يحقق العلماء في ولاية فلوريدا الأمريكية في الارتفاع المثير للقلق في حالات مرض الجذام، مع التركيز على دور حيوان المدرع في نشر هذا المرض ذي التاريخ القديم. وبحسب تقرير نشره موقع «نيوزميديكال»، فقد شهد وسط فلوريدا، وخاصة مقاطعة بريفارد، زيادة كبيرة في حالات الإصابة بالجذام؛ ما دفع الباحثين إلى استكشاف العلاقة بين حيوانات المدرع التي تسكن المنطقة وانتقال المرض، المعروف ايضا باسم مرض هانسن. وفي عام 2020، كانت مقاطعة بريفارد مسؤولة عن 13% من حالات الجذام البالغ عددها 159 حالة في الولايات المتحدة، وفقًا لتحليل بيانات الولاية الفيدرالية. لهذا السبب، قام باحثون من جامعة فلوريدا بدراسة حيوان المدرع، بهدف فهم كيف يمكن أن يسهم في انتشار المرض بين البشر. وقال رامانوج لاهيري، رئيس فرع الأبحاث المعملية لبرنامج مرض هانسن الوطني: «كيف يحدث هذا الانتقال؟ لا نعرف حقًا». وفي حين أن الجذام ليس شديد العدوى ويمكن علاجه بالمضادات الحيوية، إلا أن الزيادة في الحالات في فلوريدا أثارت مخاوف كبيرة على الصحة العامة. ويُعتقد أن الجذام هو أقدم عدوى بشرية مسجلة؛ إذ يمتد تاريخه إلى 100 ألف عام على الأقل. وعلى الرغم من تاريخه الطويل، يبقى المرض نادرا وغير شديد العدوى.. ففي الحالات الخفيفة، تسبب البكتيريا بطيئة النمو بعض الآفات. وإذا تركت من دون علاج، فإنها يمكن أن تسبب الشلل لليدين والقدمين. وقد شهدت فلوريدا ارتفاعًا ملحوظًا في الحالات؛ إذ تم تسجيل إصابة العديد من الأشخاص داخل الولاية وليس في الخارج؛ ما دفع العلماء إلى التحقيق في العوامل المحلية.. لذا، أصبحت حيوانات المدرع، المعروفة بأنها تحمل البكتيريا المسؤولة عن مرض الجذام، محورًا رئيسًا لهذا البحث؛ إذ توفر درجات حرارة الجسم المنخفضة للحيوانات بيئة مثالية للبكتيريا. كما وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن حوالي 16% من حيوانات المدرع في العديد من الولايات الجنوبية، بما في ذلك فلوريدا، أظهرت أدلة على الإصابة. ويعدّ التعامل مع حيوان المدرع خطرًا معروفًا، لكن العلماء استكشفوا أيضًا طرق انتقال محتملة أخرى، مثل تلوث التربة والحشرات الماصة للدماء مثل القراد. وعلى الرغم من زيادة الحالات، ينصح الباحثون بعدم تهديد حيوان المدرع أو إيذائه، مشيرين إلى أن أكثر من 95% من سكان العالم محصنون بشكل طبيعي ضد الجذام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك