العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٧٠ - الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

شبكات التواصل الاجتماعي أنهت سـلـطـة الأب وأنتجت شبابا متشـابها

الاثنين ٢٢ يوليو ٢٠٢٤ - 02:00

بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬سلطة‭ ‬الوالدين‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شخصيات‭ ‬أبنائها‭ ‬معرفيا‭ ‬وسلوكيا‭ ‬في‭ ‬الأمس‭ ‬القريب،‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬المتعذر‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬ينقاد‭ ‬الشاب‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬سهلَ‭ ‬فيه‭ ‬الانفلات‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬الأب‭ ‬وتعددت‭ ‬فيه‭ ‬السلطات‭ ‬وازداد‭ ‬إغراؤها‭ ‬المثير،‭ ‬وتنوعت‭ ‬طرق‭ ‬الإقناع‭ ‬وفنونه،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬الجيل‭ ‬السابق‭ ‬يُربّى‭ ‬وفق‭ ‬مبدأ‭ ‬الترهيب‭ ‬والترغيب،‭ ‬ويُوجه‭ ‬بحسب‭ ‬ضوابط‭ ‬المسموحات‭ ‬الواجبة‭ ‬والممنوعات‭ ‬المحظورة،‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬أمام‭ ‬خيارات‭ ‬لا‭ ‬حصرَ‭ ‬لها؛‭ ‬يمكن‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يتصرف‭ ‬بها‭ ‬كيف‭ ‬شاء‭.‬

إن‭ ‬مساحة‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬قنوات‭ ‬الاتصال‭ ‬وشبكات‭ ‬الإنترنت‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬حد‭ ‬معين‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬أيّ‭ ‬شيء‭ ‬تقريبا،‭ ‬فقد‭ ‬تعددت‭ ‬المواقع‭ ‬وتكاثرت‭ ‬وأخذت‭ ‬تتبارى‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مغر‭ ‬ومحبب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشباب‭ ‬وغيرهم،‭ ‬فهناك‭ ‬مواقع‭ ‬تخصصت‭ ‬لعرض‭ ‬شتى‭ ‬أنواع‭ ‬الممارسات‭ ‬الجنسية‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬الرجال‭ ‬مع‭ ‬النساء‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تمارس‭ ‬بين‭ ‬الرجال‭ ‬أنفسهم‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬النساء‭ ‬أنفسهن‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والحيوان،‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار،‭ ‬وتعدى‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬عرض‭ ‬أفلام‭ ‬جنسية‭ ‬بين‭ ‬المحارم‭ ‬أو‭ ‬عرض‭ ‬الأفلام‭ ‬المقززة،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يعرض‭ ‬بطريقة‭ ‬التصوير‭ ‬الحقيقي‭ ‬أو‭ ‬أفلام‭ ‬الكارتون‭ ‬أو‭ ‬القصص‭ ‬المكتوبة‭ ‬وبشكل‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬بطريقة‭ ‬بسيطة‭ ‬جدا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬مئات‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬أو‭ ‬الإلحاد‭ ‬أو‭ ‬النسبية‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬ومئات‭ ‬غيرها‭ ‬تعرض‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مخيف‭ ‬ومرعب‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬ووقائع‭ ‬بما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعالم‭ ‬السحر‭ ‬والجن‭ ‬والرعب‭ ‬والحوادث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والبشرية‭ ‬المفزعة‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬الممنوعات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬مسكوتا‭ ‬عنها‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬حوزة‭ ‬كل‭ ‬شاب‭ ‬تقريبا‭ ‬بمجرد‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬نقالا‭ ‬أو‭ ‬كمبيوترا‭ ‬عاديا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعله‭ ‬أمام‭ ‬عوالم‭ ‬من‭ ‬الحرية‭ ‬لا‭ ‬حد‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬رقيب‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬تصرفاته،‭ ‬وبذلك‭ ‬فقد‭ ‬ضعفت‭ ‬سلطة‭ ‬الرقيب،‭ ‬وتوارى‭ ‬الخوف‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يزلزل‭ ‬دواخله‭ ‬عند‭ ‬الاقتراب‭ ‬من‭ ‬المدنس‭ ‬أو‭ ‬المحرم،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬شاب‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يواجه‭ ‬صعوبة‭ ‬رقابية‭ ‬تمنعه‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬أيّ‭ ‬فعل‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أن‭ ‬يُمارسه‭ ‬سابقا‭ ‬هو‭ ‬أو‭ ‬غيره،‭ ‬فكل‭ ‬الأشياء‭ ‬الآن‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمارس‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬أن‭ ‬تشاهد‭ ‬أو‭ ‬تقرأ‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا