جنيف – الوكالات: دعا مفوّض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك أمس إلى تحرّك عاجل لخفض التصعيد في الشرق الأوسط في ظل المخاوف من اتساع رقعة العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال تورك في بيان: «أشعر بقلق عميق إزاء الخطر المتزايد لاندلاع صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، وأناشد جميع الأطراف، إلى جانب الدول ذات النفوذ، التحرك بشكل عاجل لتهدئة الوضع الذي أصبح خطيراً للغاية».
وأضاف: «يجب بذل كل جهد، وأعني كل شيء ممكن، لتجنب تفاقم هذا الوضع إلى الهاوية التي لن تؤدي إلّا إلى عواقب أكثر فظاعة على المدنيين».
وأوضح تورك: «يجب أن تكون حقوق الإنسان، وأولاً وقبل كل شيء حماية المدنيين، على رأس الأولويات».
ومضى يقول: «لقد تحمّل المدنيون، ومعظمهم من النساء والأطفال، خلال الأشهر العشرة الماضية ألماً ومعاناة لا يطاقان نتيجة للقنابل والأسلحة».
اتهمت إيران وحماس وحزب الله اللبناني إسرائيل بالمسؤولية عن مقتل رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الأربعاء في مقر إقامته في طهران. وقبل يوم أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن غارة أسفرت عن مقتل القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر بالقرب من بيروت.
وكان وزراء خارجية مجموعة السبع قد أبدوا «قلقاً شديداً» إزاء المخاوف من حصول تصعيد في الشرق الأوسط، وذلك خلال اجتماع عبر الفيديو عقدوه الأحد.
وأفاد موقع «أكسيوس» الإلكتروني أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حذّر من احتمال أن تردّ إيران «في الساعات الـ24 أو الـ48 المقبلة».
وشدّد بلينكن في اتصال مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على «أهمية أن يتّخذ كل الأطراف تدابير» تهدئة، وفق المتحدث باسمه.
وتوعّد مسؤولون إيرانيون يتقدمهم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إسرائيل بـ«عقاب قاسٍ». كما توعّد حزب الله بالانتقام لمقتل شكر.
وقال كنعاني: «نعتقد أن الاستقرار والأمن في المنطقة سيتحققان من خلال معاقبة المعتدي وردعه عن التصرف المغامر»، متابعا «لو أن «حكومات المنطقة والمجتمع الدولي» ضغطت في الماضي على إسرائيل «لما كنّا بدون شك بلغنا هذا المستوى المرتفع من الاضطراب وتزايد خطر الصراع في المنطقة».
وجدّد مسؤولون إسرائيليون بحزم جاهزيتهم للردّ. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ليل الأحد: «نحن مصمّمون على مواجهة» إيران وحلفائها «على كل الجبهات، في كل الساحات، قريبة كانت أم بعيدة».
ويخشى محللون من أن يكون الرّد الإيراني هذه المرة أكثر حدة. وتبذل أطراف عدة منذ اغتيال هنية الأربعاء، جهودا للحؤول دون اشتعال الوضع.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيجمع في الساعات القليلة القادمة مجلس الأمن القومي «لبحث التطورات في الشرق الأوسط».
تزامناً، وصل رئيس أمين مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويجو الى إيران ليناقش مع الرئيس مسعود بزشكيان وكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات، وفق وكالة أنباء «ريا نوفوستي».
وتوازياً مع الجهود الدبلوماسية، أعلنت شركات طيران عدّة تعديل رحلاتها خصوصاً الى لبنان ومنه أو تعليقها لأيام. وأمس، أعلنت مجموعة لوفتهانزا الألمانية أن رحلاتها ستتجنب الأجواء العراقية والإيرانية حتى السابع من اغسطس على أقل تقدير.
وكانت قد تتالت دعوات دول غربية وعربية عدة خلال الأيام الماضية لمغادرة لبنان على الفور.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك