حاجة ملحة إلى تصنيع الدواء محليا لضمان تعدد الأنواع وتوافر الكميات
نقص الدواء لا يعتبر تحديا محليا فحسب لكنها مشكلة عالمية، تعددت الاسباب المؤدية اليها، ومما لاشك فيه أن في بعض الأوقات يشعر المواطن البحريني بنقص بعض أدويته المعتاد عليها ويُطرح في السوق بدائل أخرى.
«أخبار الخليج» التقت يوسف أحمد حسين عضو جمعية اصحاب الصيدليات للحديث حول توافر الأدوية والمستلزمات الطبية في مملكة البحرين، والإجابة عن الاستفسارات المتعلقة بذلك.
استطاعت مملكة البحرين أن تسيطر على الوضع العالمي وتسابق الزمن في توفير الأدوية والمعدات الطبية للأمراض المختلفة كيف تم ذلك وما هي التحديات التي واجهتكم؟
مما لا شك فيه أن التوترات السياسية والمشاكل الإقليمية والعالمية لها تأثير مباشر على تصنيع الأدوية والمعدات الطبية والجراحية، وايضا على سرعة شحنها الى كل الدول ومن ضمنها مملكة البحرين ولكننا اتخذنا بعض الإجراءات الوقائية للتغلب على هذا التحدي، أولها تنويع مصادر الاستيراد من عدة شركات وعدة دول كوكلاء ومستوردين حرصا على التنوع في المصادر من شركات كثيرة، وفي الوقت نفسه من دون المساس بالأنظمة واللوائح التي تضمن توفير دواء آمن مطابق للمواصفات العالمية، واجتاز كل الاختبارات والموافقات التي تضمن الفاعلية والأمان لتصل إلى كل المرضى في أسرع وقت بكفاءة عالية.
في الفترة الاخيرة وبحسب «نهرا» تم تسجيل أكثر من 4000 دواء ولكن نواجه بعض التحديات من عزوف بعض الشركات عن تسجيل الأدوية القديمة لان تركيبة السعر غير ملائمة، أيضا بعض الأدوية الحديثة نظرا إلى عدم ملاءمة السعر المطروح.
وقد قامت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية ببعض الخطوات الجادة والإجراءات لحل الأزمة.
إن الحكومة الرشيدة تقدم الدعم الكامل لجمعية أصحاب الصيدليات بما يحقق الرؤية المستقبلية للنهوض بالمملكة في كافة النواحي وتوفير الرعاية الصحية المتكاملة.
ويلعب المجلس الأعلى للصحة دورا مهما في دعم القطاع الصحي في المملكة تحت رعاية الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة والدكتور أحمد الأنصاري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الذي يسعى دائما لتطوير المنظومة الصحية وله بصمة ايجابية واضحة في التعاون بين كافة الجهات لتشجيع المستثمرين ودعهم لتحسين جودة الخدمات ما جعل مملكة البحرين في مقدمة الدول التي تقدم أفضل مستويات الرعاية الطبية.
هل الدواء المتوافر حاليا يغطي حاجة السوق ومتطلباته؟
نعم، أستطيع أن أؤكد أن مملكة البحرين من الدول التي عملت بالتعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص وتجار ووكلاء الأدوية على توفير معظم الأدوية والمعدات الطبية والجراحية وذلك عن طريق عدة محاور، أولها توفير كميات كافية خاصة للأمراض المزمنة، مثل مرض ضغط الدم والسكري وهشاشة العظام ومرض السرطان، أمراض الكلي، مع توفير أحدث الأجهزة أيضا لإجراء العمليات الطارئة.
وأشير هنا إلى التعاون مع المستشفى العسكري، باستيراد أحدث جهاز روبوت جراحي لإجراء العمليات وقد تم بالفعل إجراء عدة عمليات ناجحة للمرضى والذي يعتبر نقلة نوعية للجراحات وثورة تكنولوجية هائلة.
من أين يتم تغطية احتياجات سوق البحرين من الدواء؟
هناك جهود متضافرة وتعاون كمستوردين ووكلاء لمعظم الشركات العالمية لاستيراد الادوية للأمراض المزمنة، كما تحرص وزارة الصحة والمستشفيات العسكرية والحكومية على توفير أحدث الأدوية لكل الأمراض تلبية لحاجة المرضى، ولا تدخر المملكة بالتعاون مع وكلاء شركات الأدوية جهدا لضمان توفير الأدوية بكميات كافية لضمان الجودة والفاعلية والأمان بحسب المعايير العالمية.
-هل السوق البحريني في حاجة إلى تصنيع الدواء محليا؟
نعم، هناك حاجة ملحة إلى تصنيع الدواء محليا لضمان توفير أنواع الأدوية المتعددة بكميات كافية والتغلب على مشاكل التأخر في التوريد أحيانا، نتيجة التقلبات والتغيرات السياسية والإقليمية.
وهنا لابد من تكاتف الحكومة مع القطاع الخاص لأنشاء مصانع ادوية محلية وأدوات جراحية كما هو الحال في بعض دول مجلس التعاون الخليجي.
كيف يتم التنسيق والتعاون مع القطاع الحكومي والقطاع الخاص في توفير الدواء والمستلزمات الطبية والجراحية لتغطية احتياجات السوق والمستشفيات؟
هناك تعاون كبير بين مختلف قطاعات الدولة مع القطاع الخاص وأخص بالذكر هنا مشروع التأمين الصحي الشامل الذي يضمن العلاج وإجراء كل التحاليل والعمليات لجميع المرضى في مملكة البحرين الذين يعملون في القطاع العام والقطاع الخاص.
كما أن التنسيق تحدده ضوابط وآليات بمعرفة هيئة الدواء التي لها دور فعال ومهم في ضبط السوق ومراقبة الجودة وضمان توفير وتوصيل الدواء الى كل المرضى في جميع أنحاء المملكة.
أين نحن من دخول الذكاء الاصطناعي في البحرين في سوق الدواء والمستلزمات الطبية؟
مما لا شك فيه أن الذكاء الاصطناعي سيلعب دورا حيويا وسيكون له تأثير إيجابي على صناعة الدواء والمعدات الطبية والأجهزة الجراحية ومن المتوقع أن يحدث طفرة وقفزة نوعية في صناعة الدواء، ومملكة البحرين حريصة على أن تواكب العصر في التكنولوجيا الحديثة وسيكون لذلك دور في فاعلية الأدوية وتجنب الآثار الجانبية وكيفية علاجها بسرعة وكفاءة عالية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك