يطفو على سطح الصراعات المتواترة في الأوساط القيادية لحزب الله خلاف جديد يتعلق بمن سيخلف الأمين العام السابق للحزب، وفقا لمصدر خاص مطلع على أجواء المناقشات المتعلقة باختيار الأمين العام الجديد للتنظيم.
وقال المصدر لـ«إرم نيوز» إن ثمة انقساما في مجلس شورى الحزب حول الشخصيتين الأكثر حظا للحلول مكان نصر الله، هما هاشم صفي الدين، الذي يشغل منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، والرجل الثاني فيه، ونعيم قاسم نائب الأمين العام الحالي لحزب الله.
وبحسب المصدر، نشأ «خلاف» بين أعضاء الجماعة اللبنانية حول الرجل الأنسب لقيادة مركب الحزب في الفترة القادمة، في ظل الضربات الإسرائيلية القاصمة التي قضت على معظم قيادات الصف الأول، على رأسهم الأمين العام السابق حسن نصر الله.
وأضاف المصدر أن الانقسام امتد ليشمل قادة الصف الأول المحتملين للمواقع العسكرية والسياسية التي فرغت بعد سلسلة الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في الفترة الأخيرة.
ويقول المصدر إن الإجماع الوحيد الموجود بين أعضاء مجلس شورى الحزب كان على عدم قدرة أي شخصية في التنظيم على ملء مكان حسن نصر الله.
ويوضح المصدر أن المجلس يشهد انقساما بين فريقين؛ الأول يرى أن هاشم صفي الدين هو الأنسب و«الأحق» بخلافة ابن خالته نصر الله، نظرا إلى قرابته به ومرافقته الطويلة له، والأهم لدعم إيران الكبير له على خلفية علاقة المصاهرة التي تجمعه مع قاسم سليماني، ووجود شقيقه كممثل لحزب الله في إيران.
أما الفريق الثاني فيرى أن نائب نصر الله هو الأحق «تراتبيا» بخلافة نصر الله، حيث تربطه علاقة مباشرة مستمرة أكثر من 35 عاما مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، من خلال الموقع العملي المشترك في مجلس شورى الحزب، واللقاءات الدائمة، والتشاور، ومواكبة التطورات.
ويلفت المصدر إلى نقطة في غاية الأهمية قد تكون عاملا حاسما في اختيار صفي الدين، فضلا عن علاقته الخاصة بالحرس الثوري الإيراني، هي أنه يحمل صفة «سيد»، وهي مرتبة دينية أعلى من الصفة التي يحملها نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم «الشيخ».
لكن أوساط المؤيدين لنعيم قاسم لا يجدون ذلك كافيا، ويستشهدون بتاريخ الحزب منذ تأسيسه، حيث حكم حزب الله حتى اليوم ثلاثة قادة، تولّوا منصب أمين عام حزب الله منذ تأسيسه الرسمي عام 1989؛ الأول كان شيخاً بعمامة بيضاء يدعى صبحي الطفيلي، والثاني كان «سيداً» بعمامة سوداء يدعى عباس الموسوي، والثالث كان «سيداً» معمماً يدعى حسن نصر الله.
ومن ثم فإن تعيين الشيخ نعيم قاسم لن يكون سابقة في تاريخ الحزب.
هذه الخلافات الجديدة حول اسم المرشح البديل لنصر الله سبقتها خلافات بشأن كيفية الرد على الضربات الإسرائيلية، إذ يرى «جناح الصقور» أن الجماعة «كانت حذرة أكثر من اللازم بشأن تصعيد الصراع»، مجادلين بـ«ضرورة الاستفادة من الغضب في صفوف أفرادها وبين عامة اللبنانيين، من أجل الرد».
في المقابل، ترى الفئة الأخرى أن عليها تجنب ما تعتبره «فخًّا» نصبته إسرائيل، وذلك من خلال جر الحزب إلى حرب برية قد تقود إلى حرب شاملة تجر إليها إيران، التي لا ترغب فيها ولا تستطيع تحمل نتائجها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك