العدد : ١٧٠٣٥ - الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣٥ - الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

ألوان

والد طفلة باكستانية ضُربت حتى الموت يؤكد أمام محكمة بريطانية أن زوجته تسببت بوفاتها

السبت ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تواصلت‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬جلسات‭ ‬المحاكمة‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الطفلة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬الباكستانية‭ ‬الأصل‭ ‬سارة‭ ‬شريف‭ ‬التي‭ ‬قضت‭ ‬بفعل‭ ‬تعرّضها‭ ‬للضرب‭ ‬في‭ ‬آب‭/‬أغسطس‭ ‬2023،‭ ‬وألقى‭ ‬والدها‭ ‬الخميس‭ ‬المسؤولية‭ ‬على‭ ‬زوجته،‭ ‬واصفا‭ ‬المرأة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مريضة‭ ‬نفسيا‮»‬،‭ ‬ومؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬غائبا‭ ‬عن‭ ‬المنزل‭ ‬باستمرار‮»‬‭. ‬

وتهز‭ ‬المحاكمة‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬بدئها‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬أكتوبر‭ ‬في‭ ‬محكمة‭ ‬أولد‭ ‬بيلي،‭ ‬إذ‭ ‬تتكشّف‭ ‬خلالها‭ ‬تباعا‭ ‬الاعتداءات‭ ‬المروعة‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬الفتاة‭ ‬الصغيرة‭. ‬

وعُثر‭ ‬على‭ ‬الفتاة‭ ‬البالغة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬جثة‭ ‬هامدة‭ ‬على‭ ‬سرير‭ ‬أطفال‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬العائلة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬ووكينغ‭ (‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬لندن‭) ‬في‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬المنصرم،‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬والدها‭ ‬عرفان‭ ‬شريف‭ (‬42‭ ‬عاما‭) ‬وزوجته‭ ‬بيناش‭ ‬بتول‭ (‬30‭ ‬عاما‭) ‬وشقيقه‭ ‬فيصل‭ ‬مالك‭ (‬29‭ ‬عاما‭) ‬إلى‭ ‬باكستان‭ ‬مع‭ ‬أبنائهم‭ ‬الآخرين‭. ‬

ووُجدت‭ ‬على‭ ‬جثة‭ ‬الفتاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬آثار‭ ‬ضرب‭ ‬وعضّات‭ ‬بشرية‭ ‬وكسور‭ ‬وحرق‭ ‬بالمكواة‭. ‬

وفي‭ ‬قفص‭ ‬الاتهام،‭ ‬اعترف‭ ‬عرفان‭ ‬شريف،‭ ‬وهو‭ ‬سائق‭ ‬سيارة‭ ‬أجرة،‭ ‬بأنه‭ ‬ضرب‭ ‬ابنته‭ ‬مرات‭ ‬عدة،‭ ‬لكنّه‭ ‬أكّد‭ ‬أنه‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬بتحريض‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ ‬بيناش‭ ‬بتول‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬كانت‭ ‬تتهم‭ ‬سارة‭ ‬دائما‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬ضربتها‭ ‬فقط‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬تجعلني‭ ‬أفعل‭ ‬ذلك‮»‬‭. ‬

وراح‭ ‬يصرخ‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬زوجته‭ ‬في‭ ‬قفص‭ ‬الاتهام‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬أصدقها‭. ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أدرك‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أعيش‭ ‬مع‭ ‬مريضة‭ ‬نفسية‭ ‬ووحش‮»‬‭. ‬

وعندما‭ ‬سأله‭ ‬وكيل‭ ‬الدفاع‭ ‬المحامي‭ ‬نعيم‭ ‬ميان‭ ‬هل‭ ‬ضرب‭ ‬سارة‭ ‬بمضرب‭ ‬الكريكيت،‭ ‬أنكر‭ ‬ذلك‭ ‬وأجهش‭ ‬باكيا‭. ‬

كذلك‭ ‬نفى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬أحرقها‭ ‬‮«‬بمكواة‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الجلوس‮»‬‭. ‬

ولمّح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زوجته‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬عضت‭ ‬الطفلة‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬الحيوان‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬لم‭ ‬أفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬فيصل‭ (‬شقيقه‭) ‬لم‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭. ‬من‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬أيضا؟‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬ذكّر‭ ‬المحامي‭ ‬المحلّفين‭ ‬الإثني‭ ‬عشر‭ ‬بأن‭ ‬بيناش‭ ‬بتول‭ ‬رفضت‭ ‬إعطاء‭ ‬بصمة‭ ‬أسنانه‭. ‬

وقال‭ ‬الوالد‭ ‬‮«‬كنت‭ ‬غائبا‭ ‬عن‭ ‬المنزل‭ ‬باستمرار‮»‬‭ ‬عندما‭ ‬سارة‭ ‬تصاب‭ ‬بجروح‭. ‬

وراح‭ ‬عرفان‭ ‬شريف‭ ‬يبكي‭ ‬عندما‭ ‬تذكّر‭ ‬رؤيته‭ ‬سارة‭ ‬ويداها‭ ‬مقيدتان‭ ‬خلف‭ ‬ظهرها‭ ‬بشريط‭ ‬تغليف‭ ‬بنيّ‭ ‬عندما‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭ ‬ذات‭ ‬مساء‭. ‬وكرر‭ ‬اتهام‭ ‬زوجته‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬اعتذرت‭. ‬

وعُثر‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬على‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬لفّات‭ ‬هذا‭ ‬الشريط‭ ‬البني،‭ ‬ويُعتقَد‭ ‬أن‭ ‬بعضها‭ ‬استُخدم‭ ‬لربط‭ ‬غطاء‭ ‬للرأس‭ ‬مصنوع‭ ‬من‭ ‬الأكياس‭ ‬البلاستيكية‭ ‬كان‭ ‬يوضع‭ ‬للطفلة‭. ‬ونفى‭ ‬عرفان‭ ‬شريف‭ ‬مسؤوليته،‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬بصمات‭ ‬أصابعه‭ ‬وُجدت‭ ‬على‭ ‬الكيس‭ ‬وعلى‭ ‬الشريط‭ ‬اللاصق‭.  ‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬زوجته‭ ‬كانت‭ ‬تمنعه‭ ‬من‭ ‬سؤال‭ ‬سارة‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الجروح‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تظهر‭ ‬عليها‭. ‬

لكنّ‭ ‬زوجة‭ ‬عرفان‭ ‬شريف‭ ‬أخبرت‭ ‬شقيقتها‭ ‬قنديلة‭ ‬صبوحي‭ ‬في‭ ‬محادثات‭ ‬بينهما‭ ‬بالواتساب‭ ‬بين‭ ‬عامَي‭ ‬2020‭ ‬و2023‭ ‬بأن‭ ‬زوجها‭ ‬يضرب‭ ‬سارة‭ ‬باستمرار‭ ‬لأنها‭ ‬‮«‬شقية‮»‬‭. ‬

وقالت‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬رسائل‭ ‬صوتية‭ ‬تمكّن‭ ‬المحلفون‭ ‬من‭ ‬الاستماع‭ ‬إليها‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬‮«‬إنها‭ ‬مغطاة‭ ‬بالكدمات،‭ ‬وضُربت‭ ‬حتى‭ ‬الموت‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬للكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى‮»‬‭. ‬ووصفت‭ ‬الطفلة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬ممسوسة‮»‬‭. ‬

وكانت‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬التحقت‭ ‬بها‭ ‬سارة‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2023‭ ‬قدّمت‭ ‬بلاغا‭ ‬بعد‭ ‬مدة‭ ‬لدى‭ ‬ملاحظتها‭ ‬آثار‭ ‬ضربات‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الطفلة‭. ‬وفي‭ ‬أبريل،‭ ‬قبل‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬وفاتها،‭ ‬سُحِبَت‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭. ‬

وغداة‭ ‬فرار‭ ‬عرفان‭ ‬شريف‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬وأخيه‭ ‬إلى‭ ‬باكستان،‭ ‬اتصل‭ ‬بالشرطة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬من‭ ‬هناك،‭ ‬ليوضح‭ ‬أنه‭ ‬عاقب‭ ‬ابنته‭ ‬‮«‬وفقا‭ ‬للقانون‮»‬‭ ‬لأنها‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬شقيّة‮»‬‭. ‬وبعد‭ ‬شهر،‭ ‬عاد‭ ‬الثلاثة‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬في‭ ‬13‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023،‭ ‬فأوقفتهم‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬الطائرة‭. ‬وأكدوا‭ ‬براءتهم‭ ‬من‭ ‬موت‭ ‬سارة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا