القاهرة - سيد عبدالقادر:
أعلنت مشيخة الأزهر الشَّريف إدانتها لهذه المشاهد التي تَصَدَّرتْ افتتاح دورة الألعاب الأوليمبيَّة بباريس، وأثارت غضبًا عالميًّا واسعًا، وهي تُصَوِّرُ السَّيِّدَ المسيح عليه السَّلام في صورة مُسيئة لشخصِه الكريم، ولمقام النُّبوَّةِ الرَّفيع، وبأسلوبٍ همجيٍّ طائشٍ، لا يحترم مشاعرَ المؤمنينَ بالأديان، وبالأخلاق والقِيَمِ الإنسانيَّة الرفيعة.
وأكد الأزهر رفضه الدَّائم لكُلِّ محاولات المساس بأيِّ نبيٍّ من أنبياءِ الله، فالأنبياء والرُّسُل هُم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضَّلَهم على سائرِ خلقِه ليحملوا رسالة الخير للعالمين، ويُؤمن الأزهر ومِن خلفِه ما يَقرُب من ملياري مُسلم بأنَّ عيسى عليه السلام هو (رسول الله وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) (النِّساء: 171)، وسَمَّاه الله في القرآن الكريم: (وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (آل عمران: 45)، وَعَدَّهُ مِن أُولي العَزم من الرُّسُل، ويُؤمن المسلمون بأنَّ الإساءة إليه عليه السلام أو إلى أيِّ نبيٍّ من إخوانِه عليهم السَّلام عارٌ على مُرتكبي هذه الإساءة الشَّنيعة ومن يَقبلونها.
وحذَّر الأزهر العالَم من خطورةِ استغلالِ المناسبات العالميَّة لتطبيع الإساءة للدِّين، وترويج الأمراض المجتمعيَّة الهدَّامة والمخزية كالشذوذ والتحول الجنسي، ويُنادي بضرورة الاتِّحاد للتَّصدِّي في وجْه هذا التيَّار المنحرف المتدنِّي، الذي يستهدف إقصاء الدِّين، وتأليه الشَّهوات الجنسيَّة الهابطة التي تنشر الأمراض الصِّحيَّة والأخلاقيَّة، وتفرض نمط حياة حيوانيَّة تُنافي الفطرة الإنسانيَّة السَّليمة، وتستميت في تطبيعِه وفرضه على المجتمعاتِ بكلِّ السُّبُل والوسائل الممكنة وغير الممكنة.
وقد أعرب مثقفون ورجال دين وسياسيون في مختلف أنحاء العالم عن استيائهم من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024»، بسبب الإساءة للسيد المسيح عبر محاكاة ساخرة للوحة «العشاء الأخير» لليوناردو دا فينشي والترويج للشذوذ.
وعبّر الأساقفة الفرنسيون عن حزنهم العميق إزاء المشاهد التي اعتبروها تسخر من المسيحية، وأعربوا عن تقديرهم لتضامن أبناء الديانات الأخرى معهم. كما أشار بيان الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية إلى ضرورة تجاوز التحيزات الآيديولوجية في الألعاب الأولمبية.
وأعلن المحامي الفرنسي فابريس دي فيزيو عن نيته تقديم شكوى رسمية ضد العرض في 29 يوليو الجاري، مؤكدا أن هذه الحادثة تتعارض مع احترام المعتقدات الدينية.
وانتقد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الحفل بشدة، معتبرا أنه يعكس «خواءً أخلاقيا» في الغرب. كما ندد راعي كنيسة الروم الكاثوليك في رام الله عبدالله يوليو باستخدام الشواذ في الحفل، معتبرا ذلك انتهاكا خطيرا للمقدسات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك