قبل 17 يوما على الانتخابات الرئاسية في أمريكا بدأت نائبة الرئيس الأمريكي ومرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس في النأي بنفسها عن سياسات الرئيس بايدن.
وأكدت في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» أنها في حال فازت بالانتخابات فإن ولايتها «لن تكون استمراراً» لولاية الرئيس جو بايدن، فهل يمثل ذلك انقلاباً على بايدن لكسب الناخبين أو أنه اتفاق مسبق لمحاولة استمالة الناخبين رداً على حملة ترامب التي تتهم الإدارة الحالية بالفشل.
وقالت هاريس إن «رئاستي لن تكون استمراراً لرئاسة جو بايدن، أنا أمثّل جيلاً جديداً من القيادة». وتنأى بنفسها في كثير من الأحيان عن مقارنتها برئيسها جو بايدن، الذي لا يحظى بشعبية بجملة واحدة واضحة: «أنا لست جو بايدن».
ويبدو أن هزيمة الرئيس السابق مرشح الجمهوريين دونالد ترامب مسألة وجودية بالنسبة إلى كامالا هاريس، التي تريد تدريجياً الخروج من عباءة بايدن للتودد للناخبين، ولا سيما أن اقتصاد بايدن يكرهه الناخبون بشدة، ويقع العبء على عاتق هاريس لتقليص هذه الجملة إلى النصف.
كما تريد هاريس أن تكون مختلفة عن بايدن فيما يتعلق بالتضخم، الذي يمكن القول إنه أكبر موضوع يشغل بال الناخبين الأمريكيين، من خلال اقتراح حلول أكثر وضوحاً وإلحاحاً، كما قدمت هاريس خطتها الاقتصادية المعروفة باسم «اقتصاد الفرص»، التي تتضمن خصماً ضريبياً مقترحاً بقيمة 50 ألف دولار للشركات الصغيرة.
ولا تريد هاريس أن يتم تعريفها تماماً بسجل بايدن-هاريس، كما يقول المستشارون، وهي بحاجة إلى مسافة فاصلة عن بايدن في هذا التوقيت الحساس قبل أزيد من أسبوعين على الانتخابات، لكن بصفتها نائبة الرئيس لا تستطيع الانفصال علناً عن الرئيس بايدن، بل توجه رسائل مبطنة للحيلولة دون تأثير إرث بايدن على مستقبلها الانتخابي، ولا سيما أن حملة ترامب استخدمت انتقادات الأمريكيين لبايدن في محاولة للاستفادة من عدم شعبية بايدن وإلقاء اللوم على هاريس في القضايا التي يبدو أنها تثير غضب ورعب مؤيديهم أكثر من غيرها، من بينها ارتفاع التضخم والهجرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك