العدد : ١٦٩٠١ - الاثنين ٠١ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ذو الحجة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٩٠١ - الاثنين ٠١ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ذو الحجة ١٤٤٥هـ

الرياضة

كوبرتان الأب الجدلي للألعاب الأولمبية الحديثة

الخميس ٢٠ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

باريس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬صاحب‭ ‬رؤية‭ ‬وإنساني؟‭ ‬متحيّز‭ ‬ضد‭ ‬النساء‭ ‬ورجعي؟‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد؟‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬شخصية‭ ‬بيار‭ ‬دو‭ ‬كوبرتان،‭ ‬مؤسّس‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬الحديثة،‭ ‬تثير‭ ‬الجدل،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬إدخال‭ ‬تمثاله‭ ‬الشمعي‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬غريفين‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬الثلاثاء‭.‬

تأسف‭ ‬ديان‭ ‬دو‭ ‬نافاسيل،‭ ‬الحفيدة‭ ‬الكبرى‭ ‬للبارون‭ ‬بيار‭ (‬أحد‭ ‬ألقاب‭ ‬النبلاء‭)‬،‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬قائلة‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يُقدّم‭ ‬أولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬2024‭ ‬الكثير‭ ‬لبيار‭ ‬دو‭ ‬كوبرتان،‭ ‬لا‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانته‭ ‬ولا‭ ‬لتعريف‭ ‬الناس‭ ‬به‮»‬‭.‬

يحصل‭ ‬ذلك‭ ‬لسببٍ‭ ‬وجيه‭! ‬بالمرور‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬قيم‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬تكفي‭ ‬بعض‭ ‬العبارات‭ ‬التي‭ ‬قالها‭ ‬دو‭ ‬كوبرتان‭ ‬لتشويه‭ ‬سمعة‭ ‬هذا‭ ‬الأرستقراطي‭ ‬المولود‭ ‬في‭ ‬1863‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مشبعاً‭ ‬بقيم‭ ‬زمنه‭ ‬وبيئته‭.‬

في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنساء‭ ‬اللواتي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬رؤيتهنّ‭ ‬في‭ ‬الملاعب،‭ ‬كتب‭ ‬كوبرتان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1922‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭: ‬‮«‬أولمبياد‭ ‬صغير‭ ‬للسيدات‭ ‬بجانب‭ ‬الأولمبياد‭ ‬الكبير‭ ‬للرجال‭. ‬أين‭ ‬سيكون‭ ‬الاهتمام؟‭ (...) ‬غير‭ ‬مثير‭ ‬للاهتمام،‭ ‬غير‭ ‬جمالي،‭ ‬ولا‭ ‬نخشى‭ ‬أن‭ ‬نضيف‭: ‬غير‭ ‬صحيح،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬سيكون‭ ‬عليه‭ ‬هذا‭ ‬الأولمبياد‭ ‬نصف‭ ‬النسائي‮»‬‭.‬

هل‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬مقبول؟‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬زمنه،‭ ‬تؤكد‭ ‬حفيدته‭. ‬وتذكر‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬في‭ ‬عام‭ ‬1920،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للنساء‭ ‬حق‭ ‬التصويت،‭ ‬وكنّ‭ ‬خاضعات‭ ‬لأزواجهنّ،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لديهنّ‭ ‬أي‭ ‬استقلالية‭ ‬مالية،‭ ‬وكنّ‭ ‬مضطرين‭ ‬لارتداء‭ ‬الفساتين‭ ‬والمشدات،‭ ‬وكان‭ ‬الأطباء‭ ‬يؤكدون‭ ‬أن‭ ‬الرياضة‭ ‬قد‭ ‬تمنعهن‭ ‬من‭ ‬الإنجاب‭. ‬قبولهن‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أمراً‭ ‬بديهياً‮»‬‭.‬

دعوة‭ ‬من‭ ‬هتلر‭ ‬

ولكن‭ ‬ما‭ ‬انتقده‭ ‬الناس‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭ ‬هو‭ ‬إعجابه‭ ‬الكبير‭ ‬بتنظيم‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬في‭ ‬برلين‭ ‬عام‭ ‬1936‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النظام‭ ‬النازي‭: ‬‮«‬كيف‭ ‬تريدونني‭ ‬أن‭ ‬أتبرّأ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال؟‮»‬‭ ‬كتب‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الثالثة‭ ‬والسبعين‭ ‬من‭ ‬عمره‭.‬

تقرّ‭ ‬السيدة‭ ‬دو‭ ‬نافاسيل‭ ‬قائلة‭ ‬‮«‬ما‭ ‬أثار‭ ‬حماسه‭ ‬هو‭ ‬رؤية‭ ‬بلد‭ ‬يستخدم‭ ‬وسائل‭ ‬استثنائية‭ ‬لاستضافة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬لأوّل‭ ‬مرة،‭ ‬وبناء‭ ‬أكبر‭ ‬ملعب‭ ‬لألعاب‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬تتويج‭ ‬لعمل‭ ‬حياته‭. ‬لذا‭ ‬نعم،‭ ‬كان‭ ‬سعيداً‭ ‬ومندهشاً‭ ‬بذلك‮»‬‭.‬

كان‭ ‬الرايخ‭ ‬يحاول‭ ‬استمالته‭ ‬بتنظيم‭ ‬ترشيحه‭ ‬لجائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭. ‬اقترح‭ ‬هتلر‭ ‬حتى‭ ‬ارسال‭ ‬قطار‭ ‬خاص‭ ‬له‭ ‬لإعادته‭ ‬من‭ ‬جنيف،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يقيم،‭ ‬إلى‭ ‬برلين‭. ‬أمرٌ‭ ‬رفضه‭ ‬دو‭ ‬كوبرتان‭.‬

وصيّة‭ ‬مدهشة‭ ‬

وفي‭ ‬23‭ ‬أكتوبر‭ ‬1894،‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬سوربون،‭ ‬وضع‭ ‬الأسس‭ ‬لعمل‭ ‬حياته‭: ‬اعتمد‭ ‬مبدأ‭ ‬إحياء‭ ‬الألعاب‭ ‬في‭ ‬1896‭ ‬في‭ ‬أثينا‭ ‬بإدخال‭ ‬الرياضات‭ ‬الحديثة‭. ‬وأهم‭ ‬شيء‭ ‬أنه‭ ‬اقترح‭ ‬نقل‭ ‬الألعاب‭ ‬من‭ ‬بلدٍ‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬خلافاً‭ ‬لرغبة‭ ‬اليونانيين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يأملون‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬الأولمبياد‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭.‬

ربط‭ ‬الألعاب‭ ‬بالحركة‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام،‭ ‬ووضع‭ ‬القيم‭ ‬الأولمبية‭ ‬الشهيرة‭ ‬مثل‭ ‬احترام‭ ‬المنافس،‭ ‬والولاء،‭ ‬والعالمية،‭ ‬المستمدة‭ ‬جزئيا‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬الأرستقراطية‭ ‬في‭ ‬زمنه‭.‬

أصبح‭ ‬رئيساً‭ ‬للجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬ونظّم‭ ‬أولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬الأوّل‭ ‬عام‭ ‬1900‭ ‬الذي‭ ‬مرّ‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يلفت‭ ‬الانتباه‭. ‬غاضباً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬ناضل‭ ‬دو‭ ‬كوبرتان‭ ‬لعشرين‭ ‬عاماً‭ ‬لإعادة‭ ‬الألعاب‭ ‬إلى‭ ‬مدينته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1924‭. ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تقاعد،‭ ‬مما‭ ‬أثار‭ ‬ارتياح‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬ضاقت‭ ‬ذرعاً‭ ‬بأساليبه‭ ‬الاستبدادية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا