العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٥٨ - الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ١١ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

أخبار البحرين

مديرة مركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري:
ثمن نفسي وعاطفي ومادي باهظ للطلاق

{ جليلة اسماعيل الخباز.

الأحد ١٤ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

قالت‭ ‬جليلة‭ ‬اسماعيل‭ ‬الخباز‭ ‬مديرة‭ ‬مركز‭ ‬عائشة‭ ‬يتيم‭ ‬للإرشاد‭ ‬الأسري‭ ‬التابع‭ ‬لجمعية‭ ‬نهضة‭ ‬فتاة‭ ‬البحرين‭ ‬إن‭ ‬الزواج‭ ‬يعد‭ ‬عامل‭ ‬بناء‭ ‬يحفظ‭ ‬النوع‭ ‬ويوسع‭ ‬شبكة‭ ‬العلاقات‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬التماسك‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بعكس‭ ‬الطلاق‭ ‬الذي‭ ‬يؤثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬بالغاً‭ ‬على‭ ‬كيان‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بأسره،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬يصنفها‭ ‬الخبراء‭ ‬والأكاديميون‭ ‬بأنها‭ ‬خطيرة‭ ‬وتهدد‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬الأسرية‭ ‬والنفسية،‭ ‬وهي‭ ‬وراء‭ ‬إيقاظ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬النفسية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬قرار‭ ‬الطلاق‭ ‬فرديا‭ ‬وأسبابه‭ ‬خاصة‭ ‬تعني‭ ‬المطلقين‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬فإننا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬التغيرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والنفسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬وطبيعة‭ ‬استجابة‭ ‬الفرد‭ ‬لهذه‭ ‬التغيرات‭ ‬وتأثيرها‭ ‬المباشرة‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الزواجية‭.‬

وأضافت‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬ملاحظاً‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الطلاق،‭ ‬وتحديداً‭ ‬في‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬المنحصرة‭ ‬بين‭ ‬25‭ ‬و34‭ ‬عاما،‭ ‬فوفقاً‭ ‬لبيانات‭ ‬المركز‭ ‬الاحصائي‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية؛‭ ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬عقود‭ ‬الزواج‭ ‬والطلاق‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لعام‭ ‬2021م‭ (‬6400‭) ‬عقد‭ ‬زواج،‭ ‬مقابل‭ (‬2000‭) ‬عقد‭ ‬طلاق‭ ‬بنسبة‭ ‬ارتفاع‭ ‬بلغت‭ (‬15.2%‭) ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2020م،‭ ‬بينما‭ ‬بلغ‭ ‬إجمالي‭ ‬الحالات‭ ‬القانونية‭ ‬وفقاً‭ ‬لبيانات‭ ‬وسجلات‭ ‬مكتب‭ ‬النهضة‭ ‬للدعم‭ ‬القانوني‭ ‬التابع‭ ‬لجمعية‭ ‬نهضة‭ ‬فتاة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬2020‭-‬2023م‭ (‬437‭) ‬قضية‭ ‬طلاق‭ ‬والقضايا‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬النفقة‭ ‬والسكن‭ ‬والحضانة،‭ ‬منها‭ (‬127‭) ‬قضية‭ ‬طلاق‭ ‬فقط‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬تعتبر‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬مظاهر‭ ‬التفكك‭ ‬الأسري‭ ‬وانحلال‭ ‬الروابط‭ ‬الأسرية‭. ‬وسبب‭ ‬حرمان‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬الجسدي‭ ‬والنفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الطبيعي‭. ‬وتبعاً‭ ‬لآثار‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬غير‭ ‬المحمودة‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬فإننا‭ ‬نؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬ومعالجة‭ ‬أسبابها‭ ‬وإدارة‭ ‬الآثار‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها‭ ‬طالما‭ ‬دعت‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

وتابعت‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬كعاملين‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬الإرشاد‭ ‬الأسري،‭ ‬فإننا‭ ‬نتعامل‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬وآثارها،‭ ‬ونرى‭ ‬أنها‭ ‬مشكلة‭ ‬معقدة‭ ‬ومركبة‭ ‬ومتعددة‭ ‬الجوانب،‭ ‬تدُكّ‭ ‬الأسرة‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬بناء‭ ‬أسري‭ ‬كامل،‭ ‬يدفع‭ ‬كل‭ ‬أفرادها‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬ثمنا‭ ‬نفسيا‭ ‬وعاطفيا‭ ‬وماديا‭ ‬باهظا،‭ ‬ورغم‭ ‬تعدد‭ ‬أسبابها،‭ ‬فيما‭ ‬يرتبط‭ ‬بعدم‭ ‬إشباع‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬والقصور‭ ‬في‭ ‬تأدية‭ ‬الدور‭ ‬المنوط‭ ‬بكل‭ ‬فرد،‭ ‬والنزعة‭ ‬الفردية‭ ‬والتمركز‭ ‬حول‭ ‬الذات،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬الأسباب‭ ‬المادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬والأخلاقية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أسباباً‭ ‬نوعية‭ ‬تحمل‭ ‬صبغة‭ ‬ذاتية‭ ‬ونفسية‭ ‬خاصة‭. ‬

وشددت‭ ‬الخباز‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأسرة‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬الدور‭ ‬الأهم‭ ‬والحيوي‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الشخصية‭ ‬وبناء‭ ‬القيم‭ ‬والاتجاهات،‭ ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬زيادة‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬ليست‭ ‬لمجرد‭ ‬احتقان‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬وتدخّل‭ ‬الأهل‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬أيضا‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬بما‭ ‬وفرته‭ ‬من‭ ‬اتصال‭ ‬ثقافي‭ ‬بعوالم‭ ‬متعددة‭ ‬وما‭ ‬تبعه‭ ‬من‭ ‬إعجاب‭ ‬بالقيم‭ ‬والثقافات‭ ‬الوافدة،‭ ‬فتأثرت‭ ‬الأسرة‭ ‬وباتت‭ ‬عرضةً‭ ‬للتّزعزع‭ ‬والاضطراب،‭ ‬حيث‭ ‬أخذت‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬الأزواج‭ ‬من‭ ‬عالمهم‭ ‬الواقعي‭ ‬وحياة‭ ‬العائلة‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬أخرى‭ ‬ومجتمعات‭ ‬وثقافات‭ ‬وقيم‭ ‬مختلفة‭ ‬وأنماط‭ ‬حياتية‭ ‬مغايرة‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الارتباط‭ ‬بالعالم‭ ‬الافتراضي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬الواقعية‭ ‬وإهمال‭ ‬الزوج‭/‬ة‭ ‬تربية‭ ‬الأبناء،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬زيادة‭ ‬المتطلبات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬نتيجة‭ ‬الاعلانات‭ ‬والعروض،‭ ‬وإهمال‭ ‬متابعة‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الزواجية،‭ ‬وتضييع‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬ذات‭ ‬صبغة‭ ‬فردية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬تبثه‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬المسموعة‭ ‬والمرئية‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الإغراءات‭ ‬الجسدية‭ ‬وما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬العاطفية‭ ‬والجنسية‭.. ‬كلها‭ ‬أسباب‭ ‬أوجدتها‭ ‬وسائل‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الأسر،‭ ‬وهي‭ ‬بالضرورة‭ ‬مؤثرة‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬الطلاق‭. ‬

وأوضحت‭ ‬مديرة‭ ‬مركز‭ ‬عائشة‭ ‬يتيم‭ ‬للإرشاد‭ ‬الأسري‭ ‬أن‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬أولى‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬لمؤسسة‭ ‬الزواج،‭ ‬واعتبره‭ ‬ميثاقاً‭ ‬غليظاً‭ ‬يوثق‭ ‬الرابطة‭ ‬الزواجية‭ ‬ويحرص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬انحلالها،‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬أضيق‭ ‬الحدود،‭ ‬ولذلك‭ ‬شُرّع‭ ‬الطلاق‭ ‬ولكن‭ ‬بشرط‭ ‬استحالة‭ ‬الحياة،‭ ‬وهو‭ ‬حلّ‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬منه‭ ‬يجد‭ ‬فيه‭ ‬المطلقون‭ ‬تخلصاً‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬والمشكلات‭ ‬المعقدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حدوث‭ ‬الطلاق‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬انتهاء‭ ‬كل‭ ‬الروابط‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬فقد‭ ‬تستمر‭ ‬الروابط‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمالية‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬الأطفال‭. ‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الطلاق‭ ‬يكون‭ ‬مصدراً‭ ‬للمشكلات‭ ‬والضغوط‭ ‬النفسية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬فيها،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬العدوانية‭ ‬والرغبة‭ ‬الجامحة‭ ‬في‭ ‬الانتقام‭ ‬والإيذاء‭ ‬النفسي‭ ‬والبدني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المطلقين،‭ ‬والذي‭ ‬بدوره‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬الاضطرابات‭ ‬النفسية‭ ‬مثل‭ ‬الاكتئاب‭ ‬والانعزال‭ ‬واليأس،‭ ‬وعدم‭ ‬اليقين‭ ‬بشأن‭ ‬المستقبل،‭ ‬كما‭ ‬تتحدد‭ ‬مستوى‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬للطلاق‭ ‬بالتقييم‭ ‬النفسي‭ ‬والرؤية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للموضوع‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمطلقين‭ ‬وأسرهم‭ ‬والبيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬المنفرة‭. ‬ويؤثر‭ ‬قرار‭ ‬إنهاء‭ ‬الرابطة‭ ‬الزواجية‭ ‬تأثيراً‭ ‬بالغاً‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭ ‬أيضاً،‭ ‬فيعانون‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الوجدانية‭ ‬وضعف‭ ‬البناء‭ ‬النفسي‭ ‬والذاتي‭ ‬وتزداد‭ ‬لديهم‭ ‬نوبات‭ ‬الغضب‭ ‬والعنف،‭ ‬والشعور‭ ‬الدائم‭ ‬بالخوف‭ ‬وفقدان‭ ‬الثقة‭ ‬بالآخرين‭. ‬

وشددت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مسؤولية‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭. ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نتصور‭ ‬السيناريو‭ ‬المستقبلي‭ ‬المتفائل‭ ‬الذي‭ ‬تنخفض‭ ‬فيه‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق،‭ ‬إن‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬خدمة‭ ‬الارشاد‭ ‬الأسري‭ ‬للمقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬كشرط‭ ‬إجباري‭ ‬لإتمام‭ ‬الزواج؛‭ ‬أسوةً‭ ‬بالتوعية‭ ‬بأهمية‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الاختصاصيون‭ ‬النفسيون‭ ‬والأسريون‭ ‬مع‭ ‬المطلقين‭ ‬وأسرهم،‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬آثار‭ ‬ونتائج‭ ‬صدمة‭ ‬الطلاق‭. ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬المشاعر‭ ‬والأفكار‭ ‬اللا‭ ‬تكيفية‭ ‬والسلبية،‭ ‬وانعدام‭ ‬القيمة‭ ‬والاحساس‭ ‬باللامعنى‭ ‬والعجز‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬التقبل،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬الذات‭ ‬والتمكن‭ ‬من‭ ‬استئناف‭ ‬الدور‭ ‬الأبوي‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا