جدير بالذكر يعتبر «مرق العظام» مشروبًا صحيًا غنيًا بالفوائد الغذائية، ويمكن تحسين طعمه بشكل كبير من خلال إضافة الخضار الطازجة والبهارات الأساسية. ويمكن استخدام مكونات مثل الجزر، الكرفس، والثوم، جنبًا إلى جنب مع البهارات مثل الزعتر والفلفل الأسود، لتعزيز النكهة وجعل التجربة أكثر متعة. وتعد هذه الإضافات تعزيزا للقيمة الغذائية للمرق، مما يجعله خيارًا مثاليًا كجزء من نظام غذائي متوازن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك