كان الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» حاضرا وشاهدا على تفاصيل الزيارة التي تشرف فيها حكام الكرة الطائرة يتقدمهم رئيس لجنة الحكام راشد جابر، وحلوا بها ضيوفا مكرمين على زميلهم وأستاذهم الحكم الدولي المتقاعد جاسم سيادي، وكانت فرصة للجميع لتبادل أطراف الحديث ذي الشجون، وكانت فرصة أخرى ليستمع الجميع لعصارة خبرة «بوهيثم» وقفشاته ومواقفه التحكيمية الخاصة، وفرصة ثالثة فاجأ فيها سيادي الجميع بمتحفه الرياضي الأنيق الذي يحكي مشوارا واحدا وأربعين عاما مع صافرة التحكيم، وفرصة رابعة لنا خرجنا منها بهذا اللقاء مع صاحب الضيافة، نتمناه أن يروق للقارئ والمتابع.
1- متى بدأت مشوار تحكيم الكرة الطائرة، ومتى توقفت؟
بدأت التحكيم عام 1974 بتشجيع من محمد جاسم حمادة رئيس الاتحادين البحريني والعربي للكرة الطائرة سابقا، الذي كان وقتها أمينا لسر الاتحاد المحلي، وتوقفت عن التحكيم عام 2016 بسبب ظروف صحية تتعلق بغضروف الركبة وتركيب مفصل، وكانت مناسبة جميلة أشكر عليها الاتحاد وزملائي الحكام الذين استثمروا فرصة مباراة نهائي كأس ولي العهد ليقوموا بتكريمي.
2- هل قدمت لك دعوات خاصة لإدارة بعض المباريات في منافسات اللعبة على مستوى خارج المملكة؟ وأين؟ وهل تتذكر المباريات؟
تلقيت وزملائي الحكام الكثير من الدعوات لإدارة المباريات في بعض الدول الخليجية الشقيقة، إذ قمت بمعية زميلي جمال يوسف بإدارة مباراة نهائي كاظمة والقادسية في الكويت، وكذلك قمت بإدارة نهائي الوصل والأهلي في الإمارات، فضلا عن إدارتنا للمباريات في قطر أسبوعيا نظرا لعدم وجود حكام دوليين.
3- بعد المشوار العريض لك مع الصافرة.. ما المكتسبات التي حصلت عليها؟
المكتسبات تتمثل في التعرف على الناس محليا وخارجيا ومحبتهم التي لا تقدر بثمن، وصار جاسم سيادي مرحبا به أينما حل، وأشكر ربي وأحمده على هذه النعمة، وفخور بأنني كنت في يوم من الأيام حكما للكرة الطائرة.
4- كيف ترى مستقبل صافرة الكرة الطائرة بعد اعتزال روادها؟
نحمد الله بأن الرعيل الأول من الحكام قد اعتزل وهو مطمئن بأن هناك جيلا من الحكام قد تم تأهيله قادر على مواصلة حمل راية التحكيم، لافتا إلى أن أسرة حكام الطائرة يربطها التكاتف والمحبة والتواصل المستمر والاحترام، وأتمنى من لجنة الحكام الحالية التي يرأسها الأخ راشد جابر مواصلة إيجاد صف آخر من الحكام لدعم الحكام الحاليين.
5- خلال مشوارك التحكيمي.. هل وجه لك كلاما نقديا؟ ومِن مَن؟ وماذا قيل فيه؟
بدون شك كان مثل هذا النقد موجودا سواء من الزملاء الحكام أو المدربين أو اللاعبين، وأنا دائما ما يكون صدري واسعا لسماع وجهات النظر، والنقد البناء الذي يدفعك إلى تلافي الأخطاء، وشخصيا كنت دائما ما أحاول بالابتسامة أن أمتص غضب أو انفلات أعصاب أي لاعب أو مدرب، والحمد لله العلاقات مازالت قائمة والتواصل مستمر بيننا حتى الوقت الحالي، وهذا هو المكسب الحقيقي مقارنة بالمكسب المادي.
7- هل جاسم سيادي أخذ حقه على المستوى الإعلامي؟
أي نعم سيادي أخذ حقه على المستوى الإعلامي وأكثر، ولدينا إعلاميون نعتز ونفتخر بهم أمثال محمد عطية «الأيام» وعلي ميرزا «أخبار الخليج» وغيرهم من الصحفيين الشرفاء الذين أثروا مجال اللعبة بكتاباتهم، فلهم مني كل التحية والتقدير، ومازلت أحتفظ بكل ما كتب عن جاسم سيادي في أرشيفي الخاص.
8- ماذا تريد أن تقول لزميل مشوارك التحكيمي رئيس لجنة الحكام راشد جابر؟
راشد جابر من الحكام المشهود له في الميدان، وما الثقة التي أوليت له من قبل مجلس اتحاد الطائرة ليكون على رأس لجنة الحكام إلا تأكيدا على أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، فقد تمكن من لم شمل أسرة الحكام على الحب، وإدارة اللجنة بخبرته وحسن تعامله، والسير بها إلى بر الأمان، وأتمنى له التوفيق وحسن التسديد.
9- كلمة تريد أن توصلها لزميلك الدولي المتقاعد عبد الخالق الصباح؟
عندما أتكلم عن عبد الخالق الصباح فأنا اتحدث عن زميل مشوار أخوي جميل قضيناه معا في الميدان التحكيمي، فالصباح قامة تحكيمية عالمية، كنت أفتخر عندما يشاركني إدارة أي مباراة سوى كان حكما أول أو ثانيا، فكان مرجعا تحكيميا لنا جميعا معشر حكام الطائرة نستضيء بأفكاره ونصائحه، ومثالا يحتذى، ويعد من حكام اللعبة الذين تفتخر بهم مملكة البحرين، أتمنى له دوام الصحة والعافية وطول العمر.
10- ماذا تعني لك زيارة زملائك الحكام في منزلك؟
بكل تأكيد زيارة زملائي الحكام لي في منزلي هذه الزيارة تمثل لي وسام على صدري، ولن أنسى هذه المبادرة التي إن دلت على شيء إنما تدل على عمق العلاقة الأخوية التي تربطنا بعضنا ببعض، وأجد العذر للزملاء الذين لم يأتوا لظروفهم الخاصة، وكانت فرصة للزملاء للاطلاع على متحفي الرياضي الخاص الذي أتمنى أن يستنسخه كل زميل لأنه ترجمة للمشوار الرياضي، وسيبقى منزلي مفتوحا للجميع بتكرار مثل هذه الزيارات التي من شأنها توطد أواصر العلاقة والمحبة.
11- موقف تحكيمي من المواقف لايزال عالقا في ذاكرة جاسم سيادي؟
من المباريات التي لا انساها، ولازالت عالقة بالذهن، كانت مباراة إيران وفلسطين في التصفيات الآسيوية، وكانت المباراة خلال الحرب الإيرانية العراقية، وكان أكثر لاعبي منتخب فلسطين هم طلاب في الجامعات العراقية، وقال لهم العراقيون: إذا خضتم المباراة لن تدخلوا الجامعة، وبدأت المباراة وكان الإرسال عند الإيرانيين، وكلما أرسل الإيرانيين يقوم الفلسطينيون متعمدين بعدم التعامل مع الكرة بشكل صحيح حتى وصلت النتيجة إلى 13 وأوقفت المباراة، وتدخل الأخ جعفر نصيب في الأمر فأخبره الفلسطينيون بحقيقة الأمر، فطلب منهم ادعاء أحد اللاعبين بالإصابة حتى يعطوا الوقت القانوني المسموح به، فعندها تم إلغاء المباراة، وقلت لمراقب المباراة النيوزلندي بأنني خلال 25 سنة لم أر مباراة بهذا الشكل، فقال لي: أنا على مدار 35 لم أشاهد مثل هذه المباراة.
12- يتردد بأن أي مباراة يحضرها جاسم سيادي أو يقوم بإدارتها تمتد إلى خمسة أشواط.. ما مدى صدق هذا الكلام؟
نعم، هذا الكلام صحيح، المباريات التي أقوم بإدارتها دائما ما تصل إلى خمسة أشواط، حتى المباريات التي أحضرها وإن كان هناك فريق متقدم بشوطين تنقلب النتيجة إلى ثلاثة أشواط مقابل شوطين، حتى مباراة مصر والكويت في بطولة المنتخبات العربية التي أدرتها انتهت بخمسة أشواط، وصار الجميع يتندر بذلك، ولهذا ما أن أحضر مباراة حتى يقول الجميع: المباراة خمسة أشواط، ومثل هذه الأمور من المواقف الجميلة التي رافقتنا خلال مشوارنا التحكيمي في ميدان الكرة الطائرة.
13- يمكن تطلع أسرة الكرة الطائرة على فكرة متحفك التحكيمي الخاص الموجود في منزلك.. وعلى أي شيء يحتوي؟ وما أغلى شيء فيه؟
المتحف الموجود هو ثمرة واحد وأربعين سنة مع صافرة تحكيم الكرة الطائرة، ولم تكن النية موجودة من قبل، إلا أنها جاءت متأخرة بعد الاعتزال، ومن حسن حظي أن المقتنيات كنت محتفظ بها، ولم أفرط فيها، وكل محتوياته أعتز به وله مكانة في قلبي، سوى كانت ساعات أو ميداليات، أو لقطات، أو كتابات، لأنها جزء من مشوار جاسم سيادي الرياضي، وقد نال المتحف استحسان زملائي الحكام خلال تشرفي بزيارتهم لي في منزلي.
14- باختصار.. من هو الحكم الناجح؟
هناك أمور كثيرة، سأختصرها في نقاط محددة، منها الإلمام بالقانون ومتابعة المستجدات، وعدم السهر، ومعاملة اللاعبين والمدربين والإداريين معاملة طيبة، وأن تكون الابتسامة جوار سفره للمرور إلى قلوب الجميع، وأن يكون لديه طموح عال للوصول إلى أعلى الرتب من خلال العمل المضاعف، ويحافظ على لياقته البدنية والذهنية على اعتبار أن هناك مباريات تمتد لساعات.
وفي ختام الحوار، وجه جاسم سيادي شكره الوافر لكل من وقف معه وسانده في مشواره التحكيمي من أول مجلس إدارة للاتحاد ولآخر مجلس فضلا عن الزملاء المحليين أو الخارجيين، وغيرهم الذين يحمل لهم جميعا كل الحب والتقدير.
وبهذه المناسبة وجه شكره لزميل دربه راشد جابر رئيس لجنة حكام الطائرة الذي بادر، وكان وراء هذه الزيارة والتجمع الأخويين، والشكر موصول لكل زميل لبى الدعوة بالحضور، وتقبل عذر كل من حالت ظروفه بعدم حضوره.
وخص الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» قائلا: نكن كأسرة للكرة الطائرة له كل التقدير إذ بدوره شرفنا بالحضور وزين لمتنا، وكان شاهدا على الزيارة وموثقا لتفاصيلها.
ولم يفته أن يشكر زميله الحكم الإماراتي الدولي بدر حبيب الذي حرص على تلبية الزيارة ومشاركة إخوانه وزملائه الحكام أطراف الحديث.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك