العدد : ١٦٩٦٠ - الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ صفر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٦٠ - الخميس ٢٩ أغسطس ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ صفر ١٤٤٦هـ

المال و الاقتصاد

موسكو أصدرت تراخيص للملاحة بالقطب الشمالي لأربع ناقلات تديرها شركة في دبي
بعد النفط.. روسيا تعمل على بناء أسطول ظل لنقل الغاز

الأحد ٣٠ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

شكلت‭ ‬روسيا‭ ‬أسطول‭ ‬ظل‭ ‬ينقل‭ ‬نفطها‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬غزوها‭ ‬لأوكرانيا،‭ ‬والإجراءات‭ ‬العقابية‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬عليها‭ ‬رداً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬هناك‭ ‬أدلة‭ ‬متزايدة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬موسكو‭ ‬بدأت‭ ‬تفعل‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭.‬

لهذا‭ ‬الغاز‭ ‬أهمية‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬الكرملين‭ ‬لزيادة‭ ‬الصادرات،‭ ‬وتزويد‭ ‬الحكومة‭ ‬بالموارد‭ ‬المالية‭ ‬لتمويل‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬مرهون‭ ‬بسيطرتها‭ ‬على‭ ‬حصة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬للغاز‭ ‬المسال،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الآن‭ ‬بعدما‭ ‬انقطع‭ ‬تقريباً‭ ‬خط‭ ‬التجارة‭ ‬عبر‭ ‬الأنابيب‭ ‬مع‭ ‬أوروبا‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يدرّ‭ ‬أرباحاً‭ ‬سخية‭ ‬عليها‭ ‬فيما‭ ‬مضى‭.‬

حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬تعطلت‭ ‬خطط‭ ‬التوسع‭ ‬بسبب‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬أبعدت‭ ‬الشركات‭ ‬الأجنبية‭ ‬وأوقفت‭ ‬تسليم‭ ‬الناقلات‭ ‬المتخصصة‭ ‬المجهزة‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬الجليد‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬ضرورية‭ ‬جداً‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المنشآت‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭.‬

ستؤدي‮ ‬العقوبات الأوروبية‭ ‬الجديدة‭ -‬التي‭ ‬ستطبق‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬وتحد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬وصول‭ ‬الناقلات‭ ‬إلى‭ ‬الموانئ‭- ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العراقيل‭ ‬وتعطيل‭ ‬سلسلة‭ ‬التوريد‭ ‬الحالية‭.‬

خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الماضية،‭ ‬انتقلت‭ ‬ملكية‭ ‬ثماني‭ ‬سفن‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬بحسب‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬الملاحية‭ ‬العالمية‭ ‬‮«‬إكواسيس‮»‬‭ (‬Equasis‭) ‬أربع‭ ‬منها‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬السفن‭ ‬الجليدية‭ ‬وحصلت‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬من‭ ‬موسكو‭ ‬للإبحار‭ ‬عبر‭ ‬مياه‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭ ‬الروسي‭ ‬هذا‭ ‬الصيف‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬‮«‬بلومبرغ‮»‬‭ ‬من‭ ‬ربط‭ ‬هذه‭ ‬السفن‭ ‬مباشرةً‭ ‬بكيانات‭ ‬روسية‭ ‬كبرى،‭ ‬فإن‭ ‬التفاصيل‭ ‬تشبه‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬مدهشة‭ ‬مناورات‭ ‬إنشاء‭ ‬أسطول‭ ‬الظل‭ ‬الخاص‭ ‬بالنفط‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬استخدام‭ ‬شركات‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬وسفن‭ ‬قديمة‭ ‬جداً‭ ‬حتى‭ ‬إنها‭ ‬عادةً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬خرجت‭ ‬فعلاً‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭.‬

ففي‭ ‬صناعة الغاز الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬شديدة‭ ‬الترابط‭ ‬والتشابك،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المألوف‭ ‬أن‭ ‬تشتري‭ ‬جهة‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬ناقلات‭ ‬متخصصة‭ ‬قد‭ ‬تكلف‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬أصغر‭ ‬بعدة‭ ‬مرات‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭.‬

كذلك‭ ‬فإن‭ ‬ثلاثاً‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الناقلات‭ ‬كتبت‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬غير‭ ‬معروفة‮»‬‭ ‬في‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬‮«‬المنظمة‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬عن‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬التي‭ ‬تغطيها،‭ ‬وهي‭ ‬سمة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬سفن‭ ‬أسطول‭ ‬الظل‭.‬

قال‭ ‬مالتي‭ ‬همبرت،‭ ‬مؤسس‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‮»‬‭ (‬Arctic‭ ‬Institute‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬مركز‭ ‬أبحاث‭ ‬مقره‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭: ‬‮«‬توجد‭ ‬دلائل‭ ‬كثيرة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬روسيا‭ ‬لإنشاء‭ ‬أسطول‭ ‬ظل‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‮»‬‭.‬

ويشير‭ ‬شراء‭ ‬الناقلات‭ ‬القديمة،‭ ‬ونقل‭ ‬سفن‭ ‬من‭ ‬الفئة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬الإبحار‭ ‬في‭ ‬الجليد‭ ‬إلى‭ ‬كيان‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬وصدور‭ ‬عدد‭ ‬قياسي‭ ‬من‭ ‬التصاريح‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬بحر‭ ‬الشمال،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القطع‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬‮«‬لغز‭ ‬أسطول‭ ‬الظل‭ ‬تتجمع‭ ‬في‭ ‬مكانها‭ ‬الصحيح‮»‬‭. ‬ولم‭ ‬تردّ‭ ‬الحكومة‭ ‬الروسية‭ ‬ووزارة‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية‭ ‬فوراً‭ ‬على‭ ‬طلبات‭ ‬التعليق‭.‬

إحدى‭ ‬السفن‭ ‬التي‭ ‬أثارت‭ ‬الشكوك‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬هي‭ ‬الناقلة‭ ‬‮«‬آسيا‭ ‬إنرجي‮»‬‭ (‬Asya‭ ‬Energy‭) ‬ففي‭ ‬يونيو،‭ ‬ومع‭ ‬تصعيد‭ ‬الحوثيين‭ ‬لهجماتهم‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬أبحرت‭ ‬السفينة‭ ‬شمالاً‭ ‬عبر‭ ‬الممر‭ ‬المائي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تصاب‭ ‬بأذى،‭ ‬لتصبح‭ ‬أول‭ ‬ناقلة‭ ‬غاز‭ ‬طبيعي‭ ‬مسال‭ ‬تعبر‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الساخنة‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭.‬

يبلغ‭ ‬عمر‭ ‬هذه‭ ‬الناقلة‭ ‬22‭ ‬عاماً،‭ ‬وهي‭ ‬تبحر‭ ‬تحت‭ ‬علم‭ ‬جمهورية‭ ‬بالاو،‭ ‬وسميت‭ ‬‮«‬آسيا‭ ‬إنرجي‮»‬‭ ‬باسمها‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬ووفقاً‭ ‬لقاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬‮«‬إكواسيس‮»‬،‭ ‬تديرها‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬نور‭ ‬غلوبال‭ ‬شيبينغ‮»‬‭ (‬Nur‭ ‬Global‭ ‬Shipping‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وتعمل‭ ‬من‭ ‬فندق‭ ‬الميدان‭ ‬الفاخر‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بالإمارات،‭ ‬وتعرضت‭ ‬لانتقادات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬بسبب‭ ‬افتقارها‭ ‬إلى‭ ‬الشفافية‭. ‬وليس‭ ‬لديها‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ ‬معروفة‭.‬

وفي‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي،‭ ‬كانت‭ ‬الناقلة‭ ‬‮«‬آسيا‭ ‬إنرجي‮»‬‭ ‬متجهة‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬حسبما‭ ‬أظهرت‭ ‬بيانات‭ ‬تتبع‭ ‬الناقلات‭ ‬التي‭ ‬جمعتها‭ ‬‮«‬بلومبرغ‮»‬‭. ‬وبدا‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬محملة‭ ‬ولا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجهة‭ ‬محددة‭.‬

أما‭ ‬الناقلة‭ ‬‮«‬نور‭ ‬غلوبال‭ ‬شيبينغ‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬وفقاً‭ ‬لموقعها‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬فتدير‭ ‬ثلاث‭ ‬ناقلات‭ ‬أخرى‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬منذ‭ ‬أبريل،‭ ‬وهي‭: ‬‮«‬بايونير‮»‬‭ ‬و«نيو‭ ‬إنرجي‮»‬‭ ‬و«مولان‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬بيانات‭ ‬‮«‬إكواسيس‮»‬‭. ‬وجميعها‭ ‬مملوكة‭ ‬لشركات‭ ‬يقع‭ ‬مقرها‭ ‬في‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬نور‭ ‬غلوبال‭ ‬شيبينغ‮»‬‭ ‬نفسه‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اثنتين‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬تلك‭ ‬الناقلات‭ ‬مدرجتان‭ ‬على‭ ‬أنهما‭ ‬‮«‬مجهولتان‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬‮«‬المنظمة‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‮»‬‭. ‬ولم‭ ‬ترد‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬نور‭ ‬غلوبال‭ ‬شيبينغ‮»‬‭ ‬على‭ ‬المكالمات‭ ‬ورسائل‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬التي‭ ‬تطلب‭ ‬التعليق‭.‬

على‭ ‬صعيد‭ ‬منفصل،‭ ‬نقلت‭ ‬ملكية‭ ‬أربع‭ ‬سفن‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الجليد‭ ‬التي‭ ‬صنعت‭ ‬حديثاً‭ ‬إلى‭ ‬شركة‭ ‬تدعى‭ ‬‮«‬وايت‭ ‬فوكس‭ ‬شيب‭ ‬مانجمنت‮»‬‭ (‬White‭ ‬Fox‭ ‬Ship‭ ‬Management‭) ‬لإدارة‭ ‬السفن،‭ ‬ومقرها‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬دبي،‭ ‬وفقاً‭ ‬لبيانات‭ ‬‮«‬إكواسيس‮»‬‭. ‬ووافقت‭ ‬روسيا‭ ‬مؤخراً‭ ‬على‭ ‬السماح‭ ‬لهذه‭ ‬السفن،‭ ‬التي‭ ‬تسمى‭: ‬‮«‬نورث‭ ‬إير‮»‬‭ ‬و«نورث‭ ‬ماونتن‮»‬‭ ‬و‮«‬نورث‭ ‬سكاي‮»‬‭ ‬و«نورث‭ ‬واي‮»‬،‭ ‬بالملاحة‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭ ‬خلال‭ ‬موسم‭ ‬الصيف‭ ‬الحالي‭.‬

وتصل‭ ‬الناقلة‭ ‬‮«‬نورث‭ ‬واي‮»‬‭ ‬حالياً‭ ‬إلى‭ ‬ميناء‭ ‬زيبروغ‭ ‬في‭ ‬بلجيكا‭ ‬لاستلام‭ ‬شحنة‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي،‭ ‬وفقاً‭ ‬لبيانات‭ ‬الميناء‭.‬

لا‭ ‬تمتلك‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬وايت‭ ‬فوكس‮»‬‭ ‬مقراً‭ ‬رسمياً‭ ‬وتعمل‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وفقاً‭ ‬لمسؤول‭ ‬في‭ ‬المبنى‭ ‬المسجلة‭ ‬فيه‭ ‬الشركة‭. ‬ورفض‭ ‬المسؤول‭ ‬تقديم‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المعلومات،‭ ‬بسبب‭ ‬سياسة‭ ‬سرية‭ ‬العملاء‭.‬

لن‭ ‬تتوافر‭ ‬جميع‭ ‬مكونات‭ ‬أسطول‭ ‬الظل‭ ‬الخاص‭ ‬بالنفط‭ ‬الروسي‭ ‬للأسطول‭ ‬الخاص‭ ‬بالغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭.. ‬فالوقود‭ ‬الفائق‭ ‬التبريد‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬طواقم‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الفنية‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيداً،‭ ‬لذلك‭ ‬يكون‭ ‬عدد‭ ‬هذه‭ ‬السفن‭ ‬قليلاً،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬تتبعها‭ ‬أكثر‭ ‬سهولة‭ ‬باستخدام‭ ‬بيانات‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭.‬

ففي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬7500‭ ‬ناقلة‭ ‬نفط‭ ‬بأحجام‭ ‬مختلفة‭ ‬تجوب‭ ‬مياه‭ ‬العالم،‭ ‬فإن‭ ‬سفن‭ ‬أسطول‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عُشر‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭.‬

بالنسبة‭ ‬للنفط،‭ ‬يمكن‭ ‬نقل‭ ‬الشحنة‭ ‬من‭ ‬سفينة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬المفتوحة،‭ ‬وهي‭ ‬وسيلة‭ ‬شائعة‭ ‬لإخفاء‭ ‬مصدر‭ ‬الشحنة‭. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬أصعب‭ ‬بكثير‭ ‬بالنسبة‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬استخدمت‭ ‬روسيا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬الموانئ‭ ‬الأوروبية‭ ‬للمناورة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬القيود‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأكثر‭ ‬صرامة‭ ‬ستجعل‭ ‬ذلك‭ ‬مستحيلاً‭ ‬اعتباراً‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭.‬

ربما‭ ‬تمتلك‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬نوفاتيك‮»‬‭ (‬Novatek‭) ‬الروسية‭ ‬خبرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شركة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬من‭ ‬سفينة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬همبرت‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‮»‬‭.‬

أضاف‭ ‬همبرت‭ ‬أن‭ ‬عمليات‭ ‬النقل‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬تجري‭ ‬في‭ ‬مرسى‭ ‬كيلدين‭ ‬شمال‭ ‬مورمانسك‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬الميناء‭ ‬الروسي‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬فوق‭ ‬الدائرة‭ ‬القطبية‭ ‬الشمالية‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬شهد‭ ‬13‭ ‬عملية‭ ‬نقل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المرسى،‭ ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬يناير‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬أبريل‭ ‬10‭ ‬عمليات‭ ‬نقل‭ ‬أخرى‭. ‬ولم‭ ‬تستجب‭ ‬‮«‬نوفاتيك‮»‬‭ ‬لطلبات‭ ‬التعليق‭. ‬تأتي‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬الترتيب‭ ‬الرابع‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬تصديراً‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬حالياً،‭ ‬ولديها‭ ‬كل‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تدفعها‭ ‬للمضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬جهودها‭ ‬حتى‭ ‬تجد‭ ‬طرقاً‭ ‬بديلة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭.‬

وفرضت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حزمة‭ ‬منفصلة‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬حتى‭ ‬تمنع‭ ‬بدء‭ ‬التصدير‭ ‬من‭ ‬منشأة‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الشمالي‭ ‬‮«‬آركتيك‭ ‬إل‭ ‬إن‭ ‬جي‭ ‬2‮»‬‭ (‬Arctic‭ ‬LNG‭ ‬2‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬منشأة‭ ‬جديدة‭ ‬طورتها‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬نوفاتيك‮»‬،‭ ‬أكبر‭ ‬شركة‭ ‬لتصدير‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬في‭ ‬روسيا‭.‬

يستطيع‭ ‬الأسطول‭ ‬الموازي‭ ‬أن‭ ‬يتحايل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القيود‭ ‬والعقوبات،‭ ‬ومن‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬ضربة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المجالات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬للعقوبات‭ ‬الغربية‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬فيه‭ ‬تأثيراً‭ ‬فورياً‭ ‬وملموساً،‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬على‭ ‬موسكو‭ ‬دعم‭ ‬اقتصادها‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الحرب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا